كتاب
فاقد الشيء!!
تاريخ النشر: 03 يونيو 2024 23:16 KSA
هل فاقد الشيء لا يعطيه؟!..
فاقد الخلق الحسن من الاستحالة أن تستقي منه هذا الخلق، وأن الفاقد للعلم المتصف بالجهالة يستحيل أن يمنحك ما يُنمِّي علمك ومعرفتك، وأن الفاقد للمال وهو غير مالك له من أين يعطي إذا أراد، وفاقد الإنسانية لن يقدمها لأي أحد، وبالتالي فاقد علم الإدارة لن يكون قائداً ناجحاً ولن يقدم لنا بيئة عمل ناجحة تُحقِّق أهدافها، ومهما كان هذا الأمر نسبياً ومتفاوتاً بين الناس، إلا أن الكثيرين منَّا يمكنهم تغيير ذلك متى ما أرادوا!.
وعلى الجانب الآخر، هناك مَن يُثبت أن فاقد الإحساس غالباً ما يكون أكثر معرفة بالألم الذي يخلفه فقد هذا الإحساس، ويمكنه منحه إلى الآخرين، ومَن يفقد العطف والحنان في صغره، نجده في الكبر أكثر حرصاً على إعطائه لمن حوله، رحمةً بالأقربين إليه، حتى لا يُقاسوا الألم الذي قاساه، وأن مَن فقد الحب أو قاسى آلاماً بسببه، يبذل المستحيل ليكون كأفضل ما يكون مع مَن يُحب بعد ذلك، وأن الفاقد لنعمة رغد العيش يكون أكثر عطاءً وبذلاً عندما تتسع معيشته، وينعم بالمال الوفير لإدراكه أن الحرمان منه في السابق معاناة عاشها ولن يرغب في تكرارها لمن حوله، بل مَن فقدوا الحنان والعاطفة هم أقدر الناس على منحها، فمَن فقدوا الأمان هم مَن يُتوقون لمنحه لكل مَن أحبّوا في الحياة، ومَن فقدوا التفاهم والدعم هم مَن يستطيعون أن يُقدِّموه لغيرهم، ومَن لم يستطع نيل حظه في التعليم كان أكثر الناس حثاً لأبنائه على تحصيله، ومَن لم يحقق حلماً، يسعى لتحقيقه لأبنائه ومن حوله.
باعتقادي أننا عشنا مع النوعين من الفاقدين، ونراهم حولنا بصور كثيرة ومختلفة، ومع كل الأسف لا زال البعض منا لا يعي المفهوم الإيجابي من هذا الفقد، وكيفية استغلاله لتطوير ذاته وتطوير حياته، وعكس صور إيجابية لكل من حوله، وأن كل ما فقد يمكن أن يعوض مثل الأخلاق والعلم والمال وغيرها من الكثير من الصفات الجميلة التي تزين مشوار حياتنا.
تحياتي لكل الذين يُعطون ما لا يجدون، وتحياتي للآباء الذين حُرموا التعليم بسبب الفقر، فأبوا رغم الفقر أن يحرموا أولادهم، فذاقوا الويلات يبحثون لهم عن قلم وكتاب ومقعد دراسي، وتحياتي للأمهات اللائي حُرمن الحنان والاهتمام، فلم يُفسد هذا الحرمان فطرتهن، وما زلنَ يُغدقن الحنان والاهتمام، وتحياتي للموظفين البسطاء ورغم هذا تجد أحدهم يضع في يد فقير صدقة، وتحياتي للذي تقلّد منصباً مرموقاً فظلّ إنساناً، وتحياتي للذين لم تشغلهم وظائفهم عن الإحساس بالعاطلين عن العمل، ولم تُنسهم مناصبهم أن الآخرين بشرٌ أيضاً، وتحياتي لهؤلاء من البشر الحقيقيين الذين يُخبروننا أنّ ثمة ضوءاً خافتاً في عتمة الحياة، ويجعلوننا نحلم أن هذا الضوء سيصبح يوماً ساطعاً، وآخر تحياتي إلى البشر الحقيقيين.
