كتاب

مـاراثـون الـدراسـة

الماراثون، هو: اختبار تحمل في رياضة ألعاب القوى، يكمن في الجري لمسافة بعيدة، تصل إلى 42.195 كيلومتر، وتعود قصة نشوئه، لعام 490 قبل الميلاد، حيث قامت حرب بين اليونان والفرس، بمنطقة اسمها «ماراثون»، وبعد صراع طويل انتصر اليونانيون، ولشدة فرح المقاتلين، خرج شخص اسمه (فيديبيس) وجرى مسافة: 40 كيلومتراً، من مدينة «ماراثون» إلى أثينا، ليخبر أهلها أنهم انتصروا على الفرس، وبعد أن أخبرهم بالانتصار الساحق، مات ذلك الشخص من شدة التعب والإرهاق!!

لقد تحولت الدراسة، من سباق مضمار محدود، لسباق ماراثون طويل، يظل الطلاب والمعلمون والأهالي يركضون فيه، مدة ثلاثة فصول دراسية، مما يجعلهم عرضة للإصابة بالإعياء والتعب وقلة الرغبة، ويجعل العملية التعليمية، عرضة للإصابة بالحشو، والتمطيط، والمخرجات الركيكة!!


لذلك، على طالب (ماراثون الدراسة): أن يتلافى احتمالية الإصابة بالأعراض السلبية، من خلال اتباع النصائح التعليمية، التي يأتي على رأسها: التدريبات المتناسقة، التي تحوي خططاً منهجية، تعتمد زيادة عدد الفصول والأبواب المقررة التي يقطعها بصورةٍ تدريجية، مع أنواعٍ مختلفة من المذاكرة (الطويلة، الإيقاعية، السريعة)، والتي يجب أن تحظى بأيام راحة كافية، تجنباً للإفراط في المراجعة، وتقليل مخاطر التعرض لإصابة عضوية أو نفسية.

على طالب (ماراثون الدراسة): الاهتمام بتناول السوائل المرطبة والأغذية السليمة، وارتداء الملابس والأحذية المناسبة، التي تحافظ على نشاطه وحيويته وتساعده على المشي بكل أريحية، ودعماً لذلك، أتمنى عودة صرف (الوجبة المدرسية) القديمة، الغنية بالفيتامينات الغذائية، وصرف (الملابس الرياضية) الموحدة، التي تعالج الفوارق الطبقية، وتنمي بألوانها الخضراء والبيضاء، وشعار السيفين والنخلة، الولاء والانتماء والمشاركة الوطنية.


على طالب (ماراثون الدراسة): أن يعمد للراحة البدنية والذهنية، وعدم السهر لأوقات متأخرة، ليسمح لجسمه باستعادة عافيته وتنشيط ذاكرته، كذلك اعتماد إستراتيجية المذاكرة التدريجية، بحيث يبدأ الحضور ببطء (خاصة بالأسبوع الأول الميت) ويتجنّب الانطلاق بسرعةٍ كبيرة، ثم يزيد وتيرة اجتهاده بطريقةٍ تدريجية، كأن يكون اجتهاده بالفصل الثاني والثالث من السباق التعليمي، بشكلٍ أسرع وأقوى من اجتهاده بالفصل الأول والأسابيع التحضيرية.

على طالب (ماراثون الدراسة): الاسترخاء بعد الوصول لخطّ النهاية، ومحاولة الاستمتاع «بالإجازة الصيفية» بتمديد ذراعيه وساقيه وظهره، لمنع إجهاد العضلات والإصابة بالتشنّج والنوبة القلبية، عليه أن لا يغتر حتى لو حصل على مركز متقدم في (ماراثون الدراسة) لأن قبوله للالتحاق بالأولمبياد مربوط بتحقيقه رقماً قياسياً بسباق قدرات ١٠٠ متر، عليه أن كتبت لروحه السلامة، ولم يتعرض لأذى بسبب التعب والإرهاق، أن ينهض سريعاً مع بقية الطلاب والمعلمين والأهالي، لمعاودة الاستعداد لانطلاقة العام الجديد من (ماراثون الدراسة)!!.

أخبار ذات صلة

شهامة سعودية.. ووفاء يمني
(مطبخ) العنونة الصحفيَّة..!!
رؤية وطن يهزم المستحيل
ريادة الأعمال.. «مسك الواعدة»
;
هل يفي ترامب بوعوده؟
رياضة المدينة.. إلى أين؟!
جيل 2000.. والتمور
التراث الجيولوجي.. ثروة تنتظر الحفظ والتوثيق
;
قصَّة أوَّل قصيدة حُبٍّ..!
حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
;
الحُب والتربية النبوية
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح