كتاب
قصة نجاح كل عام
تاريخ النشر: 22 يونيو 2024 23:30 KSA
يتجدَّدُ نداءُ المولَى -عزَّ وجلَّ- لحَجِّ بيتِهِ الحرامِ كلَّ عامٍ، وهُو الرُّكنُ الخامسُ مِن أركانِ هذَا الدِّينِ العظيمِ، ليلتقِي الإنسانُ بعالمِهِ الحقيقيِّ الذِي يعيشُ فيهِ، خاليًا مِن كلِّ مظاهرِ الدُّنيَا الفانيةِ، ويعيشُ بشعورِهِ الرَّوحانيِّ الخالصِ للهِ فِي مشاعرِ فريضةِ الحجِّ، وفِي تلكَ البقعةِ الشَّريفةِ التِي يفدُونَ إليهَا مِن كلِّ بقاعِ الأرضِ، يمتثلُونَ لأمرِ اللهِ -عزَّ وجلَّ-. فِي ذلكَ المنظرِ الذِي تهفُو فيهِ القلوبُ للوقوفِ بجبلِ عرفات «جبلِ الرَّحمةِ»، فِي هذهِ الحكمةِ الربانيَّةِ التِي تحملُ الكثيرَ مِن المشاعرِ والأحاسيسِ التِي يعودُ فيهَا الحاجُّ إلى لحظةِ الميلادِ.. كيومِ ولدتهُ أمُّهُ. وهذَا الموقفُ الذِي يمكنُ وصفهُ بالموقفِ التاريخيِّ، الوقوفُ بجبلِ عرفات اللهِ، وعينُ الحاجِّ علَى ذلكَ المكانِ الذِي وقفَ فيهِ نبيُّ الرَّحمةِ، الحبيبُ المصطفَى -عليهِ صلواتُ اللهِ وسلامُه-، وهُو اللقاءُ الذِي يوصفُ باللقاءِ الاستثنائيِّ بينَ العبدِ الذِي يطمحُ للمغفرةِ التَّامةِ وبينَ ربِّهِ الرَّحيمِ الغفورِ.
إنَّه شعورٌ يعجزُ وصفهُ وترجمتهُ، يشعرُ بهِ الحجَّاجُ وهُم فِي ذلكَ الموقفِ بعدَ أنْ أتُوا شُعثًا غُبْرًا، تسبقهُم قلوبهُم، وكأنَّهُم جسدٌ واحدٌ (لبَّيكَ اللَّهُمَّ لبَّيك.. لبَّيكَ لَا شريكَ لَكَ لبَّيك.. إِنَّ الحمدَ وَالنِّعمةَ لَكَ وَالمُلك.. لَا شريكَ لَك)، ثُمَّ يقفُونَ بينَ يديِّ المولَى ليتذكَّرُوا حجَّةَ الوداعِ، وكيفَ أنَّ المصطفَى -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- قالَ خطبتَهُ فِي وادِي عرفات، عندمَا وجدَ القبَّةَ التِي ضُرِبَتْ لهُ بِنَمِرة، فنزلَ بهَا حتَّى إذَا غابتِ الشَّمسُ أمرَ القصواءَ ناقتَهُ، فرحلتْ لهُ، فأتَى بطنَ الوادِي وقالَ خطبتَهُ المأثورةَ فِي حجَّةِ الوداعِ: (أَيُّهَا النَّاسُ، اسْمَعُوا مِنِّي أُبيِّنُ لكُم، فَإِنِّي لَا أَدرِي لعلِّي لَا ألقاكُمْ بعدَ عامِي هذَا، فِي مَوقفِي هذَا). وهذهِ طلائعُ ضيوفِ الرَّحمنِ يبدأُونَ رحلتَهُم إلَى مثوَى سيَّدِ الخلقِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- بعدَ أنْ أتمُّوا نُسكَهُم، ومَنَّ اللهُ عليهِم بأداءِ فريضةِ الحجِّ، ففِي كلِّ عامٍ تسعَى المملكةُ العربيَّةُ السعوديَّةُ لتوفيرِ كلِّ الإمكانيَّاتِ لضيوفِ الرَّحمنِ حتَّى يستطيعُوا أداءَ فريضةِ الحجِّ بكلِّ يُسرٍ وسهولةٍ، وهذهِ الخدماتُ التِي يراهَا العالمُ ليشهدَ علَى مَا تبذلهُ المملكةُ فِي خدمةِ حجَّاجِ بيتِ اللهِ الحرامِ، وهذَا يجسِّدُ الاهتمامَ والرعايةَ التِي يحظَى بهَا ضيوفُ الرَّحمنِ، فخدمةُ الحجَّاجِ شرفٌ لنَا وواجبٌ علينَا قدٍ كرَّمنَا اللهُ بهَا.
