كتاب
في وداع حارس المدرسة
تاريخ النشر: 08 أكتوبر 2024 22:47 KSA
لم يكن يوم الثلاثاء الماضي، يوماً عادياً، بل كان يوماً عاصفاً بالأخبار الحزينة، ملبداً بالهموم الركامية، حين تلت على مسامعي زوجتي المصون، رسالة نعي إدارة مدرسة البنات، وفاة حارسها الأمين (العم أحمد)، الذي وافته المنية بعد معاناة طويلة مع المرض، لقد بدت المدرسة صباح اليوم التالي، وكأنها نهر جفت ينابيعه، واستحالت ضفافه الخضراء لبقعة موحشة، تغطيها الحشائش الصفراء، والغصون الذابلة، والعصافير التائهة والحزينة.
لقد باتت الحاجة ملحة، ونحن نواكب التطورات الحضارية والانفتاحية، إلى مواكبة النواحي الإنسانية، كإقامة (حفل تأبين) لبعض الشخصيات المؤثرة، التي رحلت عن عالمنا، ولم تحظ في حياتها بالمكانة الرفيعة، لنحيي ذكرها ونكرس مبادئها ونعوض ورثتها، وسنحاول هنا محاكاة حفل تأبين تجريبي عنوانه: (في وداع حارس المدرسة)، وقد تحتاج لقراءته، إلى تقمص شخصية أديب يرتدي قبعة ومعطف توفيق الحكيم، ويفخم صوته تالياً المرثية بلغة عربية فصيحة.
في وداع حارس المدرسة: غابت عن فلذات أكبادنا وهم يهمون بالدخول لفناء المدرسة، تلك الابتسامة الزاهية، والرعاية الحانية، والكلمات المحفزة، تلك الروح الجميلة التي طالما غمرتهم بالأمان والطمأنينة، وبثت بنفوسهم الرغبة التعليمية، وزفت لمسامعهم خبر وصول أولياء أمورهم عند الاستئذان أو الصرفة.
في وداع حارس المدرسة: غمرت الدموع أعين المعلمات وهن يتذكرن وقفاته الرجولية، حين كان يقدم خدماته المهنية وحتى الشخصية بنفس طيبة ورضية، حين كان يطوقهن بعلاقة أخوية بريئة، حين كان يخشى عليهن كما لو كن من محارمه وبقية أهله، حين أمسى تحت الثرى ذكرى ماضية وخسارة كبيرة.
في وداع حارس المدرسة: غدت المهام تائهة وحائرة بمخيلة مديرة المدرسة، وهي تسند رأسها المنهك لكرسي مكتبها مصدومة حزينة تستلهم خدماته الجليلة، حين أسهم بكفاحه وحرصه وأمانته في بناء واستقرار هذه المنشأة التعليمية، فيما بقي هو قانعاً بوظيفته وأجرته البسيطة مكتفياً بمعاملتهم الحضارية.
لذلك باتت الحاجة ملحة، للنظر في تحسين الحالة الوظيفية لحارس المدرسة، وذلك بخلق سلم علاوة وترقية، يمكنه من تحقيق طموحاته العالية، وتعديل مسماه بما يتوافق مع مهامه الأمنية واللوجستية، مثل؛(مشرف الخدمات المدرسية)، كما نتمنى أن توجه لنا نحن أولياء الأمور رقاع الدعوة، لنحضر (حفل التأبين) ونعبِّر عن امتناننا لرعايته الأبوية لبناتنا، ونسهم في تقديم هبة مالية لورثته، ونلقي -بالنيابة عن الآباء- كلمة رثاء تقطر ألماً وحسرة (في وداع حارس المدرسة).
لقد باتت الحاجة ملحة، ونحن نواكب التطورات الحضارية والانفتاحية، إلى مواكبة النواحي الإنسانية، كإقامة (حفل تأبين) لبعض الشخصيات المؤثرة، التي رحلت عن عالمنا، ولم تحظ في حياتها بالمكانة الرفيعة، لنحيي ذكرها ونكرس مبادئها ونعوض ورثتها، وسنحاول هنا محاكاة حفل تأبين تجريبي عنوانه: (في وداع حارس المدرسة)، وقد تحتاج لقراءته، إلى تقمص شخصية أديب يرتدي قبعة ومعطف توفيق الحكيم، ويفخم صوته تالياً المرثية بلغة عربية فصيحة.
في وداع حارس المدرسة: غابت عن فلذات أكبادنا وهم يهمون بالدخول لفناء المدرسة، تلك الابتسامة الزاهية، والرعاية الحانية، والكلمات المحفزة، تلك الروح الجميلة التي طالما غمرتهم بالأمان والطمأنينة، وبثت بنفوسهم الرغبة التعليمية، وزفت لمسامعهم خبر وصول أولياء أمورهم عند الاستئذان أو الصرفة.
في وداع حارس المدرسة: غمرت الدموع أعين المعلمات وهن يتذكرن وقفاته الرجولية، حين كان يقدم خدماته المهنية وحتى الشخصية بنفس طيبة ورضية، حين كان يطوقهن بعلاقة أخوية بريئة، حين كان يخشى عليهن كما لو كن من محارمه وبقية أهله، حين أمسى تحت الثرى ذكرى ماضية وخسارة كبيرة.
في وداع حارس المدرسة: غدت المهام تائهة وحائرة بمخيلة مديرة المدرسة، وهي تسند رأسها المنهك لكرسي مكتبها مصدومة حزينة تستلهم خدماته الجليلة، حين أسهم بكفاحه وحرصه وأمانته في بناء واستقرار هذه المنشأة التعليمية، فيما بقي هو قانعاً بوظيفته وأجرته البسيطة مكتفياً بمعاملتهم الحضارية.
لذلك باتت الحاجة ملحة، للنظر في تحسين الحالة الوظيفية لحارس المدرسة، وذلك بخلق سلم علاوة وترقية، يمكنه من تحقيق طموحاته العالية، وتعديل مسماه بما يتوافق مع مهامه الأمنية واللوجستية، مثل؛(مشرف الخدمات المدرسية)، كما نتمنى أن توجه لنا نحن أولياء الأمور رقاع الدعوة، لنحضر (حفل التأبين) ونعبِّر عن امتناننا لرعايته الأبوية لبناتنا، ونسهم في تقديم هبة مالية لورثته، ونلقي -بالنيابة عن الآباء- كلمة رثاء تقطر ألماً وحسرة (في وداع حارس المدرسة).