كتاب
لا نريد الحرب.. ولكن!
تاريخ النشر: 24 يونيو 2024 23:22 KSA
هناك سباق بين الدول الكبرى للإعداد لاحتمال نشوب حروب فيما بينها.. قد لا تندلع حرب مباشرةً فيما بين الصين وأمريكا، أو ما بين روسيا ومجموعة الناتو بما فيها أمريكا. إلا أن ما يطلق من تصريحات وأخبار؛ وما نُشاهده على أرض الواقع، يثير القلق. ويمتاز بأنه مؤشر واضح للإعداد لحرب فيما بين الكبار. عدد لا يستهان به من المحللين السياسيين، يقولون إن الكبار لا يرغبون في الحرب.. ولكن الشعار القائم للجميع هو: (لا نريد الحرب.. ولكن).
قال ديمتري ميد فيديف، نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي: «الرئيس فلاديمير بوتن سمح بإرسال الأسلحة الروسية إلى مناطق في حالة حرب مع الدول التي تُزوِّد أوكرانيا بالسلاح»، بما معناه أن موسكو تنشر أسلحتها على مساحة واسعة من العالم. وحوالى منتصف هذا الشهر، وصلت ثلاث سفن روسيا، بالإضافة إلى غواصة نووية إلى الشواطئ الكوبية؛ للبدء بتدريبات عسكرية في منطقة البحر الكاريبي غير بعيد عن الشواطئ الأمريكية، وبالطبع استنفرت القوات الأمريكية البحرية والجوية لمراقبة نشاط هذه السفن والغواصة، والحرص على عدم اقترابها من الشواطئ الأمريكية.
وفي واشنطن، أجاز مجلس النواب الأمريكي يوم الخامس عشر من هذا الشهر قانوناً يلزم أجهزة الدولة بجمع أسماء وعناوين كل الذكور في أمريكا، فيما بين سن 18 و26 سنة (هناك اقتراح بإضافة الفتيات إلى هذه القوائم) وتسجيلهم في نظام الخدمة العسكرية، وسيتيح القانون جمع المعلومات عن كل شخص بدون إعلامه بذلك، أو أخذ موافقته من سجلات الحكومة. ومتى أجيز هذا القانون من مجلس الشيوخ؛ سوف يصبح بالإمكان استدعاء هؤلاء الشباب للخدمة العسكرية متى تطلب الأمر ذلك.
لازالت أمريكا أقوى دولة في العالم عسكرياً واقتصادياً، وتتآكل قوتها الاقتصادية نتيجة لنجاح الصين في رفع كفاءتها الاقتصادية بشكل غير مسبوق. وغزت البضائع الصينية الأسواق الأمريكية والأوروبية بشكل قوى بصناعة عالية الجودة، وأسعار منافسة جداً، وما يقوم به الغرب الآن؛ هو رفع الحواجز الجمركية على المنتجات الصينية بزيادة التعرفة الجمركية بشكل كبير، بحيث تعجز هذه المنتجات عن منافسة صناعات أوروبا وأمريكا. في نفس الوقت الذي ترفع فيه من نشاطها العسكري (لدى أمريكا حوالى ثمانية آلاف قاعدة عسكرية في عدد من دول العالم)، وبينما تتواصل الحرب الاقتصادية ضد الصين، فإن الناتو (أوروبا وأمريكا) يواصل استنزاف القوة العسكرية لروسيا، (علماً بأن لديها أكبر ترسانة نووية في العالم) في الحرب التي تسعى موسكو فيها إلى احتلال أراضي في أوكرانيا، والهيمنة على الدول الأوروبية المجاورة لها.
هل ستكون هناك حرب فعلاً في القريب ما بين القوى الكبرى؟.. من المرجح أن لا يحصل ذلك، وإن كان المتوقع أن يطول السجال ويتطور فيما بين الصين وأمريكا قبل الوصول إلى حلول اقتصادية وسياسية مقبولة من الطرفين.
ويطرأ هنا التساؤل: هل ستكون منطقة الشرق الأوسط هي أرض المعارك؟.. وبصراحة يبدو أن لا أمريكا ولا الصين يرغبان في رؤية دول الشرق الأوسط تحارب بعضها في المستقبل المنظور. وكان هذا واضحاً من المواجهة العسكرية المباشرة بين إيران وإسرائيل مؤخراً. حيث اتضح أن واشنطن لديها نوايا أخرى تجاه طهران وأذرعتها المزعجة في العالم العربي. ولا تتفق السياسات الأمريكية في المنطقة مع رغبات نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، مما يقوي احتمال عدم إثارة المزيد من الاضطرابات في المنطقة، وكانت صحيفة «عرب نيوز» السعودية ذكرت أن السفير الأمريكي في الرياض، مايكل راتني، قال في حوار مع «عرب نيوز» و»النهار» اللبنانية: «اسمحوا لي أن أؤكد أن الشرق الأوسط، وعلى الرغم من كل ويلاته وحروبه وجراحه» لا تزال أمامه فرصة (للتغيُّر نحو الأفضل).