وشهدَ موسمُ الحجِّ هذَا العام (1445هـ) نجاحًا باهرًا، بتضافرِ كلِّ الجهودِ، بلْ كانَ ظاهرةً لَا تحدثُ إلَّا فِي هذَا المكانِ، مكَّة المكرَّمة، فِي ظلِّ هذهِ الإمكانيَّاتِ الماديَّةِ والبشريَّةِ مِن جميعِ القطاعاتِ الأمنيَّةِ خاصَّةً، والخدميَّةِ عامَّةً، يتَّجهُونَ للمدينةِ المنوَّرةِ وفقَ الجهودِ الرائعةِ.
- مِن أجملِ مَا كتبَهُ ابنُ القيِّم الجوزيَّة:
فللَّهِ ذاكَ الموقفُ الأعظمُ الذِي
كموقفِ يومِ العرضِ بلْ ذاكَ أعظمُ
ويدنُو بهِ الجبَّارُ جلَّ جلالَهُ
يُباهِي بِهِم أملاكَهُ فَهُو أَكرَمُ
يقولُ عبادِي قدْ أَتُونِي مَحبَّةً
وَإِنِّي بِهِم برٌّ أجودُ وأرحمُ
فَأُشهدكُم أَنِّي قدْ غَفَرتُ ذنوبَهُم
وَأعطَيتَهُم مَا أمَّلُوهُ وأنعمُ!!
- وأميرُ الشُّعراءِ أحمد شوقي يقولُ:
لَكَ الدِّينُ يا رَبَّ الحَجيجِ جَمَعتَهُمْ
لِبَيتٍ طَهورِ السَّاحِ وَالعَرَصاتِ
أَرَى النَّاسَ أَصنافًا وَمِن كُلِّ بُقعَةٍ
إِلَيكَ انتَهَوا مِن غُربَةٍ وَشَتاتِ
تَساوَوا فَلا الأَنسابُ فيها تَفاوُتٌ
لَدَيكَ وَلا الأَقدارُ مُختَلِفاتِ
شُكرًا بكلِّ كلماتِ الشُّكرِ لكافَّةِ القطاعاتِ بالمملكةِ ورجالاتِهَا، علَى ما بذلُوه مِن جهدٍ وحبٍّ وعطاءٍ فِي موسمِ حجِّ هذَا العامِ.. وَكُلُّ عَامٍ وَأَنْتُم بِخَيرٍ.
