كتاب
حرِّر تركيزك.. لتُتحرِّر شخصيتك
تاريخ النشر: 07 مايو 2024 23:50 KSA
* «مَا تُركِّز عليهِ هُو مَا يصنعُ شخصيَّتكَ».. هذهِ قاعدةٌ قديمةٌ قالَ بهَا حكماءُ اليونانِ قبلَ أكثرِ من 2000 سنةٍ.. لكنّها رغمَ هذهِ السنواتِ الطوالِ تبدُو مجهولةً للكثيرِينَ، وغيرَ معمولٍ بهَا إلَّا علَى نطاقِ وسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ؛ التِي أدركتْ خطورتَهَا واعتمدتَهَا كمنهجٍ لخطفِ تركيزِ وانتباهِ البشرِ حولَ العالمِ، وتوجيهِ حواسِّهِم إلى حيث مصالحهَا الخاصَّة، وزيادةِ أرباحِهَا!.
* لستُ ضدَّ وسائلِ التواصلِ، لكنِّني مؤمنٌ أنَّ بهَا الكثيرَ من ضروبِ الأدلجةِ التِي تحدثُ لأهدافٍ مختلفةٍ، أبسطهَا أدلجةٌ اقتصاديَّةٌ بحتةٌ، وأعقدهَا أدلجةٌ فكريَّةٌ ثقافيَّةٌ مركَّبةٌ، أو قلْ -إنْ شئتَ- (استعماريَّة).. إنْ كنتَ تعتقدُ أنَّني أُبالغُ، فمَا عليكَ سوَى التمعُّنِ في كيفيَّةِ (اصطيادِ) كلِّ منصَّةٍ لمتابعيهَا، وآليَّاتِ استدراجِهِم، ونوعِ الطُعمِ الذِي تُقدِّمهُ لهُم، وستدركُ أنَّنا كمتابعِينَ نمثِّلُ البائعَ والمشترِي، والسِّلعةَ والطُعمَ في الوقتِ نفسهِ!.
* هلْ لاحظتَ أنَّ انتباهنَا لمْ يعدْ مستقِّلًا كمَا كانَ؛ بعدَ أنْ اختطفتْ إشعاراتُ وسائلِ التواصلِ جزءًا كبيرًا منهُ؟! هلْ شاهدتَ كيفَ تتسابقُ مئاتُ المنصَّاتِ والمحطَّاتِ والإخباريَّاتِ والمنظَّماتِ على نَيلِ حصَّتهَا من (كعكةِ اهتمامِكَ)، من خلالِ سيلِ رسائلِهَا وإشعاراتِهَا التِي لا تتوقَّفُ، حتَّى أصبحتْ عقولنَا أشبهَ بـ(طائرةٍ دونَ طيَّارٍ)، تُقادُ وتُوجَّهُ عن بُعدٍ؟!.
* يقولُ (ويليام جيمس) مؤسِّسُ البراغماتيَّة: «تصبحُ الأفكارُ إدراكًا، ثُمَّ يصبحُ الإدراكُ حقيقةً فيمَا بعد.. لتغييرِ واقعكَ غيِّر أفكاركَ»، وهذَا صحيحٌ، فعندمَا يتحكَّمُ الآخرُونَ في انتباهِكَ؛ فإنَّهُم لا يُوجِّهُونَ تركيزكَ فقطْ.. بلْ يصنعُونَ سلوككَ وعاداتكَ، وإنْ لم نخترْ بأنفسِنَا نوعيةَ الأفكارِ والصورِ والرسائلِ التِي تمرُّ على عقولِنَا وانتباهِنَا يوميًّا، فسنبقَى أسرَى نتحرَّك من خلالِ (الريموت كنترول).
* المضحكُ أنَّ معظمَنَا يعتقدُ أنَّه هُو مَن يسيطرُ علَى وسائلِ التواصلِ، لكنَّ الحقيقةَ أنَّنا مجرَّد (سجناءَ) داخلَ تلكَ التطبيقاتِ، ويتمُّ ابتزازُنَا عاطفيًّا وذهنيًّا وماليًّا بلا رحمةٍ.. والأدهَى أنَّنا بِتنَا نستخدمُ هذهِ الوسائلَ كمصدرٍ للمعرفةِ والثقافةِ، وهذهِ كارثةٌ أُخْرى، فهِي كمَا يظهرُ من اسمِهَا وُجِدَتْ للتواصلِ بينَ النَّاسِ، لا كبديلٍ عن الكتبِ والمراجعِ.. فضلًا عن أنَّ بهَا كميَّةً من النفاياتِ والأكاذيبِ لا حدَّ لهَا!.
* في زمنِ المُشغلاتِ والفوضَى المعلوماتيَّةِ، والتحكُّم عن بُعد، يُعدُّ تحرير انتباهِكَ وتركيزِكَ؛ من أهمِّ أولوياتِ نجاحكَ، ولتحقيقِ ذلكَ نحتاجُ أوَّلًا لتقليصِ حجمِ (الثرثرةِ السلبيَّةِ الداخليَّةِ) في ذهنِكَ، من خلالِ المراجعةِ والتأمُّلِ.. ثمَّ تقليصِ (الثرثرةِ السلبيَّةِ الخارجيَّةِ) عن طريقِ التخلُّصِ من كلِّ ما يُشتِّتُ انتباهكَ من إشعاراتٍ ورسائلَ وصورٍ، تُروجُّهَا شِبَاكُ صيَّادِي وسائلِ التواصلِ لجذبِكَ نحوَ بحورِ التفاهةِ.. هذَا لَا يعنِي أنَّه يجبُ عليكَ أنْ تنغلقَ على نفسِكَ وترفضَ العالمَ الخارجيَّ كلَّهُ، المطلوبُ -فقطْ- أنْ تسألَ نفسَكَ قبلَ أنْ تمنحَ تركيزَكَ وانتباهَكَ لأيِّ أمرٍ: هلْ هذَا يستحقُّ انتباهِي فعلًا؟.. وستجدُ أنَّ الإجابةَ ستكونُ (لَا)، وبنسبةِ ٨٠٪!!.
