كتاب
قبل أن يفقد أبناؤنا ذواتهم !
تاريخ النشر: 17 سبتمبر 2024 01:06 KSA
قبلَ عدَّةِ عُقودٍ، كانَ النَّاسُ فِي بلادِنَا ينامُونَ بعدَ صلاةِ العشاءِ بساعةٍ أو ساعتَينِ علَى الأكثرِ، ويستيقظُونَ مِن بواكيرِ الفجرِ فِي حيويَّةٍ ونشاطٍ، حتَّى إذَا مَا طلعتِ الشَّمسُ انصرفَ كلُّ فردٍ إلَى مهمَّاتِهِ اليوميَّةِ.
يقولُ أحدُ الأطباءِ تعقيبًا علَى مَا ذُكرَ آنفًا: كانتْ معدَّلاتُ الإصابةِ بالسكَّريِّ، وضيقِ الشَّرايِين، والعِللِ الهضميَّةِ لَا تُذكرُ أبدًا، إلَّا أنَّ مجتمعنَا الحاليَّ مصابٌ بعضهُ أو أغلبهُ بشيءٍ مِن العِللِ التِي ذكرنَاهَا آنفًا؛ بسببِ التَّهاونِ بالالتزامِ بقواعدِ الحياةِ الطبيعيَّةِ.
ويسترسلُ فِي حديثهِ قائلًا: حتَّى بعضَ الشَّبابِ والشَّابَّاتِ مِن طلبةِ المدارسِ والجامعاتِ مصابُونَ أيضًا بداءِ السَّهرِ، وبعضُهُم يتجاوزُ سهرُهُ منتصفَ الليلِ بينَ أجهزةِ الهواتفِ المحمولةِ وشاشاتِ التلفزيونِ.
وعلَّقَ أحدُ الحضورِ مداعبًا بأنَّه يقترحُ قطعَ الشبكةِ العنكبوتيَّةِ تمامًا فِي الوقتِ المخصَّصِ للنَّومِ، وإيقافَ الخدماتِ الكهربائيَّةِ ولوْ لمدَّةِ ساعةٍ عَن المنازلِ والاستراحاتِ، لولَا خشيتهُ مِن فسادِ الأطعمةِ فِي الثلاجاتِ ومخازنِ التَّبريدِ!.
هذَا الأمرُ يشغلُ بالَ المهتمِّينَ ويصيبُهُم بالخوفِ مِن النتائجِ الوخيمةِ المترتِّبةِ علَى داءِ السَّهرِ، وإذَا مَا أضفنَا بُعدًا آخرَ يستهدفُ الأُسرَ والعائلاتِ التِي تُعتبرُ نواةَ المجتمعِ، أنقلُ لكُم مَا يقضُّ مضاجعَ المهتمِّينَ عَن التوجُّهِ الخاطئِ، الذِي تسيرُ عليهِ عائلاتُنَا، دونَ الاستشعارِ بمَا تستهدفهُ الذِّئابُ المفترسةُ للإطاحةِ بدورِ الأُسرةِ وإضعافِهَا.
كتبَ أحدُ الزُّملاءِ فِي صحيفةِ «المدينة»، ولمْ أعثرْ علَى اسمِهِ يقولُ: قافلةُ البيتِ تسيرُ بمفردِهَا، وينادِي ويقولُ: إلَى أينَ.. تيقظُوا، لنْ يبقَى شيءٌ اسمُهُ الأُسرةُ، بيوتٌ خاليةٌ مِن المشاعرِ، و»جوجل» متخمٌ بالمشاعرِ والحُبِّ.. بيتٌ كلُّ فردٍ فيهِ كيانٌ مستقلٌّ، منعزلٌ عَن الآخرِ، ومتَّصلٌ بشخصٍ آخرَ خارجَ هذَا البيتِ لَا يعرفهُ.. هكذَا هِي بيوتُ العنكبوتِ الواهيةِ، الأبُ الذِي كانتْ تجتمعُ حولَهُ العائلةُ تبدَّلَ دورُهُ، والأُمُّ التِي كانتْ تلملمُ البيتَ بحنانِهَا تحوَّلتْ وصارتْ مشغولةً أيضًا بالعالمِ الافتراضيِّ، فِي بيوتٍ الكلُّ فيهَا مشغولٌ.
الشيخُ أحمد فتيحي فِي أحدِ منشوراتِهِ التوعويَّةِ، يصفُ الزَّمانَ الغريبَ الذِي يستجدِي فيهِ بعضُ الأبناءِ الحنانَ مِن الغريبِ بعدمَا بخلنَا فيهِ علَى القريبِ.
أُمٌّ تراقبُ كلَّ العالمِ فِي مواقعِ التواصلِ، ولكنَّهَا لَا تدرِي ماذَا يوجدُ فِي بيتِهَا. أبٌ يهتمُّ بكلِّ مشكلاتِ العالمِ إلَّا بيته، فهُو لَا يستطيعُ تحليلَ الجفافِ العاطفيِّ والروحيِّ في بيتِهِ.
أبٌ يخطِّطُ لنصيحةِ شابَّةٍ تمرُّ بأزمةٍ نفسيَّةٍ وهُو لَا يهتمُّ بابنتِهِ التِي تعيشُ فِي أزماتٍ.
أقولُ إنَّ مردَّ ذلكَ أنَّنَا نؤدِّي رسالتنَا خارجَ أسوارِ البيتِ معَ (البعيدِينَ).. معَ الغرباءِ.. معَ مَن لَا نعرفهُم.
