كتاب

المخ الكامل.. وإستراتيجيات التعلم الذكية

عندمَا نطَّلعُ علَى أبحاثِ الدِّماغِ البشريِّ، ونهتمُّ بتفاصيلِ هذَا العلمِ، سيتحققُ لنَا استخدامُ هذَا المخِّ البشريِّ بالكاملِ فِي عمليَّةِ التعلُّمِ، ونحققُ أفضلَ النتائجِ، مِن خلالِ التعلُّمِ النَّشطِ والتَّشاركِ فِي الأنشطةِ التفاعليَّةِ ومزيدٍ مِن النقاشاتِ والتمارِين العمليَّةِ، ونستخدمُ خلالَ عمليَّةِ التعلُّمِ الممارسةَ لتطبيقِ المفاهيمِ.

التفكيرُ النقديُّ مِن أسسِ استخدامِ المخِّ الكاملِ الذِي يقومُ بتفكيكِ المعلوماتِ وفهمِهَا بشكلٍ أفضلَ، مِن خلالِ عمليَّاتِ المقارنةِ بينَ الأفكارِ والنظريَّاتِ المختلفةِ.. عندمَا نستخدمُ الحواسَّ المتعدَّدةَ والرسومَ البيانيَّةَ والمخططاتِ، ونُعملُ عقولنَا لتستخدمَ النماذجَ الماديَّةَ لتجسيدِ المفاهيمِ تصبحُ عمليَّةُ التعلُّمِ أكثرَ متعةً واستمراريَّةً وتعزِّزُ الذاكرةَ باستمرارٍ.


الإنسان بحاجة دوماً لربط المفاهيم الجديدة وما تم معرفته بالفعل، من خلال تطبيق الأفكار في سياقات مختلفة. العقل كي يعمل جيداً هو بحاجة لأخذ فترات راحة لتجنب الإرهاق، وكذلك لساعات نوم كافية لتعزيز الذاكرة.. ومن أجل مزيد من التركيز نحتاج لخلق بيئة تعليمية ملائمة خالية من المشتتات، وتولي عمليات التحفيز اهتماماً خاصاً لتحدث عملية الإلهام المستمر.

إنَّ استخدامَ المخِّ الكاملِ يعنِي دمجَ أساليبَ متعددةٍ للتعلُّمِ والتركيزِ علَى جميعِ جوانبِ الدِّماغِ؛ لتعزيزِ الفهمِ والاحتفاظِ بالمعلوماتِ. ومِن أفضلِ الطرقِ لتطبيقِ إستراتيجيَّاتِ التعلُّمِ النَّشطِ في الدراسةِ اليوميَّة: تبادلُ الأفكارِ مِن خلالِ المناقشاتِ الجماعيَّةِ، وطرحُ الأسئلةِ التِي تشجِّعُ الآخرِينَ علَى تبادلِ الآراءِ. وكذلكَ التعلُّم بالمشروعاتِ التِي تتطلَّبُ التَّعاونَ وتطبيقَ المعرفةِ، كمَا تضطلعُ الألعابُ التعليميَّةِ بدورٍ هامٍّ فِي تعزيزِ الفهمِ بطريقةٍ ممتعةٍ، معَ إجراءِ التطبيقاتِ العمليَّةِ وتنفيذِ الزياراتِ الميدانيَّةِ.


أمَّا عمليَّاتُ التدوينِ الشخصيِّ عبرَ الكتابةِ والتسجيلِ الصوتيِّ ينتجُ عنهَا تثبيتُ المعلوماتِ وحفظهَا فِي الذاكرةِ، ويبقَى للتقنياتِ الرقميَّةِ بريقهَا الخاصَّ عبرَ استخدامِ المنصَّاتِ التعليميَّةِ والفيديوهاتِ التفاعليَّةِ التِي تساعدُ فِي توضيحِ المفاهيمِ. كلُّ هذَا يجعلُ عمليةَ التعلُّمِ أكثرَ ديناميكيَّةً ومتعةً.

