كتاب
قالوا عن الحب
تاريخ النشر: 22 سبتمبر 2024 23:29 KSA
الحُبُّ شُعورٌ ساحرٌ مُذهلٌ مُخيِّبٌ للآمالِ! ولعلَّ الكتابةَ عنه تُساعدُ على جبْرِ خَواطِرِ قُلوبٍ مَكسورَةٍ يُخلُّفَها وراءَهُ ويَمضي. يقولُ الكاتبُ (مَقبولُ العَلوي) على لِسانِ إحدَى شَخصيّاتِ رِوايتهِ (طيْفُ الحَلّاج): «كُنتُ أعتقدُ أنَّ الحُبَّ لهُ قُدرةٌ هائِلةٌ على إصلاحِ كُلِّ الأخطاءِ بلَمسةٍ حَانِيةٍ سَاحِرةٍ تمسُّه مَسّاً رَقيقاً.. لكنّني كُنتُ واهِمةً»!. عمومًا، يَعتقدُ كَثيرونَ أنّ الحُبَّ مُجرّدُ وهْمٍ كَبيرٍ، لذلكَ لا تَقعُ قُلوبُهُم في شرَكِهِ أبَدًا!.
إنَّ أسوأَ ما في الحُبِّ أنّهُ يترُككَ عاجِزًا عن طلَبِ المُساعَدةِ بعدَ أن تتورَّطَ فِيه! وهوَ قد يُغيّرُ مَظهَركَ وسُلوكَكَ، فكمَا يقولُ (دوستويفسكي) عَن أحَدِهِم: «كانَ مِنَ الواضِحِ أنّهُ واقِعٌ في الحُبِّ، لأنّهُ أصبَحَ أكثرَ سذَاجةً وبَلاهةً». إنّ الحُبَّ، كَما وصَفَهُ الكاتبُ الفِرنسيُّ (لاروشفوكو) في إِحدَى توقِيعَاتِهِ: «يَجعلُنا نرتَكِبُ أسخَفَ أنواعِ الأخطَاءِ».
الحُبُّ الجُزئيُّ – لو كانَ الوصفُ واقِعيّاً - يَضمَنُ ارتِباطًا واحترامًا ورعايةً واهتِمامًا، ولكنْ مِن دُونِ الذَّوَبانِ في الآخَرِ أو التّخلِّي عنِ الاستِقلالِيَّةِ الفَرديّةِ، ومِنَ الحِكمَةِ ألّا تُحبَّ بِجَميعِ قلبِكَ، حتّى إذا خابَ أمَلُهُ، تألَّمَ بَعضُهُ، ولمْ يَنكسِرْ كلُّه!. فهُناكَ قُلوبٌ أضْحَتْ غيرَ صالِحةٍ للاستِخدامِ مُجدّدًا، بسبَبِ الإِفراطِ في الحُبِّ ولَعنةِ الخُذلانِ.
لذلكَ، لا أرى غَرابَةً في مُناشَداتِ الشّاعِر الكَبيرِ (نِزار قبّاني) حبيبَتهُ في رِسالتِهِ مِن «أعماقِ البَحرِ» والتي تَغنّى بها «العندَليبُ»: «إنْ كُنتَ حَبيِبي، سَاعِدنِي كيْ أَرحَلَ عنْكَ.. أو كُنتَ طَبيِبي، ساعِدنِي كيْ أُشْفَى مِنكَ. لو أنِّي أعرِفُ أنّ الحُبَّ خَطيرٌ جدًا ما أحْبَبْتُ»!. وبالرُّغم مِن ذلك، يُعلِّقُ (فُرويد) على انتِحارِ الرّسّامِ (فان جُوخ) بِقولِه: «كَانَ مِنَ المُمكِنِ أنْ يَعيشَ أكثرَ، لو أنّهُ وَجدَ الحُبَّ وحَصلَ على حُضْنِ امرأَةٍ يَحتَويهِ».. ففي قولٍ مَشهورٍ لأحَدِهِم: «الرَّجلُ الذي يَستَنِدُ على امرَأةٍ تُحبُّه.. لا يَسقُطُ أبَدًا».
