كتاب
مُعضِلاتٌ.. مُعضِلاتٌ!
تاريخ النشر: 09 يونيو 2024 23:09 KSA
- المُعْضِلَةُ.. المسألةُ المُشْكِلةُ التِي لا يُهتَدَى لِوجهِهَا، أوْ الطريقِ الضيِّقةِ المَخارِج، والمُعضلةِ عندَ (أرسطو)، إيرادُ رأيَيْنِ مُتعارِضَيْنِ لكلٍّ منهُمَا عندَ العقلِ قيمتُهُ في الإجابةِ عَن مسألةٍ مُعيَّنةٍ، وهِي عندَ المُحدَثِينَ، الصُّعوبةُ المَنطقيَّةُ التِي لا يُمكنُ الخُروجُ مِنهَا، وبمعنىً بسيطٍ آخَرَ، هِي «الوَرْطةُ»!.
- وحتَّى كتابةِ هذَا المَقالِ، لَا تزالُ المُجادلاتُ حولَ عَلاقةِ المَرأةِ بالرَّجلِ فِي المُجتمعِ السُّعوديِّ قائمةً حاميةَ الوطِيسِ، بمَا يتبعُهَا مِن مُناوشاتٍ ولَغَطِ وتوتُّراتٍ وتوجُّسٍ وتنمُّرٍ، فالإرثُ التَّربويُّ الفِكريُّ الاجتماعيُّ الدِّينيُّ ثقيلٌ جدًّا، والقضيَّةُ فِي غايةِ التَّعقيدِ، وبِخاصَّةٍ معَ التَّغييراتِ الاجتماعيَّةِ الثَّقافيَّةِ النَّظاميَّةِ.. إنَّهَا مُعضِلةٌ!.
- وكمثالٍ آخَرَ، يُمكنُ للثَّقافةِ الاجتماعيَّةِ والتَّربيةِ العائِليَّةِ والأُطرِ الفكريَّةِ التقليديَّة لأَحدِهِم، ضمنَ مألوفاتِ قبيلتِهِ وسُلوكيَّاتِ جماعتِهِ ومُعتقداتِ مُحيطِهِ، مهْمَا بلغَ مِن علمٍ وحازَ علَى شهاداتٍ أكاديميَّةٍ، يُمكنُهَا أنْ تُعزِّزَ لديهِ مَفاهيمَ وقَناعاتٍ رجعيَّةً مُتعصِّبةً، وتمنعَ عنهُ الفَهمَ السَّليمَ، وتحدَّ مِن تفكيرِهِ المَنطقيِّ، وتجعلَهُ مَسْخًا غيرَ مُتجانسٍ معَ التّراكُمِ المَعرفيِّ والانفتاحِ الثقافيِّ.. إنَّهَا مُعضِلَةٌ.
- مُعضِلَةُ الإنسانِ، كونُهُ يتذكَّرُ ماضيَهِ بنَدمٍ وحنينٍ وأسىً، ويترقَّبُ مُستقبَلَهُ بِقَلقٍ وخوفٍ وارتيابٍ.. ليُعانِيَ بذلكَ فِي حاضرِهِ ولحظتِهِ.. فتتحوَّلُ حياتُهُ إلى لعنةٍ. كمَا أنَّ وعْيَ الإنسانِ بِحتميَّةِ موتِهِ، هُو مَا يجعلُهُ قلِقًا مُضطربًا فِي حياتِهِ.. لكنَّ العَجيبَ أنَّ ذلكَ الوعيَ نفسَهَ، هُو مَا يُعطِي حياتَهُ قيمةً وغايةً ومعنًى.. مُعضِلةٌ، أليستْ كذلكَ؟!.
- ومعَ أنَّ تسطيحَ العَلاقاتِ الشَّخصيَّةِ، وتجنُّبَ الاختلاطِ بالنَّاسِ، باعثٌ علَى الرَّاحةِ والهدوءِ، وطريقٌ آمنةٌ لتَفادِي الأذَى والخُذلانِ.. إلَّا أنَّ لذَّةَ العيشِ تكمُنُ فِي عُمقِ العَلاقاتِ لا سطْحِهَا، وتَبادُلِ مَشاعرِ الأمانِ والحميميَّةِ، والانتشاءِ بإسداءِ الخيرِ للآخرِينَ، والتَّعاوُنِ معَهُم علَى أهدافٍ نبيلةٍ ومُمتِعةٍ.. نحنُ بحاجةٍ إلى حاجةِ الآخرِينَ لنَا، لكنَّنَا نتأذَّى مِنهُم.. نعَمْ، هِي مُعضِلَةٌ!.
- مُعضِلةُ المُحِبِّ، طلبُهُ القُرْبَ، فاعتيادُهُ عليهِ، ثمَّ إصابتُهُ بالمَللِ.. إذْ تضمحلُّ الرَّغبةُ تدريجيًّا بالتَّلاحمِ والمُخالَطةِ اللَّصيقةِ، وحالمَا تنقشعُ سَحابةُ الغُربَةِ بالتَّواصلِ الحميمِ، يبدأُ الشَّغفُ بالانحسارِ، والحبُّ فِي الذَّوبانِ. فالحبُّ، مِن أجلِ استمرارِهِ، يتطلَّبُ اهتمامًا كبيرًا، وقُدرةً فائقةً على التَّواصلِ وتحمُّلِ الارتباطِ واستنزافِ الطَّاقةِ.. وتلكَ المُشكلاتُ قدْ تتسبَّبُ فِي انتهاءِ تجربةِ الحبِّ بالفشلِ، أو المَرضِ، أو الجُنونِ.. أو حتَّى الزَّواجِ!.
