كتاب
لعيون القَبَلِيَّة.. تورَّعوا مع أبي جهل!
تاريخ النشر: 23 يوليو 2024 23:33 KSA
أخشى أن يأتي اليوم الذي يصبح فيه كلامُنا عن قريش وتحديدًا (قريش في بدايات الإسلام وما قَبله) وغيرها من أقوام تلك الفترة -بنقد أو ما شاكله- جريمةً لا تُغتفر؛ بحجة أن قريشًا لها مآثرها وأيامها، وخدمت البيت الحرام والكعبة المشرفة، وخرج منها خاتم النبيين وآل البيت الكرام وبعض الصحابة الذين فتحوا البلدان ونشروا الإسلام، وخرج منها بعض التابعين، وبالتالي فليس هناك من قبيلة تعدلها، فكيف نتكلم عن تلك المرحلة الغابرة لقريش وأعلامها -مرحلة بدايات الإسلام وما قبله- ولديها هذه المزايا؟.
الإشكالية التي لم تزل عربية بامتياز هي إشكالية (القَبَلِيَّة) الآخذة في التمدد؛ فالقَبَلِيَّة جينة راسخة في ذهنيات معظم العرب -مع تفاوت بينهم- تُستدعَى في أي لحظة من لحظات التاريخ ومآزقه، مهما تزيَّا العربي بزي الانفتاح والتسامح والرُّقي، ومهما بلغ في التقوى والحكمة والعقل، ومهما حصَّل من عِلم ومعرفة وحاز من ثقافة وفِكر. مشكلة بعض الناس أنه لا يدرك أن مرحلة ما قبل الإسلام -هذه تحديدًا- لا وجاهة للاستماتة في الدفاع عنها وعن رموزها والانتساب لها اللهم إلا من باب التعريف والعِلم بالشيء؛ فتلك مرحلة غابرة لا نتقاطع مع أَقوامها في ديانة حتى نتورَّع عن نقدها والكلام عنها.
ما ينبغي أن ندركه اليوم ونعيه هو أن هناك مرحلتَين ينبغي احترامهما وعدم المساس بمكوناتهما وهما: المرحلة الأولى- مرحلة ما بعد ظهور الإسلام لمَن أسلم وحسُن إسلامه؛ انطلاقًا من المبدأ القرآني «إنما المؤمنونَ إخوةٌ» بالتالي لا يحق لأحد النَّيْل من هذه المرحلة ومكوناتها وِفق المبدأ القرآني أيضًا «لا يسخر قومٌ من قومٍ»، وهذه المرحلة تقتضي أن المسلمِين بمكوناتهم سواسية ولا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى.
المرحلة الأخيرة- وتدخل ضمن المرحلة الأولى وهي مرحلة ما بعد توحيد هذا الوطن الغالي (المملكة العربية السعودية)، وهذه المرحلة تقتضي أن السعوديين جميعهم في هذا الوطن -أفراداً وقبائل وبقية المكونات- سواسية ولا تمايز بينهم، وأن محاولة المساس بأي فرد أو قبيلة -قولا أو فعلا- خلال هاتين المرحلتين هي مساس بالتاريخ المشرف المجيد للإسلام ومساس بالوحدة الوطنية الراسخة لهذه البلاد.
خلاصة الرأي هو أننا متى ما زاد منسوبُ (القَبَلِيَّة) لدينا وتخطَّينا -تحتَ تأثيره المباشر- هاتَين المرحلتَين وذهبْنا بعيدًا في أعماق التاريخ متتبِّعِين خيوطَ الأنساب -مع ما يشوب الأنساب من علل ظاهرة وشكوك كبيرة- فقد تصبح تلك المراحل الغابرة في حُكم المقدس الذي يَحرم الكلام عنه ونقده، وبالتالي فقد يأتي اليومُ الذي (نتورَّع) فيه عن نقد قوم (صالح وثمود وعاد وغيرهم من الأقوام البائدة)، ونتورَّع مع (آزر) والد سيدنا إبراهيم عليه السلام ومع (يام) ولد سيدنا نوح عليه السلام، وربما نحسب لنقد (أبي جهل وأبرهة وفرعون وقابيل وغيرهم) ألف حساب متى كان بينَنا مَن يدَّعي أنه يصله بهم خيطُ نسبٍ قَبَلي، ولو كان خيطًا وهميًّا لا يستند لدليل قطعي.
