كتاب

الصورة الأصيلة

لَا تملكُ إلَّا أنْ تثيرَ الشُّجونَ لديكَ، وتعودَ بكَ إلى ذلكَ الماضِي الجميلِ بحكاياتِهِ ورواياتِهِ الصَّادقةِ، والتِي تشبهُ تحليقَ الفراشاتِ حولَ الضُّوءِ فِي كلِّ زيارةٍ لهذهِ المنطقةِ التَّاريخيَّةِ الجميلةِ، وكأنَّكَ تحدِّثهَا.. جدَّة، لقاءُ الحُبِّ بينَ البحرِ والقمرِ علَى شاطئِ أبحرِ، ومرسَى شعرِ الأنيقِ حمزة شحاتة:

(النَّهىُ بينَ شاطئيكِ غريقٌ


والهوَى فيكِ حالمٌ مَا يفيقُ

ورُؤى الحُبِّ فِي رحابِكِ شتَّى


يستفزُّ الأسيرَ منهَا الطليقُ

إِيهِ يَا فتنةَ الحياةِ لصب

عهدُهُ فِي هواكِ عهدٌ وثيقٌ

فيكِ مِن بحركِ التَّرفُّقِ والعُنفِ

ومَن أفقِكِ المدَى والبريقُ

«جدَّتِي» أنتِ عالمُ الشِّعرِ والفتنةِ

يَروِي مشاعرِي ويروقُ

لِي ماضٍ لمْ أَنْسَهُ فيكِ

قدْ عفَا يشجُو غروبُهُ والشُّروقُ).

جدَّة العتيقةُ وهواؤهَا المعجونُ بالتَّراثِ، وأبناؤهَا الذِينَ كانُوا يلعبُونَ بينَ أزقَّتِهَا المتعرِّجةِ، يكتبُونَ فوقَ جدرانِهَا عباراتٍ تُؤرِّخُ ذكرياتِهِم الطفوليَّةَ، وكأنَّهُم يُخاطبُونَ الحنينَ البعيدَ الذِي يتذكَّرُونَهُ الآنَ لمَن عاشُوا تلكَ الفترةَ الزَّمنيَّةَ، وذلكَ بعدَ عودتِهِم مِن رحلةٍ لصيدِ السَّمكِ، أوْ بعدَ انتهاءِ دورِي لكرةِ القدمِ، وقدْ كانُوا يُصمِّمُونَ جدولَ مبارياتِهِم فِي ملاعبَ لمْ تكنْ مهيَّأةً لحركاتِهِم الرياضيَّةِ الرشيقةِ. هُنَا الثَّقافةُ واللَّطافةُ.. فِي جدَّة كلُّ الحياةِ.. شارعُ «قابل»، وسوقُ «النَّدَى»، وحارة «المظلوم»، و»الشام»، و»البحر»، و»اليمن»، وشاطئ أبحر.. هُنَا صوتُ المفردةِ الحجازيَّةِ (ثريا قابل)، صوتُ جدَّة التِي وُلِدَتْ بينَ رواشِين وحوارِي جدَّة التَّاريخيَّةِ، وكانَ ميلادُهَا يُشبهُ سيمفونيَّةً حالمةً.

شُكرًا بكلِّ كلماتِ الشُّكرِ لـ(مسك الخيريَّة) لمبادرتِهَا فِي جدَّة التَّاريخيَّةِ لإبرازِ أهميَّةِ المنطقةِ تاريخيًّا وثقافيًّا، والمساهمةِ فِي المحافظةِ عليهَا، ونقلِ الصُّورةِ الأصيلةِ التِي كانَ يعيشُهَا الآباءُ والأجدادُ، والاهتمامِ بتعزيزِ الموروثِ الثَّقافيِّ، والتَّعريفِ بالقيمةِ التَّاريخيَّةِ، والتَّحفيزِ علَى الاهتمامِ بالمنطقةِ، وإعادةِ إحيائِهَا، وهذَا الدَّعمُ مِن سموِّ وليِّ العهدِ للحفاظِ علَى مبانِي جدَّة التَّاريخيَّةِ وتأهيلِهَا، ومنعِ انهيارِهَا، حسب متطلَّباتِ اليونسكو؛ لتسجيلِ جدَّة فِي سجلِّ التُّراثِ العالمِيِّ، وضمنَ مشروعٍ شاملٍ لإنقاذِ المواقعِ ذاتِ القيمةِ الثَّقافيَّةِ التَّاريخيَّةِ مِن أيِّ مهدِّداتٍ، قدْ تؤدِّي إلَى زوالِهَا.

وليستْ هذهِ الوقفةُ مستغربةً، فدائمًا تهدفُ قراراتُ سموِّه إلَى الخروجِ بالوطنِ إِلَى أُفقٍ أوسعَ وأكثرَ انفتاحًا، ويكفِي اطَّلاعهُ ومعرفتهُ بالإرثِ الحضاريِّ والمكتسباتِ.

* رسالة:

لَا أستطيعُ الإبحارَ فِي كلِّ تفاصيلِ منجزاتِ وزارةِ الثَّقافةِ خلالَ عملِهَا، والتِي لهَا كثيرٌ مِن الرِّيادةِ محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا، ولكنْ بكلِّ شفافيةٍ نفخرُ بهَا فِي هذَا الوطنِ، وبمبادرةِ الجوائزِ الثَّقافيَّةِ الوطنيَّةِ للاحتفاءِ بالإنجازاتِ والإنتاجاتِ الثَّقافيَّةِ، والمجموعاتِ والمؤسَّساتِ فِي مختلفِ القطاعاتِ الثَّقافيَّةِ، لتشجيعِ المحتوَى والإنتاجِ الثَّقافيِّ؛ لخدمةِ القطاعاتِ الثَّقافيَّةِ، وبهذَا أصبحَ لوزارةِ الثَّقافةِ نمطُهَا الجديدُ وعملُهَا المميَّزُ ورؤيتهَا الطَّموحةُ.

أخبار ذات صلة

مُد يدك للمصافحة الذهبية
السعودية.. الريادة والدعم لسوريا وشعبها
المتيحيون الجدد!
المديرون.. أنواع وأشكال
;
أين برنامج (وظيفتك وبعثتك) من التطبيق؟!
علي بن خضران.. يد ثقافية سَلفتْ!
من يدير دفة الدبلوماسية العامة الأمريكية؟!
الرياض.. بيت العرب
;
جميل الحجيلان.. قصص ملهمة في أروقة الدبلوماسية
الجزيـــــــرة
إدارة الجماهير.. وإرضاؤهم
المملكة.. ودعم استقرار سوريا
;
ولي العهد.. أبرز القادة العرب المؤثرين
العمل بعمق
(الروبوت).. الخطر القادم/ الحالي
عشوائية مكاتب (الاستقدام)!