كتاب
الهجمة (الثقافية الغربية).. مرفوضة
تاريخ النشر: 30 يوليو 2024 00:02 KSA
ونحن نشاهد الطريقة التي احتفلت بها باريس في افتتاح الألعاب الأولمبية، وقدمت عبرها نماذج من (الحرية) التي يبشر بها الغرب في حربه (الثقافية) ضد القيم والتقاليد التي تلتزم بها معظم شعوب العالم. نجد أنفسنا نتساءل: هل يعتقد الغرب أنه يكسب عقول أو قلوب شعوب العالم بهذا الشكل؟، وما الذي تستهدفه الليبرالية العالمية عبر الإصرار على نشر قيمها هذه على المجتمعات في مختلف أنحاء العالم؟.
من الواضح أن القوة العالمية الأخرى (الصين) تعي أن الضغط الذي يمارسه الغرب في مجال (الثقافة) وبالتالي السياسة، على الدول التي لا تسير في فلكه، لن يؤدي إلى قبول أو الاستسلام أمام الهجمة (الثقافية) التي تمارسها فئات قليلة نافذة من المجتمعات الغربية بادعاء حقوق الإنسان والمساواة. إذ إن الشعوب في العالم الثالث، لا تقبل العودة إلى عهود الاستعمار الغربي، حيث كان ممثلو الإمبراطوريات الأوروبية يملون على الدول التي استعمروها، آداب السلوك والحكم. إذ تبدو الحملة (الثقافية) التي يقودها الليبراليون الأوروبيون والأمريكيون عبر العديد من الوسائل، وبميزانيات ضخمة، تدفع الشعوب والحكام في البلاد اللا ليبرالية، وهي أغلب شعوب العالم، إلى النفور من هذه الدعوات.
مشكلة الليبراليين الغربيين أنهم يعيشون صراعات داخلية في بلدانهم، تشغلهم عن استيعاب المخاطر التي تهدد استمرار هيمنتهم على العالم من قبل القوة الضخمة الصاعدة، أي الصين. والتي أخذت، منذ عدة سنوات، ببناء وتنفيذ سياسة خارجية جريئة مددت عبرها علاقاتها مع دول العالم، وبها تستعيد (طريق الحرير) الذي اشتهرت به الصين سابقاً كطريق تسلكه القوافل للتجارة إلى آسيا وأوروبا وإفريقيا. وخصصت ميزانيات ضخمة لمشروعها الجديد، وأرسلت المال والعمالة إلى الدول التي أنشأت فيها الموانئ؛ وشقت الطرق ومدت السكك الحديد، وأضافت إلى ذلك التكنولوجيا، في مختلف المجالات والعلوم الطبية والعلمية؛ حسب رغبة البلد الذي تتعاون معه.
الثقافة الصينية تنتشر، والإعجاب بالنموذج الصيني يتزايد، وأعلنت الصين أنها لا تسعى لفرض أي نظام سياسي على أي دولة أخرى، كما يسعى الغرب. وأرسل صديق، عبر الواتساب، تسجيلاً لمقابلة مع خبير جيوسياسي سنغافوري، أثار اهتمامي ما قاله عن تجربة سنغافورة مع كل من الولايات المتحدة والصين. إذ يقول إن الصين تعلمت درسين من سقوط الاتحاد السوفيتي، الذي لم يسقط بسبب ظروف خارجية، وإنما نتيجة لضعف الاقتصاد. فكان الدرس الأول هو تقوية اقتصادها وتقوية بنائها الداخلي وتنمية التعليم والمجتمع. والدرس الثاني كان أن الولايات المتحدة نجحت في إقناع عدد كبير من جيران الاتحاد السوفيتي الالتحاق إلى سياسة لاحتواء السوفييت في كل من أوروبا وآسيا. فكان أن قامت بكين بضربة استباقية ضد سياسة الاحتواء من خلال جعل جيرانها يعتمدون على الاقتصاد الصيني. وكمثال، فإن منظمة (آسيان) التي أنشئت عام 1967 كمنظمة مؤيدة لأمريكا (إندونيسيا وماليزيا والفلبين وسنغافورة وتايلاند وبروناي وكمبوديا ولاوس وميانمار وفيتنام) لم تقترح واشنطن اتفاقية للتجارة الحرة مع هذه الدول، بل الذي اقترح ذلك كان الصين عام 2001، وكان حجم التجارة الآسيوية مع الولايات المتحدة (135) مليار دولار، ومع الصين (40) مليار دولار. إلا أنه نتيجة لاتفاقية التجارة الحرة مع الصين، ارتفعت تجارتها مع آسيا إلى (975) مليار دولار عام (2022) مقابل ارتفاعها مع الولايات المتحدة إلى (455) مليار دولار. وبالتالي ليس من الممكن أن تلتحق رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) إلى سياسة تستهدف احتواء الصين، أكبر شريك تجاري لها.
