كتاب
أم القرى.. مثابة للناس وأمنًا
تاريخ النشر: 08 سبتمبر 2024 22:54 KSA
مِن الأوصافِ القرآنيَّةِ لمكةَ المكرَّمةِ (أُم القُرَى) أنَّ اللهَ جعَلَهَا (مثابةً للنَّاسِ)، قالَ سبحانَهُ: (وَإِذْ جَعَلْنَا البَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا).
وهذهِ الكلمةُ القرآنيَّةُ الرشيقةُ لهَا معانٍ كثيرةٌ، منهَا: أنْ زوَّارَ هذَا البيتِ لَا يقضونَ منهُ حاجتَهُم مهمَا مكثُوا، فإذَا انصرفُوا، تحيَّنُوا الفرصةَ ليثوبُوا إليهِ، أيّ: ليرجِعُوا إليهِ.
ومِن معانِيهَا أنَّ النَّاسَ (يثوبُونَ) إلَى البيتِ -أي: يأتُونَهُ- مِن البلدانِ كلِّهَا.
ومِن معانِيهَا: أنَّه مجَمْعٌ للنَّاسِ.
ومَنْ عرفَ مكَّةَ حقَّ المعرفةِ عرفَ كيفَ انصهرتْ فِي حماهَا كلُّ الأجناسِ، وتآلفتْ فِي أحيائِهَا كلُّ الأعراقِِ، ودبَّتْ علَى شوارعِهَا ملايينُ الأصنافِ مِن البشرِ.
إنها (المثابة) التي تجمع كل من آمن بالله ورسوله، وتسوي بينهم، فليس بحضرة البيت العتيق شريف ولا وضيع إلَّا بالتقوى، فالكل سواء بنص الوحي الإلهي: (وَٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ ٱلَّذِى جَعَلْنَٰهُ لِلنَّاسِ سَوَآءً). ولذلك فإنَّك حين تستعرض البيوتات المكية قديمها وحديثها، فإنَّك تجد من كل عرق ولون.
وقدْ تذكَّرتُ هذهِ المعانِيَ الشَّريفةَ حينَ التقيتُ قبلَ سنواتٍ فِي المركزِ الإسلاميِّ بلندن بصحبةِ خطيبِ وإمامِ المركزِ والسكرتيرِ العامِّ لهيئةِ الفتوَى الأوروبيَّةِ الدكتورِ محمد فايد سعيد، أحد مخرجاتِ الجامعةِ الإسلاميَّةِ بالمدينةِ المنوَّرةِ؛ التقيتُ مجموعةً مِن المسلمِينَ مِن مختلفِ الأعراقِ والأجناسِ، الذِينَ وفدُوا إلى مكَّةَ المكرَّمةِ؛ ليتعلَّمُوا مهاراتِ تدريسِ اللُّغةِ العربيَّةِ لغيرِ الناطقِينَ بهَا، لقيتهُم، وتحدَّثتُ إليهِم، واستمعتُ إلَى كلماتِهِم، فرأيتُ علائِمَ الشَّوقِ، وأماراتِ المحبَّةِ، وآياتِ الامتنانِ، لأُمِّ القُرَى المدينةِ، وأُمِّ القُرَى (الدَّولةِ)، أعنِي المملكةَ العربيَّةَ السعوديَّةَ التِي تحتضنُ هذهِ المدينةَ المقدَّسةَ، وتخدمُ زُوَّارهَا، كانتْ كلماتُهُم تفيضُ للهِ حمدًا، ثُمَّ لهذهِ البلادِ شُكرًا، ولقيادتِهَا امتنانًا.
كانُوا يتحدَّثُونَ بتأثُّرٍ بالغٍ عمَّا وجدُوه فِي هذهِ المدينةِ المقدَّسةِ مِن أجواءٍ إيمانيَّةٍ، ونفحاتٍ روحانيَّةٍ، وآفاقٍ علميَّةٍ، معَ حفاوةٍ وكرمٍ وطيبِ معشرٍ.
