كتاب
الأوبئة والجوائح.. قدر إلهي أم حرب اقتصادية؟!
تاريخ النشر: 28 أغسطس 2024 00:37 KSA
من أجملِ الهدايَا التِي تُقدَّمُ، كتابٌ يغنيكَ عَن رفيقٍ، ويرفعُ مستوَى وعيكَ، ويوقظُ مشاعرَكَ، ويلهبُ إحساسَكَ، ويلهمُكَ.. هذَا النَّوعُ مِن الهدايَا -للأسفِ- قدْ لَا يعنِي شيئًا عندَ الكثيرِينَ، أو ربَّمَا خَفَتَ بريقُهُ بتغيُّرِ نمطِ الحياةِ، ووسائلِ التَّواصلِ الاجتماعيِّ، والقراءةِ السَّريعةِ العابرةِ.ِ
أذكرُ هذهِ المقدَّمةَ بعدَ أنْ تسلَّمتُ -مؤخَّرًا- كتابًا قَيِّمًا مِن الصديقةِ الغاليةِ الأديبةِ د. عفت جميل خوقير، بعنوانِ: (ذاكرة المرضِ.. الوباءُ والجوائحُ فِي التراثِ الإنسانيِّ)، وبالرغمِ من مرارةِ الحَدثِ الذِي مرَّ بنَا فِي زمنِ كوفيد ١٩، وعدمِ الرَّغبةِ فِي تذكُّرِ آلامِهِ، إلَّا أنَّنِي وجدتُ نفسِي بعدَ قراءةِ المقدَّمةِ أُسابقُ الزَّمنَ لإتمامِهِ، لأنهلَ مِن مَعينِ الذَّاكرةِ التَّاريخيَّةِ، والعلميَّةِ، والأدبيَّةِ التِي رصدتهَا المؤلِّفةُ عَن الأوبئةِ والجوائحِ فِي التُّراثِ الإنسانيِّ، بأسلوبٍ شيِّقٍ وجذَّابٍ.
الكتابُ مِن القطعِ الصَّغيرِ، ويحتوِي علَى ١٣٥ صفحةً، وبالرغمِ مِن أنَّه كتابٌ تاريخيٌّ، استوحتِ الكاتبةُ موضوعَهُ مِن وَحيِ رواياتٍ تاريخيَّةٍ، وعلَى رأسِهَا روايتَا (يوميَّات سنةِ الطَّاعونِ) سنة ١٧٧٢م، لدانيال ديفو، (والطَّاعون) سنة ١٩٤٧، للابير كامو، إلَّا أنَّها بدأتِ السَّردَ بالتَّاريخِ الحديثِ، ومَا حَدثَ للعالمِ في مواجهةِ (كوفيد ١٩)، الذِي اكتُشِفَ فِي مدينةِ «وهان» الصينيَّةِ، لتطلقَ منظَّمةُ الصحَّةِ العالميَّةِ ناقوسَ الخطرِ فِي ١٢ فبراير ٢٠٢٠م، حيثُ تحوَّلَ الفيروسُ إلى جائحةٍ تُهدِّدُ العالَمَ، وأُجبر الملايينُ علَى العزلةِ الاجتماعيَّةِ، وتغييرٍ جذريٍّ فِي سلوكيَّاتِهِم وأنماطِ حياتِهِم إلى مَا يُسمَّى بالحجرِ الصحيِّ الإجباريِّ.
استخدمتِ الكاتبةُ أسلوبَ التحليلِ الوصفيِّ، والمقارنةَ بينَ مَا حدثَ فِي الماضِي القريبِ فِي كوفيد ١٩، والماضِي البعيدِ فِي الطَّواعِينَ التِي شهدهَا العالمُ. وعمدتْ إلى التَّحليلِ الأدبيِّ الذِي يُفسِّرُ ظاهرتَينِ أساستَينِ فِي الأحداثِ، وهُمَا: (ظاهرةُ توازِي الأحداثِ)، و(ظاهرةُ التآزرِ الوجدانيِّ)، فمِن خلالهِمَا أظهرتْ تشابهَ الأحداثِ والتجاربِ الإنسانيَّةِ أثناءَ وإبَّان الأزماتِ الصحيَّةِ والجوائحِ.
