كتاب
تكريم بعثات الحج (حفاوة).. أنموذجًا
تاريخ النشر: 10 يوليو 2024 00:12 KSA
انتهَى موسمُ حجِّ عامِ ١٤٤٥ بنجاحٍ، بفضلِ اللهِ -عزَّ وجلَّ- وتوفيقِهِ أوَّلًا، ثمَّ بفضلِ جهودِ القيادةِ السعوديَّةِ الحكيمةِ، وحُسنِ إدارتِهَا وتنظيماتِهَا، ببذلِ الغالِي والنَّفيسِ فِي سبيلِ تحقيقِ أفضلِ الخدماتِ لضيوفِ الرَّحمنِ. ويأتِي فِي ذلكَ كافَّة القطاعاتِ الحكوميَّةِ والخاصَّةِ، ويغادرُ حجَّاجُ بيتِ اللهِ الحرامِ الديَّارَ المقدَّسةَ ويحملُونَ معَهُم أجملَ الذكرياتِ فِي تحقيقِ أحلامِهِم بأداءِ شعيرةِ الحجِّ، وزيارةِ المسجدِ النبويِّ الشَّريفِ.
ومَا أودُّ التركيزَ عليهِ هُو أهميَّةُ تكريمِ بعثاتِ الحجِّ؛ لجهودِهَا المقدَّمةِ لحجَّاجِ أوطانِهِم، ليكونُوا أداةَ ربطٍ بينَ الاحتياجاتِ الأساسيَّةِ والخدماتِ المقدَّمةِ لهُم مِن شركاتِ الحجِّ، ولتَتَضافر الجهودُ لتصنعَ أجملَ لوحةِ إنجازٍ وإعجازٍ في حدثٍ مهيبٍ لنقلِ أكثر من مليونَي حاجِّ فِي أوقاتٍ محدَّدةٍ، وأماكنَ مخصَّصةٍ لَا يتخيَّلُها الكثيرُونَ، حتَّى من المفكِّرِينَ والعباقرةِ، ولكنَّهَا إرادةُ اللهِ فِي تيسيرِ خدمةِ ضيوفِهِ، والمسؤوليَّة العُظمَى الملقاة علَى عاتقِ مقدِّمِي الخدماتِ.
وبعدهَا تُناخُ مطايَا السَّهرِ والتَّعبِ علَى أعتابِ الرَّاحةِ مِن يُسرٍ وطمأنينةٍ، فيأتِي التَّكريمُ والشُّكرُ أجملَ نهايةٍ للوفاءِ؛ وهِي قِيمٌ يحثُّ عليهَا ديننَا الإسلاميُّ الحنيفُ، فَـ»مَنْ لَا يَشْكُر النَّاسَ لَا يَشْكُر اللهَ»، وأجملُ مَا في التَّكريمِ هُو غرسُ قِيم التَّقديرِ والعِرفانِ، وبالتَّالي تعزيزُ روحِ الحماسِ والتَّنافسِ؛ ممَّا يخلقُ مزيدًا مِن العطاءِ، وتحقيقِ الأهدافِ لجميعِ المشارِكِينَ فِي بوتقةِ الخدماتِ.
ولعلَّ تكريمَ شركاءِ النجاحِ لبعثاتِ الحجِّ لهُو هدفٌ سامٍ تعملُ عليهِ معظمُ شركاتِ الحجِّ، ليسَ فقطْ كنوعٍ من دعمِ واستمراريَّةِ العلاقةِ، وخدمةِ مصالحِ الحجَّاجِ، بلْ للاعترافِ بجهودِ كافَّةِ الأطرافِ، وأنَّ سرَّ النجاحِ هُو العملُ المشتركُ والتَّنسيقُ والتَّكاملُ في الخدماتِ.
