كتاب
الفشل.. أمر طبيعي
تاريخ النشر: 16 سبتمبر 2024 00:28 KSA
يُمكنُ لتجرِبةِ الفشلِ أنْ تكونَ مُؤثِّرةً بشكلٍ عنيفٍ علَى الإنسانِ، لكنَّهَا تجرِبةٌ حتميَّةٌ خلالَ مَراحلِ الحياةِ، وقدْ تتكرَّرُ فِي المَساراتِ الدِّراسيَّةِ والمِهنيَّةِ أو الحياةِ العاطفيَّةِ والعَلاقاتِ الشَّخصيَّةِ. ومِن عَواملِ الفشلِ ما يتعلَّقُ بأمورٍ خارجيَّةٍ كظروفٍ اجتماعيَّةٍ تربويَّةٍ وتعليميَّةٍ واقتصاديَّةٍ قاهرةٍ، أو داخليَّةٍ تتعلَّقُ بنقصِ الخِبرةِ والكَفاءَةِ، وسوءِ التَّخطيطِ والتَّقديرِ، والغُرورِ أو ضعفِ الثِّقةِ في النَّفسِ وغيرِهَا.
مِن الضَّروريِّ معرفةُ أنَّ رفعَ سقفِ آمالِكَ واستحقاقِكَ، يرفَعُ معَهُ أيضًا احتمالَ خيبةِ الأملِ وصدمةِ الإحباطِ، فالقضيَّةُ ليستْ جذبًا وطاقةً إيجابيَّةً وفألًا حَسَنًا بالضَّرورةِ، بلْ يبدُو احتمالُ الفشلِ أكبرَ من النِّجاحِ، والحظُّ السيِّئُ أقوَى مِن الحَسَنِ، والواقعُ كسَّارُ خَواطِرَ. ولعلَّ فرطَ الأملِ فِي أنَّ الأحلامَ يُمكِنُ أنْ تتحقَّقَ، أساسٌ لكثيرٍ مِن تَجارُبِ التثبيطِ والفَشلِ.. فالأحلامُ لا تتحقَّقُ! وهِي تظلُّ أحلامًا جميلةً، وإِنْ حدَثَ وتحقّقَتْ، فِهِي لمْ تكُنْ أحلامًا مِن الأساسِ، بلْ احتمالاتٌ واقعيَّةٌ مُمكنةُ الحُدوثِ بالأخذِ بِأسبابِهَا!.
وفي السِّياقِ نفسِهِ، يُحمِّلُ بعضُ المُجحِفِينَ أسبابَ الفشَلِ علَى الذِينَ أخفقُوا، ويربطُونَ فقْرَهُم بانخفاضِ قُدْراتِهِم العقليَّةِ أو مُستواهُمُ الأخلاقيِّ، وضعفِ مُثابرَتِهِم وكفاءتِهِم، ويتجاهلُونَ تمامًا منظومةَ العَدالةِ الاجتماعيَّةِ وإتاحةِ الفُرَصِ، وحقيقةَ ارتباطِ الفقرِ والفشَلِ بِعوامِل شخصيَّةٍ واجتماعيَّةٍ واقتصاديَّةٍ أساسيَّةٍ أُخْرَى. فأذكَى الأذكياءِ، لوْ عاشَ فِي مُجتمعٍ مُتخلِّفٍ مُحبِطٍ فقيرِ الإمكاناتِ، ولا يُقدِّرُ النُّبوغَ والتميُّزَ، سيتعرَّضُ حتْمًا للفشلِ والإحباطِ والاحتقارِ.
وفي خِضَمِّ مُعترَكِ الحياةِ، يُمكنُ للحِرصِ الشَّديدِ علَى كسْبِ حُبِّ النَّاسِ ونَيْلِ استحسانِهِم ورضاهُم، وتوسُّدِ مَكانَةٍ اجتماعيَّةٍ مرموقةٍ بينهُم، يُمكنُ أنْ يُولِّدَ قلقًا نفسيًّا مُدَمِّرًا، كمَا أنَّ الفشلَ فِي ذلكَ يُؤدِّي إلى شُعورٍ قاتلٍ بالعجْزِ، وأسَفٍ شنيعٍ، وحسْرةٍ حارقةٍ. إنَّ الشُّعورَ بالحاجةِ المُلحَّةِ لنَيلِ إعجابِ الآخَرِينَ، أُولَى خُطواتِ الفشلِ، وعُمومًا، لا أحدَ حقيقةً يهتمُّ!. يقولُ الدُّكتورُ (علي الوردي): «إذَا وجدْتَ نفسَكَ تُريدُ الكَلامَ، وكانَ الدّافعُ الحُصولَ على تقديرِ الحاضرينَ، أو التقرُّبَ لأصحابِ النُّفوذِ.. فاعلمْ أنَّكَ فاشلٌ عاجلًا أو آجِلًا».