ثراءُ الكتابِ يأتِي مِن استنادِ المؤلِّفةِ علَى عشراتٍ مِن المراجعِ العلميَّةِ والأدبيَّةِ القيِّمةِ، بل ورواياتٍ وقصائدَ تُثبتُ فيهَا معاناةَ الإنسانِ معَ الجوائحِ، وكيفيَّةِ التغلُّبِ عليهَا. وعرَّفتْ توازِي الأحداثِ بأنَّه: «قائمةٌ بالأحداثِ التاريخيَّةِ المتباعدةِ زمنيًّا ومكانيًّا، إلَّا أنَّها يمكنُ أنْ تتكرَّرَ، فتبدُو وكأنَّها تحدثُ بشكلٍ متوازٍ، أوْ كأنَّها حدثتْ فِي الوقتِ نفسِهِ». وأمَّا التآزرُ الوجدانيُّ فعرَّفتهُ: «بأنَّه التَّقاربُ والاشتراكُ فِي المعاناةِ، بمعنَى أنْ نعانِي مِن أجلِ الآخرِينَ، لَا نعرفهُم ولَا نرتبطُ بهِم، ولكنْ نشعرُ بمعاناتِهِم».
ركَّزتِ الكاتبةُ علَى الموضوعاتِ الدِّينيَّةِ فِي الأحداثِ، والإجراءاتِ الوقائيَّةِ، والآثارِ النَّفسيَّةِ، والعلاجِ، وسُبلِ الوقايةِ، بالإضافةِ إلى تجاربَ وقصصٍ مشتركةٍ عَن الإيثارِ والبطولةِ حولَ العالمِ قديمًا وحديثًا فِي دعمِ الإنسانِ، وحقِّهِ فِي الحياةِ.
جاءَ الكتابُ فِي خمسةِ فصولٍ، وأتركُ للقارئِ سَبرَ أغوارِهِ، والاستفادةَ مِن معطياتِهِ؛ فالكتابُ ليسَ حالةً علميَّةً بحتةً كمَا تقولُ الكاتبةُ، بلْ حالةُ ترويحٍ عَن النَّفسِ بشكلٍ منهجيٍّ، تُفضِي إلى حقيقةٍ إنسانيَّةٍ مهمَّةٍ، وهِي أنَّ الإنسانَ قادرٌ علَى ألَّا يستسلمَ للهزيمةِ واليأسِ، وأنَّ الهدفَ مِن الكتابِ إشعالُ جذوةِ الحماسةِ فِي القارئِ، لنسهمَ فِي دراساتٍ أدبيَّةٍ عَن الأوبئةِ مِن وجهاتِ نظرٍ عدَّةٍ، وعلَى عدَّةِ محاورَ، وفِي كلِّ صنفٍ أدبيٍّ وفنيٍّ وعلميٍّ.
ومِن هنَا لمستُ استنادَ المؤلِّفةِ ببراعةٍ علَى النظريَّةِ النقديَّةِ الانعكاسيَّةِ، والتِي ظهرتْ فِي نهايةِ القرنِ الـ19، وربطِ الأدبِ بالواقعِ المَعيشِ، وتأتِي أهميَّتهَا أنَّ القارئَ ليسَ مجرَّد مُتلقٍّ للعملِ الأدبيِّ، بلْ مشاركٌ -ولوْ بشكلٍ غيرِ مباشرٍ- فِي عمليَّةِ الإبداعِ، باعتبارِهِ جزءًا مِن المجتمعِ الذِي يستقِي منهُ الأديبُ مادَّتَهُ، وأنَّ وظيفةَ الأدبِ ليست المتعةَ الجماليَّةَ أو المهارةَ اللغويَّةَ فحسبْ، بلْ يسعَى الأديبُ لنشاركَهُ فِي التجربةِ، مِن خلالِ إبداعاتٍ جديدةٍ.
