كتاب
أم كلثوم.. مواقف وطرائف
تاريخ النشر: 13 أكتوبر 2024 23:15 KSA
على الرغمِ مِن تميُّزِ صوتِ سيِّدةِ الغناءِ العربيِّ -كمَا كانتْ تُسمَّى- السيِّدة «أُم كلثوم» وقدراتهَا غيرِ الطبيعيَّةِ فِي الغناءِ، إلَّا أنَّهَا كانتْ تتميَّزُ بمواهبَ أُخْرَى، حيثُ عُرفَ عنهَا خفَّةُ دمِهَا، وقدراتهَا عَلَى إلقاءِ النِّكاتِ فِي المواقفِ الطَّريفةِ التِي تتعرَّضُ لهَا، والتِي رواهَا العديدُ مِن زملائِهَا الذِينَ عاشُوا المواقفَ، أوْ كانُوا جزءًا منهَا، مِن هذهِ المواقفِ:
روَى الكاتبُ «محمد التابعي» موقفًا جَمَعهُ بأُمِّ كلثوم؛ فقدْ صادفَ أنْ رآهَا وَهِي تهمُّ بركوبِ سيَّارتهَا، وأرادَ أنْ يركبَ معهَا، وسألَهَا: «أينَ وجهتُكِ؟»، لتجيبهُ: «حدايق القُبَّة»، ليردَّ عليهَا «خدينِي معاكِي»، وهُو مَا دفعهَا لمداعبتِهِ قائلةً: «بقولك حدايق القُبَّة، مشْ حدايق نفسِي»، ليدخلَ الطَّرفِانِ فِي نوبةٍ مِن الضَّحكِ.
ومعروفٌ فِي الوسطِ الفنِّيِّ فِي تلكَ الفترةِ عشقُ الموسيقارِ «محمد القصبجي» لأُمِّ كلثوم، ومعَ ذلكَ كانَ أحدَ الذِينَ نالتْ منهُم نكاتُهَا؛ مِن بينِ هذهِ المواقفِ عندمَا استخدمَ القصبجي قلمًا مِن الحبرِ الأسودِ ليصبغَ شاربَهُ الأبيضَ فِي حضورِ أُمِّ كلثوم، التِي مَا إنْ انتهَى حتَّى داعبتُهُ بقولِهَا: «أنتَ رجعتَ شبابًا بجرَّةِ قلمٍ».
وكذلكَ أصابتِ الكثيرَ مِن «نكاتِ» أُمِّ كلثوم الملحِّنَ الكبيرَ «بليغ حمدي»، لكنَّ أكثرَهَا طرافةً مَا يرويه هُو شخصيًّا؛ يقولُ اشترَى سيَّارةً جديدةً، وفِي زيارةٍ لأُمِّ كلثوم شاهدتهُ مِن شُرفةِ شقَّتِهَا فِي الدَّورِ الثَّانِي، وبعدَ صعودِ بليغ حمدي، سألهَا عَن رأيهَا فِي سيَّارتِهِ الجديدةِ، فردَّتْ قائلةً: «حلوةٌ وصغيرةٌ مطلَّعتهاشْ معَاك لِيه؟»، ليدخلَ الطَّرفَانِ فِي نوباتٍ مِن الضَّحكِ المُتواصلِ.
