كتاب
لعنة الغباء!
تاريخ النشر: 08 سبتمبر 2024 22:54 KSA
دَعونِي أبدأ بمنطقٍ أكثرَ إنصافًا للأغبياءِ، فكثيرٌ منهُم أغبياءُ جدًّا، ليسَ لأنَّ لديهِم قابليَّةً وراثيَّةً طبيعيَّةً لاكتسابِ الغَباءِ فحسْب، بلْ أيضًا لأنَّه لمْ تسنَحْ لهُم الفرصةُ ليكونُوا أذكياءَ. لقدْ تمَّ تجريدُهُم مِن عوامِلِ الخَياراتِ، والفُرَصِ المُتاحةِ للقرارِ الحُرِّ والتَّفكيرِ المَنطِقيِّ، إنَّهم ضحيَّةُ التَّربيةِ والتَّعليمِ، وسوءِ الظُّروفِ الاجتماعيَّةِ.
لكنْ مِن المُفزِعِ مُلاحظةُ أنَّ نسبةً جيِّدةً مِن الأغبياءِ، ينجحُونَ في الاستحواذِ على مَناصِبَ إداريَّةٍ متقدِّمَةٍ، ولزمنٍ طويلٍ! كمَا أنَّ لعنةَ الغباءِ يُمكِنُ أنْ تُصيبَ عددًا مُعتبرًا مِن أصحابِ الشِّهاداتِ التَّعليميَّةِ والدَّرجاتِ الأَكادِيميَّةِ العاليةِ. فتيَّارُ الغَباءِ الاجتماعيِّ أشدُّ مِن أنْ يصدَّهُ تعليمٌ ضعيفٌ مَخلوطٌ بِجُمودٍ مَعرِفيٍّ وأدلَجةٍ فِكريَّةٍ مورُوثةٍ. يقول السِّير (برتراند راسِل): «لَا يُولَدُ البشرُ أغبياءَ بلْ جَهَلةً.. ثمَّ يجعلُهُمُ التَّعليمُ أغبياءَ».
مِن الصَّعبِ أحيانًا التفريقُ بينَ الغَباءِ الاجتماعيِّ والعاطفيِّ؛ بسببِ ضَعفِ التَّعليمِ؛ ورَداءةِ التَّثقيفِ وقِلَّةِ الوعْيِ وتخلُّفِ السُّلوكِ، وبينَ الوَقاحةِ والسَّفاهةِ وقلَّةِ الأدَبِ والذَّوقِ، النَّاتجةِ عن سوءِ التَّربيةِ والسُّلوكِ واضطرابِ الأخلاقِ الشَّخصيَّةِ وقُصورِ تطبيقِ بعضِ القَوانِين. كمَا أظنُّ أنَّ بعضَ النَّاسِ ليسُوا أغبيَاءَ حقيقةً، لكنَّهُم بُلَداءُ، يُمثِّلونَ الغَباءَ، أيّ يتغابُونَ.. فالتَّغابِي طريقةٌ مُتَّبعةٌ لدَى بعضِ الانتهازِيِّينَ والمُتلوِّنينَ المُتملِّقِينَ، لأجلِ أغراضٍ شخصيَّةٍ نفعيَّةٍ، وتمكِينهِم مِن استفزازِ الآخرينَ، أو ابتزازِهِم عاطفيًّا. ولعلِّى لا أُبالِغُ إنْ قلتُ: إنَّ الغباءَ مِن أكثرِ الاضطراباتِ الذٍّهنيَّةِ انتشارًا، حتَّى أنَّهُ يُعدُّ أمرًا بديهيًّا لدَى كثيرٍ مِن التجمُّعاتِ البشريَّةِ.
هُناكَ مُشكلةٌ في انتشارِ وباءِ الغَباءِ، بحيثُ تُصبحُ الفِطنةُ والذَّوقُ السَّليمُ والتَّفكيرُ المنطقيُّ، أمورًا شاذَّةً تلفتُ الانتِباهَ وتُثيرُ التّعجُّبَ، ويَنقلبُ بسبِبِها الشَّخصُ الذّكيُّ وسْطَ جَماهيرِ الحمْقَى، إلى غريبٍ منبوذٍ يُشارُ إليهِ بِبَنانِ الاستهجانِ. يقولُ الكاتبُ (نيكولاس دافيلا): «الذَّكاءُ يَعزِلُ الأفرادَ.. فِي حينِ أنَّ الغَباءَ يجمعُ الحُشودَ»!.
وختامًا، كانَ الأغبياءُ والحَمْقَى والبُلَهاءُ والأوغادُ، قديمًا، مِنَ المَستورِ عليهِم، وذوِي ضَررٍ مَحدُودٍ.. إلى أنْ أصبَحتْ منصَّاتُ التّواصُلِ الاجتماعيٍّ مُنتشرةً سهْلةَ الاستِخدامِ، وتُغرِيَ الجمَّ الغفيرَ مِنهُم بالمُشارَكةِ وتصدُّرِ المَشْهدِ في شتَّى الموضُوعاتِ والأحداثِ والعُلومِ المُتخصِّصَةِ والعامَّةِ، دونَ رادعٍ مِن عقلٍ ولَا وازعٍ مِن أخلاقٍ. إنَّ أنظمةَ التَّقنيةِ الحديثةِ تزدادُ ذكاءً ونَباهةً، في حينِ تزدادُ الجَماهيرُ العَريضةُ غباءً وبَلاهةً. إنَّ الغباءَ آفةٌ.. وفِي الغالبِ، سينتَهي العالَمُ على أيْدي الأغبياءِ، وليسَ الأشرَار!.