تحدثت المؤلفة بإسهاب في الباب الأول عن كوفيد 19، وكيفية ظهور المرض وتطوره وانتشاره، والعدوى منه، وأن من الآثار السلبية له، توسيع الفجوة بين الفقراء والأغنياء، وتأثيرها الكبير على الجماعات الضعيفة المهمشة اجتماعيا؛ وإجراءات الدول، ومنها السعودية على دعم المجتمع، والتخفيف من آثار الجائحة. وكذلك عمل المنظمات الصحية العالمية على ردم الفجوة بالمساعدات الإنسانية. كمَا وضعتْ إحصائيَّاتٍ دقيقةً مِن مواقعَ عالميَّةٍ مثل: منظَّمةِ الصحَّةِ العالميَّةِ، وكلِّ مَا أنتجتهُ البشريَّةُ في أدبِ الجائحةِ، وصحفٍ عالميَّةٍ إلكترونيَّةٍ، ومَا نشرتهُ مِن كُتبٍ عبرَ الإنترنتْ، ومقالاتٍ، وصحفٍ، وقصائدَ تعبِّرُ عَن الوباءِ وتأثيرِه النَّفسيِّ علَى النَّاسِ. كمَا فرَّقتْ بينَ معانِي الكلماتِ التِي يخلطُ النَّاسُ بينهَا وهِي: (الطَّاعونُ، والجائحةُ، والوباءُ)، وأنَّ لكلِّ منهَا أصلًا فِي المعنَى، واستخدمتْ مِن الأصولِ اليونانيَّةِ القديمةِ للكلماتِ.
كمَا اهتمَّتِ الكاتبةُ بالاقتباساتِ الإسلاميَّةِ، ومنهَا مَا ذكرتهُ عَن الإمامِ يحيى بن شرف النوويِّ، ووصفهُ للطَّاعونِ؛ فقدْ عرفَ التاريخُ العربيُّ الإسلاميُّ (طاعونَ عمواس) الذِي راحَ ضحيَّتهُ كبارُ الصَّحابةِ.
وبظهورِ مَا أُعلنَ عنهُ -مؤخَّرًا- (جدري القردةِ)، وظهورِ حالاتٍ فِي إفريقيَا ودولٍ أُخْرًى.. قدْ تسبَّبَ فِي قلقٍ عندَ البعضِ.. ولَا نعلمُ هلْ نحنُ فعلًا علَى أعتابِ جائحةٍ جديدةٍ، أمْ أنَّ الأمرَ مُبَالغٌ فيهِ، وكلُّ مَا فِي الأمرِ أنَّ حربَ شركاتِ الأدويةِ وصناعةِ الأمصالِ قدْ بدأتْ لاستنزافِ الدولِ!!.
أذكرُ هذهِ المقدَّمةَ بعدَ أنْ تسلَّمتُ -مؤخَّرًا- كتابًا قَيِّمًا مِن الصديقةِ الغاليةِ الأديبةِ د. عفت جميل خوقير، بعنوانِ: (ذاكرة المرضِ.. الوباءُ والجوائحُ فِي التراثِ الإنسانيِّ)، وبالرغمِ من مرارةِ الحَدثِ الذِي مرَّ بنَا فِي زمنِ كوفيد ١٩، وعدمِ الرَّغبةِ فِي تذكُّرِ آلامِهِ، إلَّا أنَّنِي وجدتُ نفسِي بعدَ قراءةِ المقدَّمةِ أُسابقُ الزَّمنَ لإتمامِهِ، لأنهلَ مِن مَعينِ الذَّاكرةِ التَّاريخيَّةِ، والعلميَّةِ، والأدبيَّةِ التِي رصدتهَا المؤلِّفةُ عَن الأوبئةِ والجوائحِ فِي التُّراثِ الإنسانيِّ، بأسلوبٍ شيِّقٍ وجذَّابٍ.
