كتاب
قصتي مع العفريت الأسود!!
تاريخ النشر: 20 يوليو 2024 23:55 KSA
لوْ لمْ تحصلْ لِي هذهِ القصَّةُ شخصيًّا؛ لمَا خصَّصْتُ بضاعتِي اليومَ فِي هذهِ الصحيفةِ للكتابةِ عنهَا، هلْ تودُّونَ سماعَهَا؟ حسنًا، لقدْ حصلتْ يومَ الأربعاءِ الماضِي، بعدَ الظهرِ، وكُنْتُ متَّجهًا مِن جدَّة إلى مكَّة المكرَّمة لأداءِ صلاةِ العصرِ فِي المسجدِ الحرامِ، وطرْحِ همومِي علَى بابِ بيتِ مُفرِّجِ الهمومِ، الحيِّ القيُّومِ.
وفِي الطريقِ توقّفْتُ فِي دورةِ مياهِ أحدِ المساجدِ، ودخلْتُ مرحاضًا، وقفلْتُ بابَهُ علَى نفسِي، وكانَ مصباحُ الإضاءةِ معطوبًا، لأُفاجأُ بِقطٍّ أسودَ ضخمٍ جدًّا لمْ أرَ مثلَهُ فِي حياتِي قابعًا فِي ركنِ المرحاضِ، ولمْ يكنْ ميِّتًا وَلَا نائمًا، بلْ فاتحًا عينيهِ وناظرًا إليَّ بهدوءِ أعصابٍ دونمَا خوفٍ تتَّصفُ بهِ القططُ عادةً تجاهَ الآدميِّينَ!.
ولأنِّي مِن الشُجعانِ الأشدَّاءِ، مثل عنترة بن شدَّاد، هرعْتُ لفتحِ بابِ المرحاضِ، والخروجِ منهُ، وأنَا أستعيذُ باللهِ مِن شرِّ مَا خَلَقَ وَذَرَأَ وَبَرَأَ، وبعدَ خروجِي صادفْتُ رجلًا يدخلُ الدورةَ، فأريتُهُ القطَّ وسألتُهُ عمَّا إذَا كانَ يراهُ مثلِي؟ فأجابَ بالإيجابِ، واستعاذَ باللهِ مِن الخُبثِ والخبائثِ، ثمَّ خرجنَا معًا مِن الدورةِ دونَ استخدامِهَا وامتطَى كلٌّ منَّا سيَّارتَهُ إلى دورةِ مياهٍ أُخْرَى!.
وربَّما كانَ القطُّ قطًّا عاديًّا، قدْ شعرَ بالحرِّ، فقرَّر الاستحمامَ بمياهِ المرحاضِ القذرةِ، ولكنِّي أستبعدُ ذلكَ، إذْ لوْ كانَ كذلكَ لاستحمَّ فِي أحواضِ ميضآتِ الدورةِ، وهِي أنظفُ وأكثرُ مياهًا مِن المراحيضِ، فضلًا عَن كونِهَا مُظلَّلةً وباردةً!.
وإمَّا أنَّه عفريتٌ قدْ تصوَّرُ فِي شكلِ قطٍّ أسودَ، وعفاريتُ الجنِّ تتشكَّلُ فِي غيرِ أشكالِهَا الحقيقيَّةِ، ولمْ يكترثْ سعادةُ العفريتِ بِي، وأخرجنِي مِن وكرِهِ، ومِن طمأنينتي كمَا أخرجَ جدُّه إبليسُ أبانَا آدمَ وأمِّنَا حوَّاءَ من طمأنينةِ الجنَّةِ!.
وبعيدًا عَن الاحتمالَيْن، فإنَّ حال دورات مياهنا العامَّة، خصوصًا المُجاورة لمساجد الطرق بين المدن، لا تسرُّ مواطنًا ولا مُقيمًا ولا سائحًا، وما زال دون النظافة والصيانة الكافية، وها هو بعضها يتحوَّل إلى استراحة لعوالم خفية تُظْهِر نفسها عيانًا وجهارًا لبني آدم، ويا أمان الآدميين المسافرين!.
اقتراحٌ طرحتُهُ سابقًا، ومَا زلتُ أطرحهُ، وهُو تنظيفُ وصيانةُ دوراتِ المياهِ العامَّةِ فِي طرقِ السَّفرِ البرِّيِّ، ولوْ بفرْضِ أجورِ استخدامٍ رمزيَّةٍ للمسافرِينَ تكفِي للتَّنظيفِ المستمرِّ والصيانةِ، إذْ مِن غيرِ المعقولِ أنْ تكونَ مُصلَّياتُ مساجدِ الطُّرقِ نظيفةً ومُصانةً، بينمَا دوراتُ مياهِهَا هِي عكسُ ذلكَ، ولَا أنسَى مطالبةَ العفاريتِ للهجرةِ، واستيطانَ أعماقِ الصحراءِ الخاليةِ، بعيدًا عن الحضارةِ والإنسانيَّةِ!.
