كتاب

المعهد الوطني لأبحاث الصحة في جامعة المؤسس

أُنشئتْ وزارةُ الصحَّةِ فِي المملكةِ عامَ 1950، أي قبل خمسةٍ وسبعينَ عامًا؛ ممَّا يدلُّ علَى اهتمامِ الدَّولةِ -حفظَها اللهُ- بالشَّأنِ الصحيِّ، ولم يقتصر الاهتمامُ علَى فتحِ المستشفياتِ، إنَّمَا تبعَ ذلكَ إنشاءُ الكليَّاتِ الصحيَّةِ، مثل: الطبِّ والصيدلةِ، وكانت البدايةُ عامَ 1959 بكليَّةِ الصيدلةِ في جامعةِ الملكِ سعود، ومنذُ ذلكَ الوقتِ، وإلى يومِنَا هذَا، والحركةُ الصحيَّةُ فِي تقدُّمٍ مستمرٍّ حتَّى غدَت المملكةُ -اليومَ- فِي مصافِّ الدولِ المتقدِّمةِ فِي مجالِ الطبِّ.

الحِراكُ فِي وزارةِ الصحَّةِ -اليومَ- يعيشُ تفعيلَ الأبحاثِ الصحيَّةِ في الجهاتِ المتعدِّدةِ فِي الوطنِ؛ لتكونَ فِي خدمةِ صحَّةِ الإنسانِ، ومِن ذلكَ اللقاءُ الذِي سعدتُ بحضورِهِ فِي جامعةِ الملكِ عبدالعزيز، الذِي أقامتهُ وكالةُ الجامعةِ للدِّراساتِ العُليا والبحثِ العلميِّ، ممثَّلةً في عمادةِ البحثِ العلميِّ، جمعَ بينَ مسؤولِي المعهدِ الوطنيِّ لأبحاثِ الصحَّةِ معَ الباحثِينَ والباحثاتِ، والذِي أعدُّهُ شخصيًّا مبادرةً للتَّقاربِ الأمثلِ بينَ وزارةِ الصحَّةِ والجامعةِ؛ لخدمةِ الوطنِ. وقدْ مثَّلَ المعهدَ الرئيسُ التنفيذيُّ الأستاذُ الدكتورُ فارس العنزي، والمشرفُ علَى مبادرةِ أبحاثِ الأوبئةِ والتقنيةِ الحيويَّةِ الدكتورُ مساعد الشمري.


وتتمثَّلُ أهدافُ المعهدِ فِي تمويلِ الأبحاثِ الانتقاليَّةِ والتجاربِ السريريَّةِ وكفاءةِ مخرجاتِهَا، وتوحيدِ الجهودِ علَى مستوَى الوطنِ، فيمَا يخصُّ ذلكَ، بالإضافةِ إلى تحويلِ نتائج تلكَ الأبحاث إلى فوائدَ صحيَّةٍ واقتصاديَّةٍ، وحرصِي الكبيرُ دفعنَي أنْ أستوضحَ عَن الخططِ العمليَّةِ لردمِ الفجوةِ أوَّلًا فِي تحقيقِ التعاونِ بينَ الجهاتِ البحثيَّةِ فِي المملكةِ، وثانيًا في الاستفادةِ الصحيَّةِ مِن المنتجاتِ البحثيَّةِ، والعملِ علَى تذليلِ الصعوباتِ التِي تواجهُ الباحثِينَ والباحثاتِ في الجامعاتِ، وعلَى عكسِ مَا كنتُ أتوقَّعُ مِن الإجابةِ، فإنَّ مسؤولِي المعهدِ شرحُوا خطَّةً عمليَّةً تنمي عن الإلمامِ بالمرحلةِ الجديدةِ التِي يواكبُ فيهَا المعهدُ رؤيةَ المملكةِ 2030، ولا شكَّ أنَّ طرحَ المعهدِ لتبنِّي أبحاثٍ أو مقترحاتٍ بحثيَّةٍ ذاتِ علاقةٍ بالجانبِ الصحيِّ سيمنحُ المملكةَ أنْ تكونَ رائدةً فِي الاكتشافاتِ الدوائيَّةِ والمعالجاتِ الطبيَّةِ البيولوجيَّةِ الحديثةِ، مثل المعالجاتِ الخلويَّةِ والجينيَّةِ، خاصَّةً منهَا ما لهُ علاقةٌ بالأمراضِ المزمنةِ أو المستعصيةِ.

كما كان هناك سؤال من إحدى الباحثات، عن الأبحاث ذات الجوانب المعرفية، في أسباب خصائص الأمراض، ومدى الاهتمام بها في المجتمع السعودي، والتي تم شرحها بإسهاب من قبل الدكتور فارس العنزي، وهو جانب لم يأخذ حظه في أبحاث الصحة، وضرب أمثلة لذلك؛ مما جعلني أقترح عليه لو أن المعهد يتقدم بمقترحات بحثية للجامعات تهم الشأن الصحي.


إنَّ الفرصةَ -اليومَ- متاحةٌ في مبادرةِ المعهدِ فِي دعمهِ لأبحاثِ الأوبئةِ والتقنيةِ الحيويَّةِ، وأظنُّهُ لنَ يقتصرَ عليهَا؛ لأنَّه مدعوٌّ لدعمِ المزيدِ من التنوُّعِ البحثيِّ الصحيِّ، فالتَّعاونُ بينَ الجهاتِ المتعدِّدةِ ذاتِ الهدفِ الواحدِ يصنعُ لهَا وللوطنِ تقدُّمًا فِي مجالِهَا، فشكرًا للمعهدِ الوطنيِّ لأبحاثِ الصحَّةِ، وشكرًا لوكالةِ الدراساتِ العُليا والبحثِ العلميِّ، ممثَّلةً فِي عمادةِ البحثِ العلميِّ علَى هذَا التضافرِ، الذِي سيكونُ لهُ نتائجُهُ الإيجابيَّةُ علَى الوطنِ -بإذنِ اللهِ-.

أخبار ذات صلة

حتى أنت يا بروتوس؟!
حراك شبابي ثقافي لافت.. وآخر خافت!
الأجيال السعودية.. من العصامية إلى التقنية الرقمية
فن الإقناع.. والتواصل الإنساني
;
عن الاحتراق الوظيفي!
سقطات الكلام.. وزلات اللسان
القطار.. في مدينة الجمال
يومان في باريس نجد
;
فن صناعة المحتوى الإعلامي
الإدارة بالثبات
أرقام الميزانية.. تثبت قوة الاقتصاد السعودي
ورود
;
حان دور (مؤتمر يالطا) جديد
الحضارة والتنمية
خط الجنوب وإجراء (مأمول)!
الشورى: مطالبة وباقي الاستجابة!!