كتاب
حقيبة الوزيرة.. مسروقة!!
تاريخ النشر: 19 سبتمبر 2024 00:09 KSA
خبرٌ ظريفٌ قَدِمَ إلينَا مِن بريطانيَا -التِي كانتْ عُظمَى، ولَا تغيبُ الشَّمسُ عَن إمبراطوريَّاتِهَا المتناثرةِ حولَ العالمِ، مِن قارَّةِ أستراليَا فِي جنوبِ شرقِ العالمِ، إلَى قارَّةِ أمريكَا الشماليَّةِ فِي أقصَى غربِ العالمِ- وهُو أنَّ لِصًّا سَرقَ حقيبةَ وزيرةِ الشُّرطةِ البريطانيَّةِ أثناءَ إلقائِهَا لِخِطابٍ أمامَ عليةِ الضُبَّاطِ البريطانيِّينَ المغاويرِ!.
وممَّا يُضْحِكُ فِي الخَبرِ -لدرجةٍ يمكنُ معهَا أنْ يستلقِيَ سامعُهُ علَى قفَاه مِنْ شدَّةِ الضَّحكِ- هُو أنَّ الخِطابَ اشتملَ علَى انتقادِ الوزيرةِ لارتفاعِ مُعدَّلاتِ السَّرقةِ فِي بلادِهَا، وتعهُّدِهَا بأنْ تكونَ صارمةً فِي معالجتِهَا والقضاءِ عليهَا، وإعادةِ الثِّقةِ التِي غابتْ عَن جهازِ الشُّرطةِ!.
والخبرُ يُذكِّرُنِي بالمثلِ الشعبيِّ: (بابُ النجَّارِ مُخلَّعٌ)، والذِي يُضرَبُ عندمَا يعملُ الشَّخصُ شيئًا للآخرِينَ ولكنْ لَا يعملهُ لنفسِهِ، أمَّا قصَّتهُ فَهِي أنَّ هناكَ نجَّارًا فِي قديمِ الزَّمانِ طلبَ التَّقاعدَ مِن مهنتِهِ؛ لِكِبَرِ سِنِّهِ، لكنَّ رئيسَهُ رَفضَ الطَّلبَ ومنحَهُ مزايَا أكثرَ، فرفضَ النجَّارُ أيضًا، فوافقَ الرئيسُ -علَى مضضٍ- بشرطِ أنْ يُنجزَ النجَّارُ آخرَ عملٍ لهُ، وهُو بابُ بيتٍ جديدٍ، فوافقَ النجَّارُ وأنجزَهُ، لكنَّهُ أسرَعَ فِي العملِ، ولم يُحسِنْ جودتَهُ، وفِي أوَّلِ يومِ تقاعدٍ أتتهُ الصدمَةُ، إذْ قالَ لهُ رئيسُهُ إنَّ البيتَ هُو هديةٌ خاصَّةٌ لهُ نظيرَ خدمتِهِ، فندِمَ النجَّارُ! وَلوْ كانَ يعلمُ ذلكَ لأحسنَ جودةَ البابِ، وأصبحَ النَّاسُ يمرُّونَ بجوارِ بيتهِ ويقولُونَ -باستهزاءٍ- إنَّ (بابَ النجَّارِ مُخلَّعٌ)!.
ويبدُو أنَّ فِي كلِّ مهنةٍ، هناكَ نجَّارٌ مُخلَّعُ البابِ، فالطَّبيبُ الذِي ينصحُ مرضَاهُ بالحِميةِ الغذائيَّةِ، وهُو لَا يتَّبعُهَا، وكِرْشَهُ يبرزُ شِبْرَيْنِ أمامَهُ، هُو طبيبٌ مُخلَّعُ بابِ الصحَّةِ، والمهندسُ الذِي يتصدَّعُ بيتُهُ بعدَ شهرَيْنِ مِن بنائِهِ، هُو مهندسٌ مُخلَّعُ بابِ الهندسةِ، والإعلاميُّ الذِي يقولُ أمامَ الميكروفونِ مَا لَا يقولهُ مِن خلفِهِ، هُو إعلاميٌّ مُخلَّعُ بابِ الأمانةِ والمصداقيَّةِ الإعلاميَّةِ، وهكذَا دَواليك!.