وفِي الطريقِ توقّفْتُ فِي دورةِ مياهِ أحدِ المساجدِ، ودخلْتُ مرحاضًا، وقفلْتُ بابَهُ علَى نفسِي، وكانَ مصباحُ الإضاءةِ معطوبًا، لأُفاجأُ بِقطٍّ أسودَ ضخمٍ جدًّا لمْ أرَ مثلَهُ فِي حياتِي قابعًا فِي ركنِ المرحاضِ، ولمْ يكنْ ميِّتًا وَلَا نائمًا، بلْ فاتحًا عينيهِ وناظرًا إليَّ بهدوءِ أعصابٍ دونمَا خوفٍ تتَّصفُ بهِ القططُ عادةً تجاهَ الآدميِّينَ!.
ولأنِّي مِن الشُجعانِ الأشدَّاءِ، مثل عنترة بن شدَّاد، هرعْتُ لفتحِ بابِ المرحاضِ، والخروجِ منهُ، وأنَا أستعيذُ باللهِ مِن شرِّ مَا خَلَقَ وَذَرَأَ وَبَرَأَ، وبعدَ خروجِي صادفْتُ رجلًا يدخلُ الدورةَ، فأريتُهُ القطَّ وسألتُهُ عمَّا إذَا كانَ يراهُ مثلِي؟ فأجابَ بالإيجابِ، واستعاذَ باللهِ مِن الخُبثِ والخبائثِ، ثمَّ خرجنَا معًا مِن الدورةِ دونَ استخدامِهَا وامتطَى كلٌّ منَّا سيَّارتَهُ إلى دورةِ مياهٍ أُخْرَى!.
وربَّما كانَ القطُّ قطًّا عاديًّا، قدْ شعرَ بالحرِّ، فقرَّر الاستحمامَ بمياهِ المرحاضِ القذرةِ، ولكنِّي أستبعدُ ذلكَ، إذْ لوْ كانَ كذلكَ لاستحمَّ فِي أحواضِ ميضآتِ الدورةِ، وهِي أنظفُ وأكثرُ مياهًا مِن المراحيضِ، فضلًا عَن كونِهَا مُظلَّلةً وباردةً!.
وإمَّا أنَّه عفريتٌ قدْ تصوَّرُ فِي شكلِ قطٍّ أسودَ، وعفاريتُ الجنِّ تتشكَّلُ فِي غيرِ أشكالِهَا الحقيقيَّةِ، ولمْ يكترثْ سعادةُ العفريتِ بِي، وأخرجنِي مِن وكرِهِ، ومِن طمأنينتي كمَا أخرجَ جدُّه إبليسُ أبانَا آدمَ وأمِّنَا حوَّاءَ من طمأنينةِ الجنَّةِ!.
وبعيدًا عَن الاحتمالَيْن، فإنَّ حال دورات مياهنا العامَّة، خصوصًا المُجاورة لمساجد الطرق بين المدن، لا تسرُّ مواطنًا ولا مُقيمًا ولا سائحًا، وما زال دون النظافة والصيانة الكافية، وها هو بعضها يتحوَّل إلى استراحة لعوالم خفية تُظْهِر نفسها عيانًا وجهارًا لبني آدم، ويا أمان الآدميين المسافرين!.
اقتراحٌ طرحتُهُ سابقًا، ومَا زلتُ أطرحهُ، وهُو تنظيفُ وصيانةُ دوراتِ المياهِ العامَّةِ فِي طرقِ السَّفرِ البرِّيِّ، ولوْ بفرْضِ أجورِ استخدامٍ رمزيَّةٍ للمسافرِينَ تكفِي للتَّنظيفِ المستمرِّ والصيانةِ، إذْ مِن غيرِ المعقولِ أنْ تكونَ مُصلَّياتُ مساجدِ الطُّرقِ نظيفةً ومُصانةً، بينمَا دوراتُ مياهِهَا هِي عكسُ ذلكَ، ولَا أنسَى مطالبةَ العفاريتِ للهجرةِ، واستيطانَ أعماقِ الصحراءِ الخاليةِ، بعيدًا عن الحضارةِ والإنسانيَّةِ!.