الكتابُ مِن القطعِ الصَّغيرِ، ويحتوِي علَى ١٣٥ صفحةً، وبالرغمِ مِن أنَّه كتابٌ تاريخيٌّ، استوحتِ الكاتبةُ موضوعَهُ مِن وَحيِ رواياتٍ تاريخيَّةٍ، وعلَى رأسِهَا روايتَا (يوميَّات سنةِ الطَّاعونِ) سنة ١٧٧٢م، لدانيال ديفو، (والطَّاعون) سنة ١٩٤٧، للابير كامو، إلَّا أنَّها بدأتِ السَّردَ بالتَّاريخِ الحديثِ، ومَا حَدثَ للعالمِ في مواجهةِ (كوفيد ١٩)، الذِي اكتُشِفَ فِي مدينةِ «وهان» الصينيَّةِ، لتطلقَ منظَّمةُ الصحَّةِ العالميَّةِ ناقوسَ الخطرِ فِي ١٢ فبراير ٢٠٢٠م، حيثُ تحوَّلَ الفيروسُ إلى جائحةٍ تُهدِّدُ العالَمَ، وأُجبر الملايينُ علَى العزلةِ الاجتماعيَّةِ، وتغييرٍ جذريٍّ فِي سلوكيَّاتِهِم وأنماطِ حياتِهِم إلى مَا يُسمَّى بالحجرِ الصحيِّ الإجباريِّ.
استخدمتِ الكاتبةُ أسلوبَ التحليلِ الوصفيِّ، والمقارنةَ بينَ مَا حدثَ فِي الماضِي القريبِ فِي كوفيد ١٩، والماضِي البعيدِ فِي الطَّواعِينَ التِي شهدهَا العالمُ. وعمدتْ إلى التَّحليلِ الأدبيِّ الذِي يُفسِّرُ ظاهرتَينِ أساستَينِ فِي الأحداثِ، وهُمَا: (ظاهرةُ توازِي الأحداثِ)، و(ظاهرةُ التآزرِ الوجدانيِّ)، فمِن خلالهِمَا أظهرتْ تشابهَ الأحداثِ والتجاربِ الإنسانيَّةِ أثناءَ وإبَّان الأزماتِ الصحيَّةِ والجوائحِ.
ثراءُ الكتابِ يأتِي مِن استنادِ المؤلِّفةِ علَى عشراتٍ مِن المراجعِ العلميَّةِ والأدبيَّةِ القيِّمةِ، بل ورواياتٍ وقصائدَ تُثبتُ فيهَا معاناةَ الإنسانِ معَ الجوائحِ، وكيفيَّةِ التغلُّبِ عليهَا. وعرَّفتْ توازِي الأحداثِ بأنَّه: «قائمةٌ بالأحداثِ التاريخيَّةِ المتباعدةِ زمنيًّا ومكانيًّا، إلَّا أنَّها يمكنُ أنْ تتكرَّرَ، فتبدُو وكأنَّها تحدثُ بشكلٍ متوازٍ، أوْ كأنَّها حدثتْ فِي الوقتِ نفسِهِ». وأمَّا التآزرُ الوجدانيُّ فعرَّفتهُ: «بأنَّه التَّقاربُ والاشتراكُ فِي المعاناةِ، بمعنَى أنْ نعانِي مِن أجلِ الآخرِينَ، لَا نعرفهُم ولَا نرتبطُ بهِم، ولكنْ نشعرُ بمعاناتِهِم».
ركَّزتِ الكاتبةُ علَى الموضوعاتِ الدِّينيَّةِ فِي الأحداثِ، والإجراءاتِ الوقائيَّةِ، والآثارِ النَّفسيَّةِ، والعلاجِ، وسُبلِ الوقايةِ، بالإضافةِ إلى تجاربَ وقصصٍ مشتركةٍ عَن الإيثارِ والبطولةِ حولَ العالمِ قديمًا وحديثًا فِي دعمِ الإنسانِ، وحقِّهِ فِي الحياةِ.
جاءَ الكتابُ فِي خمسةِ فصولٍ، وأتركُ للقارئِ سَبرَ أغوارِهِ، والاستفادةَ مِن معطياتِهِ؛ فالكتابُ ليسَ حالةً علميَّةً بحتةً كمَا تقولُ الكاتبةُ، بلْ حالةُ ترويحٍ عَن النَّفسِ بشكلٍ منهجيٍّ، تُفضِي إلى حقيقةٍ إنسانيَّةٍ مهمَّةٍ، وهِي أنَّ الإنسانَ قادرٌ علَى ألَّا يستسلمَ للهزيمةِ واليأسِ، وأنَّ الهدفَ مِن الكتابِ إشعالُ جذوةِ الحماسةِ فِي القارئِ، لنسهمَ فِي دراساتٍ أدبيَّةٍ عَن الأوبئةِ مِن وجهاتِ نظرٍ عدَّةٍ، وعلَى عدَّةِ محاورَ، وفِي كلِّ صنفٍ أدبيٍّ وفنيٍّ وعلميٍّ.