ولأنِّي كاتبٌ منذُ ربعِ قرنٍ، فهلْ لديَّ بابٌ مُخلَّعٌ؟ وفِي الحقيقةِ هُو ليسَ بابًا واحدًا، بلْ أبوابٌ، ولكنِّي أُحِيلُ أمرَ إشهارِهَا إلَى مَن تفضَّلُوا عليَّ بقراءةِ مقالاتِي، راجيًا ألَّا يكونُوا قاسِينَ وساخرِينَ، وليرحمُوا كاتبًا لَا يريدُ سِوَى الأجرِ والسِتْرِ!.
وممَّا يُضْحِكُ فِي الخَبرِ -لدرجةٍ يمكنُ معهَا أنْ يستلقِيَ سامعُهُ علَى قفَاه مِنْ شدَّةِ الضَّحكِ- هُو أنَّ الخِطابَ اشتملَ علَى انتقادِ الوزيرةِ لارتفاعِ مُعدَّلاتِ السَّرقةِ فِي بلادِهَا، وتعهُّدِهَا بأنْ تكونَ صارمةً فِي معالجتِهَا والقضاءِ عليهَا، وإعادةِ الثِّقةِ التِي غابتْ عَن جهازِ الشُّرطةِ!.
والخبرُ يُذكِّرُنِي بالمثلِ الشعبيِّ: (بابُ النجَّارِ مُخلَّعٌ)، والذِي يُضرَبُ عندمَا يعملُ الشَّخصُ شيئًا للآخرِينَ ولكنْ لَا يعملهُ لنفسِهِ، أمَّا قصَّتهُ فَهِي أنَّ هناكَ نجَّارًا فِي قديمِ الزَّمانِ طلبَ التَّقاعدَ مِن مهنتِهِ؛ لِكِبَرِ سِنِّهِ، لكنَّ رئيسَهُ رَفضَ الطَّلبَ ومنحَهُ مزايَا أكثرَ، فرفضَ النجَّارُ أيضًا، فوافقَ الرئيسُ -علَى مضضٍ- بشرطِ أنْ يُنجزَ النجَّارُ آخرَ عملٍ لهُ، وهُو بابُ بيتٍ جديدٍ، فوافقَ النجَّارُ وأنجزَهُ، لكنَّهُ أسرَعَ فِي العملِ، ولم يُحسِنْ جودتَهُ، وفِي أوَّلِ يومِ تقاعدٍ أتتهُ الصدمَةُ، إذْ قالَ لهُ رئيسُهُ إنَّ البيتَ هُو هديةٌ خاصَّةٌ لهُ نظيرَ خدمتِهِ، فندِمَ النجَّارُ! وَلوْ كانَ يعلمُ ذلكَ لأحسنَ جودةَ البابِ، وأصبحَ النَّاسُ يمرُّونَ بجوارِ بيتهِ ويقولُونَ -باستهزاءٍ- إنَّ (بابَ النجَّارِ مُخلَّعٌ)!.
ويبدُو أنَّ فِي كلِّ مهنةٍ، هناكَ نجَّارٌ مُخلَّعُ البابِ، فالطَّبيبُ الذِي ينصحُ مرضَاهُ بالحِميةِ الغذائيَّةِ، وهُو لَا يتَّبعُهَا، وكِرْشَهُ يبرزُ شِبْرَيْنِ أمامَهُ، هُو طبيبٌ مُخلَّعُ بابِ الصحَّةِ، والمهندسُ الذِي يتصدَّعُ بيتُهُ بعدَ شهرَيْنِ مِن بنائِهِ، هُو مهندسٌ مُخلَّعُ بابِ الهندسةِ، والإعلاميُّ الذِي يقولُ أمامَ الميكروفونِ مَا لَا يقولهُ مِن خلفِهِ، هُو إعلاميٌّ مُخلَّعُ بابِ الأمانةِ والمصداقيَّةِ الإعلاميَّةِ، وهكذَا دَواليك!.
ولأنِّي كاتبٌ منذُ ربعِ قرنٍ، فهلْ لديَّ بابٌ مُخلَّعٌ؟ وفِي الحقيقةِ هُو ليسَ بابًا واحدًا، بلْ أبوابٌ، ولكنِّي أُحِيلُ أمرَ إشهارِهَا إلَى مَن تفضَّلُوا عليَّ بقراءةِ مقالاتِي، راجيًا ألَّا يكونُوا قاسِينَ وساخرِينَ، وليرحمُوا كاتبًا لَا يريدُ سِوَى الأجرِ والسِتْرِ!.