كتاب
أولئك مُعلمون.. أم مُعذبون؟!
تاريخ النشر: 30 يونيو 2024 00:16 KSA
* (قبلَ الفجرِ بساعتَينِ أو ثلاثٍ؛ أُودِّعُ صِغَارِي وهُم نائمُونَ بعيونٍ دامعةٍ، وقلبٍ نازفٍ، فأنَا أُغادرُهُم فِي رحلةِ عذابٍ تتكرَّرُ خمسةَ أيَّامٍ فِي الأسبوعِ، ولنحوِ عشرةِ أشهرٍ كلَّ سنةٍ، أقطعُ فيهَا يوميًّا أكثرَ مِن 400 كم ذهابًا وعودةً، وأنَا فيهَا عُرضةٌ لحادثةٍ مروريَّةٍ قدْ تختطفُ رُوحِي أو تصيبُنِي بإعاقةٍ مزمنةٍ؛ سببهَا طريقٌ متهالكٌ، أو جملٌ شاردٌ، أو سائقٌ متعاطٍ، أو نائمٌ، أو متهوِّرٌ، وفِي رحلتِي الشَّاقةِ تلكَ، أدفعُ مِن راتبِي الشَّهريِّ المتواضعِ (ثلثَهُ أو يزيدُ) قيمةً للمواصلاتِ، إضافةً لمصروفاتِي الشَّخصيَّةِ اليوميَّةِ)!
*****
* تلكَ فقطْ صورٌ ومشاهدُ مِن حكاياتِ عذابِ (المعلِّمِينَ والمعلِّماتِ)، الذِينَ شريحةٌ منهُم يعملُونَ فِي بيئاتٍ لا تساعدهُم علَى أداءِ الواجبِ؛ لافتقادِ مدارسِهَا للإمكاناتِ، والمعاملِ، والوسائلِ اللَّازمةِ، أو لضيقِهَا وتكدُّسِ قاعاتِهَا بالطُّلابِ أو الطَّالباتِ، وإضافةً لكلِّ ذلكَ (فهُم وحدهُم مِن الموظَّفِينَ) الذِينَ ترقيتهُم السنويَّةُ -التِي هِي حقُّهُم الذِي كفلتهُ لهُم الأنظمةُ- لَا يستحقُّونَهَا إلَّا بعدَ اجتيازِهِم لاختبارٍ مَا أنزلَ اللهُ بهِ مِن سُلطانٍ، وَهُم دونَ غيرِهِم الذِينَ يُكلَّفُونَ بتدريسِ مقرَّراتٍ بعيدةٍ عَن تخصُّصاتِهِم، كمَا أنَّهُم يُلزمُونَ فِي يومِهِم بمهامَّ أُخْرَى غيرَ عملِهِم الرسميِّ، كتنظيمِ الصفوفِ، والمراقبةِ، والانتظارِ، وهُم الذِينَ يستمرُّ عملُهُم صباحًا فِي مدارسِهِم، ومساءً فِي بيوتِهِم؛ لإدخالِ البياناتِ، ومتابعةِ الواجباتِ في المنصَّةِ التعليميَّةِ.
*****
* وهُنَا (المعلِّمُونَ والمعلِّماتُ) رسالتُهُم عظيمةٌ، فهُم بُناةُ جيلِ المستقبلِ، وهُم الأساسُ فِي نجاحِ المنظومةِ التعليميَّةِ، وهُم -فِي عمومِهِم- يبذلُونَ جهودًا كبيرةً، وتضحياتٍ مخلصةً، ولاسيَّما فِي ظلِّ المتغيِّراتِ الخطيرةِ فِي سلوكِ الناشئةِ، وصعوبةِ التعاملِ معهُم>
فهذا نداء سبق وأن طرحته هذه الزاوية، يدعو إلى سلم وظيفي جديد لهم، فيه البشرى بـ(الزيادة، والحوافز للمبدعين والمتفوقين، والتأمين الطبي، وبدلات مواصلات، وسكن لمن يعملون في مناطق نائية ووعرة)، ولاسيما المعلمات اللائي تستنزف المواصلات أو السكنى أكثر من ثلث رواتبهن..
