كتاب

توطين المهن (الهندسية)!

بدأ أمس الأحد 7/21 سريانُ قرارِ توطينِ المهنِ الهندسيَّةِ بنسبةِ 25%، وهُو سريانٌ لهُ مَا بعدهُ مِن الإفادةِ مِن الكوادرِ الوطنيَّةِ المؤهَّلةِ فِي عددٍ مِن التخصصاتِ الهندسيَّةِ، التِي تمثِّلُ منطلقًا تنمويًّا نحوَ التوطينِ (الكاملِ) لتلكَ المهنِ، وإِنَّنِي علَى ثقةٍ مِن أنَّ أبناءَ الوطنِ يملكُونَ مؤهلاتِ ذلكَ بكلِّ جدارةٍ، واقتدارٍ.

فِي وقتٍ يُحسب لوزارةِ المواردِ البشريَّةِ، والتنميةِ الاجتماعيَّةِ، ووزارة البلديات والإسكان، اهتمامهمَا (المدروسُ)، وسعيهمَا الدؤوبُ نحوَ تحقيقِ ذلكَ، معَ التأكيدِ علَى جانبٍ مهمٍّ فِي هذَا الاتجاهِ، وهُو: ماذَا بعدَ سريانِ تنفيذِ هذَا القرارِ؟ حيثُ إنَّ هاجسَ (الأمانِ الوظيفيِّ) هُو ما يجبُ الاهتمامُ بهِ، والتأكيدُ عليهِ، لإنجاحِ قرارِ التوطينِ.


وإِنَّنِي أحسبُ أنَّ ذلكَ قدْ أُخذَ فِي الحسبانِ، إلَّا أنَّ متابعةَ (التطبيقِ) هُو الفيصلُ نحوَ مَا يُنشدُ مِن نجاحٍ، وممَّا لَا شكَّ فيهِ أنَّ هنالكَ جوانبَ متعدِّدةً يؤدِّي (تكاملهَا) إلى تحقيقِ ما ينشدهُ الموظَّفُ مِن أمانٍ وظيفيٍّ سيباشرُ أثرًا (فارقًا) فِي عطائِهِ، ومدَى ولائِهِ الوظيفيِّ.

يأتِي فِي مقدمةِ ذلكَ الراتبُ المُجزِي، الذِي يتناسبُ معَ كونِهِ (مهندسًا) مؤهَّلًا يحملُ علَى عاتقهِ تطلُّعاتِ (بناءٍ) آنيةٍ، وبعيدة المدَى، وهِي تطلعاتٌ يُنتظرُ أنْ (يواكبهَا) أبناءُ الوطنِ مِن خلالِ عطائِهِم، وحرصِهِم، وتفانيهِم فِي أداءِ رسالتِهِم، تلكَ الرسالة التِي لا شكَّ فِي أثرِ العائدِ الماديِّ عليهِم، مِن خلالِ ما يتقاضُونَه مِن رواتبَ تتناسبُ معَ حجمِ تلكَ التطلُّعاتِ.


التأمينُ الصحيُّ جانبٌ آخرُ مِن جوانبِ تحقيقِ الأمانِ الوظيفيِّ، الذِي ينشدهُ كلُّ موظَّفٍ، وفِي مدَى ما يحققهُ ذلكَ مِن ولاءٍ لدَى الموظَّفِ عندَ استدعائِهِ لذلكَ التأمينِ لهُ، ولأفرادِ أسرتِهِ مَا يصنعُ الفارقَ نحوَ المزيدِ مِن الولاءِ، والعطاءِ، كلُّ ذلكَ سيباشرُ أثرًا ملموسًا نحوَ ما يُرجَى تحقيقهُ مِن أهدافٍ فِي (أجندةِ) كلِّ منشأةٍ.

