كتاب

الفيل في الغرفة..!!

إنْ كانتْ هناكَ منطقةٌ جغرافيَّةٌ فِي العالمِ تستحقُّ أنْ تكونَ منزوعةَ السلاحِ النوويِّ؛ بسببِ ضخامةِ تعرُّضِهَا للنزاعاتِ السياسيَّةِ والمُسلَّحةِ، وكثرةِ وقوعِ الحروبِ المُدمِّرةِ فيهَا فلَا شكَّ أنَّها منطقةُ الشرقِ الأوسطِ بلَا مُنازعٍ ولا جدالٍ.

والدولةُ الوحيدةُ فِي الشرقِ الأوسطِ التِي تملكُ السلاحَ النوويَّ هِي إسرائيلُ المزروعةُ كالخنجرِ فِي الجسمِ العربيِّ مِن الخليجِ للمحيطِ!.


وأوَّلُ مَن ساعدَ إسرائيلَ علَى صناعةِ السلاحِ النوويِّ هُو فرنسَا فِي عامِ ١٩٥٧ ببناءِ مفاعلِ «ديمونَا» النوويِّ فِي صحراءِ النقبِ، وهَا هُو رئيسُ الوزراءِ الإسرائيلي نتنياهو (لا) يحفظُ جميلَ فرنسَا ويقولُ لرئيسِهَا ماكرون (عارٌ عليكَ) فقطْ لأنَّ هذَا الأخيرَ طالبَ بإيقافِ تزويدِ إسرائيلَ بالسلاحِ بعدَ تدميرِهَا لغزَّة ولأجزاءٍ مِن لبنانَ قابلة للزيادةِ!.

أمَّا الولاياتُ المتَّحدةُ الأمريكيَّةُ فهِي الرَّاعِي الأوَّلُ لتطويرِ السلاحِ النوويِّ الإسرائيليِّ، وأفشلتِ الكثيرَ مِن المحاولاتِ الدوليَّةِ لتفتيشِ منشآتِ إسرائيلَ النوويَّةِ حتَّى أصبحتْ تملكُ الكثيرَ مِن القنابلِ النوويَّةِ، وحسبَ التقاريرِ الدوليَّةِ المُحايدةِ فإنَّهَا تملكُ المئاتِ مِن القنابلِ النوويَّةِ الجاهزةِ للاستخدامِ، سواءً برفقةِ الصواريخِ الباليستيَّةِ، أو بإلقائِهَا مِن الطائراتِ، أو مِن الغوَّاصاتِ فِي أعماقِ البحارِ!.


وتفكيرُ السياسيِّينَ الإسرائيليِّينَ فيمَا يخصُّ استخدامَ السلاحِ النوويِّ تغيَّر بعدَ أحداثِ ٧ أكتوبر قبلَ عامٍ مِن الآن، إذْ كانُوا يفكِّرُونَ نوويًّا بصوتٍ غيرِ مسموعٍ وأمسُوا يفكِّرُونَ بصوتٍ مسموعٍ، مثل وزيرِ الأمنِ القوميِّ بن غفير، ووزيرِ الماليَّةِ سموتيريتش، وقدْ ناديَا علنًا بمسحِ غزَّة بمَن فيهَا مِن أكثرِ مِن مليونَينِ فلسطينيٍّ مِن الوجودِ، وشريعتهُم التلموديَّةُ تُجيزُ لهُم إفناءَ الغيرِ ليعيشُوا هُم إنْ تعرَّضُوا للخطرِ الوجوديِّ، فكيفَ سيكونُ حالُ السياسيِّينَ لو تولُّوا زمامَ الأمرِ السياسيِّ فِي إسرائيلَ، وأصبحُوا رؤساءَ حكوماتٍ لديهِم القرارُ وأدواتُ التنفيذِ العسكريِّ!.

حولَ العالمِ يُقالُ أحيانًا (الفيلُ فِي الغرفةِ) كنايةً عَن وجودِ مشكلةٍ خطيرةٍ وكامنةٍ فِي مكانٍ مَا تستلزمُ الحلَّ، ولَا حلَّ سِوَى نزعِ السلاحِ النوويِّ مِن منطقةِ الشرقِ الأوسطِ بمَا فِي ذلكَ إسرائيلُ، فإنْ كانَ لليهودِ حقٌّ فِي الحياةِ فإنَّ لجميعِ شعوبِ الشرقِ الأوسطِ حقًّا مماثلًا، وأوَّلهَا الشعبُ الفلسطينيُّ مسلوبُ الحقوقِ.

أخبار ذات صلة

«ملهِّي» يُسدِّد مخالفات قبيلته.. فبادرُوا
سموتيريتش وإسرائيل الكُبْرَى..!!
يوم الكهرباء
البرامج الجامعية القصيرة مبادرة غير مسبوقة
;
وقفات عند مقولة بحيري: «الإسلام قطعة من اللؤلؤ في بحر من الطين»!
تنمية وتعزيز سلوك الكذب!!
أجل نحن الحجاز.. ونحن نجد
سوسة النخيل
;
التَّنقيب عن المستور!!
ندوة ومؤتمر (عالمية المكانة).. والمسؤولية الوطنية
المعونات الخارجية.. قوة شراء أم قوة ناعمة؟!
قصة «قصيدة» عقوق الابن لأبيه!!
;
لماذا يجب دعم مشروع التقويم المدرسي.. وكيف؟!
حالة !!
أعلام في ذاكرة التاريخ
الولاء للمنظومة.. سر نجاحها