كتاب

استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب

لعبَ الذكاءُ الاصطناعيُّ دورًا محوريًّا فِي الحروبِ التِي تندلعُ بينَ الدولِ فِي وقتنَا الحاضرِ، وأدَّى إلى ارتفاعٍ كبيرٍ فِي الدَّمارِ وعددِ الضَّحايَا وخاصَّةً مِن المدنيِّينَ.

وكمَا يقولُ الخبراءُ، فإنَّ عسكرةَ الذكاءِ الاصطناعيِّ لهَا آثارٌ خطيرةٌ على الأمنِ والسَّلامِ العالميِّ، فهُو يزيدُ من نشرِ أنظمةِ الأسلحةِ الفتَّاكةِ التِي يمكنُ أنْ تعملَ بمعزلٍ عن مساعدةِ العنصرِ البشريِّ، ويؤدِّي ذلكَ إلى زيادةِ الهيمنةِ العسكريَّةِ للدولِ الكُبْرى المتقدِّمةِ، فالأسلحةُ التقليديَّةُ أصبحتْ حاليًّا أكثرَ ذكاءً بواسطةِ الذكاءِ الاصطناعيِّ، خاصَّةً فِي مجالِ مصادرِ المعلوماتِ الاستخباراتيَّةِ في تحديدِ الأهدافِ، وكذلكَ في توجيهِ الصَّواريخِ وأنظمةِ التجسسِ.


أمَّا من وجهةِ نظرِ الدكتورةِ «باولا ريكورتي» الأستاذةِ بمركزِ المجتمعِ فِي جامعةِ (هارفرد)، فإنَّ الذكاءَ الاصطناعيَّ حاليًّا أصبحَ قوَّةً تستطيعُ ارتكابَ القتلِ والدَّمارِ، مِن خلالِ استخدامِ بعضِ العمليَّاتِ المعرفيَّةِ؛ مثل البياناتِ عبرَ انتزاعِ واستخراجِ الملكيَّةِ، والخوارزميَّةِ عبرَ الوساطةِ والحوكمةِ، وكذلكَ عبرَ مَا يُسمَّى بالأتمتةِ.

ومِن جانبٍ آخرَ يرَى الكاتبُ والمخترعُ وعالِمُ الحاسوبِ الأمريكيُّ «ريموند كوزوريل»، أنَّ هذهِ التكنولوجيَا ستكونُ مفتاحًا لمواجهةِ التحدِّياتِ العالميَّةِ الكُبْرى التِي تهدِّدُ الإنسانيَّةَ في المستقبلِ، وستصبحُ قادرةً على تحقيقِ إنجازاتٍ لمْ يسبقْ لهَا مثيلٌ، وذلكَ عبرَ توظيفِ القدراتِ العقليَّةِ الفائقةِ التِي يمكنُ أنْ يوفِّرهَا هذَا النوعُ من الذكاءِ عبرَ استخدامِ التقنيةِ.


وفي مقابلةٍ معَ قناةِ (CNN)، تحدَّث الأدميرالُ في البحريَّةِ الأمريكيَّةِ «جيمس ستافريديس» عَن الطريقةِ التِي يمكنُ أنْ يغيِّرَ بهَا الذكاءُ الاصطناعيُّ طرقَ خوضِ المعاركِ فِي المستقبلِ، وكشفَ تفاصيلَ مَا يُسمَّى (سباق التقدَّمِ الذِي سيحدِّدُ التفوقَ الجيوسياسيَّ بحلولِ منتصفِ القرنِ الميلاديِّ الحاليِّ).

قالَ الأدميرالُ الأمريكيُّ: «إنَّ الذكاءَ الاصطناعيَّ سيكونُ مفيدًا في ثلاثةِ أمورٍ، الأمرُ الأوَّل: في مجالِ اللوجستيَّاتِ والصيانةِ؛ فالذكاءُ الاصطناعيُّ لديهِ القدرةُ على التنبؤِ بمتَى وكيفَ ستكونُ هناكَ حاجةٌ إلى مجموعةٍ معيَّنةٍ مِن وظائفِ التَّشغيلِ والصيانةِ؟ وكذلكَ في التأكُّدِ مِن أنَّ قطعَ الغيارِ اللازمةِ متوفرةٌ، كلُّ ذلكَ سيتمُّ بطريقةٍ سلسةٍ وأكثر كفاءةً وقدرةً».

نقولُ دائمًا -والكلامُ للأدميرالِ- فِي الجيشِ: إنَّ الهواةَ هُم مَن يتحدَّثُونَ عَن الإستراتيجيَّةِ، أمَّا المحترفُونَ فيركِّزُونَ علَى الخدماتِ اللوجستيَّةِ، وهذَا مَا يجعلُكَ تنتصرُ فِي المعاركِ.

وتابعَ، أمَّا الأمرُ الثَّاني: فالذكاءُ الاصطناعيُّ سيساعدُ القائدَ فِي اتِّخاذِ القرارِ؛ لأنَّ لديهِ الإمكانية فِي الوصولِ إلى كلِّ معركةٍ بحريةٍ، وسيكونُ قادرًا علَى مسحِ أفقِ التاريخِ والهمسِ فِي أُذنِ القائدِ، قائلًا: «عليكَ حقًّا التفكيرُ فِي هذَا الأمرِ»!

وأضافَ، أمَّا بالنسبةِ للأمرِ الثَّالثِ والأخيرِ فهُو: لقدْ رأينَا حدودَ هذَا الأمرِ فِي أوكرانيَا، شاهدنَا طائراتٍ بدونِ طيَّارِ وغيرَهَا مِن مصادرِ المعلوماتِ الاستخباراتيَّةِ التِي تستخدمُ في تحديدِ الأهدافِ والصَّواريخِ الموجَّهةِ وأنظمةِ التجسسِ، رأينَا الطَّائراتِ بدونِ طيَّارٍ في أسرابِ تجمعهُم معًا طرقٌ فتَّاكةٌ للغايةِ في الوقتِ الحاليِّ.

وختمَ الأدميرالُ البحريُّ الأمريكيُّ المقابلةَ بالعبارةِ التَّاليةِ: «إنَّ الذكاءَ الاصطناعيَّ سيجعلُ مِن الطَّائراتِ بدونِ طيَّارٍ أكبرَ تهديدٍ للبشريَّةِ فِي منتصفِ القرنِ الحاليِّ».

أخبار ذات صلة

اللغة الشاعرة
مؤتمر الأردن.. دعماً لوحدة سوريا ومستقبلها
الجهات التنظيمية.. تدفع عجلة التنمية
الاستثمار في مدارس الحي
;
معرض جدة للكتاب.. حلَّة جديدة
«حركية الحرمين».. إخلاص وبرامج نوعية
دموع النهرين...!!
الجمال الهائل في #سياحة_حائل
;
عقيقة الكامخ في يوم العربيَّة
قُول المغربيَّة بعشرةٍ..!!
في رحاب اليوم العالمي للغة العربية
متحف للمهندس
;
وقت الضيافة من حق الضيوف!!
السرد بالتزييف.. باطل
عنف الأمثال وقناع الجَمال: قلق النقد ويقظة الناقد
مزايا مترو الرياض