الإشكالية التي لم تزل عربية بامتياز هي إشكالية (القَبَلِيَّة) الآخذة في التمدد؛ فالقَبَلِيَّة جينة راسخة في ذهنيات معظم العرب -مع تفاوت بينهم- تُستدعَى في أي لحظة من لحظات التاريخ ومآزقه، مهما تزيَّا العربي بزي الانفتاح والتسامح والرُّقي، ومهما بلغ في التقوى والحكمة والعقل، ومهما حصَّل من عِلم ومعرفة وحاز من ثقافة وفِكر. مشكلة بعض الناس أنه لا يدرك أن مرحلة ما قبل الإسلام -هذه تحديدًا- لا وجاهة للاستماتة في الدفاع عنها وعن رموزها والانتساب لها اللهم إلا من باب التعريف والعِلم بالشيء؛ فتلك مرحلة غابرة لا نتقاطع مع أَقوامها في ديانة حتى نتورَّع عن نقدها والكلام عنها.
ما ينبغي أن ندركه اليوم ونعيه هو أن هناك مرحلتَين ينبغي احترامهما وعدم المساس بمكوناتهما وهما: المرحلة الأولى- مرحلة ما بعد ظهور الإسلام لمَن أسلم وحسُن إسلامه؛ انطلاقًا من المبدأ القرآني «إنما المؤمنونَ إخوةٌ» بالتالي لا يحق لأحد النَّيْل من هذه المرحلة ومكوناتها وِفق المبدأ القرآني أيضًا «لا يسخر قومٌ من قومٍ»، وهذه المرحلة تقتضي أن المسلمِين بمكوناتهم سواسية ولا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى.
المرحلة الأخيرة- وتدخل ضمن المرحلة الأولى وهي مرحلة ما بعد توحيد هذا الوطن الغالي (المملكة العربية السعودية)، وهذه المرحلة تقتضي أن السعوديين جميعهم في هذا الوطن -أفراداً وقبائل وبقية المكونات- سواسية ولا تمايز بينهم، وأن محاولة المساس بأي فرد أو قبيلة -قولا أو فعلا- خلال هاتين المرحلتين هي مساس بالتاريخ المشرف المجيد للإسلام ومساس بالوحدة الوطنية الراسخة لهذه البلاد.
خلاصة الرأي هو أننا متى ما زاد منسوبُ (القَبَلِيَّة) لدينا وتخطَّينا -تحتَ تأثيره المباشر- هاتَين المرحلتَين وذهبْنا بعيدًا في أعماق التاريخ متتبِّعِين خيوطَ الأنساب -مع ما يشوب الأنساب من علل ظاهرة وشكوك كبيرة- فقد تصبح تلك المراحل الغابرة في حُكم المقدس الذي يَحرم الكلام عنه ونقده، وبالتالي فقد يأتي اليومُ الذي (نتورَّع) فيه عن نقد قوم (صالح وثمود وعاد وغيرهم من الأقوام البائدة)، ونتورَّع مع (آزر) والد سيدنا إبراهيم عليه السلام ومع (يام) ولد سيدنا نوح عليه السلام، وربما نحسب لنقد (أبي جهل وأبرهة وفرعون وقابيل وغيرهم) ألف حساب متى كان بينَنا مَن يدَّعي أنه يصله بهم خيطُ نسبٍ قَبَلي، ولو كان خيطًا وهميًّا لا يستند لدليل قطعي.