كتاب
الشكر والامتنان لـ(#قوة_الآن)!
تاريخ النشر: 11 مايو 2024 22:48 KSA
بَعدَ دِرَاسةٍ عَميقَةٍ، وتَأمُّلٍ طَويلٍ فِي مَدرسةِ الحيَاةِ، وَجدتُ أنَّ (قِيمةَ اللَّحظَةِ) و(قوَّةَ الآنَ)؛ تَكادُ تَكونُ مَفقُودَةً، فالنَّاسُ فِي الغَالِبِ يُوزِّعُونَ جهُودَهُم بَين البُكَاءِ عَلَى الأَمسِ، أَو القَلقِ نَحوَ المُستَقبَلِ، مَعَ أَنَّ هُنَاكَ مَنطقةً فِي الوَسطِ تُسمَّى بـ(اللَّحظَةِ)، أَو (الآنَ).. هَذهِ المَنطِقَةُ يَغفلُ عَنهَا الكَثيرُونَ، ومِن الغَريبِ أَنْ نَبكِي عَلَى اللَّحظَةِ بَعدَ مرُورِ السنوَاتِ..!
وقَد وَجدتُ أنَّ أَكثَرَ الذِينَ يَتبَاكُونَ عَلَى المَاضِي، ويَقُولُونَ: كُنَّا زَمَانَ كَذَا، وأَينَ هُو الزَّمنُ الجَميلُ، و»جيلُ الطَّيِّبين»؟ هُم فِي ذَلِكَ الوَقتِ؛ لَم يَشعرُوا بـ(قوَّة اللَّحظَةِ) آنذَاك، ولَكنْ الآنَ عِندَمَا انفَرطَتْ مِنهُم، وتَولَّتْ وذَهبَتْ، صَارُوا يَبكُونَ عَليهَا..!
حَتَّى هَذَا المَقَال الذِي تَقرأهُ الآنَ، وأَنتَ بحَالةٍ نَفسيَّةٍ عَاديَّةٍ، بَعدَ (10) سِنين، ستَتحسَّرُ وتَقولُ: آآآه، مَا أَجمَلَ هَذا الزَّمنُ! عِندَمَا كُنتُ أَقبضُ عَلَى الجَوَّالِ، وأَقرَأُ مَقَالَاتِ «العرفجِ»..!
لِمَاذَا لَا نَعيشُ اللَّحظَةَ؟ هَذَا هُو السُّؤَالُ، وسأُحَاولُ اليَوم أَنْ أَطرَحَ بَعضَ الإجَابَاتِ عَليهِ، وسأُكمِلُ البَعضَ الآخَرَ فِي مَقالاتٍ مقَبلةٍ -بإذنِ اللهِ-.
(مِن الأَشيَاءِ التِي لَا تَجعلُنَا نَعيشُ جَمَاليَّاتِ اللَّحظَةِ، أنَّنَا دَائِمًا نُفكِّرُ فِيمَا لَا نَملكُ، ونَتجَاهلُ مَا نَملك..!
نَحنُ نُريدُ هَذَا.. ونُريدُ ذَاكَ.. وإذَا لَم نَحصُلْ عَليهمَا، فلَنْ نَتوقَّفَ عَن التَّفكيرِ فِيهمَا.. ونَظل غَير رَاضِينَ. الغَريبُ أَنَّنَا إذَا حَصلنَا عَلَى مَا نُريدُ، فإنَّنَا نُعَاودُ التَّفكيرَ فِي حَاجَاتِنَا الأُخْرَى، ونَظلُّ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:
(نَروحُ ونَغدُو لحَاجَاتِنَا
وحَاجَاتِ مَن عَاشَ لَا تَنقَضِي
تَموتُ مَعَ المَرءِ حَاجَاتُهُ
وَتَبقَى لَه حَاجَةٌ مَا بَقِي)!
إنَّ الإنسانَ الناضجَ، صاحبَ الكاريزمَا يعيشُ الواقعَ، ويستفيدُ من الماضِي، ويخطِّطُ للمستقبلِ، ولكنَّهُ يركِّزُ على اللَّحظةِ الرَّاهنةِ، وقدْ انتبهَ إلى ذلكَ الشَّاعرُ فقالَ:
«مَا مَضَى مَاتَ، والمُؤمَّلُ غيبٌ
ولكَ السَّاعة التِي أنتَ فيهَا».
