كتاب
حكاية انقطاع التيار.. وتوقف الحياة!!
تاريخ النشر: 03 سبتمبر 2024 23:02 KSA
مِن نِعَم اللهِ علينَا فِي هذَا البلدِ المعطاءِ، أنْ هيَّأ للمواطنِ والمقيمِ كلَّ أسبابِ الرفاهيةِ والحياةِ الكريمةِ، وذلكَ منذُ تأسيسِ المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّةِ علَى يدِ البَانِي الملكِ عبدالعزيز -طيَّب اللهُ ثراهُ-، فبعدَ أنْ كانتِ الكهرباءُ مقتصرةً علَى إنارةِ المسجدِ الحرامِ، والمسجدِ النبويِّ الشَّريفِ بمولداتٍ خاصَّةٍ؛ أصبحتْ فكرةُ استخدامِ الطَّاقةِ فِي كافَّةِ أنحاءِ البلادِ أمرًا حتميًّا؛ لأهميَّتهَا فِي بناءِ الحضارةِ والإنسانِ، حيثُ منحَ امتيازُ الطاقةِ منذُ عام ١٣٥٢هـ، بناءً علَى مقوِّماتٍ اقتصاديَّةٍ تجعلُ مِن الكهرباءِ صناعةً مستقلَّةً بذاتِهَا، وأعطَى جزءًا مِن الاستثمارِ لرجالِ أعمالٍ، وأُنتجت الكهرباءُ فِي مكَّة وجدَّة والرِّياض والطَّائف، ثمَّ انتشرتْ فِي باقِي مدنِ المملكةِ.
ومنذُ ذلكَ الحينِ أصبحتْ الكهرباءُ هِي الحياةُ؛ فدخلَ النُّورُ منازلنَا، والتبريدُ، والتدفئةُ، والثَّلاجاتُ، والأفرانُ.. بلْ وصلنَا فِي العصرِ الحديثِ إلى تشغيلِ الكمبيوتراتِ وشحنِ الجوَّالاتِ، وإلَّا انقطعَ تواصلنَا عَن العالمِ.. نعمْ جملةٌ قدْ لَا ندركُ معناهَا الحقيقيَّ إلَّا حينمَا تُقطعُ عنَّا، وهذَا مَا حدثَ، فبعدَ انقطاعٍ للتيَّارِ الكهربائيِّ لأكثر مِن 21 ساعةً متواصلةً؛ تعطَّلتْ كلُّ مظاهرِ الحياةِ الخاصَّةِ، فلَا ضُوءَ، ولَا تكييفَ، ولا تبريدَ.. بلْ تأثَّر مخزونُ الثَّلاجاتِ والفريزيراتِ، وتمَّ التخلُّصُّ منهُ.
المشكلةُ أنَّها المرَّةُ الرابعةُ، أو الخامسةُ خلالَ هذَا العامِ الذِي تُقطعُ فيهِ الكهرباءُ فِي المنطقةِ ولعدَّةِ منازلَ بهَا كبارُ السِّنِّ، وأطفالٌ لَا يدركُونَ معنَى أنْ لَا يكونَ هناكَ هواءٌ باردٌ ومريحٌ للنَّومِ، ولماذَا هذَا الظَّلامُ الدَّامسُ؟!
وفِي كلِّ مرَّةٍ يتمُّ الاتِّصالُ، ورفعُ بلاغٍ، وتأتِي الرسالةُ: «إنَّه بسببِ عطلٍ طارئٍ فِي الشبكةِ تأثرتِ الخدمةُ الكهربائيَّةُ علَى حسابِكَ رقم (٣٠٠٥٢٥١٩٥٦٥)، ويعملُ فريقنَا -الآنَ- لإعادةِ الخدمةِ فِي أسرعِ وقتٍ ممكنٍ».
وفِي الواقعِ لَا يكونُ هناكَ أيُّ فريقٍ قدْ وصلَ بَعد، ولَا مُتابَعَة إلَّا مِن تطوُّعِ مِن الجيرانِ ممَّن تأثرتْ لديهِم الخدمةُ، وكانَ أحدُهُم يتواصلُ معَ شخصٍ مِن متعهِّدِي الباطنِ، فيقومُ بصفةٍ خاصَّةٍ بالحضورِ ومتابعةِ الانقطاعِ وأسبابِهِ!.