من المرجح أن ما يقوله هذا الدبلوماسي الأمريكي الكبير، والذي شارك لسنين طويلة في محاولات أمريكية لحل الصراع في الشرق الأوسط، يدل على أن منطقتنا سوف تشهد استقراراً، وعلى الخليجيين خاصةً أن يبحثوا عن كيف يُحقِّقوا لدولهم وباقي المنطقة التغيير الأفضل لصالح شعوبهم، ويكونوا نموذجاً يحتذى، كما هو الحال في السعودية وعراب التغيير فيها الأمير محمد بن سلمان.
قال ديمتري ميد فيديف، نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي: «الرئيس فلاديمير بوتن سمح بإرسال الأسلحة الروسية إلى مناطق في حالة حرب مع الدول التي تُزوِّد أوكرانيا بالسلاح»، بما معناه أن موسكو تنشر أسلحتها على مساحة واسعة من العالم. وحوالى منتصف هذا الشهر، وصلت ثلاث سفن روسيا، بالإضافة إلى غواصة نووية إلى الشواطئ الكوبية؛ للبدء بتدريبات عسكرية في منطقة البحر الكاريبي غير بعيد عن الشواطئ الأمريكية، وبالطبع استنفرت القوات الأمريكية البحرية والجوية لمراقبة نشاط هذه السفن والغواصة، والحرص على عدم اقترابها من الشواطئ الأمريكية.
وفي واشنطن، أجاز مجلس النواب الأمريكي يوم الخامس عشر من هذا الشهر قانوناً يلزم أجهزة الدولة بجمع أسماء وعناوين كل الذكور في أمريكا، فيما بين سن 18 و26 سنة (هناك اقتراح بإضافة الفتيات إلى هذه القوائم) وتسجيلهم في نظام الخدمة العسكرية، وسيتيح القانون جمع المعلومات عن كل شخص بدون إعلامه بذلك، أو أخذ موافقته من سجلات الحكومة. ومتى أجيز هذا القانون من مجلس الشيوخ؛ سوف يصبح بالإمكان استدعاء هؤلاء الشباب للخدمة العسكرية متى تطلب الأمر ذلك.
لازالت أمريكا أقوى دولة في العالم عسكرياً واقتصادياً، وتتآكل قوتها الاقتصادية نتيجة لنجاح الصين في رفع كفاءتها الاقتصادية بشكل غير مسبوق. وغزت البضائع الصينية الأسواق الأمريكية والأوروبية بشكل قوى بصناعة عالية الجودة، وأسعار منافسة جداً، وما يقوم به الغرب الآن؛ هو رفع الحواجز الجمركية على المنتجات الصينية بزيادة التعرفة الجمركية بشكل كبير، بحيث تعجز هذه المنتجات عن منافسة صناعات أوروبا وأمريكا. في نفس الوقت الذي ترفع فيه من نشاطها العسكري (لدى أمريكا حوالى ثمانية آلاف قاعدة عسكرية في عدد من دول العالم)، وبينما تتواصل الحرب الاقتصادية ضد الصين، فإن الناتو (أوروبا وأمريكا) يواصل استنزاف القوة العسكرية لروسيا، (علماً بأن لديها أكبر ترسانة نووية في العالم) في الحرب التي تسعى موسكو فيها إلى احتلال أراضي في أوكرانيا، والهيمنة على الدول الأوروبية المجاورة لها.
هل ستكون هناك حرب فعلاً في القريب ما بين القوى الكبرى؟.. من المرجح أن لا يحصل ذلك، وإن كان المتوقع أن يطول السجال ويتطور فيما بين الصين وأمريكا قبل الوصول إلى حلول اقتصادية وسياسية مقبولة من الطرفين.
ويطرأ هنا التساؤل: هل ستكون منطقة الشرق الأوسط هي أرض المعارك؟.. وبصراحة يبدو أن لا أمريكا ولا الصين يرغبان في رؤية دول الشرق الأوسط تحارب بعضها في المستقبل المنظور. وكان هذا واضحاً من المواجهة العسكرية المباشرة بين إيران وإسرائيل مؤخراً. حيث اتضح أن واشنطن لديها نوايا أخرى تجاه طهران وأذرعتها المزعجة في العالم العربي. ولا تتفق السياسات الأمريكية في المنطقة مع رغبات نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، مما يقوي احتمال عدم إثارة المزيد من الاضطرابات في المنطقة، وكانت صحيفة «عرب نيوز» السعودية ذكرت أن السفير الأمريكي في الرياض، مايكل راتني، قال في حوار مع «عرب نيوز» و»النهار» اللبنانية: «اسمحوا لي أن أؤكد أن الشرق الأوسط، وعلى الرغم من كل ويلاته وحروبه وجراحه» لا تزال أمامه فرصة (للتغيُّر نحو الأفضل).
من المرجح أن ما يقوله هذا الدبلوماسي الأمريكي الكبير، والذي شارك لسنين طويلة في محاولات أمريكية لحل الصراع في الشرق الأوسط، يدل على أن منطقتنا سوف تشهد استقراراً، وعلى الخليجيين خاصةً أن يبحثوا عن كيف يُحقِّقوا لدولهم وباقي المنطقة التغيير الأفضل لصالح شعوبهم، ويكونوا نموذجاً يحتذى، كما هو الحال في السعودية وعراب التغيير فيها الأمير محمد بن سلمان.