يا قومِ إنَّ الاستمتاعَ باللَّحظةِ الحاضرةِ، يدلُّ علَى نضجِ العقلِ وفهمِ الحياةِ، فالإنسانُ لا يمكنُ أنْ يعيشَ في زمنَينِ فِي وقتٍ واحدٍ؛ لأنَّه سيصبحُ مثلَ الشَّاعرِ عيسى ابن الفاسي حينَ قالَ:
عتبتُ علَى عمرو فلَّمَا فَقَدْتُهُ
وَجَرَّبتُ أقوامًا بكيتُ علَى عمرِو
أو سيصبحُ كمَا يقولُ إيليا أبو ماضي:
يَا مَنْ يَحِنُّ إِلَى غَدٍ فِي يَوْمِهِ
قَدْ بِعْتَ مَا تَدْرِي بِمَا لَا تَعْلَمُ.!
أو سيقولُ مثلَ البيتِ المنسوبِ لعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه- حينَ قالَ:
«رُبَّ يومٍ بكيتُ منهُ فَلَّمَا
صِرتُ فِي غيرِهِ بَكيتُ عليهِ»
إنَّ عيشَ اللَّحظةِ والانتفاعَ بقوَّةِ الآنَ، هِي من صفاتِ أصحابِ الكاريزما، الذِينَ يعرفُونَ كيفَ يستثمرُونَ أوقاتِهِم ..!
حسنًا.. مَا الحَلُّ؟!
أَمَام هَذهِ الإشكَاليَّةِ، طَرحَ الدُّكتور (ريتشارد كارلسون) طَريقَةً جيِّدةً؛ لكَي نعيشَ اللَّحظةَ، ونَتوقَّفَ عَن هَذَا الرَّكضِ خَلفَ مَا نُريدُ، وَلِكَي نَكونَ سُعدَاءَ أَيضًا، حَيثُ قَالَ: هُنَاكَ طَريقَةٌ يُمكنهَا أَنْ تَجعلنَا سُعدَاءَ، هَذهِ الطَّريقَةُ هِي تَحويلُ تَركيزِنَا مِن التَّفكيرِ فِيمَا نُريدُ، إلَى التَّركيزِ فِيمَا نَملُكُ بالفِعلِ..!
ويطرحُ هذَا المثالَ ويقولُ: بَدلًا مِن التَّفكيرِ فِي تَغييرِ شَخصيَّةِ زَوجتكَ، حَاولْ أَنْ تُفكِّرَ فِي خصَالهَا الطيِّبَةِ.. وبَدلًا مِن الشَّكوَى مِن ضَعفِ رَاتبكَ، حَاولْ أَنْ تَكونَ قَانِعًا بوَظيفتِكَ.. وبَدلًا مِن التَّفكيرِ فِي عَدمِ قُدرَتِكَ؛ عَلى قَضَاءِ الإجَازةِ فِي جُزرِ هَاوَاي، انظُرْ إلَى المُتعَةِ التِي تَجدهَا فِي قُربِكَ مِن بَيتِكَ..!
إنَّ بَابَ الاحتمَالَاتِ لَا يَنتَهِي، وعِندَهَا تَجد أنَّكَ تَقتَربُ مِن الوقُوعِ فِي فَخِ رَغبَاتكَ؛ فِي حيَاةٍ مُختَلِفَةٍ، سَاعتهَا ارجَعْ، وحَاولْ البدءَ مِن جَديدٍ..!
حَسنًا.. مَاذَا بَقِيَ؟!