لكنْ مِن المُفزِعِ مُلاحظةُ أنَّ نسبةً جيِّدةً مِن الأغبياءِ، ينجحُونَ في الاستحواذِ على مَناصِبَ إداريَّةٍ متقدِّمَةٍ، ولزمنٍ طويلٍ! كمَا أنَّ لعنةَ الغباءِ يُمكِنُ أنْ تُصيبَ عددًا مُعتبرًا مِن أصحابِ الشِّهاداتِ التَّعليميَّةِ والدَّرجاتِ الأَكادِيميَّةِ العاليةِ. فتيَّارُ الغَباءِ الاجتماعيِّ أشدُّ مِن أنْ يصدَّهُ تعليمٌ ضعيفٌ مَخلوطٌ بِجُمودٍ مَعرِفيٍّ وأدلَجةٍ فِكريَّةٍ مورُوثةٍ. يقول السِّير (برتراند راسِل): «لَا يُولَدُ البشرُ أغبياءَ بلْ جَهَلةً.. ثمَّ يجعلُهُمُ التَّعليمُ أغبياءَ».
مِن الصَّعبِ أحيانًا التفريقُ بينَ الغَباءِ الاجتماعيِّ والعاطفيِّ؛ بسببِ ضَعفِ التَّعليمِ؛ ورَداءةِ التَّثقيفِ وقِلَّةِ الوعْيِ وتخلُّفِ السُّلوكِ، وبينَ الوَقاحةِ والسَّفاهةِ وقلَّةِ الأدَبِ والذَّوقِ، النَّاتجةِ عن سوءِ التَّربيةِ والسُّلوكِ واضطرابِ الأخلاقِ الشَّخصيَّةِ وقُصورِ تطبيقِ بعضِ القَوانِين. كمَا أظنُّ أنَّ بعضَ النَّاسِ ليسُوا أغبيَاءَ حقيقةً، لكنَّهُم بُلَداءُ، يُمثِّلونَ الغَباءَ، أيّ يتغابُونَ.. فالتَّغابِي طريقةٌ مُتَّبعةٌ لدَى بعضِ الانتهازِيِّينَ والمُتلوِّنينَ المُتملِّقِينَ، لأجلِ أغراضٍ شخصيَّةٍ نفعيَّةٍ، وتمكِينهِم مِن استفزازِ الآخرينَ، أو ابتزازِهِم عاطفيًّا. ولعلِّى لا أُبالِغُ إنْ قلتُ: إنَّ الغباءَ مِن أكثرِ الاضطراباتِ الذٍّهنيَّةِ انتشارًا، حتَّى أنَّهُ يُعدُّ أمرًا بديهيًّا لدَى كثيرٍ مِن التجمُّعاتِ البشريَّةِ.
هُناكَ مُشكلةٌ في انتشارِ وباءِ الغَباءِ، بحيثُ تُصبحُ الفِطنةُ والذَّوقُ السَّليمُ والتَّفكيرُ المنطقيُّ، أمورًا شاذَّةً تلفتُ الانتِباهَ وتُثيرُ التّعجُّبَ، ويَنقلبُ بسبِبِها الشَّخصُ الذّكيُّ وسْطَ جَماهيرِ الحمْقَى، إلى غريبٍ منبوذٍ يُشارُ إليهِ بِبَنانِ الاستهجانِ. يقولُ الكاتبُ (نيكولاس دافيلا): «الذَّكاءُ يَعزِلُ الأفرادَ.. فِي حينِ أنَّ الغَباءَ يجمعُ الحُشودَ»!.
وختامًا، كانَ الأغبياءُ والحَمْقَى والبُلَهاءُ والأوغادُ، قديمًا، مِنَ المَستورِ عليهِم، وذوِي ضَررٍ مَحدُودٍ.. إلى أنْ أصبَحتْ منصَّاتُ التّواصُلِ الاجتماعيٍّ مُنتشرةً سهْلةَ الاستِخدامِ، وتُغرِيَ الجمَّ الغفيرَ مِنهُم بالمُشارَكةِ وتصدُّرِ المَشْهدِ في شتَّى الموضُوعاتِ والأحداثِ والعُلومِ المُتخصِّصَةِ والعامَّةِ، دونَ رادعٍ مِن عقلٍ ولَا وازعٍ مِن أخلاقٍ. إنَّ أنظمةَ التَّقنيةِ الحديثةِ تزدادُ ذكاءً ونَباهةً، في حينِ تزدادُ الجَماهيرُ العَريضةُ غباءً وبَلاهةً. إنَّ الغباءَ آفةٌ.. وفِي الغالبِ، سينتَهي العالَمُ على أيْدي الأغبياءِ، وليسَ الأشرَار!.