*****
* أخيرًا، (المعلِّمُ والمعلِّمةُ) لهمَا مكانتهُمَا الرفيعةُ في المجتمعاتِ المتقدِّمةِ؛ فرئيسةُ وزراءِ ألمانيَا السَّابقةُ (أنجيلا ميركل)؛ عندمَا طالبَ (القضاةُ) حكومتَهَا بمساواتِهِم بمرتباتِ المعلِّمِينَ أجابتهُم: (كيفَ نساويكُم بمَن علَّمَكُم؟!)؛ ولذَا فمَا أرجُوه إطلاقُ حملةٍ وطنيَّةٍ تستثمرُ مختلفَ المنابرِ ومواقعَ وبرامجِ التواصلِ الحديثةِ، للتأكيدِ على أهميَّةِ رسالةِ (معلِّمِينَا ومعلِّماتِنَا)، والمكانةِ العظيمةِ التِي يستحقُّونَهَا، كمَا أتمنَّى إنشاءَ جمعيَّةٍ، أو نقابةٍ عامَّةٍ لهُم، تهتمُّ بهِم، وتنطقُ بصوتِهِم، وسلامتكُم.
*****
* تلكَ فقطْ صورٌ ومشاهدُ مِن حكاياتِ عذابِ (المعلِّمِينَ والمعلِّماتِ)، الذِينَ شريحةٌ منهُم يعملُونَ فِي بيئاتٍ لا تساعدهُم علَى أداءِ الواجبِ؛ لافتقادِ مدارسِهَا للإمكاناتِ، والمعاملِ، والوسائلِ اللَّازمةِ، أو لضيقِهَا وتكدُّسِ قاعاتِهَا بالطُّلابِ أو الطَّالباتِ، وإضافةً لكلِّ ذلكَ (فهُم وحدهُم مِن الموظَّفِينَ) الذِينَ ترقيتهُم السنويَّةُ -التِي هِي حقُّهُم الذِي كفلتهُ لهُم الأنظمةُ- لَا يستحقُّونَهَا إلَّا بعدَ اجتيازِهِم لاختبارٍ مَا أنزلَ اللهُ بهِ مِن سُلطانٍ، وَهُم دونَ غيرِهِم الذِينَ يُكلَّفُونَ بتدريسِ مقرَّراتٍ بعيدةٍ عَن تخصُّصاتِهِم، كمَا أنَّهُم يُلزمُونَ فِي يومِهِم بمهامَّ أُخْرَى غيرَ عملِهِم الرسميِّ، كتنظيمِ الصفوفِ، والمراقبةِ، والانتظارِ، وهُم الذِينَ يستمرُّ عملُهُم صباحًا فِي مدارسِهِم، ومساءً فِي بيوتِهِم؛ لإدخالِ البياناتِ، ومتابعةِ الواجباتِ في المنصَّةِ التعليميَّةِ.
*****
* وهُنَا (المعلِّمُونَ والمعلِّماتُ) رسالتُهُم عظيمةٌ، فهُم بُناةُ جيلِ المستقبلِ، وهُم الأساسُ فِي نجاحِ المنظومةِ التعليميَّةِ، وهُم -فِي عمومِهِم- يبذلُونَ جهودًا كبيرةً، وتضحياتٍ مخلصةً، ولاسيَّما فِي ظلِّ المتغيِّراتِ الخطيرةِ فِي سلوكِ الناشئةِ، وصعوبةِ التعاملِ معهُم>
فهذا نداء سبق وأن طرحته هذه الزاوية، يدعو إلى سلم وظيفي جديد لهم، فيه البشرى بـ(الزيادة، والحوافز للمبدعين والمتفوقين، والتأمين الطبي، وبدلات مواصلات، وسكن لمن يعملون في مناطق نائية ووعرة)، ولاسيما المعلمات اللائي تستنزف المواصلات أو السكنى أكثر من ثلث رواتبهن..
*****
* أخيرًا، (المعلِّمُ والمعلِّمةُ) لهمَا مكانتهُمَا الرفيعةُ في المجتمعاتِ المتقدِّمةِ؛ فرئيسةُ وزراءِ ألمانيَا السَّابقةُ (أنجيلا ميركل)؛ عندمَا طالبَ (القضاةُ) حكومتَهَا بمساواتِهِم بمرتباتِ المعلِّمِينَ أجابتهُم: (كيفَ نساويكُم بمَن علَّمَكُم؟!)؛ ولذَا فمَا أرجُوه إطلاقُ حملةٍ وطنيَّةٍ تستثمرُ مختلفَ المنابرِ ومواقعَ وبرامجِ التواصلِ الحديثةِ، للتأكيدِ على أهميَّةِ رسالةِ (معلِّمِينَا ومعلِّماتِنَا)، والمكانةِ العظيمةِ التِي يستحقُّونَهَا، كمَا أتمنَّى إنشاءَ جمعيَّةٍ، أو نقابةٍ عامَّةٍ لهُم، تهتمُّ بهِم، وتنطقُ بصوتِهِم، وسلامتكُم.