كتاب
سنوات (شوقي) في المنفى!
تاريخ النشر: 03 يوليو 2024 00:26 KSA
عاش أمير الشعراء «أحمد شوقي» في منفاه بإسبانيا لمدة خمس سنوات، أما عن أسباب نفيه من مصر إلى إسبانيا فتعود، لكونه كان من الحاشية المقربة للخديوي «عباس حلمي»، الذي عيّنه رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوانه، وانتدبه كذلك سنة 1896م، لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين؛ الذي عُقد في مدينة جنيف.
كان «الخديوي عباس» مكروهاً من قبل الإنجليز، حتى قاموا بعزله في عام 1914م، مع قيام الحرب العالمية الأولى، وتم بعدها نفي أغلب المقربين منه إلى إسبانيا في عام 1914م، وبالطبع كان من بين المنفيين إلى إسبانيا عام 1915م، أمير الشعراء «أحمد شوقي»، الذي كان من أكثر مهاجمي الاحتلال الإنجليزي لبلاده مصر.
في المنفى زاد شغف «شوقي» بالأدب العربي، ومظاهر الحضارة الإسلامية في الأندلس، فنظم الكثير من أشعاره إشادة بها، وحنيناً إلى مسقط رأسه مصر، التي عاد إليها بعد قضائه خمس سنوات في المنفى.
تعتبر سنوات «شوقي» التي قضاها في المنفى ميلاده الشعري الثاني، حيث نظم فيها أجمل أبياته في حبِّ وطنه، ومن أشهرها قوله في الحنين لمصر ونيلها:
يا ساكني مصر إنا لا نزال على
عهد الوفاء وإن غبنا مقيمينا
هل بعثتم لنا من ماء نهركمُ
شيئا نبل به أحشاء صادينا
كل المناهل بعد النيل آسنة
ما أبعد النيل إلا عن أمانينا!
- كما أنشد قصيدته الشهيرة في المنفى:
سلا مصر هل سلا القلب عنها
أو أَساَ جرحهُ الزمانُ المُؤَسِي؟
وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي
هذا بالإضافة إلى قدرته التي تكوَّنت في استخدام عدة لغات، والاطلاع على الآداب والثقافات الأوروبية، كما قام بتأليف مسرحيته (أميرة الأندلس)، والتي تعتبر رائعة من روائع «شوقي»، امتزج فيها المسرح بأبيات من الشعر الأصيل، وتنغم من خلالها بجمال اللغة العربية في قصة «بثينة بنت المعتمد بن عباد»، ملك إشبيلية، وهو آخر ملك لبني عباد في عهد ملوك الطوائف بالأندلس، كانت فتاة شجاعة، امتطت الخيول، وحاربت إلى جانب أبيها من أجل حماية إشبيلية، لكن الأسر كان مصير عائلتها.
مكث «شوقي» في برشلونة ثلاثة أعوام، قبل أن يُؤذَن له بالتنقل داخل إسبانيا، فقام بزيارة طليطلة، وقرطبة، وأحزنه ما حل بها بعدما كانت عاصمة الثقافة الأندلسية، ونظم هناك قصيدته الشهيرة في صقر قريش «عبدالرحمن الداخل»، مؤسس دولة الأمويين بالأندلس، واستكمل تجواله إلى إشبيلية، وغرناطة، وزار قصر الحمراء، وساحة الأسود، التي تم رص 12 أسداً رخامياً فيها، وحينما أتى الموعد، وحان وقت مغادرة إسبانيا، قال:
يا دياراً نزلت كالخلد ظلاً
وجنى دانياً وسلسال أنس
عاد شوقي إلى مصر في نهاية 1919م، بإذن من الملك فؤاد، ليشهد أحداث ثورة 1919م، ويسجلها، وكان أول ما قاله:
ويا وطني لقيتك بعد يأسٍ
كأني قد لقيت بك الشباب
وأختم بما قاله صديقه شاعر النيل «حافظ إبراهيم» من قصيدة ترحيبية بعد رجوعه لمصر من منفاه في إسبانيا مطلعها:
ورد الكنانة عبقري زمانه
فتنظري يا مصر سحر بيانه
وأذكر لنا الحمراء كيف رأيتها
والقصر ماذا كان من بنيانه
ماذا تحطم من ذراه وما الذي
أبقت صروف الدهر من أركانه
عِبَرٌ رأيناها على أيامنا
قد خففت ما نابه من آنه!!
