كتاب

«الأيض السلبي» وعلاقته بالأمراض والسرطان!!

هناكَ دلائلُ علميَّةٌ وبحثيَّةٌ تؤكِّدُ أنَّ مشكلةَ الإنسانِ فِي أمراضِهِ تعودُ إلى غذائهِ، مِن خلالِ الأيضِ السلبيِّ الذِي يقودُ إلى السُّمنةِ؛ بسببِ أنَّ معدَّلَ الأيضِ يكونُ منخفضًا، فالسُّمنةُ تُتَّهمُ بأنَّها سببٌ قويٌّ لحدوثِ بعضِ أنواعِ الأمراضِ والسرطاناتِ، حيثُ تبَّينَ مِن بعضِ الدِّراساتِ والبحوثِ أنَّ النظامَ الغذائيَّ المشبعَ بالدُّهونِ يؤدِّي إلى زيادةِ نسبةِ البكتريَا منزوعةِ الكبريتِ Desulfovibrio bacteria فِي الأمعاءِ، وهذهِ البكتريَا تفرزُ بدورِهَا الليوسينَ leucine وهُو عبارةٌ عَن حمضٍ أمينيٍّ يكونُ سببًا فِي زيادةِ الخلايَا المثبِّطةِ للجهازِ المناعيِّ؛ ممَّا يؤدِّي إلى انتشارِ السرطانِ فِي الجسمِ، وذلكَ وفقًا لمَا نشرتهُ مجلَّةُ Nature Middle East.

والأيضُ عمليَّةٌ فسيولوجيَّةٌ مهمَّةٌ فِي جسمِ الإنسانِ، ولهُ علاقةٌ كبيرةٌ بنوعيَّةِ الأكلِ والطَّعامِ والسُّعراتِ الحراريَّةِ، ومَا ينطلقُ عنهُ مِن طاقةٍ وفقًا لمعدَّلهِ وتخزينهِ للدُّهونِ، والعجيبُ أنَّ الكثيرَ يظنُّ -مثلًا- أنَّ الإكثارَ مِن الفواكهِ وأكلهَا باستمرارٍ وبكمياتٍ كبيرةٍ أنَّه مسلكٌ صحيٌّ فِي التغذيةِ، وهذَا مِن الأخطاءِ الشَّائعةِ؛ لأنَّ معظمَ الفواكهِ والتمورِ بهَا سكَّرُ الفركتوزِ، وهُو يُخزَّنُ فِي الكبدِ بعدَ نهايةِ عمليَّةِ الأيضِ علَى شكلِ دهونٍ، وتخزينهُ بكميَّاتٍ كبيرةٍ مِن خلالِ الأكلِ الدَّائمِ والكثيرِ للفواكهِ ضارٌّ علَى الكبدِ معَ مرورِ الزَّمنِ، فالثقافةُ الغذائيَّةُ بالتَّالِي مهمَّةٌ جدًّا لمعرفةِ دلائلَ معدَّلِ الأيضِ ارتفاعًا وانخفاضا.


إن ارتفاع كتلة الدهون داخل الجسم تكون وفق نظام غذائي متوازن من الكربوهيدرات والبروتينات والدهون، يتحول الغذاء بكل مصادره بتفاعلات كيمياء حيوية إلى جزيئات بسيطة مصحوبة بإنتاج الطاقة والجزيئات الناتجة (بروتينية وأحماض نووية) تستخدم في بناء الخلايا، وهُنَا يكونُ مربطُ الفرسِ، حيثُ ضبطُ معدَّلِ الأيضِ المسؤولِ عَن فقدانِ الوزنِ فِي الجسمِ هُو المهمُّ؛ لأنَّ ارتفاعَ معدَّلهُ يزيدُ مِن قدرةِ الجسمِ علَى حرقِ السعراتِ الحراريَّةِ، والتخلُّصِ مِن الدُّهونِ، وبالتَّالِي إنقَاصِ الوزنِ وعدمِ وجودِ سُمنةٍ، وبالتَّالِي تقلُّ حدوثُ الأمراضُ، واستبعادُ ظهورِ السرطاناتِ، وإذَا حدثَ العكسُ، وانخفضَ معدَّلُ الأيضِ (سمَّيتهُ الأيضَ السلبيَّ)، والبعضُ يُسمِّيه اضطرباتِ الأيضِ أو متلازمةَ الأيضِ، أيًّا كانت التَّسميةُ فإنَّ ذلكَ يؤدِّي إلى زيادةِ الوزنِ، والسُّمنةِ التِي بسببِهَا يُصابُ الجسمُ بالأمراضِ، هناكَ طبعًا العاملُ الجينيُّ الوراثيُّ الذِي قدْ يكونُ تأثيرُهُ مباشرًا؛ لعطبٍ فِي الجيناتِ نفسِهِا، أو غيرَ مباشرٍ عَن طريقِ انخفاضِ معدَّلِ الأيضِ، كمَا أنَّ هناكَ عواملَ أُخْرى مؤثِّرةً علَى الجيناتِ أو علَى معدَّلِ الأيضِ، وهِي مَا تُعرفُ باسمِ «مَا فوقَ الوراثةِ»، وقدْ شرحتُهَا بالتَّفصيلِ فِي مقالِ «الوراثةِ ومَا فوقَ الوراثةِ».

أخبار ذات صلة

حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
الحُب والتربية النبوية
;
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح
كأس نادي الصقور.. ختامها مسك
;
المدينـة النائمـة
كتاب التمكين الصحي.. منهج للوعي
الإسلام.. الدِّيانة الأُولى في 2060م
ما لا يرضاه الغرب للعرب!
;
العمل الخيري الصحي.. في ظل رؤية 2030
القمة العربية الإسلامية.. قوة وحدة القرارات
يا صبر عدنان !!
احذروا البخور!!