كتاب
المنظومة الدولية.. وفراعنة العصر
تاريخ النشر: 13 أغسطس 2024 23:59 KSA
في سرديَّةٍ إخباريَّةٍ وصورٍ أشبهِ بمسرحيَّةٍ هزليَّةٍ؛ متطرِّفُونَ يقتحمُونَ محكمةً إسرائيليَّةً في (سدى تيمان) الأسبوعَ الماضِي، بعدَ التحقيقِ معَ 9 جنودٍ متَّهمِينَ بتعذيبِ أسرَى فلسطينيِّينَ، وانتهاكاتٍ جنسيَّةٍ أثناءَ التعذيبِ، حيثُ اقتحمتِ الشرطةُ المحكمةَ العسكريَّةَ إِثرَ اندلاعِ الاشتباكاتِ بينَ المتظاهرِينَ مِن جنودِ وحدةِ الاحتياطِ المشتبهِ بهِم لرفضِهِم التحقيقَ حولَ تلكَ الانتهاكاتِ! كلُّ هذهِ المسرحيَّةِ لتجميلِ صورةِ إسرائيلَ، وتحسينِ سمعتِهَا التِي وصلتْ للحضيضِ أمامَ العالمِ؛ جرَّاء الجرائمِ المرتكبةِ ضدَّ الإنسانيَّةِ، والتِي علَى خلفِهَا أصدرتْ محكمةُ الجناياتِ الدوليَّةِ مذكرتَي اعتقالٍ بحقِّ نتنياهو، وجالانت، باعتبارِهمَا مجرمَي حربٍ، وأنَّهمَا فِي حالةِ السفرِ إلى أيٍّ مِن ١٢٣ دولةً مِن الموقِّعِينَ علَى نظامِ رومَا لابُدًّ مِن توقيفهِمَا!!.
المشكلةُ أنَّ الولاياتِ المتحدةَ وإسرائيلَ ليستَا أعضاءَ فِي المحكمةِ الجنائيَّةِ الدوليَّةِ، وتجادلُ إسرائيلُ بأنَّ هذهِ المحكمةَ لَا تملكُ اختصاصَ النَّظرِ بأيِّ قضيَّةٍ تتعلَّقُ بهَا!.
ومعَ أنَّ المحكمةَ تؤكِّدُ انطباقَ القراراتِ علَى الأرضِ الفلسطينيَّةِ المحتلةِ منذُ ١٩٦٧م؛ ممَّا يجعلُ المحكمةَ قادرةً علَى محاكمةِ مسؤولِينَ ارتكبُوا جرائمَ فِي الأرضِ الفلسطينيَّةِ، إلَّا أنَّ دعمَ أمريكَا الأعمَى العسكريَّ وتزويدَهَا بكلِّ أنواعِ الأسلحةِ وحتَّى المحرَّمةِ دوليًّا؛ جعلَهَا ترمِي بعرضِ الحائطِ بكلِّ قراراتِ الجنائيَّةِ الدوليَّةِ، ولا تكتفِي بالرَّفضِ، بلْ تهدِّدُ المحكمةَ الجنائيَّةَ الدوليَّةَ والمدَّعِي العامَّ أنَّه فِي حالةِ التوقيفِ ستتمُ الملاحقةُ القانونيَّةُ لهُم.
إنَّ ازدواجيَّةَ المعاييرِ التِي تنتهجُهَا الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيَّةُ أساءَ إلى سمعتِهَا؛ كدولةٍ تدَّعِي الديمقراطيَّةَ والعدالةَ واحترامَ حقوقِ الإنسانِ؛ وهذَا مَا اكتشفهُ العالمُ أجمعُ، بلْ والشَّارعُ الأمريكيُّ أيضًا، وطلابُ الجامعاتِ، وفقدهم الثَّقةَ فِي حكومتِهِم ومطالبتِهِم بضرورةِ إقرارِ الحقِّ للشعبِ الفلسطينيِّ.
فالدَّعمُ الأعمَى مِن أمريكَا وحلفائِهَا؛ جعلَ إسرائيلَ تتمادَى فِي الطغيانِ وتنفيذِ مخططِهَا القذرِ، وهُو الإبادةُ الجماعيَّةُ للشَّعبِ الفلسطينيِّ، والتَّهجيرُ القسريُّ مِن القطاعِ، وَهِي ترتكبُ الجرائمَ خلالَ 11 شهرًا دونَ أنْ تحرِّكَ المنظَّماتُ الدوليَّةُ ساكنًا، وأصبحتِ الهيئاتُ الأمميَّةُ عاجزةً عَن وقفِ المجازرِ وحمايةِ الشعبِ الفلسطينيِّ، وهَا هِي مجزرةُ مدرسةِ «التابعين»، واستهدافُ المدنيِّينَ الذِين وُجدُوا أشلاءً!!.
