كتاب

الأخلاقُ.. كائنٌ حيٌّ!

- الأخلاقُ.. مجموعةُ أحكامٍ قِيَميَّةٍ، وبعضهَا دينيَّةٌ، يتبنَّاهَا مجتمعٌ معيَّنٌ، تحاولُ ضبطَ معاييرِ التصرُّفاتِ الفرديَّةِ والجماعيَّةِ، لتضمنَ اتِّساقَ النمطِ العامِّ وسلاسةَ عملِ المُجتمعِ.. أي خلقَ شخصيَّةٍ فرديَّةٍ نمطيَّةٍ تقومُ بدورِهَا لسلامةِ أداءِ هذا المُجتمعِ، بغضِّ النَّظرِ عن كونهِ سليمًا أو مجنونًا!.

- الأحكامُ الأخلاقيَّةُ، متغيِّرةٌ، خاضعةٌ للعُرفِ والعادةِ والبيئةِ، وحُكمُنَا بالخيرِ والشرِّ نابعٌ من العاطفةِ التِي اكتسبناهَا مِن مُجتمعٍ جعَلنَا نُقدِّر الحسَنَ ونمقتُ القبيحَ.. فالمرءُ مدفوعٌ في فِكرهِ وسلوكهِ عادةً بدوافعِ العُقدِ النفسيَّةِ، والتربيةِ العائليَّةِ، واضطراباتِ الشَّخصيَّةِ، والميولِ العاطفيَّةِ والعقَديَّةِ، والمصلحةِ الفرديَّةِ، مهمَا ارتقَى في سُلَّم التَّعليمِ والمَكانةِ الاجتماعيَّةِ.


- نتيجةُ انحسارِ «المُروءةِ» يسهلُ على بعضِ السُّفهاءِ «شيطنة» العَلاقةِ بينَ الرَّجلِ والمرأةِ، وفي الواقعِ، أساسُ المُعضلاتِ بينَ الزَّوجَينِ، أو المرأةِ والرَّجلِ عمومًا، وأهمُّ سببٍ للتَّراشُقِ والنِّقاشاتِ والجدالاتِ والمُناوشاتِ وكَيْلِ الإهاناتِ في العَلاقةِ الشَّائكةِ بينهمَا هُو: غيابُ تاجِ الأخلاقِ.. «المُروءة»، إذْ تكادُ أخلاقُ الشَّهامةِ أنْ تنعدمَ، ولا يبقَى في السَّاحةِ غيرُ الوَضاعةِ والابتذالِ.

- وفي السِّياقِ نفسِهِ، المُزايدةُ والاستشرافُ على أخلاقِ ووطنيَّةِ وتديُّنِ الغَيْرِ، تُعطيانِكَ شُعورًا كاذبًا بالزُّهوِّ والغَلَبةِ والأفضليَّةِ وتحصيلِ التَّقديرِ، دونَ بذلِ جهدٍ أو إثباتِ أيِّ تفوُّقٍ، حتَّى لو كُنتَ تافهًا حقيرًا، أو وغدًا من الأوغادِ. إنَّ الكراهيةَ أسهلُ بكثيرٍ مِن الحُبِّ؛ لذَا يسهلُ الإيذاءُ على الإنسانِ، ويصعبُ عليهِ إسداءُ المَعروفِ. الكراهيةُ طينيَّةٌ واطِئةٌ.. الحُبُّ سماويٌّ مُتسامٍ.


- لعلَّ نظريَّةَ التطوُّرِ، تنطبقُ أيضًا على أخلاقِ الإنسانِ وسلوكيَّاتِهِ، فهِي تتطوُّرُ وتتكيَّفُ بحسْبِ الظروفِ الاجتماعيَّةِ من أجلِ البقاءِ. ومِن هُنَا كانت النَّفعيَّةُ وسلوكيَّاتُ التملُّقِ، من الضَّروراتِ في صراعِ الإنسانِ ضدَّ أخيهِ الإنسانِ. والدِّينُ، بِصورةٍ واقعيَّةٍ، الأقلُّ تأثيرًا في الأخلاقِ. «إنَّ الدِّينَ لا يردُعُ الإنسانَ عن عملٍ يشتهِي أنْ يقومَ بهِ إلَّا بِمقدارٍ ضئيلٍ. فتعاليمُ الدِّين يُفسُّرهَا الإنسانُ ويتأوُّلُهَا حسْب مَا تشتهِي نفسُهُ».. هكذَا قالَ (عليُّ الورديُّ).

- مِن مَكارمِ الأخلاقِ، أنْ نتعاملَ معَ الآخرِينَ استنادًا على إنسانيَّتهم، وليسَ على أساسِ أنَّهم أدواتٍ لتحقيقِ غاياتِنَا النَّفعيَّةِ.. إذْ مِن الفضيلةِ أنْ نكونَ أكثرَ تعاطفًا معَ ظُروفِهم وآلامِهم ومُعاناتِهم، ونُنمِّي لديهِم البَهجةَ والازدهارَ الدّاخليَّ، حتَّى لا يتحوَّلَ هذَا العَالمُ إلى جحيمٍ حقيقيٍّ لنَا جميعًا. يقولُ (فولتير): «إنَّ فعلَ الخيرِ، هو أفضلُ عبادةٍ يُمكنُ أنْ نُقدِّمهَا للهِ».

أخبار ذات صلة

حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
الحُب والتربية النبوية
;
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح
كأس نادي الصقور.. ختامها مسك
;
المدينـة النائمـة
كتاب التمكين الصحي.. منهج للوعي
الإسلام.. الدِّيانة الأُولى في 2060م
ما لا يرضاه الغرب للعرب!
;
العمل الخيري الصحي.. في ظل رؤية 2030
القمة العربية الإسلامية.. قوة وحدة القرارات
يا صبر عدنان !!
احذروا البخور!!