كتاب
خطراتٌ حول مَهْزلةِ الوقْت
تاريخ النشر: 26 مايو 2024 23:14 KSA
كانَ يعيشُ فِي ماضيهِ.. تُطاردُهُ أشباحُ ذكرياتٍ، وانفعالاتٍ ومشاعرَ وخبراتٍ مضَتْ فِي أوقاتٍ لَا يعِي مُعظمَهَا. إنَّ الإنسانَ يفشلُ عادةً فِي العيشِ فِي لحظتِهِ.. يندمُ علَى ماضيهِ، ويتهيَّبُ مُستقبلَهُ.. إنَّهُ كومةُ ذكرياتٍ وخبراتٍ مُعقَّدة.. كائنٌ مُثيرٌ للشَّفقةِ لَا خلاصَ لهُ إلَّا بِمرورِ وقتٍ ينتهِي بهِ إلى الفَناءِ. ومعَ مُرورِ الوقتِ، قدْ يشعرُ الإنسانُ بانحسارِ الشَّغفِ، وضعفِ الحماسِةِ وخمولِ الرَّغبةِ فِي الظُّهورِ والمُشاركةِ الاجتماعيَّةِ.. وهذَا بشكلٍ عامٍّ ليسَ سيِّئًا.. بلْ قدْ يكونُ فُرصةً سانحةً لإثرائهِ الدَّاخليِّ، وإشارةً إلى تعقُّلِهِ وثباتِهِ، وارتفاعِ وعيهِ وإدراكِهِ، وبحثِهِ عَن الطُّمأنينةِ، بعيدًا عَن هَوسِ الاستحواذِ والاستحقاقِ.
الوقتُ لهُ قيمتُهُ وأثرُهُ.. إنَّهُ الغالبُ الوحيدُ والمُنتصرُ المحتومُ، إنَّهُ كلُّ شيءٍ. ثمَّ مَن قالَ: «أنْ تصلَ مُتأخِّرًا خيرٌ مِن ألَّا تصلَ أبدًا؟!».
مَا حاجتِي لِحضورٍ باهتٍ، في وقتٍ ضائعٍ، بِمزاجٍ عكِرٍ، بعدَ فواتِ الأوانِ، وانقضاءِ الشَّغفِ؟!
ما عسايَ أنْ أفعلَ بمَا جاءَ مُتأخِّرًا، وقدْ تسرَّبَ المَللُ، وسكنتِ النَّفسُ، وانطفأتِ الرَّغبةُ؟! أحيانًا.. ألَّا تأتِي أبدًا، خيرٌ مِن أنْ تأتِيَ مُتأخِّرًا!!.
الوقتُ الذِي تقضيهِ هادئًا مُطمئنًا مُتأمِّلًا غيرَ مُبالٍ، تقرأُ كتابًا، أو تستمعُ لموسيقَى، أو ترقصُ على أنغامِهَا، أو تُلاعبُ قطَّتكَ، أو تُمارِسُ هوايتكَ، أوْ حتَّى نائمًا تحلمُ بِخيالاتٍ جامحةٍ.
هُو وقتٌ غيرُ ضائعٍ علَى الإطلاقِ.. أبدًا تمامًا!. أنْ تذوبَ فِي اللَّحظةِ.. أنْ تعيشَ مَشاعرَهَا كمَا هِي.. سوفَ تتغيَّرُ وتتبدَّلُ.. لا شيءَ يدومُ.. استمتعْ.. لا يُوجدُ وقتٌ!.
أنَا فِي مرحلةِ مُحاولةِ الالتفافِ علَى الوقتِ، فاتَّخذتُ مِن السُّخريةِ منهُ، والعبثِ مَعهُ سبيلًا. فبدأَ الوقتُ بِمُتابعتِي عِوضًا عَن اتِّباعِي لهُ..
يبدُو لِي ذلكَ، ولوْ مؤقَّتًا. «لقدْ انتصرتُ علَى كلٍّ مِن الحياةِ والموتِ؛ لأنَّنِي لمْ أعُدْ أرغبُ فِي العيشِ، ولمْ أعُدْ أخشَى الموتَ».. هكذَا قالتِ الكاتبةُ والطَّبيبةُ (نوال السَّعداوي).
