كتاب
صديق العمر.. أنت عُمري!
تاريخ النشر: 01 سبتمبر 2024 22:36 KSA
إنَّ أجملَ شيءٍ فِي الحياةِ، أنْ يكونَ لديكَ أصدقاءُ وأصحابٌ، وهِي مِن سُننِ الهَدِيِّ النبويِّ، حيثُ كانَ لهُ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- أصحابٌ عُرفُوا بلقبِ الصَّحابةِ، وهُم مَن عاشُوا معَهُ ورأوهُ وأحبَّهُم وأحبُّوهُ وغدُوا حولَهُ كالنُّجومِ المضيئةِ، وهُم خيرُ القرونِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم أجمَعِينَ- وصديقُ العمرِ بالنسبةِ لرسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- هُو سيِّدُنَا أبو بكر الصِّديق -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فقدْ كانَ أوَّلَ مَن أسلَمَ مِن الرِّجالِ، وأوَّلَ مَن صدَّقهُ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- وَأوَّلَ مَن بذلَ مالَهُ ووقتَهُ لصحبةِ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- ومرافقتهُ فِي دعوتِهِ وهجرتِهِ، ومِن هُنَا فإنَّ مِن الطبيعيِّ والمطلوبِ والفطريِّ أنْ يكونَ لكلِّ إنسانٍ -كحقٍّ للنَّفسِ البشريَّةِ- أنْ يكونَ لهُ أصدقاءُ، وأحدُهُم يكونُ هُو «صديقُ عُمرٍ».
إنَّ صديقَ العُمرِ هُو مَن يصحبُكَ مِن بدايةِ حياتِكَ، أو تتعرَّفُ عليهِ مبكِّرًا فِي بدايةِ شبابِكَ أو قدْ يأتِي فِي إحدَى المراحلِ الدِّراسيَّةِ مِن الابتدائيَّةِ إلى المرحلةِ الجامعيَّةِ، أيًّا كانَ وقتُ التَّعرفِ، فإنَّه غيرُ مهمٍّ، إنَّما المهمُّ أنْ تكتشفَ فيهِ صفاتِ صديقِ العمرِ، والتِي أهمهَا وأوَّلهَا «التَّطابقُ الكيميائيُّ» أو مَا يُعرف بالـchemistry الواحدة بينَ الشخصيَّتَينِ، ويتحقَّقُ عنهُ الارتياحُ النَّفسيُّ وهُو أهمُّ عاملٍ لبقاءِ الصداقةِ واستمرارِهَا، وهُو مَا عبَّرَ عنهُ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- بقولِهِ: « الأَرْواحُ جُنودٌ مُجنَّدةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْها ائْتَلفَ وَمَا تَنَاكرَ مِنْهَا اخْتَلفَ».
ومن العوامل المعززة للصداقة بين الأصدقاء، هي ألا يشعر الصديق أن الصداقة مبنية على مصلحة وتحقيق منافع شخصية فقط، إنما هي أبعد من ذلك، وأبلغ الصداقة عطاء هي المشاركة في أمور الحياة حلوها ومرها، تبتهج لما يسره، وتفرح لفرحه، وتحزن لحزنه، وتخفف عنه ما يواجهه من أتعاب الحياة، وأن تحب لصديقك ما تحبه لنفسك، وأعزُّ صداقةٍ وأغلاهَا فِي العمرِ هِي صداقةُ الزَّوجَينِ لبعضِهمَا، لذلكَ أطلقَ القرآنُ الكريمُ لفظ صاحبةٍ علَى الزَّوجةِ (وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ)، ويُقالُ إنَّ أقوَى حُبٍّ بينَ الزَّوجَينِ وأبْقَى للحياةٍ مَا تأسَّسَ أنْ تكونَ حياتهُمَا كلُّهَا مِن بدايتِهَا إلى نهايتِهَا «صداقةً»، لذلكَ صدحتْ أمُّ كلثوم بعدَ أنْ أوضحتْ أنَّها ضيَّعتْ عمرَهَا حتَّى إذَا لقيتْ مَن تحبُّ قالتْ لهُ «أنتَ عُمْرِي، أنتَ عُمرِي اللي ابتدَى بنورِك صباحُهُ».
وصديقُ العمرِ لَا تنقطعُ صداقتهُ، ولا تتطبَّعُ بينهُ وبينَ صديقِهِ كثرةُ التعدِّياتِ، ولا تترسَّم كثرةُ الزَّلاتِ، ويراعِي كلُّ واحدٍ منهُمَا فِي ذلكَ حقَّ الصداقةِ، فصديقُ العمرِ عملةٌ ذهبيَّةٌ ونادرةٌ قلَّما تجدهَا بينَ البشرِ، فمَن يراهنُ عليهَا يراهنُ علَى الحياةِ، بحيث لا يرضَى أبدًا بالتَّباعدِ والتَّطنيشِ، أو تمدُّد الغيابِ وتطويلهُ، أو تناسِي الصداقةِ والانشغال عنهَا، وليسَ شرطًا أنْ يكونَ صديقُ العمرِ واحدًا، إنَّما هناكَ واحدٌ واثنانِ وثلاثةٌ وأربعةٌ، ومجموعةُ أصدقاءِ، وأقربُ الأصدقاءِ إلى قلبِ صديقهِ مَن يسألُ عنهُ عندَ الغيابِ، ويتفقَّدُ حالَهُ وقتَ الاحتياجِ، ويساعدُهُ نفسيًّا وماليًّا عندَ ظروفِهِ الصعبةِ والأزماتِ، وأجملُ الصداقاتِ مَا كانَ مضمونهُ الحبُّ فِي مرضاةِ الربِّ، ومَا كانَ ناتجهُ وعيًا وعلمًّا وثقافةً وتذكيرًا بالآخرةِ، كمَا جاءَ ذلكَ فِي وصفِ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- عندَمَا سألهُ ابنُ عباسٍ -رَضِيَ اللهُ عنهُ-: أيُّ جلسائِنَا خيرٌ يَا رسولَ اللهِ؟ قالَ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-: «هُو ذالكُم الذِي يذكِّرُكُم اللهَ رؤيتُهُ، ويزيدُ فِي علمِكَ منطقُهُ، ويذكِّرُكُم بالآخرةِ عملُهُ».
