كتاب

وماذا عن حقوق (الكفيل)؟!

إنَّها معاناةٌ (مسكوتٌ) عنهَا، وبكلِّ أسفٍ حتَّى معَ العلمِ بهَا فإنَّ (الحلولَ) غائبةٌ، وعجلةَ الهدرِ (الماديِّ) دائرةٌ، ثمَّ يأتِي مَن يأخذُ بحادثةٍ (فرديَّةٍ)، ليجعلهَا عنوانًا يدرجُ تحتَهُ (البقيَّة).

إنَّه منظورٌ (أعوجُ)، ولكنَّه الإعلامُ و(الزومُ)، وموجةُ (التهويلِ)، التِي تبحثُ عمَّا (يخدمُ) أجندتهَا، دونَ أيِّ اعتبارٍ لمَا تتحدَّثُ بهِ (الحقيقةُ) الغائبةُ أو قلْ (المُغيَّبَة) قسرًا تحتَ قناعةِ: «المخرجُ عاوزْ كِدَا».


إنَّ الحقيقةَ تصدحُ بكلِّ تجرُّدٍ أنَّه كمَا هنالكَ عاملٌ مهضومُ الحقِّ، فإنَّ هنالكَ (كفيلًا) خسرَ كلَّ الحقوقِ، بينمَا عادَ العاملُ إلى بلدهِ، ليعاودَ المحاولةَ بمَا يرضِي (عنادَهُ)، ويحقِقُ لهُ مبتغَاهُ، في كونِهِ يريدُ (راتبًا) دونَ أنْ يُوفيَ بمَا هُو عليهِ مِن حقوقٍ.

هذَا فِي جانبٍ أنَّه بَقِيَ تحتَ نظرِ (الكفيلِ)، وإنْ هربَ، وهذَا يحدثُ كثيرًا، فذلكَ يعنِي أنَّ مَا دفعَهُ الكفيلُ فِي سبيلِ استقدامِهِ قدْ ذهبَ معَ الرِّيحِ، وهذهِ المعاناةُ (مُغيَّبةٌ)، ربَّمَا لأنَّ النظرةَ إلى هذَا الشعبِ الطيِّبِ تتحدَّثُ علَى الدَّوامِ بلسانِ الحالِ (إيش فِي مشكلة أنت فلوس كثير).


إنَّ مَا يخسرهُ (المواطنُ) فِي سبيلِ استقدامِهِ للعمالةِ يمثِّلُ معاناةً كلَّفتهُ الكثيرَ مِن المالِ، والكثيرَ الكثيرَ مِن التَّعبِ النَّفسيِّ، وهُو يرَى أنَّه لمْ يدفعْ فيمَا (يستحقُّ)، فالعمالةُ بقدرِ مَا حفظتْ حقوقَهَم إلَّا أنَّه مَا زالَ إلى اللحظةِ يبحثُ عَن ضمانٍ لحقوقِهِ.

فالعاملُ، والعاملةُ عندَ رفضِ العملِ أو أنْ يقررَ أحدهُم بعدَ فترةٍ أنْ يعودَ إلى بلدِهِ، فيبدأُ باختلاقِ المشكلاتِ، أو يتوقَّف عَن العملِ، أو تقومُ بمَا يشيبُ لهُ الرأسُ مِن تصرُّفاتٍ كمَا هُو كشفُ (الكاميراتِ) عَن أفعالِ العاملاتِ، كلُّ ذلكَ يحدثُ دونَ أنْ يتحدَّثَ أحدٌ عَن حقوقِ الطرفِ الآخرِ (الكفيلِ) الخاسرِ الأكبرِ علَى كلِّ حالٍ.

وبكلِّ أسفٍ تجدُ مَن يفعلُ ذلكَ حتَّى معَ كونِهِ يحظَى بمعاملةٍ جيِّدةٍ، ونظامُ حفظَ لهُ حقوقَهُ، وقبلَ ذلكَ (دِينٌ) أمرنَا بالإحسانِ إلى العمالةِ، إلَّا أنَّه لَا فائدةَ تُرجَى فيمَن تعاملَهُ بأخلاقِ الإسلامِ، ويعاملكَ (عمدًا) بغيرِهِ.

وفِي المقابلِ هاتَ كفيلًا واحدًا خرجَ مِن حلبةِ (تمرُّدِ) العمالةِ بمَا يعوِّضُ خسارتَهُ، وبمَا يعيدُ عُشرَ ما دفعَهُ، وبالمناسبةِ فإنَّهُم، وإنْ صنعُوا في شأنِ معاناةِ العمالةِ فيلمًا، فإنَّ الدعوةَ لهُم هنَا، وبمَا يفتحُ لهُم في آفاقِ المعاناةِ (أفلامًا).

إِنَّني هنَا، وبقدرِ مَا أدعُو إلى حفظِ حقوقِ العمالةِ، فإنَّهُ وبذاتِ القدرِ مِن الاهتمامِ أدعُو إلَى حفظِ حقوقِ (الكفيلِ)، الكلمةُ التِي لَا تعجبُ العمالةَ، ولكنْ أنْ تكونَ تلكَ العمالةُ مصدرَ (خسارةٍ) لهُ، فذلكَ مِن دونِ شكٍّ يعجبهُم، ويحرصُونَ عليهِ، بلْ ويتواصُونَ بهِ، وعندَ كلِّ مَن تجرَّعَ مرارةَ ذلكَ من الكفلاءِ، وأنَا أحدهُم الخبرُ اليقينُ.. وَعِلمِي وسَلامتكُم.

أخبار ذات صلة

حتى أنت يا بروتوس؟!
حراك شبابي ثقافي لافت.. وآخر خافت!
الأجيال السعودية.. من العصامية إلى التقنية الرقمية
فن الإقناع.. والتواصل الإنساني
;
عن الاحتراق الوظيفي!
سقطات الكلام.. وزلات اللسان
القطار.. في مدينة الجمال
يومان في باريس نجد
;
فن صناعة المحتوى الإعلامي
الإدارة بالثبات
أرقام الميزانية.. تثبت قوة الاقتصاد السعودي
ورود
;
حان دور (مؤتمر يالطا) جديد
الحضارة والتنمية
خط الجنوب وإجراء (مأمول)!
الشورى: مطالبة وباقي الاستجابة!!