جدَّدَ عندِي هذَا اللقاءُ مَا لمْ يغبْ عنِّي قطُّ مِن (محوريَّةِ) الدَّورِ السعوديِّ فِي النطاقِ الإسلاميِّ، فهذِهِ البلادُ المباركةُ التِي منحَهَا اللهُ شرفَ خدمةِ الحرمَينِ الشَّريفَينِ، وكتبَ لهَا السَّبقَ فِي مشروعِ التَّضامنِ الإسلاميِّ، هِي اليومَ رائدةُ الدُّولِ الإسلاميَّةِ بلَا مُنازعٍ، وقلبُ العالمِ الإسلاميِّ النابضُ، وبقدرِ مَا يمنحُهَا هذَا الدورُ مِن شرفٍ، بقدرِ مَا يُلقِي عليهَا مسؤوليَّةً كُبْرَى، وأعباءً جِسامًا، ويجعلهَا (مثابةً) للمسلمِينَ، يلجَأُونَ إليهَا فِي نوازلِهِم، ويستعينُونَ بإمكاناتِهَا ومكانتِهَا فِي حوادثِهِم، ومَا خبرُ غزَّة الحبيبةِ عنَّا ببعيدٍ.
إنَّ المقامَ لا يتَّسعُ لاستعراضِ جهودِ المملكةِ وقيادتهَا الضخمةِ فِي خدمةِ القضايَا العربيَّةِ والإسلاميَّةِ.
لَا مجالَ إذنْ لهذَا الاستعراضِ، ولكنَّنِي أودُّ التَّركيزَ علَى هذِهِ (المثابةِ)، أو (المرجعيَّةِ) التِي جعلتْ مِن المملكةِ وقيادتِهَا ممثَّلةً بخادمِ الحرمَينِ الشَّريفَينِ الملكِ سلمانَ بن عبدالعزيز، ووليِّ عهدِهِ الأمينِ الأميرِ محمَّد بن سلمانَ -حفظهمَا اللهُ- نقطةَ الارتكازِ فِي كلِّ قضيَّةٍ مِن قضايَا الأمَّتَينِ العربيَّةِ والإسلاميَّةِ.
وانظُرِ اليومَ فإنَّكَ لَا تجدُ قضيَّةً إسلاميَّةً، ولَا مشروعًا دعويًّا، ولَا نازلةً عربيَّةً، إلَّا والأعينُ تتجهُ إلى المملكةِ، تنتظرُ منهَا قولًا وفعلًا.
إنَّه قدرٌ ربانيٌّ.. أنْ تكونَ (أمُّ القُرَى) المدينةُ مثابةً للطائفِينَ والعاكفِينَ والرُّكَّعِ السُّجودِ.. والدَّولةُ (المملكةُ) التِي تحتضنهَا مثابةً للمسلمِينَ.
وهذهِ الكلمةُ القرآنيَّةُ الرشيقةُ لهَا معانٍ كثيرةٌ، منهَا: أنْ زوَّارَ هذَا البيتِ لَا يقضونَ منهُ حاجتَهُم مهمَا مكثُوا، فإذَا انصرفُوا، تحيَّنُوا الفرصةَ ليثوبُوا إليهِ، أيّ: ليرجِعُوا إليهِ.
ومِن معانِيهَا أنَّ النَّاسَ (يثوبُونَ) إلَى البيتِ -أي: يأتُونَهُ- مِن البلدانِ كلِّهَا.
ومِن معانِيهَا: أنَّه مجَمْعٌ للنَّاسِ.
ومَنْ عرفَ مكَّةَ حقَّ المعرفةِ عرفَ كيفَ انصهرتْ فِي حماهَا كلُّ الأجناسِ، وتآلفتْ فِي أحيائِهَا كلُّ الأعراقِِ، ودبَّتْ علَى شوارعِهَا ملايينُ الأصنافِ مِن البشرِ.
إنها (المثابة) التي تجمع كل من آمن بالله ورسوله، وتسوي بينهم، فليس بحضرة البيت العتيق شريف ولا وضيع إلَّا بالتقوى، فالكل سواء بنص الوحي الإلهي: (وَٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ ٱلَّذِى جَعَلْنَٰهُ لِلنَّاسِ سَوَآءً). ولذلك فإنَّك حين تستعرض البيوتات المكية قديمها وحديثها، فإنَّك تجد من كل عرق ولون.
