كتاب

شارع سلطانة!!

المدينةُ المنوَّرةُ، هِي المدينةُ التِي لنْ يستطيعَ أحدٌ أنْ يُنافسَ المسلمِينَ فخرَهُم كمَا يفتخرُونَ بهَا، فهِي عاصمةُ الإسلامِ الأُولَى، ونبراسُ الهدَى، ودارُ الإيمانِ والفرقانِ، حاضنةُ مسجدِ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- ومقامهِ الشَّريفِ، منهَا انبعثتْ مبادئُ الإسلامِ إلى النَّاسِ كافَّة، وتحتَ رايتِهَا توحَّدت الجزيرةُ العربيَّةُ لأوَّل مرَّة في التَّاريخِ، وانضوتْ تحتَ لوائِهَا كلٌّ من مصرَ والشامُ والعراقُ وفارسٌ؛ لتصبحَ القبائلُ العربيَّةُ أمَّةً تحقَّق على يديهَا وعدُ اللهِ -عزَّ وجلَّ- فكانتْ جديرةً بحملِ هذَا المجدِ المتألِّقِ، جيلًا بعدَ جيلٍ، وسُمِّيتْ بالعديدِ من الأسماءِ التِي اتَّفقَ عليهَا العديدُ من المؤرِّخِينَ، وهِي: طيبةٌ - طابةٌ - المسكينةُ - العذراءُ - الجابرةُ - المحبَّبةُ - المجبورةُ - يثربُ - الناجيةُ - آكلةُ البلدانِ - المحفوفةُ - المحفوظةُ - البارَّةُ - الحسيبةُ - الخيِّرةُ - دارُ الأبرارِ - دارُ الأخيارِ - ذاتُ الحرارِ - ذاتُ النَّخيلِ - دارُ الهجرةِ - دارُ السُّنَّةِ - العاصمةُ - المرزوقةُ - المرحومةُ - المحرَّمةُ - القاصمةُ - الشافيةُ - المختارةُ - المدينةُ، والاسمُ الأخيرُ هُو الذِي اتُّفِقَ عليهِ من قِبَل جمهورِ المسلمِينَ، فأصبحَ علمًا.

شارع سلطانة، أو طريق سلطانة، ذكره مؤرخ المدينة المطري، المتوفى سنة 741هـ في كتابه: «التعريف بما آنست الهجرة»؛ ممَّا يدل على قِدم الاسم وشهرته، واسم سلطانة ضارب في جذور تاريخ المدينة المنوَّرة، واليوم ارتبط هذا الشارع بالعلامات التجارية الكبيرة والمتعددة، حتى بات هو الشارع الحيوي والتجاري الأول بالمدينة، يقصدُهُ الجميعُ؛ لمَا فيهِ من مختلفِ الأنشطةِ التجاريَّةِ الهامَّةِ، وهُو الشَّارعُ الذِي لا ينامُ بالمدينةِ، ومنذُ فترةٍ وأنَا متردِّدٌ في تسليطِ الضوءِ على مَا يحدثُ في هذَا الشَّارعِ، وخصوصًا من بعدِ منتصفِ اللَّيلِ وحتَّى ساعاتِ الصباحِ الأُولَى.


حقيقةً، المشهدُ يتكرر أسبوعياً، يحملُ معهُ الكثيرَ من علاماتِ الاستفهامِ، من زحامٍ وتزاحمٍ شديدٍ، فيهِ تعطيلٌ مطولٌ على جميعِ مستخدمي الشارعِ، حتى أحياناً يتجاوزُ في مظهرهِ حدودَ اللائقِ والمألوفِ، في بعضِ صورِ الإزعاجِ والاستهتارِ من قبَل بعضِ المراهقينَ، وأعتقدُ أنَّ هذا الأمرَ تحولَ إلى ظاهرةٍ مجتمعيةٍ يحتاجُ إلى وقفةٍ ومراجعةٍ من قبَلِ المختصينَ والجهاتِ المعنيةِ، وكذَا أهالِي الشَّارعِ والأحياءِ المتَّصلةِ بهِ، وذلكَ أوَّلًا مراعاة لسكانِ هذَا الشَّارعِ من الإزعاجِ المستمرِ، وثانيًا مراعاة للذَّوقِ العامِّ في الحركةِ المروريَّةِ.

(هناكَ دورٌ مهمٌّ للأُسرِ في التصدِّي للظَّواهرِ المجتمعيَّةِ السلبيَّةِ، ودورهَا في المحافظةِ على التربيةِ والتنشئةِ السليمةِ لأبنائِهَا، وتحمُّل مسؤوليَّتهَا تجاههم).

أخبار ذات صلة

حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
الحُب والتربية النبوية
;
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح
كأس نادي الصقور.. ختامها مسك
;
المدينـة النائمـة
كتاب التمكين الصحي.. منهج للوعي
الإسلام.. الدِّيانة الأُولى في 2060م
ما لا يرضاه الغرب للعرب!
;
العمل الخيري الصحي.. في ظل رؤية 2030
القمة العربية الإسلامية.. قوة وحدة القرارات
يا صبر عدنان !!
احذروا البخور!!