ومِن هنَا لمستُ استنادَ المؤلِّفةِ ببراعةٍ علَى النظريَّةِ النقديَّةِ الانعكاسيَّةِ، والتِي ظهرتْ فِي نهايةِ القرنِ الـ19، وربطِ الأدبِ بالواقعِ المَعيشِ، وتأتِي أهميَّتهَا أنَّ القارئَ ليسَ مجرَّد مُتلقٍّ للعملِ الأدبيِّ، بلْ مشاركٌ -ولوْ بشكلٍ غيرِ مباشرٍ- فِي عمليَّةِ الإبداعِ، باعتبارِهِ جزءًا مِن المجتمعِ الذِي يستقِي منهُ الأديبُ مادَّتَهُ، وأنَّ وظيفةَ الأدبِ ليست المتعةَ الجماليَّةَ أو المهارةَ اللغويَّةَ فحسبْ، بلْ يسعَى الأديبُ لنشاركَهُ فِي التجربةِ، مِن خلالِ إبداعاتٍ جديدةٍ.
تحدثت المؤلفة بإسهاب في الباب الأول عن كوفيد 19، وكيفية ظهور المرض وتطوره وانتشاره، والعدوى منه، وأن من الآثار السلبية له، توسيع الفجوة بين الفقراء والأغنياء، وتأثيرها الكبير على الجماعات الضعيفة المهمشة اجتماعيا؛ وإجراءات الدول، ومنها السعودية على دعم المجتمع، والتخفيف من آثار الجائحة. وكذلك عمل المنظمات الصحية العالمية على ردم الفجوة بالمساعدات الإنسانية. كمَا وضعتْ إحصائيَّاتٍ دقيقةً مِن مواقعَ عالميَّةٍ مثل: منظَّمةِ الصحَّةِ العالميَّةِ، وكلِّ مَا أنتجتهُ البشريَّةُ في أدبِ الجائحةِ، وصحفٍ عالميَّةٍ إلكترونيَّةٍ، ومَا نشرتهُ مِن كُتبٍ عبرَ الإنترنتْ، ومقالاتٍ، وصحفٍ، وقصائدَ تعبِّرُ عَن الوباءِ وتأثيرِه النَّفسيِّ علَى النَّاسِ. كمَا فرَّقتْ بينَ معانِي الكلماتِ التِي يخلطُ النَّاسُ بينهَا وهِي: (الطَّاعونُ، والجائحةُ، والوباءُ)، وأنَّ لكلِّ منهَا أصلًا فِي المعنَى، واستخدمتْ مِن الأصولِ اليونانيَّةِ القديمةِ للكلماتِ.
كمَا اهتمَّتِ الكاتبةُ بالاقتباساتِ الإسلاميَّةِ، ومنهَا مَا ذكرتهُ عَن الإمامِ يحيى بن شرف النوويِّ، ووصفهُ للطَّاعونِ؛ فقدْ عرفَ التاريخُ العربيُّ الإسلاميُّ (طاعونَ عمواس) الذِي راحَ ضحيَّتهُ كبارُ الصَّحابةِ.
وبظهورِ مَا أُعلنَ عنهُ -مؤخَّرًا- (جدري القردةِ)، وظهورِ حالاتٍ فِي إفريقيَا ودولٍ أُخْرًى.. قدْ تسبَّبَ فِي قلقٍ عندَ البعضِ.. ولَا نعلمُ هلْ نحنُ فعلًا علَى أعتابِ جائحةٍ جديدةٍ، أمْ أنَّ الأمرَ مُبَالغٌ فيهِ، وكلُّ مَا فِي الأمرِ أنَّ حربَ شركاتِ الأدويةِ وصناعةِ الأمصالِ قدْ بدأتْ لاستنزافِ الدولِ!!.