ولعلَّ أبحاثَ الدِّماغِ تُعدُّ مِن المجالاتِ المثيرةِ التِي تسهمُ فِي فهمِ كيفيَّةِ التعلُّمِ والتذكُّرِ والتِي تستندُ إلى فهمِ كيفيَّةِ عملِ الدِّماغِ، مِن خلالِ المرونةِ العصبيَّةِ، والتعلُّمِ النَّشطِ، والتِّكرارِ والممارسةِ، والتعلمِ الاجتماعيِّ، معَ الأخذِ فِي الاعتبارِ بأهميَّةِ المشاعرِ التِي تؤثرُ بشكلٍ كبيرٍ علَى عمليةِ التعلُّمِ. ومِن الأهميَّةِ القصوَى دمجُ هذهِ المفاهيمِ فِي الأنظمةِ التعليميَّةِ لتحقيقِ نتائجَ مثمرةٍ. وهناكَ أنشطةٌ بدنيَّةٌ تعزِّزُ المرونةَ العصبيَّةَ فِي التعلُّمِ ينبغِي وضعهَا فِي الحسبانِ مِن قِبلِ المعلِّمينَ والمعلِّماتِ، وكلِّ مَن يتولَّى شأنَ التعليمِ للأجيالِ القادمةِ وهِي:

التَّمارينُ الرياضيَّةُ القصيرةُ، ألعابُ الحركةِ (شد الحبلِ مثلًا) لتعزيزِ العملِ الجماعيِّ، التأملُ لتحسينِ التركيزِ وتقليلِ التوترِ، المشيُ أثناءَ الدراسةِ لتحسينِ المزاجِ، ويعزِّزُ الإبداعَ، الأنشطةُ الخارجيَّةُ لتعزيزِ التعلُّمِ، مِن خلالِ التجربةِ وزيادةِ المرونةِ العصبيَّةِ، التعلمِ القائمِ علَى الحركةِ لربطِ التعلمِ بالحركةِ لتعزيزِ الذاكرةِ.

الدماغُ هبةُ اللهِ للإنسانِ لمَن استطاعَ توظيفَ طاقتهِ العُظمَى سوفَ يحقِّق أفضلَ النتائجِ وسيتركُ أعظمَ الأثرِ فِي هذهِ الحياةِ الدنيَا وسيخلِّدُ اسمَهُ مِن صنَّاعِ الحضارةِ البشريَّةِ؛ لأنَّه عرفَ طريقَه نحوَ العلمِ والمعرفةِ، واستثمرَ فِي عقلِهِ واستفادَ مِن الكمِ الهائلِ مِن الخلايَا العصبيَّةِ التِي وهبهُ ايَّاهَا اللهُ ربُّ العالمِينَ، وعرفَ جيدًا طريقةَ التشغيلِ المثاليِّ وتحريرِ الأفكارِ النيرةِ من عقلِهِ الذِي يُعدُّ أعقدَ مِن أعقدِ الأجهزةِ الإلكترونيَّةِ التِي اخترعهَا الإنسانُ.

دعوةٌ لكلِّ المعلِّمِينَ والمعلِّماتِ ابحرُوا فِي دراسةِ أبحاثِ الدِّماغِ، واستثمرُوا هذَا العلمَ فِي تحقيقِ أفضلِ النتائجِ، مِن أجلِ مخرجٍ تعليميٍّ عالِي الجودةِ، فنحنُ بأمسِّ الحاجةِ اليومَ لهؤلاءِ المتميِّزِينَ علميًّا وفكريًّا وثقافيًّا ورياضيًّا، وكله متعلِّقٌ بمهاراتِ التفكيرِ العُليَا واستثمارٍ أمثلَ للقدراتِ.

أخبار ذات صلة

اللغة الشاعرة
مؤتمر الأردن.. دعماً لوحدة سوريا ومستقبلها
الجهات التنظيمية.. تدفع عجلة التنمية
الاستثمار في مدارس الحي
;
معرض جدة للكتاب.. حلَّة جديدة
«حركية الحرمين».. إخلاص وبرامج نوعية
دموع النهرين...!!
الجمال الهائل في #سياحة_حائل
;
عقيقة الكامخ في يوم العربيَّة
قُول المغربيَّة بعشرةٍ..!!
في رحاب اليوم العالمي للغة العربية
متحف للمهندس
;
وقت الضيافة من حق الضيوف!!
السرد بالتزييف.. باطل
عنف الأمثال وقناع الجَمال: قلق النقد ويقظة الناقد
مزايا مترو الرياض