وإنْ كانتْ معظمُ الشركاتِ تقومُ بتكريمِ البعثاتِ في نهايةِ الموسمِ، فإنَّ شركةَ (مشارق الماسيَّة) قدْ تقدَّمتْ بخطوةٍ فِي التَّكريمِ بحفلِهَا السنويِّ (حفاوة)، والذِي قامتْ بهِ لتكريمِ رؤساءِ مكاتبِ شؤونِ الحجَّاجِ، وكانَ حفلًا يليقُ بمَن تخدمهُم الشركةُ، وبكسبِ ثقتِهِم في تقديمِ أفضلِ الخدماتِ. لقدْ كانَ حفلُ (حفاوة) ليسَ مجرَّد حفلٍ تقليديٍّ، وإنَّمَا كانَ كرمَ ضيافةٍ، وكسبَ ولاءٍ وثقةٍ، من جميعِ الحجَّاجِ وبعثاتِهِم من ١٤ دولةً، هُم شركاءُ النَّجاحِ ومنهَا: السُّودانُ والتِي كانتْ ضيفَ الشَّرفِ في اللقاءِ، وكذلكَ من لبنانَ، والصِّينِ، والفلبين، وتايلاند، وماليزيَا. لقدْ كانتْ فقرةُ عناقِ الجهاتِ، وكلمةُ الرئيسِ التنفيذيِّ الأستاذِ علي بن حسين بندقجي؛ لتثبتَ أنَّ العناقَ معَ كلِّ تلكِ الجهاتِ، هُو أنَّهُم جميعًا قلبٌ واحدٌ، يربطهُم الدِّينُ الإسلاميُّ الحنيفُ، وأنَّ الشراكةَ مبنيةٌ علَى الثِّقةِ والاحترامِ المتبادلِ، والمسؤوليَّةِ المشتركةِ، وأنَّ الاستمراريَّةَ والاستدامةَ في الشركةِ ستكونُ أساسًا قويًّا للنَّجاحِ المستقبليِّ؛ لأنَّ الحاجَّ ليسَ عميلًا عاديًّا، وإنَّمَا هُو ضيفُ الرَّحمنِ، فجودةُ الخدماتِ المقدَّمةِ لهُ هِي أساسُ العملِ في الشركةِ.
لم يكن (حفاوة) حفلا خطابياً وتكريماً فقط.. بل كان كرنفالا تراثيّاً وطنياً وتطبيقاً للهدف الثالث من الأهداف الإستراتيجية لبرنامج خدمة ضيوف الرحمن وهو إثراء التجربة الدينية والثقافية للحجاج؛ حسب رؤية المملكة ٢٠٣٠م؛ فتم تعريف الضيوف بثقافة الوطن وموروثنا الشعبي في الفنون، وهي من أهم المشتركات الإنسانية التي تجمع الشعوب، فرأينَا التَّقديرَ للسَّلامِ الملكيِّ السعوديِّ، والوقوفَ احترامًا ووفاءً، ثم المشاركةَ في العرضةِ السعوديَّةِ، وهِي الموروثُ الثقافيُّ؛ تعبيرًا عن الاحتفاءِ بالوطنِ والرَّايةِ والسَّيفِ -رمز القوَّةِ للدولةِ- وتناسقِ وحدةِ الزيِّ والحركةِ، والتناغمِ معَ إيقاعِ الطبولِ.. كلُّ ذلكَ ساهمَ فِي الانصهارِ النفسيِّ للحجَّاجِ. وكذلكَ قُدِّمت فقرةٌ عَن الرَّقصِ الينبعاويِّ، وهُو غناءُ البحارةِ علَى الساحلِ الغربيِّ للبحرِ الأحمرِ؛ لإبرازِ تنوُّعِ تراثِنَا مِن مختلفِ المناطقِ، وقُدِّمت قهوةُ اللَّوزِ الحجازيَّة التِي صُنعتْ بحليبِ النَّاقةِ، لاعتبارِ أنَّ الإبلَ هِي سفينةُ الصَّحراءِ، التِي نزلَ بهَا القرآنُ الكريمُ فِي قولِهِ تعالَى: (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ). كمَا قُدِّمت رقصةُ المزمارِ للتَّعريفِ بالفنونِ التراثيَّةِ لأهلِ الحجازِ.
كلُّ هذهِ المعطياتِ الثقافيَّةِ التِي قُدِّمت، أكَّد عليهَا عضوُ مجلسِ إدارةِ «مشارق» الأستاذُ محمود دمنهوري في كلمتِهِ، وأنَّ بلادنَا الشاسعةَ تزخرُ بالثقافاتِ والحضاراتِ المتنوِّعةِ، ومنهَا البيتُ العتيقُ، ومدينةُ الحبيبِ المصطفَى -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- وأنَّهم بهذَا الحفلِ يعملُونَ علَى تطويعِ الحِراكِ الإعلاميِّ، والوصولِ بتلكَ الثقافاتِ للعالميَّةِ، واستعراضهَا هنَا أمامَ الشعوبِ لتأكيدِ الآيةِ الكريمةِ: (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُواْ).
كلُّ ذلكَ لتحقيقِ أقصَى درجاتِ (الرِّضَا) لضيوفِ الرَّحمنِ، واستنارةً بنهجِ قائدِ المسيرةِ خادمِ الحرمَينِ الشَّريفَينِ الملكِ سلمانَ بن عبدالعزيز، وسموِّ وليِّ عهدِهِ الأمينِ الأمير محمد بن سلمان فِي تكريمِ بعثاتِ الحجِّ.
