كتاب
أزمة التقدم في العمر
تاريخ النشر: 11 أغسطس 2024 23:17 KSA
- التقدُّمُ فِي العُمْرِ، مُرورًا بأزمةِ مُنتصفِ العُمرِ وسنِّ التَّقاعُدِ، ثمَّ الشَّيخوخةِ، مُرتبطٌ لدَى كثيرِينَ بِمراجعةِ المُسلَّماتِ والغرقِ في التَّساؤلاتِ الوُجوديَّةِ، وازديادِ اليقينِ بالمُعتَقَداتِ الدِّينيِّةِ أو الشَّكِّ فيهَا. وفِي عُمرٍ مُتقدِّمةٍ نسبيًّا، يزدادُ إيمانُ أحدِهِم ويقينُه باللهِ واليومِ الآخِرِ، تَزامُنًا معَ حاجتهِ الرُّوحيَّةِ لبعضِ الطُّمأنينةِ النَّفسيَّةِ معَ قُربِ رحيلِهِ عَن الدُّنيَا.
- عندَمَا تتقدَّمُ فِي العُمْرِ، وتتوسَّعُ فِي القراءةِ والاطِّلاعِ علَى مُختَلِفِ الأفكارِ.. تزدادُ وعْيًا وإدراكًا، وتصيرُ أكثرَ حذَرًا وانتباهًا، فتلجأُ للعُزلةِ والصَّمتِ والتَّرقُّبِ، والتحدُّثِ بشيءٍ مِن المنطِقِ السَّليمِ، فيظنُّ النَّاسُ أنَّكَ أصبحتَ أكثرَ حِكمةً.. وأنتَ فِي واقِعِكَ تائهٌ فِي المُتناقِضاتِ، عالقٌ وسْطَ الطَّريقِ، مصدومٌ مِن خيْباتِ الأمَلِ، حيْرانُ لَا تلْوي علَى حقيقةٍ!.
- مِن مُميِّزاتِ التقدُّمِ فِي العُمْرِ، انخفاضُ درجةِ الدَّهشةِ مِن الأحداثِ وسُلوكِ البشرِ ورُدودِ أفعالِهِم بدرجةٍ كبيرةٍ، فلَا يعودُ هناكَ تدريجيًّا مَا يدعُو للانبهارِ والدَّهشَةِ، وللأسَفِ، الشَّغفِ أيضًا. وحينَهَا تبدأُ فِي عيْشِ الحياةِ يومًا تِلوَ الآخرِ فقطْ، بعدَ أنْ كُنتَ تعيشَهَا سنةً تلوَ أُخْرَى!.
- لذلكَ، مِن سوءِ التَّدبيرِ، الإفراطُ فِي التَّخطيطِ لِحياةٍ طويلةٍ، وبذْلِ الغَاليِ والنَّفيسِ مِن صحَّةٍ ووقتٍ ومقدَّراتٍ فِي مرحلةِ الشَّبابِ؛ لضمانِ الحصُولِ علَى الثَّروةِ الطَّائِلةِ والمُتعِ الدُّنيويَّةِ فِي مَرحلةِ الشَّيْخوخةِ، فعندَ تلكَ العُمرِ المُتقدِّمَةِ، يكونُ الإنسانُ نفسُهُ قدْ تغيَّرَ، وتغيَّرتْ رغباتُهُ واختلَفتْ أمانِيه وأفكارُهُ، وضعُفَتْ صحَّتُهُ وذبُلتْ قوَّتهُ وانقَضتْ طاقتُهُ، بعدَ ضعفِ العِظمِ، وانحسارِ الشَّغفِ وتغلغُلِ الضَّجَرِ. يقولُ (شوبنهاور): «مِن الحِكمةِ عدمُ المُبالَغةِ في التّخطيطِ للأُمورِ».
- ومعَ التَّقدُّمِ فِي العُمْرِ وتراكُمِ الخِبْراتِ والتَّجارُبِ، تضيقُ دائرةُ المُجامَلاتِ علَى حسابِ نفسِكَ، وتَميلُ للوَحدةِ والانعزالِ، ويزدادُ استعمالُكَ للكلِمةِ الذَّهبيَّةِ «لا» فِي قاموسِ كلِماتِكَ! وتطْغى الّلامُبالاةُ، لتظهرَ وكأنَّكَ تزدادُ قسوةً، وأنتَ فِي الحقيقةِ تزدادُ حيْرةً وتوجُّسًا وتردُّدًا، وتتوقُ وقتَهَا إلَى مُجرَّدِ الطُّمأنينةِ والرِّضَا بالسَّكينةِ، وغيابِ الألَمِ والمُعاناةِ، وليسَ حضورَ البَهجةِ واللَّذَّةِ.