بَقِيَ القَولُ: إنَّنَي مُنذُ فَترَةٍ طَويلَةٍ؛ أَدركتُ أَنَّ الخشُوعَ يَعنِي استحضَارَ اللَّحظَةِ، والتَّركيزَ فِيهَا، ومِن ذَلكَ الوَقتِ، بَدأتُ أَجعلَ الخشُوعَ لَيس فِي الصَّلَاةِ فَقَط، بَلْ فِي سَائِرِ حيَاتِي، بحَيثُ أَعيشُ اللَّحظَةَ، وأَستَمتعُ بـ(قوَّة الآنَ)، وأُدركُ أنَّ الزَّمنَ الحَقيقيَّ الذِي نَعيشُ فِيهِ، هُو هَذَا الزَّمَنُ، ولقَدْ صَدقَ الشَّاعِرُ حِينَ قَالَ:
(مَا مَضَى فَاتَ والمُؤمَّلُ غيبٌ
وَلَكَ السَّاعةُ التِي أَنتَ فِيهَا)!!
وقَد وَجدتُ أنَّ أَكثَرَ الذِينَ يَتبَاكُونَ عَلَى المَاضِي، ويَقُولُونَ: كُنَّا زَمَانَ كَذَا، وأَينَ هُو الزَّمنُ الجَميلُ، و»جيلُ الطَّيِّبين»؟ هُم فِي ذَلِكَ الوَقتِ؛ لَم يَشعرُوا بـ(قوَّة اللَّحظَةِ) آنذَاك، ولَكنْ الآنَ عِندَمَا انفَرطَتْ مِنهُم، وتَولَّتْ وذَهبَتْ، صَارُوا يَبكُونَ عَليهَا..!
حَتَّى هَذَا المَقَال الذِي تَقرأهُ الآنَ، وأَنتَ بحَالةٍ نَفسيَّةٍ عَاديَّةٍ، بَعدَ (10) سِنين، ستَتحسَّرُ وتَقولُ: آآآه، مَا أَجمَلَ هَذا الزَّمنُ! عِندَمَا كُنتُ أَقبضُ عَلَى الجَوَّالِ، وأَقرَأُ مَقَالَاتِ «العرفجِ»..!
لِمَاذَا لَا نَعيشُ اللَّحظَةَ؟ هَذَا هُو السُّؤَالُ، وسأُحَاولُ اليَوم أَنْ أَطرَحَ بَعضَ الإجَابَاتِ عَليهِ، وسأُكمِلُ البَعضَ الآخَرَ فِي مَقالاتٍ مقَبلةٍ -بإذنِ اللهِ-.
(مِن الأَشيَاءِ التِي لَا تَجعلُنَا نَعيشُ جَمَاليَّاتِ اللَّحظَةِ، أنَّنَا دَائِمًا نُفكِّرُ فِيمَا لَا نَملكُ، ونَتجَاهلُ مَا نَملك..!
نَحنُ نُريدُ هَذَا.. ونُريدُ ذَاكَ.. وإذَا لَم نَحصُلْ عَليهمَا، فلَنْ نَتوقَّفَ عَن التَّفكيرِ فِيهمَا.. ونَظل غَير رَاضِينَ. الغَريبُ أَنَّنَا إذَا حَصلنَا عَلَى مَا نُريدُ، فإنَّنَا نُعَاودُ التَّفكيرَ فِي حَاجَاتِنَا الأُخْرَى، ونَظلُّ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:
(نَروحُ ونَغدُو لحَاجَاتِنَا
وحَاجَاتِ مَن عَاشَ لَا تَنقَضِي
تَموتُ مَعَ المَرءِ حَاجَاتُهُ
وَتَبقَى لَه حَاجَةٌ مَا بَقِي)!
إنَّ الإنسانَ الناضجَ، صاحبَ الكاريزمَا يعيشُ الواقعَ، ويستفيدُ من الماضِي، ويخطِّطُ للمستقبلِ، ولكنَّهُ يركِّزُ على اللَّحظةِ الرَّاهنةِ، وقدْ انتبهَ إلى ذلكَ الشَّاعرُ فقالَ:
«مَا مَضَى مَاتَ، والمُؤمَّلُ غيبٌ
ولكَ السَّاعة التِي أنتَ فيهَا».
