كتاب
الحياة.. رحلة في باخرة
تاريخ النشر: 19 أكتوبر 2024 22:03 KSA
قرأتُ قصَّةً تتكلَّمُ عَن إحدَى الرِّحلاتِ البحريَّةِ التِي تستغرقُ عشرةَ أيَّامٍ، كانَ هناكَ رجلٌ فقيرٌ أرادَ السَّفرَ عبرَ الباخرةِ، ذهبَ لشراءِ تذكرةِ السَّفرِ، وقدَّر ثمنهَا بحوالَى 500 دولارٍ، ولكنَّهُ تفاجأَ حينَ وصلَ دورَهُ فِي الطَّابورِ، بأنَّ سعرَ التذكرةِ 1500 دولارٍ، لمْ يكنْ يملكُ خيارًا سِوَى دفعِ المبلغِ الباهظِ، رغمَ ضيقِ إمكانيَّاتِهِ.
بعدَ أنْ اشترَى التذكرةَ، بدَأَ الرَّجلُ يفكِّرُ فِي مصاريفِ الرِّحلةِ، وخاصَّةً الطَّعامَ علَى متنِ الباخرةِ؛ خوفًا مِن ارتفاعِ أسعارِ الطَّعامِ فِي المطعمِ، قرَّرَ تجهيزَ طَعامَهُ بنفسِهِ. ذهبَ إلَى السوقِ وابتاعَ خُبزًا وجبنًا ومُربَّى وبعضَ الموادِّ التِي تدومُ لفترةٍ طويلةٍ، ومعَ انطلاقِ الرحلةِ، قضَى كلَّ يومٍ يأكلُ مِن طَعامِهِ المتواضعِ، بينمَا يشاهدُ الرُّكابَ الآخرِينَ يستمتعُونَ بتناولِ أشهَى الأطعمةِ فِي مطعمِ الباخرةِ.
علَى مدارِ الأيَّامِ العشرةِ، عاشَ هذَا الرجلُ شعورًا متناقضًا؛ بينَ القناعةِ بمَا لديهِ والتَّحسُّرِ علَى مَا فاتَهُ، كانَ يتساءَلُ: هلْ كانَ يمكنُ أنْ يكونَ هناكَ حلٌّ آخرُ؟ ولكنْ فِي آخرِ يومٍ مِن الرحلةِ، قرَّرَ أخيرًا تجربةَ مطعمِ الباخرةِ ولوْ لمرَّةٍ واحدةٍ، فقطْ، ليكونَ لديهِ قصَّةٌ يحكيهَا عندمَا يعودُ إلى بلدِهِ.
دخلَ المطعمَ، وطلبَ شاورمَا، وأثناءَ انتظارِهِ، سألَهُ الجرسونُ عَن طلباتٍ إضافيَّةٍ، لكنَّهُ رفضَ؛ خوفًا مِن تكاليفَ إضافيَّةٍ. وعندمَا جاءَ الجرسونُ بالحسابِ، كانتِ المفاجأةُ الكُبْرَى، قالَ الجرسونُ للرَّجلِ: «الأكلُ فِي المطعمِ مدفوعٌ ضمنَ ثمنِ التذكرةِ!».
صُدمَ الرَّجلُ واكتشفَ أنَّهُ طوالَ العشرةِ أيَّامٍ كانَ بإمكانِهِ الاستمتاعُ بكلِّ مَا يقدِّمهُ المطعمُ، دونَ دفعِ أيِّ مبلغٍ إضافيٍّ، ولكنَّهُ لمْ يعرفْ بذلكَ.
الحياةُ شبيهةٌ بهذِهِ الرِّحلةِ؛ هِي مرآةٌ للحياةِ نفسِهَا، نحنُ كثيرًا مَا نمرُّ بتجاربَ نعيشُ فيهَا علَى هامشِ الفرصِ المتاحةِ لنَا، نقيِّدُ أنفسَنَا بمخاوفَ وافتراضاتٍ تمنعنَا مِن الاستفادةِ الكاملةِ ممَّا توفِّرهُ لنَا الحياةُ، نفترضُ أنَّ الاستمتاعَ أو السَّعادةَ يتطلَّبانِ مواردَ إضافيَّةً أو تكلفةً عاليةً، بينمَا قدْ تكونُ السعادةُ والراحةُ متاحةً لنَا طوالَ الوقتِ، لكنَّنَا فقطْ لَا نعرفُ عنهَا.