أعتقدُ أنَّ سرَّ نجاحِ (حفاوة) فِي منتصفِ الموسمِ، هُو شعلةُ الحماسِ والاعتزازِ التِي تولَّدتْ بينَ الشركاءِ، وأنَّ مَا سيطرأُ علَى الموسمِ من ثغراتٍ، لنْ يكونَ سِوَى خارجٍ عَن إرادةِ الشركةِ وخطَّتِها الإستراتيجيَّةِ ونُظمِهَا وإجراءاتِهَا.
ومَا أودُّ التركيزَ عليهِ هُو أهميَّةُ تكريمِ بعثاتِ الحجِّ؛ لجهودِهَا المقدَّمةِ لحجَّاجِ أوطانِهِم، ليكونُوا أداةَ ربطٍ بينَ الاحتياجاتِ الأساسيَّةِ والخدماتِ المقدَّمةِ لهُم مِن شركاتِ الحجِّ، ولتَتَضافر الجهودُ لتصنعَ أجملَ لوحةِ إنجازٍ وإعجازٍ في حدثٍ مهيبٍ لنقلِ أكثر من مليونَي حاجِّ فِي أوقاتٍ محدَّدةٍ، وأماكنَ مخصَّصةٍ لَا يتخيَّلُها الكثيرُونَ، حتَّى من المفكِّرِينَ والعباقرةِ، ولكنَّهَا إرادةُ اللهِ فِي تيسيرِ خدمةِ ضيوفِهِ، والمسؤوليَّة العُظمَى الملقاة علَى عاتقِ مقدِّمِي الخدماتِ.
وبعدهَا تُناخُ مطايَا السَّهرِ والتَّعبِ علَى أعتابِ الرَّاحةِ مِن يُسرٍ وطمأنينةٍ، فيأتِي التَّكريمُ والشُّكرُ أجملَ نهايةٍ للوفاءِ؛ وهِي قِيمٌ يحثُّ عليهَا ديننَا الإسلاميُّ الحنيفُ، فَـ»مَنْ لَا يَشْكُر النَّاسَ لَا يَشْكُر اللهَ»، وأجملُ مَا في التَّكريمِ هُو غرسُ قِيم التَّقديرِ والعِرفانِ، وبالتَّالي تعزيزُ روحِ الحماسِ والتَّنافسِ؛ ممَّا يخلقُ مزيدًا مِن العطاءِ، وتحقيقِ الأهدافِ لجميعِ المشارِكِينَ فِي بوتقةِ الخدماتِ.
ولعلَّ تكريمَ شركاءِ النجاحِ لبعثاتِ الحجِّ لهُو هدفٌ سامٍ تعملُ عليهِ معظمُ شركاتِ الحجِّ، ليسَ فقطْ كنوعٍ من دعمِ واستمراريَّةِ العلاقةِ، وخدمةِ مصالحِ الحجَّاجِ، بلْ للاعترافِ بجهودِ كافَّةِ الأطرافِ، وأنَّ سرَّ النجاحِ هُو العملُ المشتركُ والتَّنسيقُ والتَّكاملُ في الخدماتِ.
وإنْ كانتْ معظمُ الشركاتِ تقومُ بتكريمِ البعثاتِ في نهايةِ الموسمِ، فإنَّ شركةَ (مشارق الماسيَّة) قدْ تقدَّمتْ بخطوةٍ فِي التَّكريمِ بحفلِهَا السنويِّ (حفاوة)، والذِي قامتْ بهِ لتكريمِ رؤساءِ مكاتبِ شؤونِ الحجَّاجِ، وكانَ حفلًا يليقُ بمَن تخدمهُم الشركةُ، وبكسبِ ثقتِهِم في تقديمِ أفضلِ الخدماتِ. لقدْ كانَ حفلُ (حفاوة) ليسَ مجرَّد حفلٍ تقليديٍّ، وإنَّمَا كانَ كرمَ ضيافةٍ، وكسبَ ولاءٍ وثقةٍ، من جميعِ الحجَّاجِ وبعثاتِهِم من ١٤ دولةً، هُم شركاءُ النَّجاحِ ومنهَا: السُّودانُ والتِي كانتْ ضيفَ الشَّرفِ في اللقاءِ، وكذلكَ من لبنانَ، والصِّينِ، والفلبين، وتايلاند، وماليزيَا. لقدْ كانتْ فقرةُ عناقِ الجهاتِ، وكلمةُ الرئيسِ التنفيذيِّ الأستاذِ علي بن حسين بندقجي؛ لتثبتَ أنَّ العناقَ معَ كلِّ تلكِ الجهاتِ، هُو أنَّهُم جميعًا قلبٌ واحدٌ، يربطهُم الدِّينُ الإسلاميُّ الحنيفُ، وأنَّ الشراكةَ مبنيةٌ علَى الثِّقةِ والاحترامِ المتبادلِ، والمسؤوليَّةِ المشتركةِ، وأنَّ الاستمراريَّةَ والاستدامةَ في الشركةِ ستكونُ أساسًا قويًّا للنَّجاحِ المستقبليِّ؛ لأنَّ الحاجَّ ليسَ عميلًا عاديًّا، وإنَّمَا هُو ضيفُ الرَّحمنِ، فجودةُ الخدماتِ المقدَّمةِ لهُ هِي أساسُ العملِ في الشركةِ.
