كتاب
الشَّفط الفظيع في الشفا البديع..!!
تاريخ النشر: 09 مايو 2024 00:15 KSA
عندمَا أشعرُ بحاجةٍ للاختلاءِ بنفسِي، أدِيرُ مفتاحَ تشغيلِ سيَّارتِي في بدايةِ النَّهارِ، وأقطعُ مسافةً تزيدُ عن ١٥٠ كيلًا من جدَّة إلى الطَّائفِ، وتحديدًا إلى الشفَا، حيث الجوُّ.. ولا أروعُ، والهدوءُ.. خصوصًا في غيرِ نهايةِ الأسبوعِ، والجبالُ المهيبةُ التِي تُشرفُ على مزارعِ الوردِ والبرشوميِّ، الذِي هُو أفضلُ تينٍ شوكيٍّ مذاقًاِ في العالمِ.
ومركازِي فِي الشفَا هُو مقهى شعبيٌّ يقعُ على ضفَّةِ الشَّارعِ الوحيدِ والعامِّ في الشفَا، ومِن كثرةِ ارتيادِي لهُ أصبحَ صاحبُ المقهَى اليمنيُّ الجنسيَّة يحجزُ مكانِي المُفضَّلَ فيهِ، وهُو تحتَ شجرةٍ كبيرةٍ تقينِي من أشعَّةِ الشَّمسِ، ولا تمنعُ عنِّي نسماتِ الهواءِ العليلِ الذِي يبحثُ عنهُ في الصيفِ أهلُ مكَّة المكرَّمة وجدَّة، مثل مَن يبحثُ عن الكنزِ الثَّمينِ، وينشدُ راحةَ البالِ الأثمنَ من كلِّ الكنوزِ.
وفي آخرِ خلوةٍ بنفسِي فِي الشفَا نهارَ الأحدِ الماضِي، ووسطَ هدوءٍ أعشقهُ للثمالةِ، تشتَّت فجأةً هذَا الهدوءُ؛ بسببِ إزعاجِ صوتِ مضخَّةِ عربةٍ ضخمةٍ تشفطُ مياهَ المجارِي من بيَّارةِ بعضِ المرافقِ هناكَ، وبالسُّؤالِ علمتُ أنَّ الشفَا يفتقرُ لنظامِ صرفٍ صحيٍّ حضاريٍّ، قدْ ظنَّنتُ أنَّنا غطَّينَا كلَّ مدنِنَا وقُرانَا بهِ، والبديلُ هُو هذَا الشَّفطُ البدائِيُّ الذِي لَا أعلمُ متَى نُطلِّقهُ طلاقًا بائِنًا لَا رجعةَ فيهِ؟.
وليتَ شعرِي.. مَن أعاتبُ؟ هلْ أعاتبُ شركةَ المياهِ الوطنيَّةِ؟ أمْ أمانةَ الطَّائفِ؟ أمْ كلتيهمَا؟ على ترْكِ منطقةٍ سياحيَّةٍ صغيرةٍ، بل صغنُونةٍ دونَ نظامِ صرفٍ صحيٍّ لَا يُكلِّفُ إلَّا القليلَ مِن المالِ؟ ليسَ لخاطرِ عيونِي، بلْ لأجلِ تبييضِ وجوهِنَا أمامَ أفواجِ السُيَّاحِ المحليِّينَ ومن الخارجِ ممَّن يتنامَى عددُهُم يومًا بعدَ يومٍ، وهكذَا خدشَ الشفطُ الفظيعُ الشفَا البديعَ، وطغتْ رائحةُ العفونةِ على رائحةِ الوردِ، وتوقَّفَ وردُ الطَّائفِ وعنبُهُ ورُمَّانُهُ وريحانُهُ عن الضَّحكِ والابتسامةِ، عكسَ مَا كانَ أهلُ الطَّائفِ يصفُونَهم بهِ، وأنَا مِن أهلِ الطَّائفِ، قدْ سقطَ رأسِي وترعرعتُ بهِ.