كان «الخديوي عباس» مكروهاً من قبل الإنجليز، حتى قاموا بعزله في عام 1914م، مع قيام الحرب العالمية الأولى، وتم بعدها نفي أغلب المقربين منه إلى إسبانيا في عام 1914م، وبالطبع كان من بين المنفيين إلى إسبانيا عام 1915م، أمير الشعراء «أحمد شوقي»، الذي كان من أكثر مهاجمي الاحتلال الإنجليزي لبلاده مصر.
في المنفى زاد شغف «شوقي» بالأدب العربي، ومظاهر الحضارة الإسلامية في الأندلس، فنظم الكثير من أشعاره إشادة بها، وحنيناً إلى مسقط رأسه مصر، التي عاد إليها بعد قضائه خمس سنوات في المنفى.
تعتبر سنوات «شوقي» التي قضاها في المنفى ميلاده الشعري الثاني، حيث نظم فيها أجمل أبياته في حبِّ وطنه، ومن أشهرها قوله في الحنين لمصر ونيلها:
يا ساكني مصر إنا لا نزال على
عهد الوفاء وإن غبنا مقيمينا
هل بعثتم لنا من ماء نهركمُ
شيئا نبل به أحشاء صادينا
كل المناهل بعد النيل آسنة
ما أبعد النيل إلا عن أمانينا!
- كما أنشد قصيدته الشهيرة في المنفى:
سلا مصر هل سلا القلب عنها
أو أَساَ جرحهُ الزمانُ المُؤَسِي؟
وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي
هذا بالإضافة إلى قدرته التي تكوَّنت في استخدام عدة لغات، والاطلاع على الآداب والثقافات الأوروبية، كما قام بتأليف مسرحيته (أميرة الأندلس)، والتي تعتبر رائعة من روائع «شوقي»، امتزج فيها المسرح بأبيات من الشعر الأصيل، وتنغم من خلالها بجمال اللغة العربية في قصة «بثينة بنت المعتمد بن عباد»، ملك إشبيلية، وهو آخر ملك لبني عباد في عهد ملوك الطوائف بالأندلس، كانت فتاة شجاعة، امتطت الخيول، وحاربت إلى جانب أبيها من أجل حماية إشبيلية، لكن الأسر كان مصير عائلتها.
مكث «شوقي» في برشلونة ثلاثة أعوام، قبل أن يُؤذَن له بالتنقل داخل إسبانيا، فقام بزيارة طليطلة، وقرطبة، وأحزنه ما حل بها بعدما كانت عاصمة الثقافة الأندلسية، ونظم هناك قصيدته الشهيرة في صقر قريش «عبدالرحمن الداخل»، مؤسس دولة الأمويين بالأندلس، واستكمل تجواله إلى إشبيلية، وغرناطة، وزار قصر الحمراء، وساحة الأسود، التي تم رص 12 أسداً رخامياً فيها، وحينما أتى الموعد، وحان وقت مغادرة إسبانيا، قال:
يا دياراً نزلت كالخلد ظلاً
وجنى دانياً وسلسال أنس
عاد شوقي إلى مصر في نهاية 1919م، بإذن من الملك فؤاد، ليشهد أحداث ثورة 1919م، ويسجلها، وكان أول ما قاله:
ويا وطني لقيتك بعد يأسٍ
كأني قد لقيت بك الشباب
وأختم بما قاله صديقه شاعر النيل «حافظ إبراهيم» من قصيدة ترحيبية بعد رجوعه لمصر من منفاه في إسبانيا مطلعها:
ورد الكنانة عبقري زمانه
فتنظري يا مصر سحر بيانه
وأذكر لنا الحمراء كيف رأيتها
والقصر ماذا كان من بنيانه
ماذا تحطم من ذراه وما الذي
أبقت صروف الدهر من أركانه
عِبَرٌ رأيناها على أيامنا
قد خففت ما نابه من آنه!!