إنَّ صديقَ العُمرِ هُو مَن يصحبُكَ مِن بدايةِ حياتِكَ، أو تتعرَّفُ عليهِ مبكِّرًا فِي بدايةِ شبابِكَ أو قدْ يأتِي فِي إحدَى المراحلِ الدِّراسيَّةِ مِن الابتدائيَّةِ إلى المرحلةِ الجامعيَّةِ، أيًّا كانَ وقتُ التَّعرفِ، فإنَّه غيرُ مهمٍّ، إنَّما المهمُّ أنْ تكتشفَ فيهِ صفاتِ صديقِ العمرِ، والتِي أهمهَا وأوَّلهَا «التَّطابقُ الكيميائيُّ» أو مَا يُعرف بالـchemistry الواحدة بينَ الشخصيَّتَينِ، ويتحقَّقُ عنهُ الارتياحُ النَّفسيُّ وهُو أهمُّ عاملٍ لبقاءِ الصداقةِ واستمرارِهَا، وهُو مَا عبَّرَ عنهُ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- بقولِهِ: « الأَرْواحُ جُنودٌ مُجنَّدةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْها ائْتَلفَ وَمَا تَنَاكرَ مِنْهَا اخْتَلفَ».
ومن العوامل المعززة للصداقة بين الأصدقاء، هي ألا يشعر الصديق أن الصداقة مبنية على مصلحة وتحقيق منافع شخصية فقط، إنما هي أبعد من ذلك، وأبلغ الصداقة عطاء هي المشاركة في أمور الحياة حلوها ومرها، تبتهج لما يسره، وتفرح لفرحه، وتحزن لحزنه، وتخفف عنه ما يواجهه من أتعاب الحياة، وأن تحب لصديقك ما تحبه لنفسك، وأعزُّ صداقةٍ وأغلاهَا فِي العمرِ هِي صداقةُ الزَّوجَينِ لبعضِهمَا، لذلكَ أطلقَ القرآنُ الكريمُ لفظ صاحبةٍ علَى الزَّوجةِ (وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ)، ويُقالُ إنَّ أقوَى حُبٍّ بينَ الزَّوجَينِ وأبْقَى للحياةٍ مَا تأسَّسَ أنْ تكونَ حياتهُمَا كلُّهَا مِن بدايتِهَا إلى نهايتِهَا «صداقةً»، لذلكَ صدحتْ أمُّ كلثوم بعدَ أنْ أوضحتْ أنَّها ضيَّعتْ عمرَهَا حتَّى إذَا لقيتْ مَن تحبُّ قالتْ لهُ «أنتَ عُمْرِي، أنتَ عُمرِي اللي ابتدَى بنورِك صباحُهُ».
وصديقُ العمرِ لَا تنقطعُ صداقتهُ، ولا تتطبَّعُ بينهُ وبينَ صديقِهِ كثرةُ التعدِّياتِ، ولا تترسَّم كثرةُ الزَّلاتِ، ويراعِي كلُّ واحدٍ منهُمَا فِي ذلكَ حقَّ الصداقةِ، فصديقُ العمرِ عملةٌ ذهبيَّةٌ ونادرةٌ قلَّما تجدهَا بينَ البشرِ، فمَن يراهنُ عليهَا يراهنُ علَى الحياةِ، بحيث لا يرضَى أبدًا بالتَّباعدِ والتَّطنيشِ، أو تمدُّد الغيابِ وتطويلهُ، أو تناسِي الصداقةِ والانشغال عنهَا، وليسَ شرطًا أنْ يكونَ صديقُ العمرِ واحدًا، إنَّما هناكَ واحدٌ واثنانِ وثلاثةٌ وأربعةٌ، ومجموعةُ أصدقاءِ، وأقربُ الأصدقاءِ إلى قلبِ صديقهِ مَن يسألُ عنهُ عندَ الغيابِ، ويتفقَّدُ حالَهُ وقتَ الاحتياجِ، ويساعدُهُ نفسيًّا وماليًّا عندَ ظروفِهِ الصعبةِ والأزماتِ، وأجملُ الصداقاتِ مَا كانَ مضمونهُ الحبُّ فِي مرضاةِ الربِّ، ومَا كانَ ناتجهُ وعيًا وعلمًّا وثقافةً وتذكيرًا بالآخرةِ، كمَا جاءَ ذلكَ فِي وصفِ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- عندَمَا سألهُ ابنُ عباسٍ -رَضِيَ اللهُ عنهُ-: أيُّ جلسائِنَا خيرٌ يَا رسولَ اللهِ؟ قالَ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-: «هُو ذالكُم الذِي يذكِّرُكُم اللهَ رؤيتُهُ، ويزيدُ فِي علمِكَ منطقُهُ، ويذكِّرُكُم بالآخرةِ عملُهُ».