كتاب
الطلاب ما هم ناقصين!!
تاريخ النشر: 05 يونيو 2024 00:00 KSA
يحكِي أحدُ المعلِّمِينَ الأفاضلِ، قائلًا: «فِي يومٍ من الأيَّامِ، كنتُ أراقبُ بإحدَى اللجانِ المدرسيَّةِ، مادَّةَ التربيَّةِ الإسلاميَّةِ للمرحلةِ الابتدائيَّةِ، وكانَ بتلكَ اللَّجنةِ تلميذٌ أعرفُهُ معرفةً شخصيَّةً، وقدْ تعجَّبتُ حينَ رأيتُ أنَّ جميعَ التَّلاميذِ أنهُوا الامتحانَ وخرجُوا وَلَمْ يتبقَّ غيرُهُ، فاقتربتُ منهُ، وعلمتُ أنَّ هناكَ سؤالًا واحدًا صعبًا عليهِ (معَ أنَّهُ سهلٌ للغايةِ)، وهُو: اُذكرْ ثلاثةً مِن الأنبياءِ؟، ولأنَّني قرَّرتُ مساعدتَهُ، أخبرتُهُ بعدَ أنْ وضعتُ إصبعِي مكانَ الإجابةِ، اكتبْ أسماءَ أخوالِكَ الثَّلاثةَ، كنتُ أعلمُ فِي الأساسِ أنَّ أخوالَهُ أسماؤهُم «موسى، وعيسى، وإبراهيم»، لكنَّه كتبَ: «خالِي إبراهيم، خالِي عيسَى، وخالِي موسَى»!!
لذلكَ، علَى المدرِّسِينَ أنْ يراعُوا عندَ وضعِ الاختباراتِ النهائيَّةِ: ظاهرةَ التشتُّتِ الذهنيِّ بفعلِ الأجهزةِ الذكيَّةِ، قدراتِ الطلابِ المتفاوتةِ، رتابةَ العمليَّةِ التعليميَّةِ، بقاءَ الفصلِ الدِّراسيِّ الثالثِ رغمَ عيوبهِ الكبيرةِ، تفشِّي المشكلاتِ الأسريَّةِ، عليهِم أنْ لَا يكونُوا والزَّمن ضدَّ الطلابِ اللِّي مَا هُم ناقصِين أعباءً جديدةً!!
الطلابُ مَا هُم ناقصِين: تجيهُم أسئلةٌ صعبةٌ، وقدْ عزَّزتِ الدِّراساتُ العلميَّةُ، التِي أُجريتْ علَى طلبةِ الصفوفِ الابتدائيَّةِ، المخاوفَ مِن تفاقمِ التشتُّتِ الذهنيِّ وتراجعِ الذَّكاءِ الفطريِّ بفعلِ الأجهزةِ الذكيَّةِ، التِي استعمرتْ أوقاتِهم وهواياتِهم، وباتتْ ملاذَهم الجاهزَ -دونَ تحريكِ مخِّهِم- للوصولِ للأجوبةِ المستحيلةِ!!
الطلابُ ما هُم ناقصين: تجيهُم أسئلةٌ صعبةٌ، دونَ مراعاةٍ لقدراتِهِم الذكائيَّةِ وملكاتِهِم الاستيعابيَّةِ المتفاوتِةِ، التِي لَا ذنبَ لهُم فيهَا، لارتباطِهَا بهرموناتٍ وراثيَّةٍ، أو صدماتٍ حياتيَّةٍ، أو تهميشٍ من بعضِ المعلِّمِينَ أثناءَ إلقاءِ الحصصِ الدِّراسيَّةِ، والذِينَ يأتُونَ نهايةِ السنةِ فاردِينَ عضلاتِهِم المعلوماتيَّةِ وعُقدِهم النَّفسيَّةِ!!