هذِهِ القصَّةُ تمنحنَا درسًا مهمًّا، وهُو؛ لَا تضعْ حدودًا غيرَ حقيقيَّةٍ لنفسِكَ، الحياةُ قدْ تمنحكَ أكثَرَ ممَّا تتوقَّعُ، إذَا توقَّفتَ عَن الخوفِ، واستكشفتَ الفرصَ المتاحةَ.
بعدَ أنْ اشترَى التذكرةَ، بدَأَ الرَّجلُ يفكِّرُ فِي مصاريفِ الرِّحلةِ، وخاصَّةً الطَّعامَ علَى متنِ الباخرةِ؛ خوفًا مِن ارتفاعِ أسعارِ الطَّعامِ فِي المطعمِ، قرَّرَ تجهيزَ طَعامَهُ بنفسِهِ. ذهبَ إلَى السوقِ وابتاعَ خُبزًا وجبنًا ومُربَّى وبعضَ الموادِّ التِي تدومُ لفترةٍ طويلةٍ، ومعَ انطلاقِ الرحلةِ، قضَى كلَّ يومٍ يأكلُ مِن طَعامِهِ المتواضعِ، بينمَا يشاهدُ الرُّكابَ الآخرِينَ يستمتعُونَ بتناولِ أشهَى الأطعمةِ فِي مطعمِ الباخرةِ.
علَى مدارِ الأيَّامِ العشرةِ، عاشَ هذَا الرجلُ شعورًا متناقضًا؛ بينَ القناعةِ بمَا لديهِ والتَّحسُّرِ علَى مَا فاتَهُ، كانَ يتساءَلُ: هلْ كانَ يمكنُ أنْ يكونَ هناكَ حلٌّ آخرُ؟ ولكنْ فِي آخرِ يومٍ مِن الرحلةِ، قرَّرَ أخيرًا تجربةَ مطعمِ الباخرةِ ولوْ لمرَّةٍ واحدةٍ، فقطْ، ليكونَ لديهِ قصَّةٌ يحكيهَا عندمَا يعودُ إلى بلدِهِ.
دخلَ المطعمَ، وطلبَ شاورمَا، وأثناءَ انتظارِهِ، سألَهُ الجرسونُ عَن طلباتٍ إضافيَّةٍ، لكنَّهُ رفضَ؛ خوفًا مِن تكاليفَ إضافيَّةٍ. وعندمَا جاءَ الجرسونُ بالحسابِ، كانتِ المفاجأةُ الكُبْرَى، قالَ الجرسونُ للرَّجلِ: «الأكلُ فِي المطعمِ مدفوعٌ ضمنَ ثمنِ التذكرةِ!».
صُدمَ الرَّجلُ واكتشفَ أنَّهُ طوالَ العشرةِ أيَّامٍ كانَ بإمكانِهِ الاستمتاعُ بكلِّ مَا يقدِّمهُ المطعمُ، دونَ دفعِ أيِّ مبلغٍ إضافيٍّ، ولكنَّهُ لمْ يعرفْ بذلكَ.
الحياةُ شبيهةٌ بهذِهِ الرِّحلةِ؛ هِي مرآةٌ للحياةِ نفسِهَا، نحنُ كثيرًا مَا نمرُّ بتجاربَ نعيشُ فيهَا علَى هامشِ الفرصِ المتاحةِ لنَا، نقيِّدُ أنفسَنَا بمخاوفَ وافتراضاتٍ تمنعنَا مِن الاستفادةِ الكاملةِ ممَّا توفِّرهُ لنَا الحياةُ، نفترضُ أنَّ الاستمتاعَ أو السَّعادةَ يتطلَّبانِ مواردَ إضافيَّةً أو تكلفةً عاليةً، بينمَا قدْ تكونُ السعادةُ والراحةُ متاحةً لنَا طوالَ الوقتِ، لكنَّنَا فقطْ لَا نعرفُ عنهَا.
هذِهِ القصَّةُ تمنحنَا درسًا مهمًّا، وهُو؛ لَا تضعْ حدودًا غيرَ حقيقيَّةٍ لنفسِكَ، الحياةُ قدْ تمنحكَ أكثَرَ ممَّا تتوقَّعُ، إذَا توقَّفتَ عَن الخوفِ، واستكشفتَ الفرصَ المتاحةَ.