يا قومِ إنَّ الاستمتاعَ باللَّحظةِ الحاضرةِ، يدلُّ علَى نضجِ العقلِ وفهمِ الحياةِ، فالإنسانُ لا يمكنُ أنْ يعيشَ في زمنَينِ فِي وقتٍ واحدٍ؛ لأنَّه سيصبحُ مثلَ الشَّاعرِ عيسى ابن الفاسي حينَ قالَ:
عتبتُ علَى عمرو فلَّمَا فَقَدْتُهُ
وَجَرَّبتُ أقوامًا بكيتُ علَى عمرِو
أو سيصبحُ كمَا يقولُ إيليا أبو ماضي:
يَا مَنْ يَحِنُّ إِلَى غَدٍ فِي يَوْمِهِ
قَدْ بِعْتَ مَا تَدْرِي بِمَا لَا تَعْلَمُ.!
أو سيقولُ مثلَ البيتِ المنسوبِ لعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه- حينَ قالَ:
«رُبَّ يومٍ بكيتُ منهُ فَلَّمَا
صِرتُ فِي غيرِهِ بَكيتُ عليهِ»
إنَّ عيشَ اللَّحظةِ والانتفاعَ بقوَّةِ الآنَ، هِي من صفاتِ أصحابِ الكاريزما، الذِينَ يعرفُونَ كيفَ يستثمرُونَ أوقاتِهِم ..!
حسنًا.. مَا الحَلُّ؟!
أَمَام هَذهِ الإشكَاليَّةِ، طَرحَ الدُّكتور (ريتشارد كارلسون) طَريقَةً جيِّدةً؛ لكَي نعيشَ اللَّحظةَ، ونَتوقَّفَ عَن هَذَا الرَّكضِ خَلفَ مَا نُريدُ، وَلِكَي نَكونَ سُعدَاءَ أَيضًا، حَيثُ قَالَ: هُنَاكَ طَريقَةٌ يُمكنهَا أَنْ تَجعلنَا سُعدَاءَ، هَذهِ الطَّريقَةُ هِي تَحويلُ تَركيزِنَا مِن التَّفكيرِ فِيمَا نُريدُ، إلَى التَّركيزِ فِيمَا نَملُكُ بالفِعلِ..!
ويطرحُ هذَا المثالَ ويقولُ: بَدلًا مِن التَّفكيرِ فِي تَغييرِ شَخصيَّةِ زَوجتكَ، حَاولْ أَنْ تُفكِّرَ فِي خصَالهَا الطيِّبَةِ.. وبَدلًا مِن الشَّكوَى مِن ضَعفِ رَاتبكَ، حَاولْ أَنْ تَكونَ قَانِعًا بوَظيفتِكَ.. وبَدلًا مِن التَّفكيرِ فِي عَدمِ قُدرَتِكَ؛ عَلى قَضَاءِ الإجَازةِ فِي جُزرِ هَاوَاي، انظُرْ إلَى المُتعَةِ التِي تَجدهَا فِي قُربِكَ مِن بَيتِكَ..!
إنَّ بَابَ الاحتمَالَاتِ لَا يَنتَهِي، وعِندَهَا تَجد أنَّكَ تَقتَربُ مِن الوقُوعِ فِي فَخِ رَغبَاتكَ؛ فِي حيَاةٍ مُختَلِفَةٍ، سَاعتهَا ارجَعْ، وحَاولْ البدءَ مِن جَديدٍ..!
حَسنًا.. مَاذَا بَقِيَ؟!
بَقِيَ القَولُ: إنَّنَي مُنذُ فَترَةٍ طَويلَةٍ؛ أَدركتُ أَنَّ الخشُوعَ يَعنِي استحضَارَ اللَّحظَةِ، والتَّركيزَ فِيهَا، ومِن ذَلكَ الوَقتِ، بَدأتُ أَجعلَ الخشُوعَ لَيس فِي الصَّلَاةِ فَقَط، بَلْ فِي سَائِرِ حيَاتِي، بحَيثُ أَعيشُ اللَّحظَةَ، وأَستَمتعُ بـ(قوَّة الآنَ)، وأُدركُ أنَّ الزَّمنَ الحَقيقيَّ الذِي نَعيشُ فِيهِ، هُو هَذَا الزَّمَنُ، ولقَدْ صَدقَ الشَّاعِرُ حِينَ قَالَ:
(مَا مَضَى فَاتَ والمُؤمَّلُ غيبٌ
وَلَكَ السَّاعةُ التِي أَنتَ فِيهَا)!!