وقدْ تذكَّرتُ هذهِ المعانِيَ الشَّريفةَ حينَ التقيتُ قبلَ سنواتٍ فِي المركزِ الإسلاميِّ بلندن بصحبةِ خطيبِ وإمامِ المركزِ والسكرتيرِ العامِّ لهيئةِ الفتوَى الأوروبيَّةِ الدكتورِ محمد فايد سعيد، أحد مخرجاتِ الجامعةِ الإسلاميَّةِ بالمدينةِ المنوَّرةِ؛ التقيتُ مجموعةً مِن المسلمِينَ مِن مختلفِ الأعراقِ والأجناسِ، الذِينَ وفدُوا إلى مكَّةَ المكرَّمةِ؛ ليتعلَّمُوا مهاراتِ تدريسِ اللُّغةِ العربيَّةِ لغيرِ الناطقِينَ بهَا، لقيتهُم، وتحدَّثتُ إليهِم، واستمعتُ إلَى كلماتِهِم، فرأيتُ علائِمَ الشَّوقِ، وأماراتِ المحبَّةِ، وآياتِ الامتنانِ، لأُمِّ القُرَى المدينةِ، وأُمِّ القُرَى (الدَّولةِ)، أعنِي المملكةَ العربيَّةَ السعوديَّةَ التِي تحتضنُ هذهِ المدينةَ المقدَّسةَ، وتخدمُ زُوَّارهَا، كانتْ كلماتُهُم تفيضُ للهِ حمدًا، ثُمَّ لهذهِ البلادِ شُكرًا، ولقيادتِهَا امتنانًا.
كانُوا يتحدَّثُونَ بتأثُّرٍ بالغٍ عمَّا وجدُوه فِي هذهِ المدينةِ المقدَّسةِ مِن أجواءٍ إيمانيَّةٍ، ونفحاتٍ روحانيَّةٍ، وآفاقٍ علميَّةٍ، معَ حفاوةٍ وكرمٍ وطيبِ معشرٍ.
جدَّدَ عندِي هذَا اللقاءُ مَا لمْ يغبْ عنِّي قطُّ مِن (محوريَّةِ) الدَّورِ السعوديِّ فِي النطاقِ الإسلاميِّ، فهذِهِ البلادُ المباركةُ التِي منحَهَا اللهُ شرفَ خدمةِ الحرمَينِ الشَّريفَينِ، وكتبَ لهَا السَّبقَ فِي مشروعِ التَّضامنِ الإسلاميِّ، هِي اليومَ رائدةُ الدُّولِ الإسلاميَّةِ بلَا مُنازعٍ، وقلبُ العالمِ الإسلاميِّ النابضُ، وبقدرِ مَا يمنحُهَا هذَا الدورُ مِن شرفٍ، بقدرِ مَا يُلقِي عليهَا مسؤوليَّةً كُبْرَى، وأعباءً جِسامًا، ويجعلهَا (مثابةً) للمسلمِينَ، يلجَأُونَ إليهَا فِي نوازلِهِم، ويستعينُونَ بإمكاناتِهَا ومكانتِهَا فِي حوادثِهِم، ومَا خبرُ غزَّة الحبيبةِ عنَّا ببعيدٍ.
إنَّ المقامَ لا يتَّسعُ لاستعراضِ جهودِ المملكةِ وقيادتهَا الضخمةِ فِي خدمةِ القضايَا العربيَّةِ والإسلاميَّةِ.
لَا مجالَ إذنْ لهذَا الاستعراضِ، ولكنَّنِي أودُّ التَّركيزَ علَى هذِهِ (المثابةِ)، أو (المرجعيَّةِ) التِي جعلتْ مِن المملكةِ وقيادتِهَا ممثَّلةً بخادمِ الحرمَينِ الشَّريفَينِ الملكِ سلمانَ بن عبدالعزيز، ووليِّ عهدِهِ الأمينِ الأميرِ محمَّد بن سلمانَ -حفظهمَا اللهُ- نقطةَ الارتكازِ فِي كلِّ قضيَّةٍ مِن قضايَا الأمَّتَينِ العربيَّةِ والإسلاميَّةِ.
وانظُرِ اليومَ فإنَّكَ لَا تجدُ قضيَّةً إسلاميَّةً، ولَا مشروعًا دعويًّا، ولَا نازلةً عربيَّةً، إلَّا والأعينُ تتجهُ إلى المملكةِ، تنتظرُ منهَا قولًا وفعلًا.
إنَّه قدرٌ ربانيٌّ.. أنْ تكونَ (أمُّ القُرَى) المدينةُ مثابةً للطائفِينَ والعاكفِينَ والرُّكَّعِ السُّجودِ.. والدَّولةُ (المملكةُ) التِي تحتضنهَا مثابةً للمسلمِينَ.