كتاب

كانت وزارةً للمرض فماذا أَصبحت؟!

* كانَ المجتمعُ السعوديُّ فِي سنواتٍ مضتْ يُعانِي مِن الوفياتِ المبكِّرةِ؛ حيثُ كانَ متوسِّط الأعمارِ (44 سنةً)؛ أمَّا السَّببُ فالأمراضُ المعديةُ كـ(الجُدرِي والحصْبةِ والدَّرنِ)، ولكنَّ التطوُّرَ الصحيَّ، ووجودَ اللقاحاتِ، والإلزامِ بهَا منذُ الصِّغرِ، أوقفَ أو حَدَّ مِن نزيفِ الأرواحِ لذلكَ السَّببِ، ولكنْ جاءَ عاملٌ آخرُ ساهمَ فِي رفعِ عددِ الوفياتِ؛ فقدْ انتشرتِ الأمراضُ العصريَّةُ المزمنةُ كـ(السُّكَّريِّ والضَّغطِ، وأمراضِ الجهازِ التنفسيِّ، والسُّمنَةِ، وغيرِهَا)، ومَا يترتَّبُ عليهِا مِن مضاعفاتٍ ومخاطرَ.

*****


* وقبلَ 2016م كانتِ (الصِّحةُ) تركِّزُ جهودَهَا، وتُنفقُ ميزانياتِهَا علَى التَّداوِي والعلاجِ فقطْ؛ فالمواطنُونَ والمقيمُونَ يلجأونَ إلى مشافيهَا ومراكزِهَا الصحيَّةِ عندَ مرضِهِم، فهِي فِي الحقيقةِ كأنَّهَا (وزارةٌ للمرضِ أو للألمِ)؛ ولذَا بَقِي معدَّلُ الوفياتِ مرتفعًا عَن الطبيعيِّ؛ فهناكَ (30 حالةً لكلِّ 100 ألفٍ مِن السُّكَّانِ).

*****


* ولكنْ، ومنذُ العامِ 2016م حدثَ التحوُّلُ الأهمُّ والأكبرُ عندَ (الوزارةِ)؛ فالرُّؤيةُ السعوديَّةُ الطَّموحةُ 2030م، والتِي يقودهَا عرَّابُهَا وليُّ العهدِ الأمين صاحبُ السموِّ الملكيِّ الأميرُ محمد بن سلمان -حفظَهُ اللهُ- نقلتَهَا لتصبحَ (وزارةً للصِّحةِ والأَملِ) تهتمُّ بتعزيزِ صحَّةِ المواطنِينَ من خلالِ الكشفِ المستمرِّ والمتابعةِ الدائمةِ لهَا، وتكثيفِ البرامجِ الوقائيَّةِ بالشَّراكةِ معَ المؤسَّساتِ ذاتِ العلاقةِ، وقبلَ ذلكَ مَا تقدِّمهُ التجمُّعاتُ الصحيَّةُ فِي المناطقِ، و(الصِّحةُ القابضةُ)، وبرنامجُ (التَّأمينِ الوطنيِّ)، الذِي يتميَّزُ عَن غيرِهِ ببقائِهِ طولَ الحياةِ، وأنَّهُ مفتوحٌ؛ فليسَ لهُ حدٌّ ماليٌّ (ليمتد) معيَّنٌ.

*****

* ذلكَ التحوُّلُ الإيجابيُّ «الثَّريُّ والنوعيُّ» الذِي سرَى فِي شرايِين (الصِّحةِ) كانَ مِن ثمارِ مرحلتِهِ الأُولَى التِي كانتْ نهايتهَا بدايةَ هذَا العامِ 2024م انخفاض عددِ الوفياتِ؛ ليصلَ إلَى (13 حالةً فِي كلِّ 100 ألفٍ من السكَّانِ)، فيمَا ارتفعَ متوسطُ الأعمارِ حيثُ بلغَ (77.8 سنةً)، وذلكَ في الطريقِ للوصولِ لمستهدَفِ الرؤيةِ وهُو (80 سنةً).

*****

* مَا سبقَ عناوينُ مِن حوارٍ شرُفْتُ بهِ معَ معالِي وزيرِ الصحَّةِ الدكتورِ فهد الجلاجل عصرَ الاثنين الماضِي؛ فالشُّكرُ والتَّقديرُ لـ(معاليهِ) علَى أريحيَّتهِ وشفافيَّتِهِ، والشُّكرُ كذلكَ لـ(الجمعيَّةِ السعوديَّةِ لكُتَّابِ الرَّأيِ) التِي تكرَّمتْ بتنظيمِ اللقاءِ، وشُكرًا للأعزَّاءِ فِي (تجمُّع المدينةِ الصحيِّ) علَى حُسنِ الاستقبالِ، وكريمِ الضيافةِ.

*****

ويبقَى هذَا نِدَاء لمعَالِي الوزيرِ فـ(حبيبتَي المدينة النبويَّة) مازالتْ بحاجةٍ للمزيدِ مِن المشروعاتِ الصِّحيَّةِ، ولاسيَّما (التخصصيَّة)؛ فهذَا سيساهمُ في تقصيرِ مدَّةِ الانتظارِ، مِن أجلِ عياداتِهَا، وكذَا سيريحُ المرضَى مِن عناءِ السَّفرِ لـ(الرياضِ أو جدَّة)، ومَا أرجوهُ أيضًا تذليلُ العقباتِ التِي تقفُ فِي طريقِ إنشاءِ المستشفياتِ الخاصَّةِ الكُبْرَى فِي المنطقةِ، كتلكَ التِي كانتْ سببًا في مغادرةِ (مستشفَى سليمان الحبيب الطبيِّ)، وسَلامَتكُم.

أخبار ذات صلة

حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
الحُب والتربية النبوية
;
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح
كأس نادي الصقور.. ختامها مسك
;
المدينـة النائمـة
كتاب التمكين الصحي.. منهج للوعي
الإسلام.. الدِّيانة الأُولى في 2060م
ما لا يرضاه الغرب للعرب!
;
العمل الخيري الصحي.. في ظل رؤية 2030
القمة العربية الإسلامية.. قوة وحدة القرارات
يا صبر عدنان !!
احذروا البخور!!