كتاب

أكثر من مطار!

عادةً يكونُ لأيِّ مدينةٍ مطارٌ واحدٌ أو اثنانِ، وقد يصلُ إلى خمسةٍ، ولكنْ ماذَا يدفعُ الدولَ لبناءِ أكثر مِن مطارٍ فِي مدينةٍ واحدةٍ؟!، غالبًا ما يكونُ للمدنِ التِي لديهَا مطاراتٌ متعدِّدةٌ أسبابٌ متنوِّعةٌ لذلكَ، بدءًا مِن العواملِ التاريخيَّةِ، إلى المزايَا الجغرافيَّةِ.

نمتِ العديدُ مِن المدنِ التِي تضمُّ مطاراتٍ متعدِّدةً بمرورِ الوقتِ، حيثُ يخدمُ كلَّ مطارٍ أغراضًا مختلفةً، بناءً على التطوُّراتِ التاريخيَّةِ، علَى سبيلِ المثالِ «لندن» لديهَا مطاراتُ: هيثرو، وجاتويك، وستانستيد، ولوتون، ومدينة لندن، ويُعدُّ مطارُ هيثرو، باعتبارهِ أكبرَ المطاراتِ وأكثرهَا ازدحامًا، بمثابةِ البوابةِ الدوليَّةِ الرئيسةِ، بينمَا يخدمُ جاتويك، وستانستيد الرحلاتِ الجويَّةَ الدوليَّةَ والمحليَّةَ، كما يتعاملُ مطارا لوتون ومدينة لندن بشكلٍ أساسٍ معَ الرحلاتِ الجويَّةِ المحليَّةِ والإقليميَّةِ، بالإضافةِ إلى رحلاتِ العملِ.


تواجه بعض المدن قيودا جغرافية، تتطلب تطوير مطارات متعددة؛ لاستيعاب الحركة الجوية وخدمة مناطق مختلفة، على سبيل المثال طوكيو، لديها مطار ناريتا الدولي، الذي يعمل كمركز دولي رئيس، في حين يتعامل مطار هانيدا في المقام الأول مع الرحلات الداخلية وبعض الطرق الدولية، كما يوجد في طوكيو العديد من المطارات الأصغر، مثل مطار تشوبو سنتراير الدولي، ومطار طوكيو الدولي (إيباراكي)؛ لتخفيف الازدحام وخدمة مناطق محددة.

وقدْ يؤدِّي ارتفاعُ الطلبِ علَى الركابِ والقدرةُ المحدودةُ في المطاراتِ الحاليَّةِ إلى دفعِ المدنِ إلى بناءِ مطاراتٍ إضافيَّةٍ؛ لتلبيةِ احتياجاتِ السفرِ الجويِّ المتزايدةِ، فمثلًا مدينة نيويورك لديهَا مطارُ جون إف كينيدي الدوليُّ، ومطارُ نيوارك ليبرتي الدوليُّ، ومطارُ لاغوارديا، وكلُّها تخدمُ منطقةَ العاصمةِ الصاخبةِ، وعلَى الرغمِ مِن جهودِ التوسعِ المستمرةِ، غالبًا مَا تعملُ هذهِ المطاراتُ بالقربِ مِن طاقتِهَا أو بكاملِ طاقتهَا؛ ممَّا يؤدِّي إلى النظرِ فِي مواقعِ مطاراتٍ بديلةٍ، مثل مطار جرينفيلد المقترحِ في كوينز.


كمَا تقومُ بعضُ المدنِ بتطويرِ مطاراتٍ إضافيَّةٍ؛ لتلبيةِ أنواعٍ معيَّنةٍ مِن أنشطةِ الطَّيرانِ، أو لتخفيفِ الازدحامِ فِي المراكزِ القائمةِ، فمثلًا شيكاغو لديهَا مطارُ أوهير الدوليُّ ومطارُ ميدواي الدوليُّ لرحلاتِ الركابِ التجاريَّةِ، ومعَ ذلكَ، يوجدُ بالمدينةِ أيضًا العديدُ من مطاراتِ الطيرانِ العامَّةِ، مثل مطارِ شيكاغو التنفيذيِّ ومطارِ شيكاغو روكفورد الدوليِّ، والتِي تلبِّي احتياجاتِ الطائراتِ الخاصَّةِ والشركاتِ والتدريبِ علَى الطَّيرانِ وعمليَّاتِ الشحنِ.

وغالبًا تتمتعُ المدنُ التِي لديهَا مطاراتٌ متعدِّدةٌ بظروفٍ فريدةٍ تدفعُ تطورهَا، بمَا فِي ذلكَ الاعتباراتُ التاريخيَّةُ والجغرافيَّةُ والمتعلِّقةُ بالسِّعةِ والاعتباراتِ المتخصصةِ، وتدعمُ هذهِ المطاراتُ بشكلٍ جماعيٍّ احتياجاتِ السفرِ الجويِّ المتنوِّعةِ، وتساهمُ فِي الاتِّصالِ الإقليميِّ، وتلعبُ أدوارًا أساسيَّةً فِي تسهيلِ النموِّ الاقتصاديِّ والتنميةِ.

أخبار ذات صلة

حتى أنت يا بروتوس؟!
حراك شبابي ثقافي لافت.. وآخر خافت!
الأجيال السعودية.. من العصامية إلى التقنية الرقمية
فن الإقناع.. والتواصل الإنساني
;
عن الاحتراق الوظيفي!
سقطات الكلام.. وزلات اللسان
القطار.. في مدينة الجمال
يومان في باريس نجد
;
فن صناعة المحتوى الإعلامي
الإدارة بالثبات
أرقام الميزانية.. تثبت قوة الاقتصاد السعودي
ورود
;
حان دور (مؤتمر يالطا) جديد
الحضارة والتنمية
خط الجنوب وإجراء (مأمول)!
الشورى: مطالبة وباقي الاستجابة!!