كتاب
أبو وجهين!!
تاريخ النشر: 27 مايو 2024 22:46 KSA
مِن أخطرِ الأمورِ أنْ تصاحبَ، أو تتلاقَى معَ أبِي وجهَينِ فِي حياتِكَ، فهُو مِن أصعبِ الشخصيَّاتِ التِي تواجهنَا فِي حياتِنَا؛ لأنَّه يُظهرُ لكَ الوجهَ الحسنَ، ويُخفِي الوجهَ القبيحَ الذِي يستخدمهُ للطَّعنِ والدَّسائسِ معَ الآخرِينَ، ويمارسُ أدوارًا مختلفةً فِي كلِّ موقفٍ وفِي كلِّ مكانٍ، والمشكلةُ الحقيقيَّةُ أنَّ هذَا الصنفَ مِن النَّاسِ لا تكتشفُهُ إلَّا بعدَ فواتِ الأَوانِ، وقدْ يكونُ بجوارِكَ وأنتَ لَا تعرفُهُ، وقدْ يكونُ مِن أعزِّ أصحابِكَ، وقدْ يكونُ مِن أقربائِكَ، وقدْ لَا تكتشفُهُ إلَّا متأخِّرًا بعدَ فواتِ الأوانِ!!.
فهُو فِي نظرِ الجميعِ يمارسُ دورًا إصلاحيًّا، وواقعهُ يقولُ غيرَ ذلكَ، وقدْ نكونُ نحنُ سببًا فِي وجودِ مثلِ هذهِ الشخصيَّةِ بيننَا؛ بسببِ ثقتِنَا المفرطةِ، أوْ بسببِ ضعفِ الخبراتِ معَ هذهِ الشخصيَّةِ، أوْ بسببِ المثاليَّةِ الزَّائدةِ، وسقفُ توقعاتِنَا للبعضِ، والمشكلةُ أنَّ فينَا مَن يُصفِّقُ لهُ، ويُعطيه أكبرَ مِن حجمِ جسدِهِ، وقدْ وصفتِ الأحاديثُ النبويَّةُ هذَا الصنفَ بأنَّهُ أشرُّ النَّاسِ، فعَن أبي هريرةَ -رضِيَ اللهُ عنهُ- عَن رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- أنَّه قالَ: «تجدُ أشرَّ النَّاسِ يومَ القيامةِ ذَا الوجهَينِ، الذِي يأتِي هؤلاء بحديثٍ، وهؤلاء بحديثٍ» متَّفقٌ عليهِ، وذُو الوجهَينِ ممثِّلٌ بارعٌ، يتقمَّصُ شخصيَّاتٍ عدَّةً، ويستطيعُ إقناعَ الآخرِينَ بأساليبِهِ المراوغةِ، وأكاذيبِهِ المزَّيفةِ، فحالُهُ ينطبقُ علَى حالِ المُنافقِ؛ لأنَّه يتملَّقُ بالباطلِ، أوْ يوقعُ بينَ النَّاسِ والأصدقاءِ بشكلٍ مُتتالٍ.
من المؤسف جداً أن هذا النوع من الناس، يعيش بيننا، ولا نقف أمامهم لنردعهم عن فعلهم، ونبين لهم أن الجميع عرفوا شخصيتهم، وهم وإن كانوا يتحملون أذاه، فإنما من أجل اتقاء شره، أو خجلا من خسارته، لعله يأتي يوم يفوق من غياهبه وزيفه، هو يتلون على حسب المصلحة التي يريدها، ويسعى بين الناس بالنميمة، ويقنعك بأنه معك وهو ضدك إذا كان ذلك من مصلحته.. اعتقدَ أنَّ مصلحتَهُ فوقَ الجميعِ، حتَّى علَى مَن حولَهُ وعائلتِه وأسرتِه وأبنائِه، لَا يهمُّهُ أخٌ كبيرٌ، أو حتَّى ابنٌ صغيرٌ، انعدامٌ أخلاقيٌّ مَهينٌ، لهُ مِن التَّأثيرِ الخطيرِ علَى الفردِ والمجتمعِ، وعلَى الأُمَّةِ بأسرِهَا.
قدْ يقولُ البعضُ إنَّ المجاملةَ فِي حياتِنَا تلعبُ دورًا مهمًّا فِي ظهورِ أبِي وجهَينِ، ولكنْ هناكَ فرقٌ بينَ المجاملةِ وأبي وجهَينِ والمُنافقِ!، فالمجاملةُ لَا تؤذِي، ولا تؤثِّرُ، ولَا تُشقِي مَن حولَكَ، بلْ قدْ تكسبُ فيهَا معروفًا، أو جميلًا معَ الآخرِينَ، أمَّا أبُو وجهَينِ فهُو -كمَا ذكرنَا- المصلحةُ تقودُهُ دونَ أهميَّةٍ للآخرِينَ فِي حياتِهِ، أنَا وبسْ، والمنافقُ هُو مرحلةٌ متأخِّرةٌ لأبِي وجهَينِ قدْ يصلُ إليهَا -والعياذُ باللهِ- عافانَا اللهُ منهُم، ومِن شرورِهم، ومن مكائدِهِم، ومن خباياهم، وممَّا يدبرُونَ، اللَّهُمَّ أشغلهُم بأنفسِهِم عَنَّا.