من الواضح أن السياسة الخارجية لأمريكا بحاجة إلى إعادة النظر، وتغيير أسلوب التعامل مع الدول الصديقة إذا أرادت حقاً الاحتفاظ بأصدقائها حول العالم. وعدم خسارتهم لصالح الصين. التي لها أول قاعدة عسكرية خارج الصين في جيبوتي، وتسعى لمصالحة مختلف الأطراف في الشرق الأوسط مع بعضهم البعض.
من الواضح أن القوة العالمية الأخرى (الصين) تعي أن الضغط الذي يمارسه الغرب في مجال (الثقافة) وبالتالي السياسة، على الدول التي لا تسير في فلكه، لن يؤدي إلى قبول أو الاستسلام أمام الهجمة (الثقافية) التي تمارسها فئات قليلة نافذة من المجتمعات الغربية بادعاء حقوق الإنسان والمساواة. إذ إن الشعوب في العالم الثالث، لا تقبل العودة إلى عهود الاستعمار الغربي، حيث كان ممثلو الإمبراطوريات الأوروبية يملون على الدول التي استعمروها، آداب السلوك والحكم. إذ تبدو الحملة (الثقافية) التي يقودها الليبراليون الأوروبيون والأمريكيون عبر العديد من الوسائل، وبميزانيات ضخمة، تدفع الشعوب والحكام في البلاد اللا ليبرالية، وهي أغلب شعوب العالم، إلى النفور من هذه الدعوات.
مشكلة الليبراليين الغربيين أنهم يعيشون صراعات داخلية في بلدانهم، تشغلهم عن استيعاب المخاطر التي تهدد استمرار هيمنتهم على العالم من قبل القوة الضخمة الصاعدة، أي الصين. والتي أخذت، منذ عدة سنوات، ببناء وتنفيذ سياسة خارجية جريئة مددت عبرها علاقاتها مع دول العالم، وبها تستعيد (طريق الحرير) الذي اشتهرت به الصين سابقاً كطريق تسلكه القوافل للتجارة إلى آسيا وأوروبا وإفريقيا. وخصصت ميزانيات ضخمة لمشروعها الجديد، وأرسلت المال والعمالة إلى الدول التي أنشأت فيها الموانئ؛ وشقت الطرق ومدت السكك الحديد، وأضافت إلى ذلك التكنولوجيا، في مختلف المجالات والعلوم الطبية والعلمية؛ حسب رغبة البلد الذي تتعاون معه.
الثقافة الصينية تنتشر، والإعجاب بالنموذج الصيني يتزايد، وأعلنت الصين أنها لا تسعى لفرض أي نظام سياسي على أي دولة أخرى، كما يسعى الغرب. وأرسل صديق، عبر الواتساب، تسجيلاً لمقابلة مع خبير جيوسياسي سنغافوري، أثار اهتمامي ما قاله عن تجربة سنغافورة مع كل من الولايات المتحدة والصين. إذ يقول إن الصين تعلمت درسين من سقوط الاتحاد السوفيتي، الذي لم يسقط بسبب ظروف خارجية، وإنما نتيجة لضعف الاقتصاد. فكان الدرس الأول هو تقوية اقتصادها وتقوية بنائها الداخلي وتنمية التعليم والمجتمع. والدرس الثاني كان أن الولايات المتحدة نجحت في إقناع عدد كبير من جيران الاتحاد السوفيتي الالتحاق إلى سياسة لاحتواء السوفييت في كل من أوروبا وآسيا. فكان أن قامت بكين بضربة استباقية ضد سياسة الاحتواء من خلال جعل جيرانها يعتمدون على الاقتصاد الصيني. وكمثال، فإن منظمة (آسيان) التي أنشئت عام 1967 كمنظمة مؤيدة لأمريكا (إندونيسيا وماليزيا والفلبين وسنغافورة وتايلاند وبروناي وكمبوديا ولاوس وميانمار وفيتنام) لم تقترح واشنطن اتفاقية للتجارة الحرة مع هذه الدول، بل الذي اقترح ذلك كان الصين عام 2001، وكان حجم التجارة الآسيوية مع الولايات المتحدة (135) مليار دولار، ومع الصين (40) مليار دولار. إلا أنه نتيجة لاتفاقية التجارة الحرة مع الصين، ارتفعت تجارتها مع آسيا إلى (975) مليار دولار عام (2022) مقابل ارتفاعها مع الولايات المتحدة إلى (455) مليار دولار. وبالتالي ليس من الممكن أن تلتحق رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) إلى سياسة تستهدف احتواء الصين، أكبر شريك تجاري لها.
من الواضح أن السياسة الخارجية لأمريكا بحاجة إلى إعادة النظر، وتغيير أسلوب التعامل مع الدول الصديقة إذا أرادت حقاً الاحتفاظ بأصدقائها حول العالم. وعدم خسارتهم لصالح الصين. التي لها أول قاعدة عسكرية خارج الصين في جيبوتي، وتسعى لمصالحة مختلف الأطراف في الشرق الأوسط مع بعضهم البعض.