لم يكن (حفاوة) حفلا خطابياً وتكريماً فقط.. بل كان كرنفالا تراثيّاً وطنياً وتطبيقاً للهدف الثالث من الأهداف الإستراتيجية لبرنامج خدمة ضيوف الرحمن وهو إثراء التجربة الدينية والثقافية للحجاج؛ حسب رؤية المملكة ٢٠٣٠م؛ فتم تعريف الضيوف بثقافة الوطن وموروثنا الشعبي في الفنون، وهي من أهم المشتركات الإنسانية التي تجمع الشعوب، فرأينَا التَّقديرَ للسَّلامِ الملكيِّ السعوديِّ، والوقوفَ احترامًا ووفاءً، ثم المشاركةَ في العرضةِ السعوديَّةِ، وهِي الموروثُ الثقافيُّ؛ تعبيرًا عن الاحتفاءِ بالوطنِ والرَّايةِ والسَّيفِ -رمز القوَّةِ للدولةِ- وتناسقِ وحدةِ الزيِّ والحركةِ، والتناغمِ معَ إيقاعِ الطبولِ.. كلُّ ذلكَ ساهمَ فِي الانصهارِ النفسيِّ للحجَّاجِ. وكذلكَ قُدِّمت فقرةٌ عَن الرَّقصِ الينبعاويِّ، وهُو غناءُ البحارةِ علَى الساحلِ الغربيِّ للبحرِ الأحمرِ؛ لإبرازِ تنوُّعِ تراثِنَا مِن مختلفِ المناطقِ، وقُدِّمت قهوةُ اللَّوزِ الحجازيَّة التِي صُنعتْ بحليبِ النَّاقةِ، لاعتبارِ أنَّ الإبلَ هِي سفينةُ الصَّحراءِ، التِي نزلَ بهَا القرآنُ الكريمُ فِي قولِهِ تعالَى: (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ). كمَا قُدِّمت رقصةُ المزمارِ للتَّعريفِ بالفنونِ التراثيَّةِ لأهلِ الحجازِ.
كلُّ هذهِ المعطياتِ الثقافيَّةِ التِي قُدِّمت، أكَّد عليهَا عضوُ مجلسِ إدارةِ «مشارق» الأستاذُ محمود دمنهوري في كلمتِهِ، وأنَّ بلادنَا الشاسعةَ تزخرُ بالثقافاتِ والحضاراتِ المتنوِّعةِ، ومنهَا البيتُ العتيقُ، ومدينةُ الحبيبِ المصطفَى -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- وأنَّهم بهذَا الحفلِ يعملُونَ علَى تطويعِ الحِراكِ الإعلاميِّ، والوصولِ بتلكَ الثقافاتِ للعالميَّةِ، واستعراضهَا هنَا أمامَ الشعوبِ لتأكيدِ الآيةِ الكريمةِ: (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُواْ).
كلُّ ذلكَ لتحقيقِ أقصَى درجاتِ (الرِّضَا) لضيوفِ الرَّحمنِ، واستنارةً بنهجِ قائدِ المسيرةِ خادمِ الحرمَينِ الشَّريفَينِ الملكِ سلمانَ بن عبدالعزيز، وسموِّ وليِّ عهدِهِ الأمينِ الأمير محمد بن سلمان فِي تكريمِ بعثاتِ الحجِّ.
أعتقدُ أنَّ سرَّ نجاحِ (حفاوة) فِي منتصفِ الموسمِ، هُو شعلةُ الحماسِ والاعتزازِ التِي تولَّدتْ بينَ الشركاءِ، وأنَّ مَا سيطرأُ علَى الموسمِ من ثغراتٍ، لنْ يكونَ سِوَى خارجٍ عَن إرادةِ الشركةِ وخطَّتِها الإستراتيجيَّةِ ونُظمِهَا وإجراءاتِهَا.