وصادفَ أنْ كانَ الانقطاعُ «خميس، وجمعة، وسبت»، حيثُ لَا توجدُ فِرقُ الحفرِ، فقامَ المتعهِّدُ بإرسالِ فرقةِ طوارئِ، وإحضارِ سيَّارةِ، ودينمو متحرِّكٍ، ووضعهمَا فِي الشَّارعِ لتزويدِ المنازلِ بالكهرباءِ مؤقتًا، معَ صوتٍ مزعجٍ ولمدَّةِ أربعةِ أيَّامٍ. ثمَّ تمَّ عملُ بلاغٍ جديدٍ بالصَّوتِ المزعجِ على الحيِّ فتنفسنَا الصعداءَ بعدَ حفرِ وتمديدِ، فقدْ تبيَّنَ تضرُّرُ الكوابلِ القديمةِ، وعادتِ الكهرباءُ.
ولمْ يمضِ يومٌ واحدٌ إلَّا وساقَ اللهُ لنَا، الغيثَ في مكَّة، ومعروفٌ كيفيَّةِ غزارةِ أمطارِ مكَّة، ورعدٍ وبرقٍ، يبدُو أنَّها أتتْ علَى عداداتِ الكهرباءِ فانقطعَ شريانُ الحياةِ؛ عفوًا أقصدُ الكهرباءَ مرَّةً أُخْرَى! وتمَّ التواصلُ معَ الشركةِ، ونفسُ الرسالةِ: «يعملُ فريقنَا لإعادةِ الخدمةِ»، ولمْ يأتِ أحدٌ لمدَّةِ أربعِ ساعاتٍ، ثمَّ بواسطةِ أحدِ المهندسِينَ الكهربائيِّينَ مِن أحدِ الجيرانِ قامَ بفتحِ صندوقِ العداداتِ واكتشافِ الخللِ وإعادةِ التَّيارِ!! ولكنَّهَا تتوقَّفُ مرَّةً أُخْرَى بعدَ منتصفِ اللَّيلِ، وعُمِلَ بلاغٌ، ثمَّ إعادة أسطوانةِ الرسالةِ.. ثمَّ انقطعتْ «الخميس» الذِي يليه معَ هطولِ الأمطارِ، وبوجودِ ضيوفٍ اضطررنَا لأخذهِم لأحدِ المطاعمِ منعًا مِن تكبُّدهِم المشقَّةَ معنَا.. ولمْ يعدْ التَّيارُ إلَّا السَّاعة التَّاسعَة والربع صباحًا؛ باهتمامٍ مِن الشركةِ هذهِ المرَّةِ بعدَ تغريداتٍ فِي منصة (X)، تويتر سابقاً، ومكالمةٍ معَ أحدِ مسؤولِي الشركةِ فِي مكَّة، وتمَّ تغييرُ الكابلِ المتهالكِ فِي الشَّارعِ وإعادةِ السفلتةِ بعدَ عدَّةِ أيَّامٍ.
الحمدُ للهِ إنَّنا فِي دولةٍ تؤمنُ بأهميَّةِ توفيرِ الحياةِ الكريمةِ للإنسانِ، والكهرباءُ هِي أبسطُ حقوقِ المستهلكِ لهَا، وبالاطِّلاعِ علَى الدليلِ الشاملِ لحقوقِ المستهلكِ، ومِن هيئةِ تنظيمِ الكهرباءِ تبيَّنَ: «أنَّه مِن حقِّ المستهلكِ الحصولُ علَى خدمةٍ موثوقةٍ يعتمدُ عليهَا بصفةٍ مستمرةٍ، ومِن حقِّهِ أيضًا أنْ تتعاملَ الشركةُ معَ الشَّكوَى بجديَّةٍ، والتَّعاملُ المعقولُ معهُ خلالَ المدةِ الزمنيَّةِ المحدَّدة لذلك»؛ خاصَّةً وأنَّ دفعَ الفواتيرِ مهمَا كانتْ باهظةً يتمُّ تسديدهَا أوَّلًا بأوَّل، وهذَا مِن حقِّ الشركةِ، ولكنْ فِي المقابلِ مِن حقِّ المستهلكِ أنْ تُقدَّم لهُ الخدمةُ المطلوبةُ ودونَ أيِّ تأخيرٍ!.
السؤال: ما هو التعويض لواحد وعشرين ساعة متواصلة من انقطاع للكهرباء عن المستهلك؟ وفي أيام أخرى لأربع ساعات، وخلال عدة مرات في السنة الواحدة؟، ولماذا لم تقدم الحلول الجذرية دون تأخير؟! ولو كانت هناك فوائد من هذا الانقطاع، فهي أنها أولا ذكرتنا بنعم الله علينا، والتي قد لا يستشعرها الكثيرون، وخاصة من أبناء هذا الجيل.