عمومًا، في الغالبِ سوفَ تنجحُ عندمَا تتجاوزُ فِكرةَ التّنافُسِ المَحمومِ، وتتَخلَّى عَن هوَسِ الغلَبةِ والاستحواذِ.. ستنجحُ حينَ تقتنعَ بأنَّ النَّجاحَ لهُ أسبابُهُ التِي حتَّى لو أخذتَ بهَا فليسَ مضمونًا أيضًا، ستنجحُ عِندما تأخذُ الأُمورَ بِدونِ تعصُّبٍ، وتتَعامَلُ مع الفشلِ وكأنَّهُ أمرٌ طبيعيُّ، ومع النَّجاحِ علَى أنَّهُ أمرٌ تِلقائيُّ.
مِن الضَّروريِّ معرفةُ أنَّ رفعَ سقفِ آمالِكَ واستحقاقِكَ، يرفَعُ معَهُ أيضًا احتمالَ خيبةِ الأملِ وصدمةِ الإحباطِ، فالقضيَّةُ ليستْ جذبًا وطاقةً إيجابيَّةً وفألًا حَسَنًا بالضَّرورةِ، بلْ يبدُو احتمالُ الفشلِ أكبرَ من النِّجاحِ، والحظُّ السيِّئُ أقوَى مِن الحَسَنِ، والواقعُ كسَّارُ خَواطِرَ. ولعلَّ فرطَ الأملِ فِي أنَّ الأحلامَ يُمكِنُ أنْ تتحقَّقَ، أساسٌ لكثيرٍ مِن تَجارُبِ التثبيطِ والفَشلِ.. فالأحلامُ لا تتحقَّقُ! وهِي تظلُّ أحلامًا جميلةً، وإِنْ حدَثَ وتحقّقَتْ، فِهِي لمْ تكُنْ أحلامًا مِن الأساسِ، بلْ احتمالاتٌ واقعيَّةٌ مُمكنةُ الحُدوثِ بالأخذِ بِأسبابِهَا!.
وفي السِّياقِ نفسِهِ، يُحمِّلُ بعضُ المُجحِفِينَ أسبابَ الفشَلِ علَى الذِينَ أخفقُوا، ويربطُونَ فقْرَهُم بانخفاضِ قُدْراتِهِم العقليَّةِ أو مُستواهُمُ الأخلاقيِّ، وضعفِ مُثابرَتِهِم وكفاءتِهِم، ويتجاهلُونَ تمامًا منظومةَ العَدالةِ الاجتماعيَّةِ وإتاحةِ الفُرَصِ، وحقيقةَ ارتباطِ الفقرِ والفشَلِ بِعوامِل شخصيَّةٍ واجتماعيَّةٍ واقتصاديَّةٍ أساسيَّةٍ أُخْرَى. فأذكَى الأذكياءِ، لوْ عاشَ فِي مُجتمعٍ مُتخلِّفٍ مُحبِطٍ فقيرِ الإمكاناتِ، ولا يُقدِّرُ النُّبوغَ والتميُّزَ، سيتعرَّضُ حتْمًا للفشلِ والإحباطِ والاحتقارِ.
وفي خِضَمِّ مُعترَكِ الحياةِ، يُمكنُ للحِرصِ الشَّديدِ علَى كسْبِ حُبِّ النَّاسِ ونَيْلِ استحسانِهِم ورضاهُم، وتوسُّدِ مَكانَةٍ اجتماعيَّةٍ مرموقةٍ بينهُم، يُمكنُ أنْ يُولِّدَ قلقًا نفسيًّا مُدَمِّرًا، كمَا أنَّ الفشلَ فِي ذلكَ يُؤدِّي إلى شُعورٍ قاتلٍ بالعجْزِ، وأسَفٍ شنيعٍ، وحسْرةٍ حارقةٍ. إنَّ الشُّعورَ بالحاجةِ المُلحَّةِ لنَيلِ إعجابِ الآخَرِينَ، أُولَى خُطواتِ الفشلِ، وعُمومًا، لا أحدَ حقيقةً يهتمُّ!. يقولُ الدُّكتورُ (علي الوردي): «إذَا وجدْتَ نفسَكَ تُريدُ الكَلامَ، وكانَ الدّافعُ الحُصولَ على تقديرِ الحاضرينَ، أو التقرُّبَ لأصحابِ النُّفوذِ.. فاعلمْ أنَّكَ فاشلٌ عاجلًا أو آجِلًا».
عمومًا، في الغالبِ سوفَ تنجحُ عندمَا تتجاوزُ فِكرةَ التّنافُسِ المَحمومِ، وتتَخلَّى عَن هوَسِ الغلَبةِ والاستحواذِ.. ستنجحُ حينَ تقتنعَ بأنَّ النَّجاحَ لهُ أسبابُهُ التِي حتَّى لو أخذتَ بهَا فليسَ مضمونًا أيضًا، ستنجحُ عِندما تأخذُ الأُمورَ بِدونِ تعصُّبٍ، وتتَعامَلُ مع الفشلِ وكأنَّهُ أمرٌ طبيعيُّ، ومع النَّجاحِ علَى أنَّهُ أمرٌ تِلقائيُّ.