الطلابُ مَا هُم ناقصِين: تجيهُم أسئلةٌ صعبةٌ، معَ رتابةِ العمليَّةِ التعليميَّةِ البدائيَّةِ، التِي تشوبُهَا الكثيرُ مِن العراقيلِ المتوارثةِ: كالمناهجِ النظريَّةِ المستهلَكةِ والمملَّةِ التِي لا تحوِي أيَّ تجاربَ عمليَّةٍ أو مهاراتٍ مهنيَّةٍ، والتِي لَا تكفِي مخرجاتهَا العائمةُ لضمانِ فرصةٍ وظيفيَّةٍ، بلْ يُشترطُ فوقَهَا دوراتٌ تدريبيَّةٌ وخبرةٌ طويلةٌ!!
الطلابُ مَا هُم ناقصِين: تجيهُم أسئلةٌ صعبةٌ، بعدَ أنْ استنفدَ الفصلُ الدراسيُّ الثَّالثُ كلَّ طاقاتِهِم وأفكارِهِم وأحالَهُم لريبورتاتٍ مصخَّرةٍ تذاكرُ طوالَ السنةِ.
الطلابُ مَا هُم ناقصِين: تجيهُم أسئلةٌ صعبةٌ، وهُم معلَّقُون بينَ تصابِي بعضِ الأمَّهاتِ وفوقيَّةِ بعضِ الآباءِ، الذِينَ استحالتْ حياتُهم لقضايَا أحوالٍ شخصيَّةٍ!!
الطلابُ مَا هُم ناقصِين: تجيهُم أسئلةٌ صعبةٌ، وهُم يرُونَ مَن تركُوا مقاعدَ الدِّراسةِ وتوجَّهُوا لمنصَّاتِ السوشيال ميديَا، أو الفنِّ، أو الرياضةِ، نجحُوا فِي تأمينِ مستقبلِهِم بثرواتٍ طائلةٍ، بعكسِ أصحابِ الشِّهاداتِ العاليةِ!!
طبعًا، نحنُ لَا نشجِّعُ علَى تغشيشِ الطَّلبةِ، لكنَّنَا نلتمسُ مِن المعلِّمِينَ والدكاترةِ، النَّظرَ إليهِم بعينِ الرَّحمةِ والشَّفقةِ -كأبناءٍ لهُم- ينتظرهُم مستقبلٌ مجهولٌ، إنْ لمْ يعزِّزُونَه بالدَّرجاتِ العاليةِ، فلنْ يتحصَّلُوا علَى الوظَّائفِ المناسبةِ، وقدْ يبقَى الخريجُونَ الوطنيُّونَ الذِينَ نعرفُهم وحدَهُم بلجانِ ملتقياتِ التَّوظيفِ السنويَّةِ، بعدَ أنْ أنهَى الوافدُونَ الأجانبُ -الذِينَ يحملُ بعضُهم شهاداتٍ مضروبةً، وخبراتٍ شبهَ معدومةٍ- اختباراتِ القبولِ، واستحوذُوا علَى غالبيَّةِ الوظائفِ الشَّاغرةِ!!
لذلكَ، علَى المدرِّسِينَ أنْ يراعُوا عندَ وضعِ الاختباراتِ النهائيَّةِ: ظاهرةَ التشتُّتِ الذهنيِّ بفعلِ الأجهزةِ الذكيَّةِ، قدراتِ الطلابِ المتفاوتةِ، رتابةَ العمليَّةِ التعليميَّةِ، بقاءَ الفصلِ الدِّراسيِّ الثالثِ رغمَ عيوبهِ الكبيرةِ، تفشِّي المشكلاتِ الأسريَّةِ، عليهِم أنْ لَا يكونُوا والزَّمن ضدَّ الطلابِ اللِّي مَا هُم ناقصِين أعباءً جديدةً!!
الطلابُ مَا هُم ناقصِين: تجيهُم أسئلةٌ صعبةٌ، وقدْ عزَّزتِ الدِّراساتُ العلميَّةُ، التِي أُجريتْ علَى طلبةِ الصفوفِ الابتدائيَّةِ، المخاوفَ مِن تفاقمِ التشتُّتِ الذهنيِّ وتراجعِ الذَّكاءِ الفطريِّ بفعلِ الأجهزةِ الذكيَّةِ، التِي استعمرتْ أوقاتِهم وهواياتِهم، وباتتْ ملاذَهم الجاهزَ -دونَ تحريكِ مخِّهِم- للوصولِ للأجوبةِ المستحيلةِ!!