- وحتَّى كتابةِ هذَا المَقالِ، لَا تزالُ المُجادلاتُ حولَ عَلاقةِ المَرأةِ بالرَّجلِ فِي المُجتمعِ السُّعوديِّ قائمةً حاميةَ الوطِيسِ، بمَا يتبعُهَا مِن مُناوشاتٍ ولَغَطِ وتوتُّراتٍ وتوجُّسٍ وتنمُّرٍ، فالإرثُ التَّربويُّ الفِكريُّ الاجتماعيُّ الدِّينيُّ ثقيلٌ جدًّا، والقضيَّةُ فِي غايةِ التَّعقيدِ، وبِخاصَّةٍ معَ التَّغييراتِ الاجتماعيَّةِ الثَّقافيَّةِ النَّظاميَّةِ.. إنَّهَا مُعضِلةٌ!.
- وكمثالٍ آخَرَ، يُمكنُ للثَّقافةِ الاجتماعيَّةِ والتَّربيةِ العائِليَّةِ والأُطرِ الفكريَّةِ التقليديَّة لأَحدِهِم، ضمنَ مألوفاتِ قبيلتِهِ وسُلوكيَّاتِ جماعتِهِ ومُعتقداتِ مُحيطِهِ، مهْمَا بلغَ مِن علمٍ وحازَ علَى شهاداتٍ أكاديميَّةٍ، يُمكنُهَا أنْ تُعزِّزَ لديهِ مَفاهيمَ وقَناعاتٍ رجعيَّةً مُتعصِّبةً، وتمنعَ عنهُ الفَهمَ السَّليمَ، وتحدَّ مِن تفكيرِهِ المَنطقيِّ، وتجعلَهُ مَسْخًا غيرَ مُتجانسٍ معَ التّراكُمِ المَعرفيِّ والانفتاحِ الثقافيِّ.. إنَّهَا مُعضِلَةٌ.
- مُعضِلَةُ الإنسانِ، كونُهُ يتذكَّرُ ماضيَهِ بنَدمٍ وحنينٍ وأسىً، ويترقَّبُ مُستقبَلَهُ بِقَلقٍ وخوفٍ وارتيابٍ.. ليُعانِيَ بذلكَ فِي حاضرِهِ ولحظتِهِ.. فتتحوَّلُ حياتُهُ إلى لعنةٍ. كمَا أنَّ وعْيَ الإنسانِ بِحتميَّةِ موتِهِ، هُو مَا يجعلُهُ قلِقًا مُضطربًا فِي حياتِهِ.. لكنَّ العَجيبَ أنَّ ذلكَ الوعيَ نفسَهَ، هُو مَا يُعطِي حياتَهُ قيمةً وغايةً ومعنًى.. مُعضِلةٌ، أليستْ كذلكَ؟!.
- ومعَ أنَّ تسطيحَ العَلاقاتِ الشَّخصيَّةِ، وتجنُّبَ الاختلاطِ بالنَّاسِ، باعثٌ علَى الرَّاحةِ والهدوءِ، وطريقٌ آمنةٌ لتَفادِي الأذَى والخُذلانِ.. إلَّا أنَّ لذَّةَ العيشِ تكمُنُ فِي عُمقِ العَلاقاتِ لا سطْحِهَا، وتَبادُلِ مَشاعرِ الأمانِ والحميميَّةِ، والانتشاءِ بإسداءِ الخيرِ للآخرِينَ، والتَّعاوُنِ معَهُم علَى أهدافٍ نبيلةٍ ومُمتِعةٍ.. نحنُ بحاجةٍ إلى حاجةِ الآخرِينَ لنَا، لكنَّنَا نتأذَّى مِنهُم.. نعَمْ، هِي مُعضِلَةٌ!.
- مُعضِلةُ المُحِبِّ، طلبُهُ القُرْبَ، فاعتيادُهُ عليهِ، ثمَّ إصابتُهُ بالمَللِ.. إذْ تضمحلُّ الرَّغبةُ تدريجيًّا بالتَّلاحمِ والمُخالَطةِ اللَّصيقةِ، وحالمَا تنقشعُ سَحابةُ الغُربَةِ بالتَّواصلِ الحميمِ، يبدأُ الشَّغفُ بالانحسارِ، والحبُّ فِي الذَّوبانِ. فالحبُّ، مِن أجلِ استمرارِهِ، يتطلَّبُ اهتمامًا كبيرًا، وقُدرةً فائقةً على التَّواصلِ وتحمُّلِ الارتباطِ واستنزافِ الطَّاقةِ.. وتلكَ المُشكلاتُ قدْ تتسبَّبُ فِي انتهاءِ تجربةِ الحبِّ بالفشلِ، أو المَرضِ، أو الجُنونِ.. أو حتَّى الزَّواجِ!.