وحقيقةً، إنَّ السببَ فِي الاستخفافِ بالمؤسَّساتِ القضائيَّةِ الدوليَّةِ وبقراراتِهَا؛ لأنَّ النظامَ القانونيَّ الدوليَّ مرتبطٌ بوجودِ المصالحِ للدولِ القويَّةِ، وليسَ لحمايةِ المبادئِ والقِيمِ والأخلاقِ، وأنَّهُ عندمَا تقفُ مؤسَّساتُ الأنظمةِ الدوليَّةِ فِي مواجهةِ مصالحِ الدُّولِ الكُبْرى، لَا تستطيعُ إنفاذَ القراراتِ.. وهكذَا فنحنُ فعلًا أمامَ قانونِ الغابِ الذِي يأكلُ فيهِ القويُّ الضَّعيفَ.
معَ ذلكَ، لازالَ هناكَ عقلاءُ فِي أمريكَا مثل السيناتور (بيرني ساندرز)، الذِي صرخَ بصوتٍ عالٍ أمامَ مجلسِ الشيوخِ وقالَ: (إنَّ نتنياهو ليسَ مجرمَ حربٍ فقطْ، بلْ كاذبٌ)، وذكرَ أدلةً علَى سياسةِ التجويعِ للشعبِ الفلسطينيِّ والتطهيرِ العرقيِّ وحربِ الإبادةِ، وقتلِ عشراتِ الآلافِ مِن الأبرياءِ، وآلافٍ تحتَ الأنقاضِ، الذِينَ حِينَ انتشال جثثهِم لمْ يتم التعرُّفُ عليهِم لتحلُّلهَا، وأنَّ ٦٠٪ من الضحايَا هُم أطفالٌ ونساءٌ وشيوخٌ؛ هذَا فضلًا عَن قتلِ 250 مِن عمَّالِ الإغاثةِ، وأكثر من ١٩٣ مِن موظَّفِي الأممِ المتحدةِ، وأنَّ هناكَ ٧٥٪ مِن السكَّانِ ينزحُونَ عدَّة مرَّاتٍ مِن مكانٍ إلى آخرَ، وهؤلاء يتنقَّلُونَ بدونِ طَعامٍ، أو مياهٍ نظيفةٍ للشربِ، وبدونِ مأوَى، وبدونِ أيِّ رعايةٍ صحيَّةٍ كافيةٍ.. فأينَ يسكنُونَ؟.
قدْ يكونُ إقرارُ ساندرز بالتواطؤِ السَّافرِ مِن الولاياتِ المتحدةِ لإسرائيلَ قدْ قطعَ عليهِ فرصَ الترشُّحِ للانتخاباتِ الرئاسيَّةِ، فاللوبيُّ الصهيونيُّ المتغلغلُ فِي مفاصلِ المجتمعِ الأمريكيِّ يفرضُ مرشَّحًا يمارسُ الديموقراطيَّةَ كمَا تريدهَا الصهيونيَّةُ الجشعةُ المسيطرةُ علَى الاقتصادِ العالميِّ عامَّةً، والأمريكيِّ خاصَّةً!!.
معظم الأحداث الدائرة في الشرق الأوسط أصبح يشاهدها العالم، وكأنها أفلام تتكرر يومياً، فإسرائيل تضرب بعمق وقوة تدميرية هائلة، والرد عليها غالباً لا يوازي ٥٪ من حجم الدمار، سواء من المقاومة الفلسطينية أو حزب الله، أو الحوثيين، حتى أصبحت الحرب سخرية لبعض منتجي الأفلام الأمريكية الكرتونية، يصورونها في إعلامهم بقذائف تذهب تارة لسوريا وأخرى لباكستان!!.
ويبقَى الدَّورُ السعوديُّ المعتدلُ الثَّابتُ مِن القضيَّةِ الفلسطينيَّةِ، وحقِّ الشعبِ الفلسطينيِّ فِي أرضهِ، كمَا أعربتِ الخارجيَّةُ السعوديَّةُ مؤخَّرًا عَن إدانتِهَا لمجزرةِ مدرسةِ «التابعين»، وتقاعسِ المجتمعِ الدوليِّ تجاهَ محاسبةِ إسرائيلَ.