نحتاجُ لتطويرٍ نوعيٍّ حكوميٍّ لبِنيةِ الشفَا التحتيَّةِ، مثلمَا تطوَّرتْ مقاهيه واستراحاتُهُ بمجهودٍ ذاتيٍّ من القطاعِ الخاصِّ، هُو وغيرُه من منتجعاتِ الطَّائفِ الجميلةِ، وذرونَا ننشدُ سعيدِينَ حينَ نعودُ من الطَّائفِ لبيوتِنَا سالِمِينَ وغانمِينَ:
جِينَا من الطَّائف.. والطَّائف رَخَا رَخَا.
والسَّاقيَّة تسقِي.. يَا سَمَا سَمَا.
ومركازِي فِي الشفَا هُو مقهى شعبيٌّ يقعُ على ضفَّةِ الشَّارعِ الوحيدِ والعامِّ في الشفَا، ومِن كثرةِ ارتيادِي لهُ أصبحَ صاحبُ المقهَى اليمنيُّ الجنسيَّة يحجزُ مكانِي المُفضَّلَ فيهِ، وهُو تحتَ شجرةٍ كبيرةٍ تقينِي من أشعَّةِ الشَّمسِ، ولا تمنعُ عنِّي نسماتِ الهواءِ العليلِ الذِي يبحثُ عنهُ في الصيفِ أهلُ مكَّة المكرَّمة وجدَّة، مثل مَن يبحثُ عن الكنزِ الثَّمينِ، وينشدُ راحةَ البالِ الأثمنَ من كلِّ الكنوزِ.
وفي آخرِ خلوةٍ بنفسِي فِي الشفَا نهارَ الأحدِ الماضِي، ووسطَ هدوءٍ أعشقهُ للثمالةِ، تشتَّت فجأةً هذَا الهدوءُ؛ بسببِ إزعاجِ صوتِ مضخَّةِ عربةٍ ضخمةٍ تشفطُ مياهَ المجارِي من بيَّارةِ بعضِ المرافقِ هناكَ، وبالسُّؤالِ علمتُ أنَّ الشفَا يفتقرُ لنظامِ صرفٍ صحيٍّ حضاريٍّ، قدْ ظنَّنتُ أنَّنا غطَّينَا كلَّ مدنِنَا وقُرانَا بهِ، والبديلُ هُو هذَا الشَّفطُ البدائِيُّ الذِي لَا أعلمُ متَى نُطلِّقهُ طلاقًا بائِنًا لَا رجعةَ فيهِ؟.
وليتَ شعرِي.. مَن أعاتبُ؟ هلْ أعاتبُ شركةَ المياهِ الوطنيَّةِ؟ أمْ أمانةَ الطَّائفِ؟ أمْ كلتيهمَا؟ على ترْكِ منطقةٍ سياحيَّةٍ صغيرةٍ، بل صغنُونةٍ دونَ نظامِ صرفٍ صحيٍّ لَا يُكلِّفُ إلَّا القليلَ مِن المالِ؟ ليسَ لخاطرِ عيونِي، بلْ لأجلِ تبييضِ وجوهِنَا أمامَ أفواجِ السُيَّاحِ المحليِّينَ ومن الخارجِ ممَّن يتنامَى عددُهُم يومًا بعدَ يومٍ، وهكذَا خدشَ الشفطُ الفظيعُ الشفَا البديعَ، وطغتْ رائحةُ العفونةِ على رائحةِ الوردِ، وتوقَّفَ وردُ الطَّائفِ وعنبُهُ ورُمَّانُهُ وريحانُهُ عن الضَّحكِ والابتسامةِ، عكسَ مَا كانَ أهلُ الطَّائفِ يصفُونَهم بهِ، وأنَا مِن أهلِ الطَّائفِ، قدْ سقطَ رأسِي وترعرعتُ بهِ.
نحتاجُ لتطويرٍ نوعيٍّ حكوميٍّ لبِنيةِ الشفَا التحتيَّةِ، مثلمَا تطوَّرتْ مقاهيه واستراحاتُهُ بمجهودٍ ذاتيٍّ من القطاعِ الخاصِّ، هُو وغيرُه من منتجعاتِ الطَّائفِ الجميلةِ، وذرونَا ننشدُ سعيدِينَ حينَ نعودُ من الطَّائفِ لبيوتِنَا سالِمِينَ وغانمِينَ:
جِينَا من الطَّائف.. والطَّائف رَخَا رَخَا.
والسَّاقيَّة تسقِي.. يَا سَمَا سَمَا.