الأديبُ الكبيرُ «علي أحمد باكثير»، الذِي هاجرَ إلَى مصرَ مِن حضرموت سنةَ 1934م، لقيتْ روايتهُ بعنوانِ «سلامة القس» رواجًا فِي الأوساطِ الأدبيَّةِ والشعبيَّةِ المصريَّةِ، وكتبتْ عنهَا الصحفُ فِي تلكَ الفترةِ، تصادفَ أنْ كانَ الأديبُ «باكثير» فِي القاهرةِ وقتهَا والتقَى بالشَّاعرِ الكبيرِ «عزيز أباظة» الذِي أُعجبَ بالرِّوايةِ، وذكرَهَا للمخرجِ السينمائيِّ «توجو مزراجي»، الذِي قدَّمهَا لأُمِّ كلثوم وأحبَّتهَا، وتمَّ ترتيبُ لقاءٍ فِي بيتِ أُمِّ كلثوم صباحَ 16 أكتوبر 1943م، بينَ أُمِّ كلثوم، وباكثير، ومزراجي، حيثُ تمَّ توقيعُ العقدِ لإنتاجِ الفيلمِ، وكانتْ أوَّل مرَّة تقابلُ أُمُّ كلثوم، باكثير، فلمَّا رأتهُ فُوجئتْ بقصرِ قامتِهِ، وكانتْ قدْ تخيَّلتهُ طويلًا، فقالتْ لهُ مبتسمةً مازحةً: «يَا أُستاذ دَه حضرتَك بَا قليل»، لكنَّ المزحةَ كانتْ ثقيلةَ الوطءِ علَى الأديبِ «علي باكثير».. الذِي لمْ يستوعبْ «نكتةَ» أُمِّ كلثوم، وتوتَّر الموقفُ، وبسببِهَا توقَّفَ إنتاجُ الفيلمِ لفترةٍ مِن الزَّمنِ، وأحسَّت أُمُّ كلثوم بالخطأِ.
وأختمُ بالشَّيخِ «سيِّد مكاوي» الذِي امتازَ بخفَّةِ دمِ لا تقلُّ عَن خفَّةِ دمِ أُمِّ كلثوم، فروَى سيد مكاوي قائلًا: أثناءَ بروفةِ أغنيةِ «يَا مسهَّرني» الذِي قامَ بتأليفِهَا لأُمِّ كلثوم، طلبتْ منهُ تعديلَ بعضِ الجملِ الموسيقيَّةِ، لكنَّ سيِّد مكاوي تجاهلَ الأمرَ أكثرَ مِن مرَّةٍ، وبعدَ تكرارِهَا الطَّلبَ، قالَ لهَا الشيخُ سيِّد مكاوي «لمَّا أشوف»، لتضحكَ السيِّدةُ وتردُّ عليهِ ساخرةً: «يِبقَى كِدَه عمرَهَا مَا هتتعدلْ يَا شيخَ سيِّد» -لأنَّ الشيخَ سيِّد ضريرٌ-، ليدخلَ الجميعُ فِي نوبةٍ شديدةٍ مِن الضَّحكِ.
روَى الكاتبُ «محمد التابعي» موقفًا جَمَعهُ بأُمِّ كلثوم؛ فقدْ صادفَ أنْ رآهَا وَهِي تهمُّ بركوبِ سيَّارتهَا، وأرادَ أنْ يركبَ معهَا، وسألَهَا: «أينَ وجهتُكِ؟»، لتجيبهُ: «حدايق القُبَّة»، ليردَّ عليهَا «خدينِي معاكِي»، وهُو مَا دفعهَا لمداعبتِهِ قائلةً: «بقولك حدايق القُبَّة، مشْ حدايق نفسِي»، ليدخلَ الطَّرفِانِ فِي نوبةٍ مِن الضَّحكِ.
ومعروفٌ فِي الوسطِ الفنِّيِّ فِي تلكَ الفترةِ عشقُ الموسيقارِ «محمد القصبجي» لأُمِّ كلثوم، ومعَ ذلكَ كانَ أحدَ الذِينَ نالتْ منهُم نكاتُهَا؛ مِن بينِ هذهِ المواقفِ عندمَا استخدمَ القصبجي قلمًا مِن الحبرِ الأسودِ ليصبغَ شاربَهُ الأبيضَ فِي حضورِ أُمِّ كلثوم، التِي مَا إنْ انتهَى حتَّى داعبتُهُ بقولِهَا: «أنتَ رجعتَ شبابًا بجرَّةِ قلمٍ».
