كتاب
التوفيق في اختيار اللفظ
تاريخ النشر: 08 يوليو 2024 22:47 KSA
المكانُ المناسبُ، والتوقيتُ المناسبُ يلعبَانِ دورًا غايةً فِي الأهميَّةِ فِي فنِّ اختيارِ اللَّفظِ المناسبِ.
رجالُ الدبلوماسيَّةِ يجيدُونَ هذَا الفنِّ، وكانَ الأوائلُ يركِّزُونَ علَى هذَا الجانبِ، ويعلِّمُونَ أبناءَهُم مهاراتِ اختيارِ الألفاظِ المناسبةِ.
علَى المستوَى الدبلوماسيِّ، مَا زلتُ أذكرُ الحوارَ بينَ المذيعِ فِي إحدَى القنواتِ الأجنبيَّةِ وسموِّ الأميرِ سعود الفيصل -يرحمهُ اللهُ- وبدأ بالسُّؤالِ: العائلةُ المالكةُ لم تأتِ مِن المناطقِ النائيةِ فِي سيبيريَا.. جدُّكَ وحَّد هذهِ الدَّولةَ. كانَ جوابُ الأميرِ سعود: ليسَ فقطْ جدِّي وحدَهُ، وجدهُ الأكبرُ أيضًا، هذهِ العائلةُ عادتْ وعادتْ مرَّةً أُخْرَى للحُكمِ 3 مرَّاتٍ، منذُ نشأةِ المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّةِ إذَا قرأت تاريخَ هذَا البلدِ، (اعتقدُ أنَّكَ تعرفُ أنَّنِي قرأتهُ، لكنْ..)، الأمير سعود: وهذَا يعنِي أنَّ هناكَ روابطَ بينَ شعبِ هذَا البلدِ وهذهِ العائلةِ الحاكمةِ. إذَا العائلةُ الحاكمةُ لَا تخدمُ مصالحَ المواطنِينَ السعوديِّينَ، سيكونُونَ مثلَ بقيَّةِ العائلاتِ الحاكمةِ السَّابقةِ، سيختفُونَ مِن المشهدِ. لكنَّنَا نخدمُ مصالحَ شعبِ المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّةِ، ولهذَا السببِ نحنُ باقُونَ.
ويستطردُ سموُّ الأمير سعود الفيصل: إنَّها عائلةٌ لديهَا جذورهَا الراسخةُ فِي داخلِ الأرضِ، وتعملُ لمصلحةِ شعبِهَا، ولديهَا الحكمةُ لمعرفةِ مَا إذَا اتَّخذت قرارًا خاطئًا فِي السَّابقِ تعودُ لتصحيحهِ، وستسيرُ معَ الشعبِ مِن أجلِ الشعبِ، وليسَ ضدَّ إرادةِ الشَّعبِ.
عودةً إلى التوفيقِ فِي اختيارِ اللفظِ، عندمَا سُئلَ العباسُ: مَنْ أكبرُ، أنتَ أمْ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-؟، فأجابَ إجابةً في قمَّةِ الأدبِ، قالَ: «هُو أكبرُ مِنِّي وأنَا وُلدتُ قبلَهُ».
كمَا لفتَ نظرِي أحدُ الدعاةِ فِي التلفزيونِ السعوديِّ عندمَا سألَهُ سائلٌ: مَا حُكم مَن يترك الصَّلاةَ؟، فقالَ: حُكمُهُ أنْ نأخذَهُ معنَا ونذهبُ بهِ إلَى المسجدِ.
وقصَّةُ هارون الرشيد وابنيه الأمين والمأمون، وعتبُ السيِّدةِ زبيدة زوجته عَن تقديمِ زوجِها للمأمون عَن ابنها الأمين، وكلُّ الذِي فعلَهُ هُو أنَّه استدعَى الأمينَ ابنهَا وقالَ لهُ: احضرْ لِي مَا بداخلِ الكيسِ المعلَّقِ، وفعلَ الأمينُ ذلكَ، فسألَ هارونُ الرشيد الأمينَ: ماذَا فِي داخلِ هذَا الكيسِ؟، فقالَ الأمينُ: «مساويكَ»، ثمَّ استدعَى المأمونَ أمامَ السيِّدةِ زبيدة وطلبَ منهُ معرفةَ ما بداخلِ الكيسِ، فردَّ المأمونُ: «هذهِ مساوئُ أعداءِ أميرِ المؤمنِينَ»، ومِن المعلومِ أنَّ كلمةَ «مساويك» تعنِي عيوبَكَ. لكنَّه فنُّ اختيارِ اللفظِ، وقدْ قِيلَ: «بينَ كسرِ القلوبِ وكسبِ القلوبِ خيطٌ رفيعٌ اسمهُ الأسلوبُ».