يقولُ الدُّكتور (عبدُالجبّارِ الرِّفاعي، بِتصرُّفٍ): «أسمَى ألوانِ العِبَادَةِ والصِّلَةِ باللهِ، ما كانَ مَنبعُها الحُبُّ.. وإنَّ ما يُفسِدُ الصِّلَةَ بالله كرَاهيةَ الخَلْقِ». يقولُ (ابنُ عَربي): «فعَلامَةُ الحُبِّ الإلهيِّ حُبُّ جَمِيعِ الكائِناتِ». وخِتامًا: أقتبسُ قولاً للشّاعرِ المُتصوّفِ، المُلقّبِ بِشهيدِ الحُبِّ الإلهيِّ (الحلّاج):
«ولَوْ قَدِرتُ عَلى الإِتيَانِ جِئتُـكُمُ
سَعْيًا على الوجْهِ أو مَشْيًا على الرّأسِ
مَا لِي ولِلنّاسِ كَمْ يَلْحُونَنِي سَفهًا
دِينِي لِنَفسِي، وَدِينُ النَّاسِ للنَّاسِ».
إنَّ أسوأَ ما في الحُبِّ أنّهُ يترُككَ عاجِزًا عن طلَبِ المُساعَدةِ بعدَ أن تتورَّطَ فِيه! وهوَ قد يُغيّرُ مَظهَركَ وسُلوكَكَ، فكمَا يقولُ (دوستويفسكي) عَن أحَدِهِم: «كانَ مِنَ الواضِحِ أنّهُ واقِعٌ في الحُبِّ، لأنّهُ أصبَحَ أكثرَ سذَاجةً وبَلاهةً». إنّ الحُبَّ، كَما وصَفَهُ الكاتبُ الفِرنسيُّ (لاروشفوكو) في إِحدَى توقِيعَاتِهِ: «يَجعلُنا نرتَكِبُ أسخَفَ أنواعِ الأخطَاءِ».
الحُبُّ الجُزئيُّ – لو كانَ الوصفُ واقِعيّاً - يَضمَنُ ارتِباطًا واحترامًا ورعايةً واهتِمامًا، ولكنْ مِن دُونِ الذَّوَبانِ في الآخَرِ أو التّخلِّي عنِ الاستِقلالِيَّةِ الفَرديّةِ، ومِنَ الحِكمَةِ ألّا تُحبَّ بِجَميعِ قلبِكَ، حتّى إذا خابَ أمَلُهُ، تألَّمَ بَعضُهُ، ولمْ يَنكسِرْ كلُّه!. فهُناكَ قُلوبٌ أضْحَتْ غيرَ صالِحةٍ للاستِخدامِ مُجدّدًا، بسبَبِ الإِفراطِ في الحُبِّ ولَعنةِ الخُذلانِ.
لذلكَ، لا أرى غَرابَةً في مُناشَداتِ الشّاعِر الكَبيرِ (نِزار قبّاني) حبيبَتهُ في رِسالتِهِ مِن «أعماقِ البَحرِ» والتي تَغنّى بها «العندَليبُ»: «إنْ كُنتَ حَبيِبي، سَاعِدنِي كيْ أَرحَلَ عنْكَ.. أو كُنتَ طَبيِبي، ساعِدنِي كيْ أُشْفَى مِنكَ. لو أنِّي أعرِفُ أنّ الحُبَّ خَطيرٌ جدًا ما أحْبَبْتُ»!. وبالرُّغم مِن ذلك، يُعلِّقُ (فُرويد) على انتِحارِ الرّسّامِ (فان جُوخ) بِقولِه: «كَانَ مِنَ المُمكِنِ أنْ يَعيشَ أكثرَ، لو أنّهُ وَجدَ الحُبَّ وحَصلَ على حُضْنِ امرأَةٍ يَحتَويهِ».. ففي قولٍ مَشهورٍ لأحَدِهِم: «الرَّجلُ الذي يَستَنِدُ على امرَأةٍ تُحبُّه.. لا يَسقُطُ أبَدًا».
يقولُ الدُّكتور (عبدُالجبّارِ الرِّفاعي، بِتصرُّفٍ): «أسمَى ألوانِ العِبَادَةِ والصِّلَةِ باللهِ، ما كانَ مَنبعُها الحُبُّ.. وإنَّ ما يُفسِدُ الصِّلَةَ بالله كرَاهيةَ الخَلْقِ». يقولُ (ابنُ عَربي): «فعَلامَةُ الحُبِّ الإلهيِّ حُبُّ جَمِيعِ الكائِناتِ». وخِتامًا: أقتبسُ قولاً للشّاعرِ المُتصوّفِ، المُلقّبِ بِشهيدِ الحُبِّ الإلهيِّ (الحلّاج):
«ولَوْ قَدِرتُ عَلى الإِتيَانِ جِئتُـكُمُ
سَعْيًا على الوجْهِ أو مَشْيًا على الرّأسِ
مَا لِي ولِلنّاسِ كَمْ يَلْحُونَنِي سَفهًا
دِينِي لِنَفسِي، وَدِينُ النَّاسِ للنَّاسِ».