منتدى

الولاء الوظيفي

حينما تخرَّجتُ في المتوسطةِ، والتحقتُ في المعهدِ الثانويِّ التجاريِّ، علمتُ معنى الموظَّفِ والرئيسِ والإدارةِ، وفهمتُ معنَى الولاءِ الوظيفيِّ كيفَ ومتَى يكونُ؟، هُو عبارةٌ عن روحِ الإدارةِ الإنسانيِّ مع موظفيهَا واضطلاعهَا بمسؤولياتهَا الجسيمةِ والكُبْرى ما يجعلهُم يدينُون لها بالولاءِ حتَّى بعدَ وداعِهم الأخيرِ وهُم يغادرُون صرحًا من صروحِ حياتِهم التِي وجدُوا أنفسَهم بها لَا مِن حيثُ حقوقِهم الماليَّةِ ودرجاتِهم الوظيفيَّةِ ودوراتِهم التطويريَّةِ، ولا من حيثُ صحتِهم، ولا من حيثُ العنايةِ بأبنائِهم وأسرهِم بشكلٍ عامٍّ، ولا من حيثُ سكنِهم، ولا من حيُ التأميناتِ والتعويضاتِ والمكافآتِ، بل حتى مكاتبهم يتمُّ اختيارهَا بعنايةٍ ووفقَ ما يطلبهُ الموظفُ من حيث نوعيَّة المكتبِ والأثاثِ والتهويةِ والتكييفِ والتشجيرِ حتى يمكنَ له أنْ يؤدِّي أعمالهُ بالشكلِ الذي ترتضيه الجهةُ لنفسِها وكلُّ ذلكَ يجعلُ من الموظفِ شعلةً لا تنطفئُ أبدًا، ويسعَى للحضورِ مبكرًا والخروجِ متأخِّرًا طالمَا أنَّ حياتهُ الوظيفيَّة والماليَّة والأسريَّة والنفسيَّة منظَّمةٌ ومرتبةٌ، كلُّ ذلكَ فهمتُه وعلمتُه ولكنْ -للأسفِ- لمْ أجدْ جهةً كانتْ تطبِّقة أو تعملُ بهِ عدَا شركة أرامكُو، تلكَ الشركةُ العظيمةُ برجالهَا والغزيرةُ بإنتاجِها لم تهتم بتوفيرِ احتياجاتِ العالمِ للبترولِ ومشتقاتِهِ فحسبْ، بلْ لها جانبٌ آخرُ لا يقلُّ أهميَّةً عن تلك المكانةِ العالميَّةِ، من خلالِ اهتمامِها بكوادرِها البشريَّةِ؛ لأنَّهم أساسُ وجودِها، ربَّما جميعنا شاهدَ لحظاتِ وداعِ نائبِ الرئيسِ للمشترياتِ والإمدادِ وهُو يغادرُ هذَا الصرحَ كيفَ كانْ الجميعُ يصفِّق لهُ، من خلالِ جميعِ طوابقِ المبنَى وهُو يبادلهُم التحيَّة ويدعوهُم لزيارتِه في مدينتهِ متَى زارُوها، وهذه اللحظاتُ تجعلكَ تقولُ: هلْ هناكَ فكرٌ إداريٌّ ناجحٌ مثل هذَا الفكرِ الذي يقودهُ اليوم صاحبُ السموِّ الملكيِّ الأميرُ عبدالعزيز بن سلمان -حفظهُ اللهُ- وهذَا يجعلنَا نغربلُ الفكرَ الإداريَّ بشكلٍ عاجلٍ في جميعِ القطاعاتِ ونعيدُ ونكررُ وننسخُ الفكرَ العزيزيَّ المستوحَى مِن اسمِ وزيرِ الطاقةِ بكافَّةِ الجهاتِ، وينتهِي عصرُ البيروقراطيَّةِ والسكاريبِ القديمةِ التالفةِ التي تجعلُ الموظفَ يهربُ من وظيفتهِ وهُو يقولُ إنْ عُدنَا لهَا فإِنَا ظالِمُونَ.. شكرًا أرامكو، شكرًا للوزيرِ عبدالعزيز بن سلمان، فقد أحييتُم فينَا أملَ الولاءِ الوظيفي.

أخبار ذات صلة

عندما يصبح الجنون الأخضر استثمارًا ذكيًّا
عندما يصبح الجنون الأخضر استثمارًا ذكيًّا
رسالة إلى المهايطية
رسالة إلى المهايطية
الأطعمه المسموحة وقبل النوم ممنوعة
الأطعمه المسموحة وقبل النوم ممنوعة
هل كل من يفكر «مفكر»؟!
هل كل من يفكر «مفكر»؟!
;
المعلم رسول العِلم
المعلم رسول العِلم
السلاسل ترفٌ أم تقليدٌ أعمى؟!
السلاسل ترفٌ أم تقليدٌ أعمى؟!
صداقة المصلحة
صداقة المصلحة
وبالشكر تدوم النعم
;
الحوراء إلى أين؟!
الحوراء إلى أين؟!
أربعة وتسعون عامًا من الخير تجنون
أربعة وتسعون عامًا من الخير تجنون
وطني.. جنتي
وطني.. جنتي
التراث وحماية ثرواتنا الطبيعية
التراث وحماية ثرواتنا الطبيعية
;
ثلاثيَّة الحروف
ثلاثيَّة الحروف
اليوم العالمي للصيدلي
اليوم العالمي للصيدلي
وطن السؤدد.. بماذا نحميه؟
وطن السؤدد.. بماذا نحميه؟
النجـاحات السعودية في التقنية والاتصالات والفضاء
النجـاحات السعودية في التقنية والاتصالات والفضاء