وثانيًا جعلتنا نفكر بالبدائل في حالة -لا قدر الله- كانت هناك أزمة أو كارثة طبيعية.. أو غيرها؛ هلْ أعددنَا أنفسنَا ومنازلنَا وأبناءنَا لمواجهةِ تلكَ الأزماتِ؟! وهلْ نحنُ بحاجةٍ مثلًا إلى مولِّداتٍ احتياطيَّةٍ فِي المنازلِ، أو مصابيحَ ومراوحَ تعملُ بالطَّاقةِ المتجدِّدةِ؟ أظنُّ هذهِ أيضًا مِن مسؤوليَّةِ الشَّركةِ.. ويَا أمانَ الخائفِينَ.
ومنذُ ذلكَ الحينِ أصبحتْ الكهرباءُ هِي الحياةُ؛ فدخلَ النُّورُ منازلنَا، والتبريدُ، والتدفئةُ، والثَّلاجاتُ، والأفرانُ.. بلْ وصلنَا فِي العصرِ الحديثِ إلى تشغيلِ الكمبيوتراتِ وشحنِ الجوَّالاتِ، وإلَّا انقطعَ تواصلنَا عَن العالمِ.. نعمْ جملةٌ قدْ لَا ندركُ معناهَا الحقيقيَّ إلَّا حينمَا تُقطعُ عنَّا، وهذَا مَا حدثَ، فبعدَ انقطاعٍ للتيَّارِ الكهربائيِّ لأكثر مِن 21 ساعةً متواصلةً؛ تعطَّلتْ كلُّ مظاهرِ الحياةِ الخاصَّةِ، فلَا ضُوءَ، ولَا تكييفَ، ولا تبريدَ.. بلْ تأثَّر مخزونُ الثَّلاجاتِ والفريزيراتِ، وتمَّ التخلُّصُّ منهُ.
المشكلةُ أنَّها المرَّةُ الرابعةُ، أو الخامسةُ خلالَ هذَا العامِ الذِي تُقطعُ فيهِ الكهرباءُ فِي المنطقةِ ولعدَّةِ منازلَ بهَا كبارُ السِّنِّ، وأطفالٌ لَا يدركُونَ معنَى أنْ لَا يكونَ هناكَ هواءٌ باردٌ ومريحٌ للنَّومِ، ولماذَا هذَا الظَّلامُ الدَّامسُ؟!
وفِي كلِّ مرَّةٍ يتمُّ الاتِّصالُ، ورفعُ بلاغٍ، وتأتِي الرسالةُ: «إنَّه بسببِ عطلٍ طارئٍ فِي الشبكةِ تأثرتِ الخدمةُ الكهربائيَّةُ علَى حسابِكَ رقم (٣٠٠٥٢٥١٩٥٦٥)، ويعملُ فريقنَا -الآنَ- لإعادةِ الخدمةِ فِي أسرعِ وقتٍ ممكنٍ».
وفِي الواقعِ لَا يكونُ هناكَ أيُّ فريقٍ قدْ وصلَ بَعد، ولَا مُتابَعَة إلَّا مِن تطوُّعِ مِن الجيرانِ ممَّن تأثرتْ لديهِم الخدمةُ، وكانَ أحدُهُم يتواصلُ معَ شخصٍ مِن متعهِّدِي الباطنِ، فيقومُ بصفةٍ خاصَّةٍ بالحضورِ ومتابعةِ الانقطاعِ وأسبابِهِ!.
وصادفَ أنْ كانَ الانقطاعُ «خميس، وجمعة، وسبت»، حيثُ لَا توجدُ فِرقُ الحفرِ، فقامَ المتعهِّدُ بإرسالِ فرقةِ طوارئِ، وإحضارِ سيَّارةِ، ودينمو متحرِّكٍ، ووضعهمَا فِي الشَّارعِ لتزويدِ المنازلِ بالكهرباءِ مؤقتًا، معَ صوتٍ مزعجٍ ولمدَّةِ أربعةِ أيَّامٍ. ثمَّ تمَّ عملُ بلاغٍ جديدٍ بالصَّوتِ المزعجِ على الحيِّ فتنفسنَا الصعداءَ بعدَ حفرِ وتمديدِ، فقدْ تبيَّنَ تضرُّرُ الكوابلِ القديمةِ، وعادتِ الكهرباءُ.