(الصديقُ المنافقُ بمجرَّدِ أنْ يتوقَّفَ عَن التَّحدُّثِ إليكَ، سيبدأُ فِي التَّحدُّثِ عَنْكَ).
فهُو فِي نظرِ الجميعِ يمارسُ دورًا إصلاحيًّا، وواقعهُ يقولُ غيرَ ذلكَ، وقدْ نكونُ نحنُ سببًا فِي وجودِ مثلِ هذهِ الشخصيَّةِ بيننَا؛ بسببِ ثقتِنَا المفرطةِ، أوْ بسببِ ضعفِ الخبراتِ معَ هذهِ الشخصيَّةِ، أوْ بسببِ المثاليَّةِ الزَّائدةِ، وسقفُ توقعاتِنَا للبعضِ، والمشكلةُ أنَّ فينَا مَن يُصفِّقُ لهُ، ويُعطيه أكبرَ مِن حجمِ جسدِهِ، وقدْ وصفتِ الأحاديثُ النبويَّةُ هذَا الصنفَ بأنَّهُ أشرُّ النَّاسِ، فعَن أبي هريرةَ -رضِيَ اللهُ عنهُ- عَن رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- أنَّه قالَ: «تجدُ أشرَّ النَّاسِ يومَ القيامةِ ذَا الوجهَينِ، الذِي يأتِي هؤلاء بحديثٍ، وهؤلاء بحديثٍ» متَّفقٌ عليهِ، وذُو الوجهَينِ ممثِّلٌ بارعٌ، يتقمَّصُ شخصيَّاتٍ عدَّةً، ويستطيعُ إقناعَ الآخرِينَ بأساليبِهِ المراوغةِ، وأكاذيبِهِ المزَّيفةِ، فحالُهُ ينطبقُ علَى حالِ المُنافقِ؛ لأنَّه يتملَّقُ بالباطلِ، أوْ يوقعُ بينَ النَّاسِ والأصدقاءِ بشكلٍ مُتتالٍ.
من المؤسف جداً أن هذا النوع من الناس، يعيش بيننا، ولا نقف أمامهم لنردعهم عن فعلهم، ونبين لهم أن الجميع عرفوا شخصيتهم، وهم وإن كانوا يتحملون أذاه، فإنما من أجل اتقاء شره، أو خجلا من خسارته، لعله يأتي يوم يفوق من غياهبه وزيفه، هو يتلون على حسب المصلحة التي يريدها، ويسعى بين الناس بالنميمة، ويقنعك بأنه معك وهو ضدك إذا كان ذلك من مصلحته.. اعتقدَ أنَّ مصلحتَهُ فوقَ الجميعِ، حتَّى علَى مَن حولَهُ وعائلتِه وأسرتِه وأبنائِه، لَا يهمُّهُ أخٌ كبيرٌ، أو حتَّى ابنٌ صغيرٌ، انعدامٌ أخلاقيٌّ مَهينٌ، لهُ مِن التَّأثيرِ الخطيرِ علَى الفردِ والمجتمعِ، وعلَى الأُمَّةِ بأسرِهَا.
قدْ يقولُ البعضُ إنَّ المجاملةَ فِي حياتِنَا تلعبُ دورًا مهمًّا فِي ظهورِ أبِي وجهَينِ، ولكنْ هناكَ فرقٌ بينَ المجاملةِ وأبي وجهَينِ والمُنافقِ!، فالمجاملةُ لَا تؤذِي، ولا تؤثِّرُ، ولَا تُشقِي مَن حولَكَ، بلْ قدْ تكسبُ فيهَا معروفًا، أو جميلًا معَ الآخرِينَ، أمَّا أبُو وجهَينِ فهُو -كمَا ذكرنَا- المصلحةُ تقودُهُ دونَ أهميَّةٍ للآخرِينَ فِي حياتِهِ، أنَا وبسْ، والمنافقُ هُو مرحلةٌ متأخِّرةٌ لأبِي وجهَينِ قدْ يصلُ إليهَا -والعياذُ باللهِ- عافانَا اللهُ منهُم، ومِن شرورِهم، ومن مكائدِهِم، ومن خباياهم، وممَّا يدبرُونَ، اللَّهُمَّ أشغلهُم بأنفسِهِم عَنَّا.
(الصديقُ المنافقُ بمجرَّدِ أنْ يتوقَّفَ عَن التَّحدُّثِ إليكَ، سيبدأُ فِي التَّحدُّثِ عَنْكَ).