كتاب
الحج: تناغُم التشريع مع الزمان والمكان
تاريخ النشر: 03 يونيو 2024 23:17 KSA
البروفيسور عبدالستار سيرت وزير العدل الأفغاني الأسبق في حكومة ظاهر شاه، آخر ملوك أفغانستان، وهو أحد أفراد عائلته، وعضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، بعث لي برسالة بيّن من خلالها إعجاز التشريع في تيسير أداء الحج؛ من خلال التناغم والمواكبة بين عناصر التشريع والمكان والزمان.
فلنتوقف معاً مع نص الرسالة:
«بسم الله الرحمن الرحيم..
(وما جعل عليكم في الدين من حرج).. الحج - 78..
التشريع، الزمان، المكان، يواكب بعضه بعضاً في مناسك الحج..
إن تنفيذ الحكم والتشريع في أركان الإسلام يتوقف غالباً على عنصر الزمان فقط..
فالصلاة فرض موقوت، والزكاة ركن سنوي، والصوم شهر في السنة.. وأما الحج فهو ركن يبتني على عنصري الزمان والمكان:
الزمان: الحج أشهر معلومات (شوال، ذي القعدة، ذي الحجة)..
المكان: مواقيت الإحرام، أرض الحرم، المسجد الحرام، الكعبة المشرفة، عرفات، مزدلفة، ومنى..
ومن إعجاز التشريع يُلاحظ أن كلاً من عناصر التشريع والزمان والمكان يواكب بعضه بعضاً، ويجعل أداء الركن سهلاً وميسوراً ولله الحمد، فكلما ضاق الزمان وسع المكان، وعندما ضاق المكان وسع الزمان، وإذا ضاق الزمان والمكان توسع التشريع والحكم..
ففي ركن عرفات: الزمان محدود والمكان واسع..
وفي ركن الطواف: المكان محدود والزمان واسع..
وأما النسك في مزدلفة ومنى؛ فيضيق الزمان والمكان، ولكن التشريع والحكم يتوسع، وآراء المذاهب الفقهية تسهل أداء النسك، وذلك من فضل الله ورحمته على عباده، والحمد لله على ذلك كثيراً».
كلام يستحق التوقف، وسبر أغوار دلالاته، التي تُبرز بجلاء سماحة ديننا الحنيف ورفقه وتيسيره، وحرصه على مراعاة أحوال المسلم، الذي تجرد في شعيرة الحج من الدنيا وشواغلها وتبرَّأ من هوى النفس والشيطان، لطلب المغفرة، وشكر المنعم سبحانه وتعالى على آلائه، من خلال عبادة جامعة لكل خصال الخير والبر.
هذا التيسير هو مقصد عام للشريعة الإسلامية، راعته في كافة الأحكام الشرعية، وهو جَليٌّ في أصلِ فريضة الحج، حيث إزالة مظاهر العسر ورفع الحرج والمشقة عن الناس في أعمال الحج من أبرز الأولويات.
ولأن ديننا الإسلامي هو دين ينفرد من بين الأديان بأنه يبدأ بالمنهج العلمي القائم على إعمال العقل، لذا لم نستغرب هذا البُعد الاستقرائي المتناغم مع الواقع في رسالة البروفيسور عبدالستار سيرت، وهو رجل الدولة والأكاديمي المتخصص في الشريعة والقانون والدراسات الإسلامية، الذي نهل من مَعين علمِه وبحوثِه ومذكراتِه الكثيرُ من الطلبة في جامعتي كابول بأفغانستان وأم القرى بمكة المكرمة، وغيرهما من الجامعات في العديد من دول العالم، كما أثرى بدراساته وتراجمه العديد من المراكز البحثية والصحف والمجلات، وأضفى بحضوره الفاعل قيمة فكرية مضافة للكثير من المؤتمرات العالمية.
نسأل الله في هذه الأيام المباركة التي يستعد فيها المسلمون لاستقبال موسم الحج أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن يهبنا العمل الصالح والتوفيق لما يحب ويرضى.
فلنتوقف معاً مع نص الرسالة:
«بسم الله الرحمن الرحيم..
(وما جعل عليكم في الدين من حرج).. الحج - 78..
التشريع، الزمان، المكان، يواكب بعضه بعضاً في مناسك الحج..
إن تنفيذ الحكم والتشريع في أركان الإسلام يتوقف غالباً على عنصر الزمان فقط..
فالصلاة فرض موقوت، والزكاة ركن سنوي، والصوم شهر في السنة.. وأما الحج فهو ركن يبتني على عنصري الزمان والمكان:
الزمان: الحج أشهر معلومات (شوال، ذي القعدة، ذي الحجة)..
المكان: مواقيت الإحرام، أرض الحرم، المسجد الحرام، الكعبة المشرفة، عرفات، مزدلفة، ومنى..
ومن إعجاز التشريع يُلاحظ أن كلاً من عناصر التشريع والزمان والمكان يواكب بعضه بعضاً، ويجعل أداء الركن سهلاً وميسوراً ولله الحمد، فكلما ضاق الزمان وسع المكان، وعندما ضاق المكان وسع الزمان، وإذا ضاق الزمان والمكان توسع التشريع والحكم..
ففي ركن عرفات: الزمان محدود والمكان واسع..
وفي ركن الطواف: المكان محدود والزمان واسع..
وأما النسك في مزدلفة ومنى؛ فيضيق الزمان والمكان، ولكن التشريع والحكم يتوسع، وآراء المذاهب الفقهية تسهل أداء النسك، وذلك من فضل الله ورحمته على عباده، والحمد لله على ذلك كثيراً».
كلام يستحق التوقف، وسبر أغوار دلالاته، التي تُبرز بجلاء سماحة ديننا الحنيف ورفقه وتيسيره، وحرصه على مراعاة أحوال المسلم، الذي تجرد في شعيرة الحج من الدنيا وشواغلها وتبرَّأ من هوى النفس والشيطان، لطلب المغفرة، وشكر المنعم سبحانه وتعالى على آلائه، من خلال عبادة جامعة لكل خصال الخير والبر.
هذا التيسير هو مقصد عام للشريعة الإسلامية، راعته في كافة الأحكام الشرعية، وهو جَليٌّ في أصلِ فريضة الحج، حيث إزالة مظاهر العسر ورفع الحرج والمشقة عن الناس في أعمال الحج من أبرز الأولويات.
ولأن ديننا الإسلامي هو دين ينفرد من بين الأديان بأنه يبدأ بالمنهج العلمي القائم على إعمال العقل، لذا لم نستغرب هذا البُعد الاستقرائي المتناغم مع الواقع في رسالة البروفيسور عبدالستار سيرت، وهو رجل الدولة والأكاديمي المتخصص في الشريعة والقانون والدراسات الإسلامية، الذي نهل من مَعين علمِه وبحوثِه ومذكراتِه الكثيرُ من الطلبة في جامعتي كابول بأفغانستان وأم القرى بمكة المكرمة، وغيرهما من الجامعات في العديد من دول العالم، كما أثرى بدراساته وتراجمه العديد من المراكز البحثية والصحف والمجلات، وأضفى بحضوره الفاعل قيمة فكرية مضافة للكثير من المؤتمرات العالمية.
نسأل الله في هذه الأيام المباركة التي يستعد فيها المسلمون لاستقبال موسم الحج أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن يهبنا العمل الصالح والتوفيق لما يحب ويرضى.