الطلابُ ما هُم ناقصين: تجيهُم أسئلةٌ صعبةٌ، دونَ مراعاةٍ لقدراتِهِم الذكائيَّةِ وملكاتِهِم الاستيعابيَّةِ المتفاوتِةِ، التِي لَا ذنبَ لهُم فيهَا، لارتباطِهَا بهرموناتٍ وراثيَّةٍ، أو صدماتٍ حياتيَّةٍ، أو تهميشٍ من بعضِ المعلِّمِينَ أثناءَ إلقاءِ الحصصِ الدِّراسيَّةِ، والذِينَ يأتُونَ نهايةِ السنةِ فاردِينَ عضلاتِهِم المعلوماتيَّةِ وعُقدِهم النَّفسيَّةِ!!
الطلابُ مَا هُم ناقصِين: تجيهُم أسئلةٌ صعبةٌ، معَ رتابةِ العمليَّةِ التعليميَّةِ البدائيَّةِ، التِي تشوبُهَا الكثيرُ مِن العراقيلِ المتوارثةِ: كالمناهجِ النظريَّةِ المستهلَكةِ والمملَّةِ التِي لا تحوِي أيَّ تجاربَ عمليَّةٍ أو مهاراتٍ مهنيَّةٍ، والتِي لَا تكفِي مخرجاتهَا العائمةُ لضمانِ فرصةٍ وظيفيَّةٍ، بلْ يُشترطُ فوقَهَا دوراتٌ تدريبيَّةٌ وخبرةٌ طويلةٌ!!
الطلابُ مَا هُم ناقصِين: تجيهُم أسئلةٌ صعبةٌ، بعدَ أنْ استنفدَ الفصلُ الدراسيُّ الثَّالثُ كلَّ طاقاتِهِم وأفكارِهِم وأحالَهُم لريبورتاتٍ مصخَّرةٍ تذاكرُ طوالَ السنةِ.
الطلابُ مَا هُم ناقصِين: تجيهُم أسئلةٌ صعبةٌ، وهُم معلَّقُون بينَ تصابِي بعضِ الأمَّهاتِ وفوقيَّةِ بعضِ الآباءِ، الذِينَ استحالتْ حياتُهم لقضايَا أحوالٍ شخصيَّةٍ!!
الطلابُ مَا هُم ناقصِين: تجيهُم أسئلةٌ صعبةٌ، وهُم يرُونَ مَن تركُوا مقاعدَ الدِّراسةِ وتوجَّهُوا لمنصَّاتِ السوشيال ميديَا، أو الفنِّ، أو الرياضةِ، نجحُوا فِي تأمينِ مستقبلِهِم بثرواتٍ طائلةٍ، بعكسِ أصحابِ الشِّهاداتِ العاليةِ!!
طبعًا، نحنُ لَا نشجِّعُ علَى تغشيشِ الطَّلبةِ، لكنَّنَا نلتمسُ مِن المعلِّمِينَ والدكاترةِ، النَّظرَ إليهِم بعينِ الرَّحمةِ والشَّفقةِ -كأبناءٍ لهُم- ينتظرهُم مستقبلٌ مجهولٌ، إنْ لمْ يعزِّزُونَه بالدَّرجاتِ العاليةِ، فلنْ يتحصَّلُوا علَى الوظَّائفِ المناسبةِ، وقدْ يبقَى الخريجُونَ الوطنيُّونَ الذِينَ نعرفُهم وحدَهُم بلجانِ ملتقياتِ التَّوظيفِ السنويَّةِ، بعدَ أنْ أنهَى الوافدُونَ الأجانبُ -الذِينَ يحملُ بعضُهم شهاداتٍ مضروبةً، وخبراتٍ شبهَ معدومةٍ- اختباراتِ القبولِ، واستحوذُوا علَى غالبيَّةِ الوظائفِ الشَّاغرةِ!!