(حقيقة، فاقد الشيء إذا وجده سوف يعطي لكل من حوله منه).
فاقد الخلق الحسن من الاستحالة أن تستقي منه هذا الخلق، وأن الفاقد للعلم المتصف بالجهالة يستحيل أن يمنحك ما يُنمِّي علمك ومعرفتك، وأن الفاقد للمال وهو غير مالك له من أين يعطي إذا أراد، وفاقد الإنسانية لن يقدمها لأي أحد، وبالتالي فاقد علم الإدارة لن يكون قائداً ناجحاً ولن يقدم لنا بيئة عمل ناجحة تُحقِّق أهدافها، ومهما كان هذا الأمر نسبياً ومتفاوتاً بين الناس، إلا أن الكثيرين منَّا يمكنهم تغيير ذلك متى ما أرادوا!.
وعلى الجانب الآخر، هناك مَن يُثبت أن فاقد الإحساس غالباً ما يكون أكثر معرفة بالألم الذي يخلفه فقد هذا الإحساس، ويمكنه منحه إلى الآخرين، ومَن يفقد العطف والحنان في صغره، نجده في الكبر أكثر حرصاً على إعطائه لمن حوله، رحمةً بالأقربين إليه، حتى لا يُقاسوا الألم الذي قاساه، وأن مَن فقد الحب أو قاسى آلاماً بسببه، يبذل المستحيل ليكون كأفضل ما يكون مع مَن يُحب بعد ذلك، وأن الفاقد لنعمة رغد العيش يكون أكثر عطاءً وبذلاً عندما تتسع معيشته، وينعم بالمال الوفير لإدراكه أن الحرمان منه في السابق معاناة عاشها ولن يرغب في تكرارها لمن حوله، بل مَن فقدوا الحنان والعاطفة هم أقدر الناس على منحها، فمَن فقدوا الأمان هم مَن يُتوقون لمنحه لكل مَن أحبّوا في الحياة، ومَن فقدوا التفاهم والدعم هم مَن يستطيعون أن يُقدِّموه لغيرهم، ومَن لم يستطع نيل حظه في التعليم كان أكثر الناس حثاً لأبنائه على تحصيله، ومَن لم يحقق حلماً، يسعى لتحقيقه لأبنائه ومن حوله.
باعتقادي أننا عشنا مع النوعين من الفاقدين، ونراهم حولنا بصور كثيرة ومختلفة، ومع كل الأسف لا زال البعض منا لا يعي المفهوم الإيجابي من هذا الفقد، وكيفية استغلاله لتطوير ذاته وتطوير حياته، وعكس صور إيجابية لكل من حوله، وأن كل ما فقد يمكن أن يعوض مثل الأخلاق والعلم والمال وغيرها من الكثير من الصفات الجميلة التي تزين مشوار حياتنا.
تحياتي لكل الذين يُعطون ما لا يجدون، وتحياتي للآباء الذين حُرموا التعليم بسبب الفقر، فأبوا رغم الفقر أن يحرموا أولادهم، فذاقوا الويلات يبحثون لهم عن قلم وكتاب ومقعد دراسي، وتحياتي للأمهات اللائي حُرمن الحنان والاهتمام، فلم يُفسد هذا الحرمان فطرتهن، وما زلنَ يُغدقن الحنان والاهتمام، وتحياتي للموظفين البسطاء ورغم هذا تجد أحدهم يضع في يد فقير صدقة، وتحياتي للذي تقلّد منصباً مرموقاً فظلّ إنساناً، وتحياتي للذين لم تشغلهم وظائفهم عن الإحساس بالعاطلين عن العمل، ولم تُنسهم مناصبهم أن الآخرين بشرٌ أيضاً، وتحياتي لهؤلاء من البشر الحقيقيين الذين يُخبروننا أنّ ثمة ضوءاً خافتاً في عتمة الحياة، ويجعلوننا نحلم أن هذا الضوء سيصبح يوماً ساطعاً، وآخر تحياتي إلى البشر الحقيقيين.
(حقيقة، فاقد الشيء إذا وجده سوف يعطي لكل من حوله منه).