الرِّسالةُ الحقيقيَّةُ يَا كرامُ تبدأُ مِن البيتِ، ومعَ أهلِنَا فردًا فردًا، وعلينَا أنْ ندركَ هذهِ الحقيقةَ، وأنَّ رسالتنَا في البيتِ قبلَ غيرهِ، وبالتَّالِي فإنَّ العديدَ مِن مشكلاتنَا ستنفرجُ -بإذنِ اللهِ-.
يقولُ أحدُ الأطباءِ تعقيبًا علَى مَا ذُكرَ آنفًا: كانتْ معدَّلاتُ الإصابةِ بالسكَّريِّ، وضيقِ الشَّرايِين، والعِللِ الهضميَّةِ لَا تُذكرُ أبدًا، إلَّا أنَّ مجتمعنَا الحاليَّ مصابٌ بعضهُ أو أغلبهُ بشيءٍ مِن العِللِ التِي ذكرنَاهَا آنفًا؛ بسببِ التَّهاونِ بالالتزامِ بقواعدِ الحياةِ الطبيعيَّةِ.
ويسترسلُ فِي حديثهِ قائلًا: حتَّى بعضَ الشَّبابِ والشَّابَّاتِ مِن طلبةِ المدارسِ والجامعاتِ مصابُونَ أيضًا بداءِ السَّهرِ، وبعضُهُم يتجاوزُ سهرُهُ منتصفَ الليلِ بينَ أجهزةِ الهواتفِ المحمولةِ وشاشاتِ التلفزيونِ.
وعلَّقَ أحدُ الحضورِ مداعبًا بأنَّه يقترحُ قطعَ الشبكةِ العنكبوتيَّةِ تمامًا فِي الوقتِ المخصَّصِ للنَّومِ، وإيقافَ الخدماتِ الكهربائيَّةِ ولوْ لمدَّةِ ساعةٍ عَن المنازلِ والاستراحاتِ، لولَا خشيتهُ مِن فسادِ الأطعمةِ فِي الثلاجاتِ ومخازنِ التَّبريدِ!.
هذَا الأمرُ يشغلُ بالَ المهتمِّينَ ويصيبُهُم بالخوفِ مِن النتائجِ الوخيمةِ المترتِّبةِ علَى داءِ السَّهرِ، وإذَا مَا أضفنَا بُعدًا آخرَ يستهدفُ الأُسرَ والعائلاتِ التِي تُعتبرُ نواةَ المجتمعِ، أنقلُ لكُم مَا يقضُّ مضاجعَ المهتمِّينَ عَن التوجُّهِ الخاطئِ، الذِي تسيرُ عليهِ عائلاتُنَا، دونَ الاستشعارِ بمَا تستهدفهُ الذِّئابُ المفترسةُ للإطاحةِ بدورِ الأُسرةِ وإضعافِهَا.
كتبَ أحدُ الزُّملاءِ فِي صحيفةِ «المدينة»، ولمْ أعثرْ علَى اسمِهِ يقولُ: قافلةُ البيتِ تسيرُ بمفردِهَا، وينادِي ويقولُ: إلَى أينَ.. تيقظُوا، لنْ يبقَى شيءٌ اسمُهُ الأُسرةُ، بيوتٌ خاليةٌ مِن المشاعرِ، و»جوجل» متخمٌ بالمشاعرِ والحُبِّ.. بيتٌ كلُّ فردٍ فيهِ كيانٌ مستقلٌّ، منعزلٌ عَن الآخرِ، ومتَّصلٌ بشخصٍ آخرَ خارجَ هذَا البيتِ لَا يعرفهُ.. هكذَا هِي بيوتُ العنكبوتِ الواهيةِ، الأبُ الذِي كانتْ تجتمعُ حولَهُ العائلةُ تبدَّلَ دورُهُ، والأُمُّ التِي كانتْ تلملمُ البيتَ بحنانِهَا تحوَّلتْ وصارتْ مشغولةً أيضًا بالعالمِ الافتراضيِّ، فِي بيوتٍ الكلُّ فيهَا مشغولٌ.
الشيخُ أحمد فتيحي فِي أحدِ منشوراتِهِ التوعويَّةِ، يصفُ الزَّمانَ الغريبَ الذِي يستجدِي فيهِ بعضُ الأبناءِ الحنانَ مِن الغريبِ بعدمَا بخلنَا فيهِ علَى القريبِ.
أُمٌّ تراقبُ كلَّ العالمِ فِي مواقعِ التواصلِ، ولكنَّهَا لَا تدرِي ماذَا يوجدُ فِي بيتِهَا. أبٌ يهتمُّ بكلِّ مشكلاتِ العالمِ إلَّا بيته، فهُو لَا يستطيعُ تحليلَ الجفافِ العاطفيِّ والروحيِّ في بيتِهِ.
أبٌ يخطِّطُ لنصيحةِ شابَّةٍ تمرُّ بأزمةٍ نفسيَّةٍ وهُو لَا يهتمُّ بابنتِهِ التِي تعيشُ فِي أزماتٍ.
أقولُ إنَّ مردَّ ذلكَ أنَّنَا نؤدِّي رسالتنَا خارجَ أسوارِ البيتِ معَ (البعيدِينَ).. معَ الغرباءِ.. معَ مَن لَا نعرفهُم.
الرِّسالةُ الحقيقيَّةُ يَا كرامُ تبدأُ مِن البيتِ، ومعَ أهلِنَا فردًا فردًا، وعلينَا أنْ ندركَ هذهِ الحقيقةَ، وأنَّ رسالتنَا في البيتِ قبلَ غيرهِ، وبالتَّالِي فإنَّ العديدَ مِن مشكلاتنَا ستنفرجُ -بإذنِ اللهِ-.