حقيقةً، إنَّ فشلَ منظومةِ العدالةِ الدوليَّةِ يعودُ إلَى قصورٍ فِي قواعدِهَا وآليَّاتِهَا، فهلْ يمكنُ ترميمُهَا وإعادةُ إصلاحِهَا لنجاةِ الإنسانيَّةِ؟!، أمْ أنَّ مسايرةَ المجتمعِ الدوليِّ لَا يكونُ إلَّا للأقوَى؟ فهُو الذِي يضعُ القواعدَ، وهُو الذِي يختارُ متَى وعلَى مَن تُطبَّقُ؟! وهلْ تستطيعُ أمريكَا فعلًا أنْ تكونَ ديموقراطيَّةً لتوقفَ كلَّ أشكالِ الدعمِ لإسرائيلَ، حيثُ إنَّ فلسطينَ دولةٌ مُعتَرَفٌ بهَا فِي عصبةِ الأممِ منذُ عام 1920م.
في تصريحٍ لـ(كامالا هاريس) مؤخَّرًا بضرورةِ إنهاءِ الحربِ فِي غزَّة، ربَّمَا يكونُ آخرَ حلقاتِ الأملِ القريبِ!!.
المشكلةُ أنَّ الولاياتِ المتحدةَ وإسرائيلَ ليستَا أعضاءَ فِي المحكمةِ الجنائيَّةِ الدوليَّةِ، وتجادلُ إسرائيلُ بأنَّ هذهِ المحكمةَ لَا تملكُ اختصاصَ النَّظرِ بأيِّ قضيَّةٍ تتعلَّقُ بهَا!.
ومعَ أنَّ المحكمةَ تؤكِّدُ انطباقَ القراراتِ علَى الأرضِ الفلسطينيَّةِ المحتلةِ منذُ ١٩٦٧م؛ ممَّا يجعلُ المحكمةَ قادرةً علَى محاكمةِ مسؤولِينَ ارتكبُوا جرائمَ فِي الأرضِ الفلسطينيَّةِ، إلَّا أنَّ دعمَ أمريكَا الأعمَى العسكريَّ وتزويدَهَا بكلِّ أنواعِ الأسلحةِ وحتَّى المحرَّمةِ دوليًّا؛ جعلَهَا ترمِي بعرضِ الحائطِ بكلِّ قراراتِ الجنائيَّةِ الدوليَّةِ، ولا تكتفِي بالرَّفضِ، بلْ تهدِّدُ المحكمةَ الجنائيَّةَ الدوليَّةَ والمدَّعِي العامَّ أنَّه فِي حالةِ التوقيفِ ستتمُ الملاحقةُ القانونيَّةُ لهُم.
إنَّ ازدواجيَّةَ المعاييرِ التِي تنتهجُهَا الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيَّةُ أساءَ إلى سمعتِهَا؛ كدولةٍ تدَّعِي الديمقراطيَّةَ والعدالةَ واحترامَ حقوقِ الإنسانِ؛ وهذَا مَا اكتشفهُ العالمُ أجمعُ، بلْ والشَّارعُ الأمريكيُّ أيضًا، وطلابُ الجامعاتِ، وفقدهم الثَّقةَ فِي حكومتِهِم ومطالبتِهِم بضرورةِ إقرارِ الحقِّ للشعبِ الفلسطينيِّ.
فالدَّعمُ الأعمَى مِن أمريكَا وحلفائِهَا؛ جعلَ إسرائيلَ تتمادَى فِي الطغيانِ وتنفيذِ مخططِهَا القذرِ، وهُو الإبادةُ الجماعيَّةُ للشَّعبِ الفلسطينيِّ، والتَّهجيرُ القسريُّ مِن القطاعِ، وَهِي ترتكبُ الجرائمَ خلالَ 11 شهرًا دونَ أنْ تحرِّكَ المنظَّماتُ الدوليَّةُ ساكنًا، وأصبحتِ الهيئاتُ الأمميَّةُ عاجزةً عَن وقفِ المجازرِ وحمايةِ الشعبِ الفلسطينيِّ، وهَا هِي مجزرةُ مدرسةِ «التابعين»، واستهدافُ المدنيِّينَ الذِين وُجدُوا أشلاءً!!.
وحقيقةً، إنَّ السببَ فِي الاستخفافِ بالمؤسَّساتِ القضائيَّةِ الدوليَّةِ وبقراراتِهَا؛ لأنَّ النظامَ القانونيَّ الدوليَّ مرتبطٌ بوجودِ المصالحِ للدولِ القويَّةِ، وليسَ لحمايةِ المبادئِ والقِيمِ والأخلاقِ، وأنَّهُ عندمَا تقفُ مؤسَّساتُ الأنظمةِ الدوليَّةِ فِي مواجهةِ مصالحِ الدُّولِ الكُبْرى، لَا تستطيعُ إنفاذَ القراراتِ.. وهكذَا فنحنُ فعلًا أمامَ قانونِ الغابِ الذِي يأكلُ فيهِ القويُّ الضَّعيفَ.
