كتاب

ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟

* (يزورُ المنشآتِ صباحَ مساء، متقمِّصًا شخصيَّة المواطنِ البسيطِ طالبِ الخدمةِ، وذلكَ لتعزيزِ الشفافيةِ والرقابةِ الذاتيَّةِ على جميعِ القطاعاتِ، وقياسِ مستوَى أدائهَا، ومعدَّلاتِ التَّغييرِ التِي تطرأُ عليهَا وفيهَا، وبالتَّالي معرفة الإيجابيَّاتِ وكذَا السلبيَّاتِ، والرفع بهَا لصاحبِ القرارِ؛ لتحسينِ جودةِ الرعايةِ والخدماتِ المقدَّمةِ)، هذَا ما يقومُ بهِ برنامجُ (الزَّائرِ السِّريِّ)، الذِي أطلقتهُ خلالَ المدَّةِ الماضيةِ وزارةُ الصحَّةِ؛ ليتجوَّلَ في جميعِ مرافقِهَا، ويلامسَ خدماتِها كافَّةً، حيثُ أكَّدت (الوزارةُ) نجاحَ البرنامجِ في تحقيقِ غايتهِ في إظهارِ الصورةِ الحقيقيَّةِ عن جهودِهَا إيجابًا وسلبًا.

*****


* فالشُّكرُ كلُّه لـ(وزارةِ الصحَّةِ) على تلكَ الخطوةِ الرائعةِ، ومَا أتطلَّعُ إليهِ تعميمُ تلكَ التجربةِ في مختلفِ الوزاراتِ والقطاعاتِ والهيئاتِ والإداراتِ الخدميَّةِ، فمثلًا وبالنسبةِ لي أتمنَّى أنْ يمرَّ (ذلكَ الزَّائرُ الخفيُّ) على (البنوكِ والمصارفِ)؛ ليكتشفَ بنفسِهِ قروضَهَا ذات العمولاتِ الكبيرةِ والتراكميَّةِ، وشروطهَا الكثيرةَ التي تحفظُ (فقطْ) حقوقهَا، في غيابٍ تامٍّ لصوتِ المواطنِ، وليرَى بأنَّهَا أصبحتْ «الخصمَ والقاضِيَ معًا»، فبمجرَّدِ الاختلافِ مع العميلِ، وبضغطةِ زرٍ تضعهُ في القائمةِ السوداءِ لـ»سمه».

*****


* أيضاً أرجو أنْ يطوف ذلك (الزائر الحبيب) المطاعم والكافيهات، التي أصبحت تسكن في كل شارع وزاوية؛ ليطلع على جودة تخزين وإعداد وتقديم أطعمتها ومشروباتها، ويقف على غلاء أسعار الكثير منها؛ حيث يدفع الزبون من عشرين إلى ثلاثين ريالا قيمة لمجرد فنجان قهوة أو شاي.

*****

* كذلكَ كمْ أرغبُ أنْ يتجوَّلَ ذلكَ (السريُّ اللطيفُ) في منصَّاتِ ومواقعِ وبرامجِ المحادثاتِ الإلكترونيَّةِ؛ ليكتشفَ مَا تتضمَّنهُ من خروجٍ عن الدِّينِ والقِيمِ، ودعواتٍ للتبرُّجِ والعنفِ، والمذهبيَّةِ والعنصريَّةِ، ونشرِ للشَّائعاتِ التِي تهدِّدُ أمنَ المجتمعِ والوطنِ، ويبقى -كثيرة- تلكَ المساحاتُ والسَّاحاتُ التي أتمنَّى أنْ تصلَ لهَا شفافيةُ (ذلكَ الزائرِ السريِّ الوطنيِّ)، فمَا سبقَ شيءٌ منهَا.. أمَّا أنتَ أيُّهَا القارئُ العزيزُ والصديقُ النَّبيلُ: فمَا القطاعُ أو الجهةُ التِي تودُّ أنْ يزورَهَا صاحبُنَا الزَّائرُ الكريمُ؟.. وسلامتكُم.

أخبار ذات صلة

حتى أنت يا بروتوس؟!
حراك شبابي ثقافي لافت.. وآخر خافت!
الأجيال السعودية.. من العصامية إلى التقنية الرقمية
فن الإقناع.. والتواصل الإنساني
;
عن الاحتراق الوظيفي!
سقطات الكلام.. وزلات اللسان
القطار.. في مدينة الجمال
يومان في باريس نجد
;
فن صناعة المحتوى الإعلامي
الإدارة بالثبات
أرقام الميزانية.. تثبت قوة الاقتصاد السعودي
ورود
;
حان دور (مؤتمر يالطا) جديد
الحضارة والتنمية
خط الجنوب وإجراء (مأمول)!
الشورى: مطالبة وباقي الاستجابة!!