وكذلكَ أصابتِ الكثيرَ مِن «نكاتِ» أُمِّ كلثوم الملحِّنَ الكبيرَ «بليغ حمدي»، لكنَّ أكثرَهَا طرافةً مَا يرويه هُو شخصيًّا؛ يقولُ اشترَى سيَّارةً جديدةً، وفِي زيارةٍ لأُمِّ كلثوم شاهدتهُ مِن شُرفةِ شقَّتِهَا فِي الدَّورِ الثَّانِي، وبعدَ صعودِ بليغ حمدي، سألهَا عَن رأيهَا فِي سيَّارتِهِ الجديدةِ، فردَّتْ قائلةً: «حلوةٌ وصغيرةٌ مطلَّعتهاشْ معَاك لِيه؟»، ليدخلَ الطَّرفَانِ فِي نوباتٍ مِن الضَّحكِ المُتواصلِ.
الأديبُ الكبيرُ «علي أحمد باكثير»، الذِي هاجرَ إلَى مصرَ مِن حضرموت سنةَ 1934م، لقيتْ روايتهُ بعنوانِ «سلامة القس» رواجًا فِي الأوساطِ الأدبيَّةِ والشعبيَّةِ المصريَّةِ، وكتبتْ عنهَا الصحفُ فِي تلكَ الفترةِ، تصادفَ أنْ كانَ الأديبُ «باكثير» فِي القاهرةِ وقتهَا والتقَى بالشَّاعرِ الكبيرِ «عزيز أباظة» الذِي أُعجبَ بالرِّوايةِ، وذكرَهَا للمخرجِ السينمائيِّ «توجو مزراجي»، الذِي قدَّمهَا لأُمِّ كلثوم وأحبَّتهَا، وتمَّ ترتيبُ لقاءٍ فِي بيتِ أُمِّ كلثوم صباحَ 16 أكتوبر 1943م، بينَ أُمِّ كلثوم، وباكثير، ومزراجي، حيثُ تمَّ توقيعُ العقدِ لإنتاجِ الفيلمِ، وكانتْ أوَّل مرَّة تقابلُ أُمُّ كلثوم، باكثير، فلمَّا رأتهُ فُوجئتْ بقصرِ قامتِهِ، وكانتْ قدْ تخيَّلتهُ طويلًا، فقالتْ لهُ مبتسمةً مازحةً: «يَا أُستاذ دَه حضرتَك بَا قليل»، لكنَّ المزحةَ كانتْ ثقيلةَ الوطءِ علَى الأديبِ «علي باكثير».. الذِي لمْ يستوعبْ «نكتةَ» أُمِّ كلثوم، وتوتَّر الموقفُ، وبسببِهَا توقَّفَ إنتاجُ الفيلمِ لفترةٍ مِن الزَّمنِ، وأحسَّت أُمُّ كلثوم بالخطأِ.
وأختمُ بالشَّيخِ «سيِّد مكاوي» الذِي امتازَ بخفَّةِ دمِ لا تقلُّ عَن خفَّةِ دمِ أُمِّ كلثوم، فروَى سيد مكاوي قائلًا: أثناءَ بروفةِ أغنيةِ «يَا مسهَّرني» الذِي قامَ بتأليفِهَا لأُمِّ كلثوم، طلبتْ منهُ تعديلَ بعضِ الجملِ الموسيقيَّةِ، لكنَّ سيِّد مكاوي تجاهلَ الأمرَ أكثرَ مِن مرَّةٍ، وبعدَ تكرارِهَا الطَّلبَ، قالَ لهَا الشيخُ سيِّد مكاوي «لمَّا أشوف»، لتضحكَ السيِّدةُ وتردُّ عليهِ ساخرةً: «يِبقَى كِدَه عمرَهَا مَا هتتعدلْ يَا شيخَ سيِّد» -لأنَّ الشيخَ سيِّد ضريرٌ-، ليدخلَ الجميعُ فِي نوبةٍ شديدةٍ مِن الضَّحكِ.