كتاب
رياضة في حضرة الذُباب..!!
تاريخ النشر: 03 يوليو 2024 22:59 KSA
أخطأْتُ خطأً فادحًا، حينَ مررْتُ بجانبِ حاويةِ نفاياتٍ، عندمَا كُنْتُ أتريَّضُ في الصَّباحِ الباكرِ بأحدِ شوارعِ جدَّة الفرعيَّةِ، ولوْ كُنْتُ أعلمُ الغيبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الخَيرِ وَمَا مَسَّنِيَّ السُّوءُ، إذْ تفلَّت عليَّ سِرْبٌ مِن الذُبابِ القاطنِ في الحاويةِ، كمَا يتفلَّتُ الجنُّ علَى الإنسانِ حينَ لَا يتحصَّنُ بذكرِ اللهِ -عزَّ وجلَّ- فِي بطونِ الأوديةِ، وقممِ الجبالِ!.
وذُبابُ الحاوياتِ مِن النَّوعِ الصَّغيرِ الذِي يدلُّ علَى أنَّ الحاوياتِ أصبحتْ مفرخةً للذُبابِ، يتوالدُ فيهِ ويتكاثرُ، كيرقاتٍ ثمَّ كذُبابٍ مكتملِ الأذيَّةِ والإضرارِ!.
ومِن هذَا السِرْبِ تسلَّطتْ عليَّ -إنٍ كانتْ أُنثَى- أو تسلَّط عليَّ -إنْ كانَ ذكرًا- ذُبابةٌ رافقتنِي لعشراتِ الأمتارِ، ولَا أعلمُ سرَّ إعجابِهَا وإصرارِهَا عليَّ، رغمَ أنَّنِي أزعمُ -بحولِ اللهِ- أنَّنِي نظيفٌ -بفضلِ اللهِ- واختارتْ مِن كلِّ جسمِي أُذنِي اليُمنَى، التِي تفوقُ أختهَا اليُسرَى في قُدرةِ السَّمعِ، فتحُطُّ عليهَا بأزيزِهَا المُزعجِ نكايةً بِي، ولكَي أسمعهُ بوضوحٍ كمَا أسمعُ التعليقَ علَى مبارياتِ الكرةِ فِي التلفازِ، وبملمسٍ أرجلِهَا النَّاعمِ الذِي يشبهُ ملمسَ الأفعَى قبلَ لدغِهَا للإنسانِ!.
وكلَّما أهشُّ عليهَا بيدِي تفِرُّ وتطيرُ، ثمَّ تحطُّ عليَّ بعدَ ثوانٍ قليلةٍ، مُؤكِّدةً أنَّ ذاكرةَ الذُبابِ تُمحَى بعدَ ثوانٍ مِن شعورِهَا بالخطرِ؛ كَي تعودَ لممارسةِ فطرتَهَا التِي خَلَقَهَا اللهُ عَلَيهَا فِي نفسِ مكانِ الخطرِ، وسُبحانَ اللهِ الخلَّاقِ العليمِ.!
وملَّتْ مِنِّي الذُبابةُ أخيرًا، فتركتنِي لأتساءلَ عمَّا إذَا كُنَّا فِي جدَّة وغيرِهَا مِن المدنِ قادرِينَ علَى جعْلِ هذهِ الحاوياتِ صديقةً للبيئةِ والإنسانِ، وليستْ مُلوِّثةً ومُضِرَّةً لهمَا، كمَا هُو حاصلٌ الآنَ؟ والجوابُ هُو: نعمْ، بأنْ نُشرِّعَ قوانِينَ لإلقاءِ النفاياتِ فِي الحاوياتِ داخلَ أكياسٍ بلاستيكيَّةٍ مُغلقةٍ حتَّى لَا تتكشَّفَ الفضلاتُ ويراهَا الذُبابُ الباحثُ عَن الفضلاتِ المكشوفةِ، وتُصبحُ الحاوياتُ الحضاريَّةُ غيرَ حضاريَّةٍ، معَ تعقيمِ الحاوياتِ وغسلِهَا بصفةٍ دوريَّةٍ مِن قِبلِ شركاتِ النظافةِ التِي تتعاقدُ معهَا الأماناتُ، ومَا المانعُ أنْ تُركَّبَ حاوياتُ نفاياتٍ ذكيَّة مدفونة فِي الأرضِ وبفتحاتٍ يسهلُ رميَ أكياسِ النفاياتِ مِن خلالِهَا، وتجميعهَا يوميًّا مِن قِبلِ الشركاتِ كمَا يحصلُ فِي بعضِ البلادِ المتطوِّرةِ، دونَ أذيَّةِ أحدٍ.
