كتاب

(عاد) الثانية..!!

انتقدَ بعضُ الأمريكيِّينَ رئيسَهُم العجوزَ جو بايدن، بعدَ أنْ أمرَ سُكَّانَ عدَّةِ مُدنٍ فِي ولايةِ فلوريدَا بإخلائِهَا والنُّزوحِ المليونيِّ السَّريعِ منهَا؛ خوفًا مِن الأعاصيرِ القمعيَّةِ الخطيرةِ التِي هبَّت علَى الولايةِ، ويُعتقدُ هناكَ أنَّهَا أسوأُ كارثةٍ طبيعيَّةٍ اجتاحتِ الولايةَ منذُ قرنٍ!.

وانتقادُ أولئكَ الأمريكيِّينَ لـ»بايدن»، جاءَ علَى خلفيَّةِ عدمِ اهتمامِهِ الكافِي بالشَّعبِ الأمريكيِّ ومراعاةِ احتياجاتِهِ فِي الداخلِ الأمريكيِّ، وتركيزه علَى شؤونِ غيرِ الأمريكيِّينَ الخارجيَّةِ، والتِي منهَا -بالطبعِ- الدعمُ الماليُّ والعسكريُّ اللا محدود لإسرائيلَ التِي تعيثُ -الآنَ- فِي فلسطينَ ولبنانَ فسادًا وتدميرًا وتوسُّعًا مدروسًا؛ بحجَّة الدِّفاع عَن نفسِهَا، فضلًا عَن دعمهِ المماثلِ لأوكرانيَا، جارةِ روسيَا المنشقَّةِ عنهَا رغمَ الرَّحمِ الذِي بينهمَا والقرابةِ!.


من ناحيةٍ أُخْرى: هلْ لاحظتُم -مثلِي- أنَّ أقوَى الأعاصيرِ القمعيَّةِ فِي العالمِ تجتاحُ الولاياتِ المتَّحدةَ أكثرَ مِن غيرهَا مِن بُقعِ العالمِ؟ وتكادُ تكونُ بكثرةِ الأعاصيرِ التِي تهبُّ علَى القطبِ الجنوبيِّ؟ هذهِ حقيقةٌ علميَّةٌ مُثبتةٌ.

والأعاصيرُ مِن آياتِ اللهِ فِي الأرضِ، وهِي رياحٌ عاتيةٌ تهبُّ بسرعةِ مئاتِ الكيلومتراتِ فِي السَّاعةِ، وهِي مُدمِّرةٌ بكلِّ مَا تعنيهِ الكلمةُ، ولَا تقدرُ علَى مقاومتِهَا مبانٍ، ولَا أشجارٌ، ولَا عرباتٌ؛ ممَّا بنَى وزرعَ واخترعَ الإنسانُ.


والتَّاريخُ يُنبئنَا أنَّ الأعاصيرَ يُسلِّطهَا اللهُ علَى الذِينَ استقُووا فِي الأرضِ بغيرِ الحقِّ، وظنُّوا أنَّهُم الأقوَى، وقالُوا بعجرفةٍ (مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً)؟، وهذَا مَا يتعجرفُ بهِ الكثيرُ مِن الساسةِ الأمريكيِّينَ، مثلمَا تعجرفتْ بهِ عادٌ الأُولَى، فبعثَ اللهُ إليهَا نبيَّهُ هودًا -عليهِ السَّلامُ-، ولمَّا عصتهُ سلَّطَ عليهِم إعصارًا صرصرًا عاتيًا جعلَهُم أعجازَ نَخلٍ خَاويةٍ.

ومعَ حبِّي للشَّعبِ الأمريكيِّ مِن الناحيةِ الإنسانيَّةِ، إلَّا أنَّني أعتقدُ أنَّ دولتهُم بصيغتِهَا الحاليةِ، والنِّفاقِ الذِي يعيبُ حكومتهَا وبيتهَا الأبيضَ، وانحيازهَا الجائرَ للإسرائيليِّينَ دونَ الفلسطينيِّينَ مسلوبِي الحقوقِ، هِي مُرشَّحةٌ بامتيازٍ -والعلمُ عندَ اللهِ- بأنَّها ستكونُ عادًا الثَّانية، لِمَ لَا؟ إنَّهمَا متطابقان، مَا لمْ تعملُ بصفتِهَا الدولةَ الأقوَى فِي العالمِ علَى إقامةِ دولةِ فلسطينَ المستقلَّةِ، وإعادةِ الحقوقِ لمَن ظلمَهُم اليهودُ لعشراتِ السِّنين وقتلُوا وشرَّدُوا الملايِينَ منهُم، معَ التذكُّر بأنَّ اللهَ هُو الأقوَى، ولوْ أَرادَ إهلاكَ أمريكَا كلَّهَا وليسَ ولايةً واحدةً بإعصارٍ واحدٍ فأمْرُهُ حرفَانِ فقطْ هُمَا: (كُنْ) فيكونُ، أو بينَ الكافِ والنُّونِ، أو حتَّى قبلَهُمَا.. إنْ شاءَ.

أخبار ذات صلة

«ملهِّي» يُسدِّد مخالفات قبيلته.. فبادرُوا
سموتيريتش وإسرائيل الكُبْرَى..!!
يوم الكهرباء
البرامج الجامعية القصيرة مبادرة غير مسبوقة
;
وقفات عند مقولة بحيري: «الإسلام قطعة من اللؤلؤ في بحر من الطين»!
تنمية وتعزيز سلوك الكذب!!
أجل نحن الحجاز.. ونحن نجد
سوسة النخيل
;
التَّنقيب عن المستور!!
ندوة ومؤتمر (عالمية المكانة).. والمسؤولية الوطنية
المعونات الخارجية.. قوة شراء أم قوة ناعمة؟!
قصة «قصيدة» عقوق الابن لأبيه!!
;
لماذا يجب دعم مشروع التقويم المدرسي.. وكيف؟!
حالة !!
أعلام في ذاكرة التاريخ
الولاء للمنظومة.. سر نجاحها