الوقتُ يهزمُ كلَّ شيءٍ.. الحياةُ لا تنتظرُ أحدًا. الزَّمنُ لَا يُجاملُ إنسانًا.. كلُّنَا مُعرَّضُونَ للتَّغييرِ. جميعُنَا قابلًونَ للاستبدالِ.. فجأةً ودونَ تبريرٍ، لَا ضماناتَ أبدًا. يقولُ الشَّاعرُ الأميرُ (خالد الفيصل):إلى صفا لك زمانك علّ يا ظامـي
اشربْ قبل لا يحوس الطِّين صافيها
الوقت لو زان لك يا صاحِ ما دامي
يا سرع ما تعترضْ درْبك بَلاويهـــا
الوقتُ لهُ قيمتُهُ وأثرُهُ.. إنَّهُ الغالبُ الوحيدُ والمُنتصرُ المحتومُ، إنَّهُ كلُّ شيءٍ. ثمَّ مَن قالَ: «أنْ تصلَ مُتأخِّرًا خيرٌ مِن ألَّا تصلَ أبدًا؟!».
مَا حاجتِي لِحضورٍ باهتٍ، في وقتٍ ضائعٍ، بِمزاجٍ عكِرٍ، بعدَ فواتِ الأوانِ، وانقضاءِ الشَّغفِ؟!
ما عسايَ أنْ أفعلَ بمَا جاءَ مُتأخِّرًا، وقدْ تسرَّبَ المَللُ، وسكنتِ النَّفسُ، وانطفأتِ الرَّغبةُ؟! أحيانًا.. ألَّا تأتِي أبدًا، خيرٌ مِن أنْ تأتِيَ مُتأخِّرًا!!.
الوقتُ الذِي تقضيهِ هادئًا مُطمئنًا مُتأمِّلًا غيرَ مُبالٍ، تقرأُ كتابًا، أو تستمعُ لموسيقَى، أو ترقصُ على أنغامِهَا، أو تُلاعبُ قطَّتكَ، أو تُمارِسُ هوايتكَ، أوْ حتَّى نائمًا تحلمُ بِخيالاتٍ جامحةٍ.
هُو وقتٌ غيرُ ضائعٍ علَى الإطلاقِ.. أبدًا تمامًا!. أنْ تذوبَ فِي اللَّحظةِ.. أنْ تعيشَ مَشاعرَهَا كمَا هِي.. سوفَ تتغيَّرُ وتتبدَّلُ.. لا شيءَ يدومُ.. استمتعْ.. لا يُوجدُ وقتٌ!.
أنَا فِي مرحلةِ مُحاولةِ الالتفافِ علَى الوقتِ، فاتَّخذتُ مِن السُّخريةِ منهُ، والعبثِ مَعهُ سبيلًا. فبدأَ الوقتُ بِمُتابعتِي عِوضًا عَن اتِّباعِي لهُ..
يبدُو لِي ذلكَ، ولوْ مؤقَّتًا. «لقدْ انتصرتُ علَى كلٍّ مِن الحياةِ والموتِ؛ لأنَّنِي لمْ أعُدْ أرغبُ فِي العيشِ، ولمْ أعُدْ أخشَى الموتَ».. هكذَا قالتِ الكاتبةُ والطَّبيبةُ (نوال السَّعداوي).
الوقتُ يهزمُ كلَّ شيءٍ.. الحياةُ لا تنتظرُ أحدًا. الزَّمنُ لَا يُجاملُ إنسانًا.. كلُّنَا مُعرَّضُونَ للتَّغييرِ. جميعُنَا قابلًونَ للاستبدالِ.. فجأةً ودونَ تبريرٍ، لَا ضماناتَ أبدًا. يقولُ الشَّاعرُ الأميرُ (خالد الفيصل):إلى صفا لك زمانك علّ يا ظامـي
اشربْ قبل لا يحوس الطِّين صافيها
الوقت لو زان لك يا صاحِ ما دامي
يا سرع ما تعترضْ درْبك بَلاويهـــا