نحنُ قادرُونَ، لكنْ بالرَّغبةِ والسَّعيِ والاجتهادِ.
وذُبابُ الحاوياتِ مِن النَّوعِ الصَّغيرِ الذِي يدلُّ علَى أنَّ الحاوياتِ أصبحتْ مفرخةً للذُبابِ، يتوالدُ فيهِ ويتكاثرُ، كيرقاتٍ ثمَّ كذُبابٍ مكتملِ الأذيَّةِ والإضرارِ!.
ومِن هذَا السِرْبِ تسلَّطتْ عليَّ -إنٍ كانتْ أُنثَى- أو تسلَّط عليَّ -إنْ كانَ ذكرًا- ذُبابةٌ رافقتنِي لعشراتِ الأمتارِ، ولَا أعلمُ سرَّ إعجابِهَا وإصرارِهَا عليَّ، رغمَ أنَّنِي أزعمُ -بحولِ اللهِ- أنَّنِي نظيفٌ -بفضلِ اللهِ- واختارتْ مِن كلِّ جسمِي أُذنِي اليُمنَى، التِي تفوقُ أختهَا اليُسرَى في قُدرةِ السَّمعِ، فتحُطُّ عليهَا بأزيزِهَا المُزعجِ نكايةً بِي، ولكَي أسمعهُ بوضوحٍ كمَا أسمعُ التعليقَ علَى مبارياتِ الكرةِ فِي التلفازِ، وبملمسٍ أرجلِهَا النَّاعمِ الذِي يشبهُ ملمسَ الأفعَى قبلَ لدغِهَا للإنسانِ!.
وكلَّما أهشُّ عليهَا بيدِي تفِرُّ وتطيرُ، ثمَّ تحطُّ عليَّ بعدَ ثوانٍ قليلةٍ، مُؤكِّدةً أنَّ ذاكرةَ الذُبابِ تُمحَى بعدَ ثوانٍ مِن شعورِهَا بالخطرِ؛ كَي تعودَ لممارسةِ فطرتَهَا التِي خَلَقَهَا اللهُ عَلَيهَا فِي نفسِ مكانِ الخطرِ، وسُبحانَ اللهِ الخلَّاقِ العليمِ.!
وملَّتْ مِنِّي الذُبابةُ أخيرًا، فتركتنِي لأتساءلَ عمَّا إذَا كُنَّا فِي جدَّة وغيرِهَا مِن المدنِ قادرِينَ علَى جعْلِ هذهِ الحاوياتِ صديقةً للبيئةِ والإنسانِ، وليستْ مُلوِّثةً ومُضِرَّةً لهمَا، كمَا هُو حاصلٌ الآنَ؟ والجوابُ هُو: نعمْ، بأنْ نُشرِّعَ قوانِينَ لإلقاءِ النفاياتِ فِي الحاوياتِ داخلَ أكياسٍ بلاستيكيَّةٍ مُغلقةٍ حتَّى لَا تتكشَّفَ الفضلاتُ ويراهَا الذُبابُ الباحثُ عَن الفضلاتِ المكشوفةِ، وتُصبحُ الحاوياتُ الحضاريَّةُ غيرَ حضاريَّةٍ، معَ تعقيمِ الحاوياتِ وغسلِهَا بصفةٍ دوريَّةٍ مِن قِبلِ شركاتِ النظافةِ التِي تتعاقدُ معهَا الأماناتُ، ومَا المانعُ أنْ تُركَّبَ حاوياتُ نفاياتٍ ذكيَّة مدفونة فِي الأرضِ وبفتحاتٍ يسهلُ رميَ أكياسِ النفاياتِ مِن خلالِهَا، وتجميعهَا يوميًّا مِن قِبلِ الشركاتِ كمَا يحصلُ فِي بعضِ البلادِ المتطوِّرةِ، دونَ أذيَّةِ أحدٍ.
نحنُ قادرُونَ، لكنْ بالرَّغبةِ والسَّعيِ والاجتهادِ.