كتاب

من أصداء الذكريات

عملتُ فِي بدايةِ حياتِي الوظيفيَّةِ فِي قطاعاتٍ خدميَّةٍ شتَّى، وتشكِّلُ هذهِ القطاعاتُ فِي مسيرةِ حياتِي مدارسَ فِي تخصُّصاتِهَا، اكتسبتُ مِن خلالِهَا تجاربَ وخبراتٍ متنوِّعةً، كانتْ داعمةً لِي فِي مسيرتِي الوظيفيَّةِ فِي مجالِ الوظائفِ العامَّةِ نجاحًا وطموحات، ورغمَ تقاعدِي وظيفيًّا، فلَا يزالُ قلمِي -بحمدِ اللهِ- فِي خدمةِ أُمَّتِي ووطنِي معطاءً فِي مجالِ الكتابةِ بشمولِهَا الواسِعِ لمْ يتوقَّفْ، سائلًا المولَى ألَّا يحرمنِي أجرَ ذلكَ.

مِن الأدباءِ الروَّادِ الذِينَ تعرَّفتُ عليهِم خلالَ فترةِ عملِي الوظيفيِّ فِي الرياضِ، وكانَ لهُ الدورُ البارزُ -بعدَ اللهِ- فِي توجيهِي وتشجيعِي وغيرِي مِن الشَّبابِ الواعدِ، الأديبُ الرَّائدُ الشَّاعرُ الباحثُ الشيخُ عبدالله بن خميس، صاحبُ ورئيسُ تحريرِ مجلَّةِ الجزيرةِ، والذِي عرَّفنِي عليهِ بدايةً صديقِي الكاتبُ الأديبُ النَّاقدُ المعروفُ الأستاذُ علي محمد العمير -رحمهُ اللهُ-، وكانَ أحدَ أسرةِ تحريرِ مجلَّةِ الجزيرةِ -فِي تلكَ الفترةِ-، وعندمَا أحسَّ الشيخُ عبدالله بن خميس بموهبتِي فِي الكتابةِ، وجَّهَ بتخصيصِ عمودٍ شهريٍّ لِي فِي المجلَّةِ بعنوانِ:


(شؤون)، وكانَ -رحمَهُ اللهُ- داعمًا للشَّبابِ فِي تنميةِ مواهبهِمِ علَى اختلافِ مشاربِهِم.

وكانَ سكرتيرُ تحريرِ المجلَّةِ -حينذاك- الأخُ الأستاذُ إبراهيم بن محمد بن سيف، وكانَ لهُ بابٌ شهريٌّ فِي المجلَّةِ بعنوان: (صحافتنَا وهدمُ اللُّغةِ)، يصوب من خلاله الأخطاء التي ترد في بعض مقالات الكتاب، ومن مميزات تصويباته عدم ذكر اسم المنقود، بل يكتفي بعنوان المقال، والجريدة، أو المجلة، والصفحة، والسطر، دون التصريحِ باسم الكاتب؛ احتراماً لشخصيته، وهي طريقة نفتقدها في نقد اليوم، والذي يغلب عليه -أحياناً- طابع التشهير، مد الله في حياته إن كان حياً، ورحمه وأسكنه فسيح جناته إن كان ميتاً. واستمرَّت صِلتِي بالمجلَّةِ ككاتبٍ ومراسلٍ لهَا بعدَ انتقالِ عملِي للطَّائفِ فِي بدايةِ الثمانينيَّاتِ الهجريَّةِ، حتَّى توقَّف صدورهَا كمجلَّةٍ، وتحوُّلهَا إلى جريدةٍ كغيرِهَا، واستمرارِي كاتبًا معَ مَن تعاقبَ عليهَا مِن رؤساءِ التَّحريرِ الفضلاءِ.


رحمَ اللهُ الشيخَ عبدالله بن محمد بن خميس رحمةً واسعةً، وأسكنَهُ فسيحَ جنَّاتهِ، فقدْ كانَ عنصرًا فاعلًا فِي خدمةِ الأُمَّةِ والوطنِ والقيادةِ، وممَّن أسهمَ فِي نهضةِ الأدبِ السعوديِّ، مِن خلالِ مؤلَّفاتِهِ العديدةِ التِي أثرَى بهَا المكتبةَ السعوديَّةَ -تاريخًا، وبحثًا، وشعرًا- علَى امتدادِ تاريخِ نهضةِ البلادِ الطويلةِ المشرِّفةِ.

* نبض:

لأميرِ الشُّعراءِ أحمد شوقي:

يَا جارةَ الوَادِي طربتُ وعَادَنِي

مَـا يُشــبهُ الأحــلامَ مِـن ذكــرَاكِ

مثَّلتُ فِي الذِّكرَى هَواكِ وفِي الكَرَى

وَالذِّكرَياتُ صدَى السِّنِين الحَاكِي!!

أخبار ذات صلة

حتى أنت يا بروتوس؟!
حراك شبابي ثقافي لافت.. وآخر خافت!
الأجيال السعودية.. من العصامية إلى التقنية الرقمية
فن الإقناع.. والتواصل الإنساني
;
عن الاحتراق الوظيفي!
سقطات الكلام.. وزلات اللسان
القطار.. في مدينة الجمال
يومان في باريس نجد
;
فن صناعة المحتوى الإعلامي
الإدارة بالثبات
أرقام الميزانية.. تثبت قوة الاقتصاد السعودي
ورود
;
حان دور (مؤتمر يالطا) جديد
الحضارة والتنمية
خط الجنوب وإجراء (مأمول)!
الشورى: مطالبة وباقي الاستجابة!!