- وبالرغمِ مِن ذلِكَ، فالتقدُّمُ فِي العُمْرِ مُرتبطٌ أيضًا لدى كثيرِينَ بازديادِ مَشاعرِ السَّعادةِ والرِّضَا والحَماسةِ، وتحسُّنِ المِزاجِ، وتبنِّي الخَيَاراتِ الإيجابيَّةِ، وزيادةِ الاهتمامِ بالصِّحَّةِ البدَنيَّةِ والنَّفسيَّةِ والنَّومِ، وانضباطِ المِزاجِ وتناولِ الطّعامِ الصحِّيِّ، ولعلَّ السَّببَ الرئيسَ فِي ذلكَ كلِّهِ هُو: الوصُولُ إلَى قَناعةٍ متأخِّرةٍ لكنْ أكيدة، بأنَّ الحياةَ كُلَّهَا، مَحْضُ هُراءٍ وخِداعٍ!.
- عندَمَا تتقدَّمُ فِي العُمْرِ، وتتوسَّعُ فِي القراءةِ والاطِّلاعِ علَى مُختَلِفِ الأفكارِ.. تزدادُ وعْيًا وإدراكًا، وتصيرُ أكثرَ حذَرًا وانتباهًا، فتلجأُ للعُزلةِ والصَّمتِ والتَّرقُّبِ، والتحدُّثِ بشيءٍ مِن المنطِقِ السَّليمِ، فيظنُّ النَّاسُ أنَّكَ أصبحتَ أكثرَ حِكمةً.. وأنتَ فِي واقِعِكَ تائهٌ فِي المُتناقِضاتِ، عالقٌ وسْطَ الطَّريقِ، مصدومٌ مِن خيْباتِ الأمَلِ، حيْرانُ لَا تلْوي علَى حقيقةٍ!.
- مِن مُميِّزاتِ التقدُّمِ فِي العُمْرِ، انخفاضُ درجةِ الدَّهشةِ مِن الأحداثِ وسُلوكِ البشرِ ورُدودِ أفعالِهِم بدرجةٍ كبيرةٍ، فلَا يعودُ هناكَ تدريجيًّا مَا يدعُو للانبهارِ والدَّهشَةِ، وللأسَفِ، الشَّغفِ أيضًا. وحينَهَا تبدأُ فِي عيْشِ الحياةِ يومًا تِلوَ الآخرِ فقطْ، بعدَ أنْ كُنتَ تعيشَهَا سنةً تلوَ أُخْرَى!.
- لذلكَ، مِن سوءِ التَّدبيرِ، الإفراطُ فِي التَّخطيطِ لِحياةٍ طويلةٍ، وبذْلِ الغَاليِ والنَّفيسِ مِن صحَّةٍ ووقتٍ ومقدَّراتٍ فِي مرحلةِ الشَّبابِ؛ لضمانِ الحصُولِ علَى الثَّروةِ الطَّائِلةِ والمُتعِ الدُّنيويَّةِ فِي مَرحلةِ الشَّيْخوخةِ، فعندَ تلكَ العُمرِ المُتقدِّمَةِ، يكونُ الإنسانُ نفسُهُ قدْ تغيَّرَ، وتغيَّرتْ رغباتُهُ واختلَفتْ أمانِيه وأفكارُهُ، وضعُفَتْ صحَّتُهُ وذبُلتْ قوَّتهُ وانقَضتْ طاقتُهُ، بعدَ ضعفِ العِظمِ، وانحسارِ الشَّغفِ وتغلغُلِ الضَّجَرِ. يقولُ (شوبنهاور): «مِن الحِكمةِ عدمُ المُبالَغةِ في التّخطيطِ للأُمورِ».
- ومعَ التَّقدُّمِ فِي العُمْرِ وتراكُمِ الخِبْراتِ والتَّجارُبِ، تضيقُ دائرةُ المُجامَلاتِ علَى حسابِ نفسِكَ، وتَميلُ للوَحدةِ والانعزالِ، ويزدادُ استعمالُكَ للكلِمةِ الذَّهبيَّةِ «لا» فِي قاموسِ كلِماتِكَ! وتطْغى الّلامُبالاةُ، لتظهرَ وكأنَّكَ تزدادُ قسوةً، وأنتَ فِي الحقيقةِ تزدادُ حيْرةً وتوجُّسًا وتردُّدًا، وتتوقُ وقتَهَا إلَى مُجرَّدِ الطُّمأنينةِ والرِّضَا بالسَّكينةِ، وغيابِ الألَمِ والمُعاناةِ، وليسَ حضورَ البَهجةِ واللَّذَّةِ.
- وبالرغمِ مِن ذلِكَ، فالتقدُّمُ فِي العُمْرِ مُرتبطٌ أيضًا لدى كثيرِينَ بازديادِ مَشاعرِ السَّعادةِ والرِّضَا والحَماسةِ، وتحسُّنِ المِزاجِ، وتبنِّي الخَيَاراتِ الإيجابيَّةِ، وزيادةِ الاهتمامِ بالصِّحَّةِ البدَنيَّةِ والنَّفسيَّةِ والنَّومِ، وانضباطِ المِزاجِ وتناولِ الطّعامِ الصحِّيِّ، ولعلَّ السَّببَ الرئيسَ فِي ذلكَ كلِّهِ هُو: الوصُولُ إلَى قَناعةٍ متأخِّرةٍ لكنْ أكيدة، بأنَّ الحياةَ كُلَّهَا، مَحْضُ هُراءٍ وخِداعٍ!.