معَ ذلكَ، لازالَ هناكَ عقلاءُ فِي أمريكَا مثل السيناتور (بيرني ساندرز)، الذِي صرخَ بصوتٍ عالٍ أمامَ مجلسِ الشيوخِ وقالَ: (إنَّ نتنياهو ليسَ مجرمَ حربٍ فقطْ، بلْ كاذبٌ)، وذكرَ أدلةً علَى سياسةِ التجويعِ للشعبِ الفلسطينيِّ والتطهيرِ العرقيِّ وحربِ الإبادةِ، وقتلِ عشراتِ الآلافِ مِن الأبرياءِ، وآلافٍ تحتَ الأنقاضِ، الذِينَ حِينَ انتشال جثثهِم لمْ يتم التعرُّفُ عليهِم لتحلُّلهَا، وأنَّ ٦٠٪ من الضحايَا هُم أطفالٌ ونساءٌ وشيوخٌ؛ هذَا فضلًا عَن قتلِ 250 مِن عمَّالِ الإغاثةِ، وأكثر من ١٩٣ مِن موظَّفِي الأممِ المتحدةِ، وأنَّ هناكَ ٧٥٪ مِن السكَّانِ ينزحُونَ عدَّة مرَّاتٍ مِن مكانٍ إلى آخرَ، وهؤلاء يتنقَّلُونَ بدونِ طَعامٍ، أو مياهٍ نظيفةٍ للشربِ، وبدونِ مأوَى، وبدونِ أيِّ رعايةٍ صحيَّةٍ كافيةٍ.. فأينَ يسكنُونَ؟.
قدْ يكونُ إقرارُ ساندرز بالتواطؤِ السَّافرِ مِن الولاياتِ المتحدةِ لإسرائيلَ قدْ قطعَ عليهِ فرصَ الترشُّحِ للانتخاباتِ الرئاسيَّةِ، فاللوبيُّ الصهيونيُّ المتغلغلُ فِي مفاصلِ المجتمعِ الأمريكيِّ يفرضُ مرشَّحًا يمارسُ الديموقراطيَّةَ كمَا تريدهَا الصهيونيَّةُ الجشعةُ المسيطرةُ علَى الاقتصادِ العالميِّ عامَّةً، والأمريكيِّ خاصَّةً!!.
معظم الأحداث الدائرة في الشرق الأوسط أصبح يشاهدها العالم، وكأنها أفلام تتكرر يومياً، فإسرائيل تضرب بعمق وقوة تدميرية هائلة، والرد عليها غالباً لا يوازي ٥٪ من حجم الدمار، سواء من المقاومة الفلسطينية أو حزب الله، أو الحوثيين، حتى أصبحت الحرب سخرية لبعض منتجي الأفلام الأمريكية الكرتونية، يصورونها في إعلامهم بقذائف تذهب تارة لسوريا وأخرى لباكستان!!.
ويبقَى الدَّورُ السعوديُّ المعتدلُ الثَّابتُ مِن القضيَّةِ الفلسطينيَّةِ، وحقِّ الشعبِ الفلسطينيِّ فِي أرضهِ، كمَا أعربتِ الخارجيَّةُ السعوديَّةُ مؤخَّرًا عَن إدانتِهَا لمجزرةِ مدرسةِ «التابعين»، وتقاعسِ المجتمعِ الدوليِّ تجاهَ محاسبةِ إسرائيلَ.
حقيقةً، إنَّ فشلَ منظومةِ العدالةِ الدوليَّةِ يعودُ إلَى قصورٍ فِي قواعدِهَا وآليَّاتِهَا، فهلْ يمكنُ ترميمُهَا وإعادةُ إصلاحِهَا لنجاةِ الإنسانيَّةِ؟!، أمْ أنَّ مسايرةَ المجتمعِ الدوليِّ لَا يكونُ إلَّا للأقوَى؟ فهُو الذِي يضعُ القواعدَ، وهُو الذِي يختارُ متَى وعلَى مَن تُطبَّقُ؟! وهلْ تستطيعُ أمريكَا فعلًا أنْ تكونَ ديموقراطيَّةً لتوقفَ كلَّ أشكالِ الدعمِ لإسرائيلَ، حيثُ إنَّ فلسطينَ دولةٌ مُعتَرَفٌ بهَا فِي عصبةِ الأممِ منذُ عام 1920م.
في تصريحٍ لـ(كامالا هاريس) مؤخَّرًا بضرورةِ إنهاءِ الحربِ فِي غزَّة، ربَّمَا يكونُ آخرَ حلقاتِ الأملِ القريبِ!!.