رجالُ الدبلوماسيَّةِ يجيدُونَ هذَا الفنِّ، وكانَ الأوائلُ يركِّزُونَ علَى هذَا الجانبِ، ويعلِّمُونَ أبناءَهُم مهاراتِ اختيارِ الألفاظِ المناسبةِ.
علَى المستوَى الدبلوماسيِّ، مَا زلتُ أذكرُ الحوارَ بينَ المذيعِ فِي إحدَى القنواتِ الأجنبيَّةِ وسموِّ الأميرِ سعود الفيصل -يرحمهُ اللهُ- وبدأ بالسُّؤالِ: العائلةُ المالكةُ لم تأتِ مِن المناطقِ النائيةِ فِي سيبيريَا.. جدُّكَ وحَّد هذهِ الدَّولةَ. كانَ جوابُ الأميرِ سعود: ليسَ فقطْ جدِّي وحدَهُ، وجدهُ الأكبرُ أيضًا، هذهِ العائلةُ عادتْ وعادتْ مرَّةً أُخْرَى للحُكمِ 3 مرَّاتٍ، منذُ نشأةِ المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّةِ إذَا قرأت تاريخَ هذَا البلدِ، (اعتقدُ أنَّكَ تعرفُ أنَّنِي قرأتهُ، لكنْ..)، الأمير سعود: وهذَا يعنِي أنَّ هناكَ روابطَ بينَ شعبِ هذَا البلدِ وهذهِ العائلةِ الحاكمةِ. إذَا العائلةُ الحاكمةُ لَا تخدمُ مصالحَ المواطنِينَ السعوديِّينَ، سيكونُونَ مثلَ بقيَّةِ العائلاتِ الحاكمةِ السَّابقةِ، سيختفُونَ مِن المشهدِ. لكنَّنَا نخدمُ مصالحَ شعبِ المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّةِ، ولهذَا السببِ نحنُ باقُونَ.
ويستطردُ سموُّ الأمير سعود الفيصل: إنَّها عائلةٌ لديهَا جذورهَا الراسخةُ فِي داخلِ الأرضِ، وتعملُ لمصلحةِ شعبِهَا، ولديهَا الحكمةُ لمعرفةِ مَا إذَا اتَّخذت قرارًا خاطئًا فِي السَّابقِ تعودُ لتصحيحهِ، وستسيرُ معَ الشعبِ مِن أجلِ الشعبِ، وليسَ ضدَّ إرادةِ الشَّعبِ.
عودةً إلى التوفيقِ فِي اختيارِ اللفظِ، عندمَا سُئلَ العباسُ: مَنْ أكبرُ، أنتَ أمْ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-؟، فأجابَ إجابةً في قمَّةِ الأدبِ، قالَ: «هُو أكبرُ مِنِّي وأنَا وُلدتُ قبلَهُ».
كمَا لفتَ نظرِي أحدُ الدعاةِ فِي التلفزيونِ السعوديِّ عندمَا سألَهُ سائلٌ: مَا حُكم مَن يترك الصَّلاةَ؟، فقالَ: حُكمُهُ أنْ نأخذَهُ معنَا ونذهبُ بهِ إلَى المسجدِ.
وقصَّةُ هارون الرشيد وابنيه الأمين والمأمون، وعتبُ السيِّدةِ زبيدة زوجته عَن تقديمِ زوجِها للمأمون عَن ابنها الأمين، وكلُّ الذِي فعلَهُ هُو أنَّه استدعَى الأمينَ ابنهَا وقالَ لهُ: احضرْ لِي مَا بداخلِ الكيسِ المعلَّقِ، وفعلَ الأمينُ ذلكَ، فسألَ هارونُ الرشيد الأمينَ: ماذَا فِي داخلِ هذَا الكيسِ؟، فقالَ الأمينُ: «مساويكَ»، ثمَّ استدعَى المأمونَ أمامَ السيِّدةِ زبيدة وطلبَ منهُ معرفةَ ما بداخلِ الكيسِ، فردَّ المأمونُ: «هذهِ مساوئُ أعداءِ أميرِ المؤمنِينَ»، ومِن المعلومِ أنَّ كلمةَ «مساويك» تعنِي عيوبَكَ. لكنَّه فنُّ اختيارِ اللفظِ، وقدْ قِيلَ: «بينَ كسرِ القلوبِ وكسبِ القلوبِ خيطٌ رفيعٌ اسمهُ الأسلوبُ».