إنَّه شعورٌ يعجزُ وصفهُ وترجمتهُ، يشعرُ بهِ الحجَّاجُ وهُم فِي ذلكَ الموقفِ بعدَ أنْ أتُوا شُعثًا غُبْرًا، تسبقهُم قلوبهُم، وكأنَّهُم جسدٌ واحدٌ (لبَّيكَ اللَّهُمَّ لبَّيك.. لبَّيكَ لَا شريكَ لَكَ لبَّيك.. إِنَّ الحمدَ وَالنِّعمةَ لَكَ وَالمُلك.. لَا شريكَ لَك)، ثُمَّ يقفُونَ بينَ يديِّ المولَى ليتذكَّرُوا حجَّةَ الوداعِ، وكيفَ أنَّ المصطفَى -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- قالَ خطبتَهُ فِي وادِي عرفات، عندمَا وجدَ القبَّةَ التِي ضُرِبَتْ لهُ بِنَمِرة، فنزلَ بهَا حتَّى إذَا غابتِ الشَّمسُ أمرَ القصواءَ ناقتَهُ، فرحلتْ لهُ، فأتَى بطنَ الوادِي وقالَ خطبتَهُ المأثورةَ فِي حجَّةِ الوداعِ: (أَيُّهَا النَّاسُ، اسْمَعُوا مِنِّي أُبيِّنُ لكُم، فَإِنِّي لَا أَدرِي لعلِّي لَا ألقاكُمْ بعدَ عامِي هذَا، فِي مَوقفِي هذَا). وهذهِ طلائعُ ضيوفِ الرَّحمنِ يبدأُونَ رحلتَهُم إلَى مثوَى سيَّدِ الخلقِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- بعدَ أنْ أتمُّوا نُسكَهُم، ومَنَّ اللهُ عليهِم بأداءِ فريضةِ الحجِّ، ففِي كلِّ عامٍ تسعَى المملكةُ العربيَّةُ السعوديَّةُ لتوفيرِ كلِّ الإمكانيَّاتِ لضيوفِ الرَّحمنِ حتَّى يستطيعُوا أداءَ فريضةِ الحجِّ بكلِّ يُسرٍ وسهولةٍ، وهذهِ الخدماتُ التِي يراهَا العالمُ ليشهدَ علَى مَا تبذلهُ المملكةُ فِي خدمةِ حجَّاجِ بيتِ اللهِ الحرامِ، وهذَا يجسِّدُ الاهتمامَ والرعايةَ التِي يحظَى بهَا ضيوفُ الرَّحمنِ، فخدمةُ الحجَّاجِ شرفٌ لنَا وواجبٌ علينَا قدٍ كرَّمنَا اللهُ بهَا.
وشهدَ موسمُ الحجِّ هذَا العام (1445هـ) نجاحًا باهرًا، بتضافرِ كلِّ الجهودِ، بلْ كانَ ظاهرةً لَا تحدثُ إلَّا فِي هذَا المكانِ، مكَّة المكرَّمة، فِي ظلِّ هذهِ الإمكانيَّاتِ الماديَّةِ والبشريَّةِ مِن جميعِ القطاعاتِ الأمنيَّةِ خاصَّةً، والخدميَّةِ عامَّةً، يتَّجهُونَ للمدينةِ المنوَّرةِ وفقَ الجهودِ الرائعةِ.
- مِن أجملِ مَا كتبَهُ ابنُ القيِّم الجوزيَّة:
فللَّهِ ذاكَ الموقفُ الأعظمُ الذِي
كموقفِ يومِ العرضِ بلْ ذاكَ أعظمُ
ويدنُو بهِ الجبَّارُ جلَّ جلالَهُ
يُباهِي بِهِم أملاكَهُ فَهُو أَكرَمُ
يقولُ عبادِي قدْ أَتُونِي مَحبَّةً
وَإِنِّي بِهِم برٌّ أجودُ وأرحمُ
فَأُشهدكُم أَنِّي قدْ غَفَرتُ ذنوبَهُم
وَأعطَيتَهُم مَا أمَّلُوهُ وأنعمُ!!
- وأميرُ الشُّعراءِ أحمد شوقي يقولُ:
لَكَ الدِّينُ يا رَبَّ الحَجيجِ جَمَعتَهُمْ
لِبَيتٍ طَهورِ السَّاحِ وَالعَرَصاتِ
أَرَى النَّاسَ أَصنافًا وَمِن كُلِّ بُقعَةٍ
إِلَيكَ انتَهَوا مِن غُربَةٍ وَشَتاتِ
تَساوَوا فَلا الأَنسابُ فيها تَفاوُتٌ
لَدَيكَ وَلا الأَقدارُ مُختَلِفاتِ
شُكرًا بكلِّ كلماتِ الشُّكرِ لكافَّةِ القطاعاتِ بالمملكةِ ورجالاتِهَا، علَى ما بذلُوه مِن جهدٍ وحبٍّ وعطاءٍ فِي موسمِ حجِّ هذَا العامِ.. وَكُلُّ عَامٍ وَأَنْتُم بِخَيرٍ.