ولمْ يمضِ يومٌ واحدٌ إلَّا وساقَ اللهُ لنَا، الغيثَ في مكَّة، ومعروفٌ كيفيَّةِ غزارةِ أمطارِ مكَّة، ورعدٍ وبرقٍ، يبدُو أنَّها أتتْ علَى عداداتِ الكهرباءِ فانقطعَ شريانُ الحياةِ؛ عفوًا أقصدُ الكهرباءَ مرَّةً أُخْرَى! وتمَّ التواصلُ معَ الشركةِ، ونفسُ الرسالةِ: «يعملُ فريقنَا لإعادةِ الخدمةِ»، ولمْ يأتِ أحدٌ لمدَّةِ أربعِ ساعاتٍ، ثمَّ بواسطةِ أحدِ المهندسِينَ الكهربائيِّينَ مِن أحدِ الجيرانِ قامَ بفتحِ صندوقِ العداداتِ واكتشافِ الخللِ وإعادةِ التَّيارِ!! ولكنَّهَا تتوقَّفُ مرَّةً أُخْرَى بعدَ منتصفِ اللَّيلِ، وعُمِلَ بلاغٌ، ثمَّ إعادة أسطوانةِ الرسالةِ.. ثمَّ انقطعتْ «الخميس» الذِي يليه معَ هطولِ الأمطارِ، وبوجودِ ضيوفٍ اضطررنَا لأخذهِم لأحدِ المطاعمِ منعًا مِن تكبُّدهِم المشقَّةَ معنَا.. ولمْ يعدْ التَّيارُ إلَّا السَّاعة التَّاسعَة والربع صباحًا؛ باهتمامٍ مِن الشركةِ هذهِ المرَّةِ بعدَ تغريداتٍ فِي منصة (X)، تويتر سابقاً، ومكالمةٍ معَ أحدِ مسؤولِي الشركةِ فِي مكَّة، وتمَّ تغييرُ الكابلِ المتهالكِ فِي الشَّارعِ وإعادةِ السفلتةِ بعدَ عدَّةِ أيَّامٍ.
الحمدُ للهِ إنَّنا فِي دولةٍ تؤمنُ بأهميَّةِ توفيرِ الحياةِ الكريمةِ للإنسانِ، والكهرباءُ هِي أبسطُ حقوقِ المستهلكِ لهَا، وبالاطِّلاعِ علَى الدليلِ الشاملِ لحقوقِ المستهلكِ، ومِن هيئةِ تنظيمِ الكهرباءِ تبيَّنَ: «أنَّه مِن حقِّ المستهلكِ الحصولُ علَى خدمةٍ موثوقةٍ يعتمدُ عليهَا بصفةٍ مستمرةٍ، ومِن حقِّهِ أيضًا أنْ تتعاملَ الشركةُ معَ الشَّكوَى بجديَّةٍ، والتَّعاملُ المعقولُ معهُ خلالَ المدةِ الزمنيَّةِ المحدَّدة لذلك»؛ خاصَّةً وأنَّ دفعَ الفواتيرِ مهمَا كانتْ باهظةً يتمُّ تسديدهَا أوَّلًا بأوَّل، وهذَا مِن حقِّ الشركةِ، ولكنْ فِي المقابلِ مِن حقِّ المستهلكِ أنْ تُقدَّم لهُ الخدمةُ المطلوبةُ ودونَ أيِّ تأخيرٍ!.
السؤال: ما هو التعويض لواحد وعشرين ساعة متواصلة من انقطاع للكهرباء عن المستهلك؟ وفي أيام أخرى لأربع ساعات، وخلال عدة مرات في السنة الواحدة؟، ولماذا لم تقدم الحلول الجذرية دون تأخير؟! ولو كانت هناك فوائد من هذا الانقطاع، فهي أنها أولا ذكرتنا بنعم الله علينا، والتي قد لا يستشعرها الكثيرون، وخاصة من أبناء هذا الجيل.
وثانيًا جعلتنا نفكر بالبدائل في حالة -لا قدر الله- كانت هناك أزمة أو كارثة طبيعية.. أو غيرها؛ هلْ أعددنَا أنفسنَا ومنازلنَا وأبناءنَا لمواجهةِ تلكَ الأزماتِ؟! وهلْ نحنُ بحاجةٍ مثلًا إلى مولِّداتٍ احتياطيَّةٍ فِي المنازلِ، أو مصابيحَ ومراوحَ تعملُ بالطَّاقةِ المتجدِّدةِ؟ أظنُّ هذهِ أيضًا مِن مسؤوليَّةِ الشَّركةِ.. ويَا أمانَ الخائفِينَ.