الاستقرارُ (الأُسريُّ) عاملٌ مهمٌّ فِي تحقيقِ الموظَّفِ لتطلُّعاتِ المنشأةِ التِي يعملُ بهَا، وإنَّ فِي حصولِهِ علَى بدلِ سكنٍ مَا يمثِّلُ خطوةً (نقلةً) في تحقيقِ ذلكَ، حيثُ إنَّ للبدلاتِ الماديَّةِ، والحوافزِ الوظيفيَّةِ، الأثرَ الكبيرَ فِي الوصولِ إلى أبعد مَا يُتوقَّع مِن الموظَّفِ فِي قطاعٍ لَا خلافَ علَى أهميَّتهِ، وكون هذَا التوطينِ سيمضِي إلى نحوِ المزيدِ مِن النسبِ الأعلَى، وصولًا إلى التوطينِ الكاملِ، وهِي أمنيةٌ ليستْ بالبعيدةِ فِي ظلِّ توفُّرِ تلكَ الأرضيةِ المحفِّزةِ، والدَّاعمةِ، فمهندسُ اليومِ المستهدَفُ بالتوطينِ هو قائدُ البناءِ فِي الغدِ، وهُو هدفٌ يستحقُّ كلَّ رعايةٍ، وعنايةٍ واهتمامٍ.

وفي جانبٍ آخرَ بلغَ الأهميَّة فِي شأنِ تحقيقِ فاعليَّةٍ أعلَى لهذَا القرارِ (النقلةِ)، فإنَّ فِي إلزاميَّةِ (التدريبِ) المستمرِّ علَى رأسِ العملِ، وفقَ مواصفاتٍ تحقِّقُ هدفَ (تكيُّفِ) أبناءِ الوطنِ المستهدَفِينَ بهذَا التوطينِ، وتفتحُ أمامهُم آفاقًا واسعةً نحَوَ هدفِ الاندماجِ السريعِ معَ متطلَّباتِ بيئةِ العملِ، وطبيعتِهِ، التِي مِن المؤكَّدِ أنَّها تختلفُ، وبفارقٍ كبيرٍ عمَّا يعرفُونَه أكاديميًّا عن ذلكَ، والتدريبُ (الموجَّهُ) المستمرُّ هُو الخيارُ الناجحُ لردمِ تلكَ الهوَّةِ، وتحقيقِ مبتغَى (تكيُّفِهم) السريعِ معَ متطلباتِ بيئةِ العملِ، وأهدافِ كلِّ منشأةٍ.

ثمَّ فِي جانبِ فتحِ قنواتِ (تواصل) معَ الموظَّفِ على غرارِ قنواتِ قياسِ مدَى رضَا العميلِ، مَا يعينُ علَى الوقوفِ علَى واقعِ الموظفِ، دعمًا للجوانبِ الإيجابيَّةِ، وعلاجًا -في حينهِ- لمَا قدْ يعترضُ طريقَهُ مِن سلبيَّاتٍ، جانبٌ مِن الأهميَّةِ بمكانٍ، وعاملُ (حسمٍ) فِي إنجاحِ قرارِ (التوطينِ)، القرار الذِي تحقِّق فيهِ وزارةُ المواردِ البشريَّةِ، والتنميةِ الاجتماعيَّةِ، نجاحاتٍ متتاليةً تستحقُّ الإشادةَ المشفوعةَ بمزيدٍ التطلعاتِ مِن (التوسُّعِ) فيهِ.. وعِلمِي وسلامتكُم.

أخبار ذات صلة

«ملهِّي» يُسدِّد مخالفات قبيلته.. فبادرُوا
سموتيريتش وإسرائيل الكُبْرَى..!!
يوم الكهرباء
البرامج الجامعية القصيرة مبادرة غير مسبوقة
;
وقفات عند مقولة بحيري: «الإسلام قطعة من اللؤلؤ في بحر من الطين»!
تنمية وتعزيز سلوك الكذب!!
أجل نحن الحجاز.. ونحن نجد
سوسة النخيل
;
التَّنقيب عن المستور!!
ندوة ومؤتمر (عالمية المكانة).. والمسؤولية الوطنية
المعونات الخارجية.. قوة شراء أم قوة ناعمة؟!
قصة «قصيدة» عقوق الابن لأبيه!!
;
لماذا يجب دعم مشروع التقويم المدرسي.. وكيف؟!
حالة !!
أعلام في ذاكرة التاريخ
الولاء للمنظومة.. سر نجاحها