* لستُ ضدَّ وسائلِ التواصلِ، لكنِّني مؤمنٌ أنَّ بهَا الكثيرَ من ضروبِ الأدلجةِ التِي تحدثُ لأهدافٍ مختلفةٍ، أبسطهَا أدلجةٌ اقتصاديَّةٌ بحتةٌ، وأعقدهَا أدلجةٌ فكريَّةٌ ثقافيَّةٌ مركَّبةٌ، أو قلْ -إنْ شئتَ- (استعماريَّة).. إنْ كنتَ تعتقدُ أنَّني أُبالغُ، فمَا عليكَ سوَى التمعُّنِ في كيفيَّةِ (اصطيادِ) كلِّ منصَّةٍ لمتابعيهَا، وآليَّاتِ استدراجِهِم، ونوعِ الطُعمِ الذِي تُقدِّمهُ لهُم، وستدركُ أنَّنا كمتابعِينَ نمثِّلُ البائعَ والمشترِي، والسِّلعةَ والطُعمَ في الوقتِ نفسهِ!.
* هلْ لاحظتَ أنَّ انتباهنَا لمْ يعدْ مستقِّلًا كمَا كانَ؛ بعدَ أنْ اختطفتْ إشعاراتُ وسائلِ التواصلِ جزءًا كبيرًا منهُ؟! هلْ شاهدتَ كيفَ تتسابقُ مئاتُ المنصَّاتِ والمحطَّاتِ والإخباريَّاتِ والمنظَّماتِ على نَيلِ حصَّتهَا من (كعكةِ اهتمامِكَ)، من خلالِ سيلِ رسائلِهَا وإشعاراتِهَا التِي لا تتوقَّفُ، حتَّى أصبحتْ عقولنَا أشبهَ بـ(طائرةٍ دونَ طيَّارٍ)، تُقادُ وتُوجَّهُ عن بُعدٍ؟!.
* يقولُ (ويليام جيمس) مؤسِّسُ البراغماتيَّة: «تصبحُ الأفكارُ إدراكًا، ثُمَّ يصبحُ الإدراكُ حقيقةً فيمَا بعد.. لتغييرِ واقعكَ غيِّر أفكاركَ»، وهذَا صحيحٌ، فعندمَا يتحكَّمُ الآخرُونَ في انتباهِكَ؛ فإنَّهُم لا يُوجِّهُونَ تركيزكَ فقطْ.. بلْ يصنعُونَ سلوككَ وعاداتكَ، وإنْ لم نخترْ بأنفسِنَا نوعيةَ الأفكارِ والصورِ والرسائلِ التِي تمرُّ على عقولِنَا وانتباهِنَا يوميًّا، فسنبقَى أسرَى نتحرَّك من خلالِ (الريموت كنترول).
* المضحكُ أنَّ معظمَنَا يعتقدُ أنَّه هُو مَن يسيطرُ علَى وسائلِ التواصلِ، لكنَّ الحقيقةَ أنَّنا مجرَّد (سجناءَ) داخلَ تلكَ التطبيقاتِ، ويتمُّ ابتزازُنَا عاطفيًّا وذهنيًّا وماليًّا بلا رحمةٍ.. والأدهَى أنَّنا بِتنَا نستخدمُ هذهِ الوسائلَ كمصدرٍ للمعرفةِ والثقافةِ، وهذهِ كارثةٌ أُخْرى، فهِي كمَا يظهرُ من اسمِهَا وُجِدَتْ للتواصلِ بينَ النَّاسِ، لا كبديلٍ عن الكتبِ والمراجعِ.. فضلًا عن أنَّ بهَا كميَّةً من النفاياتِ والأكاذيبِ لا حدَّ لهَا!.
* في زمنِ المُشغلاتِ والفوضَى المعلوماتيَّةِ، والتحكُّم عن بُعد، يُعدُّ تحرير انتباهِكَ وتركيزِكَ؛ من أهمِّ أولوياتِ نجاحكَ، ولتحقيقِ ذلكَ نحتاجُ أوَّلًا لتقليصِ حجمِ (الثرثرةِ السلبيَّةِ الداخليَّةِ) في ذهنِكَ، من خلالِ المراجعةِ والتأمُّلِ.. ثمَّ تقليصِ (الثرثرةِ السلبيَّةِ الخارجيَّةِ) عن طريقِ التخلُّصِ من كلِّ ما يُشتِّتُ انتباهكَ من إشعاراتٍ ورسائلَ وصورٍ، تُروجُّهَا شِبَاكُ صيَّادِي وسائلِ التواصلِ لجذبِكَ نحوَ بحورِ التفاهةِ.. هذَا لَا يعنِي أنَّه يجبُ عليكَ أنْ تنغلقَ على نفسِكَ وترفضَ العالمَ الخارجيَّ كلَّهُ، المطلوبُ -فقطْ- أنْ تسألَ نفسَكَ قبلَ أنْ تمنحَ تركيزَكَ وانتباهَكَ لأيِّ أمرٍ: هلْ هذَا يستحقُّ انتباهِي فعلًا؟.. وستجدُ أنَّ الإجابةَ ستكونُ (لَا)، وبنسبةِ ٨٠٪!!.